غوستاف فلوبير Gustave Flaubert سيرته الذاتية

فوق جبال الأدب، ولاسيما جبال الأدب الفرنسي، يتربع الأديب الفرنسي غوستاف فلوبير. فهل تعرف من هو غوستاف فلوبير Gustave Flaubert سيرته الذاتية بالتفصيل؟

هو كاتب روايات شهير، تميزت كتاباته ورواياته، كونها كانت تزخر بالشخصيات والوصف المفعم بالحيوية. كما كانت خليطًا رائعًا يجمع بين دقة الملاحظة والوعي بمراعاة الصياغة. وبالإضافة لذلك كله، يعتبر غوستاف من الأوائل الذين أسسوا المدرسة الواقعية في الأدب. لذلك تمكن غوستاف أهم روائي في القرن 19، من الوصول لمكانة مرموقة في تاريخ الأدب. واستطاع تخليد اسمه فيه بحروفٍ من ذهب. والآن وبعد هذا التعريف البسيط، سننتقل إلى لب مقالنا ونعرفك بشكل مفصل على الأديب الفرنسي غوستاف فلوبير Gustave Flaubert. وعن كل ما يتعلق برحلته الأدبية العريقة.

من هو غوستاف فلوبير Gustave Flaubert

وُلد الروائي غوستاف فلوبير Gustave Flaubert في مدينة روان الواقعة في دولة فرنسا. وذلك كان بتاريخ 12 ديسمبر من عام 1821 م. دخل غوستاف إلى المدرسة في عمر متأخر حيث تجاوز 10 أعوام، وذلك بسبب خجله الكبير. ولكن خياله كان مشبعًا بالكثير من الحكايا، التي كانت تسردها له خادمة الأسرة، وهذا ما جعل ميوله نحو التاريخ وقصصه كبير جدًا. لدرجة أنه كان يؤلف مسرحيات، ليمثلها في المنزل برفقة أخته. ولكن طموحه كان أكبر من هذا بكثير، فبدأ بكتابة قصص ومقالات وأبحاث، دون علم والده. والذي كان يريده أن يصبح جراحًا مثله. وبعدما حصل على شهادة الثانوية، صارح والده بعدم رغبته في دراسة الطب. فقرر إرساله إلى باريس لدراسة القانون، ولكنه لم يفلح فيه، فتركه واتجه نحو حبه للأدب.

شاهد أيضًا: مو هو نجيب محفوظ

بدايات غوستاف فلوبير Gustave Flaubert

• تأثر غوستاف فلوبير منذ بداية حياته بالأدب، وذلك كان بفطرته. وأيضًا تأثر بالجراحة بسبب رفقته لوالده الجراح في الكثير من الوقت. ولكن ميوله نحو الأدب كانت أقوى بكثير. وكان غوستاف يعاني من مرض الصرع، على الرغم من عدم ظهور الأعراض الأساسية عليه.
• كما ربطته علاقة صداقة قوية مع الفيلسوف ألفريد، وتأثر به بشكل كبير. فقد ابتكرا شخصية خيالية وأطلقا عليها اسم الولد، وكانا ينسبان لها أي كلام مهين.
• ثم في عام 1841 م بدأ بدراسة الحقوق في العاصمة باريس، ولكنه لم يحب المدينة ولا حتى الحقوق، فلم يكمل فيها وانصرف نحو الأدب. وبدأ بقراءة كتاب دون كيشوت، وتأثر به بشكل كبير، حيث أصبح المصدر الأول لإلهامه وفلسفته. وفعلًا كتب عدة مسرحيات وروايات على أثره.
• كما شغل السفر وقراءة روايات شكسبير وقت كبير من حياة غوستاف.
• ثم وفي عام 1846 م توفي والده، وتلته أخته الوحيدة بعد شهرين فقط، وذلك بعد ولادتها لابنتها. فانتقل مع أمه وابنة أخته للعيش في مسقط رأسه مدينة روان.
• وفي عام 1847 م ذهب في رحلةٍ عبر loire وساحل Brittany، وذلك سيرًا على الأقدام، وكانت برفقة صديقه الكاتب مكسيم دوكامب. حيث كتبا خلالها مذكرات عن رحلتهما، ونُشرت مذكرات غوستاف Over fields and shores بعدما توفي، وكانت بعنوان Par les champs et par les grèves.

إنجازات غوستاف فلوبير Gustave Flaubert

• تميزت أعمال غوستاف فلوبير Gustave Flaubert بالدقة والترابط، إذ كان يقضي في كتابة صفحة واحدة أيامًا وأحيانًا أسابيع. وهذا ما جعل أعماله قليلة بالنسبة لأعمال الأدباء في عصره.
• كتب بعض أعماله بناءً على أفكار راسخة في ذهنه منذ أيام المراهقة. كرواية Mémoires d’un fou (Memoirs of a Mad Man)، والتي كتبها بعمر 16 عامًا، والتي كانت تدور حول شغفه بإليزا شليزنغر، حيث لم يستطع أن يعترف لها بحبه إلا بعد مرور 35 عامًا، وذلك بعد وفاة زوجها، فهي كانت متزوجة وتزيده 11 عامًا.
• ثم استمد من إليزا ملامح لشخصية Marie Arnoux في روايته sentimentale L’Education.
• وفي عام 1837 م ألف قصةً تحت عنوان Passion et vertu.
• أما في عام 1839 م شرع في كتابة Smarh، ولكن كتبها على أجزاء. حيث تابع بين عامي 1846 م و1849 م الكتابة فيها، ثم بين عامي 1856 م و1870 م أنهاها. لينشرها في عام 1874 م  بعنوان La Tentation de Saint Antoine، وكانت عبارة عن أربعة أجزاء.
• ثم استغرق غوستاف فلوبير 5 أعوام في كتابة روايته الأدبية العظيمة Madame Bovary، حيث نشرها في عام 1856 م على شكل 5 أجزاء ضمن جريدة Du Camp’s الأدبية. وحظيت هذه التحفة الأدبية بمبيعات هائلة. ولكن وُجه ضد غوستاف العديد من الاتهامات بسبب الفحش والآراء الدينية والاجتماعية الموجودة ضمن هذه الرواية. ولكنه في النهاية تمكن من ربح القضية.
• وبعد ذلك بدأ بكتابة روايته Salammbô، والتي دارت حول Salammbô ابنة Hamilcar في قرطاج القديمة، مستعينًا بكتاب بوليبيوس.
• ثم في عام 1863 م ألف غوستاف كتابه Le Château des coeurs، الذي لم ينشر حتى 1880 م. وتلاه في عام 1873 م مسرحيته Le Candidat.
• كما في عام 1877 م ألف مجموعة قصص خيالية بعنوان  Trois Contes، والتي ضمت 3 قصص. كما برزت من خلالها موهبته، وعُدّت من أهم إنجازاته.
• وبعدها كتب روايته Bouvard et Pécuchet، ولم تُنشر حتى 1881 م. ولاقت سوء فهم كبير للمغزى الذي كان يقصده غوستاف فلوبير.

حياة غوستاف فلوبير الشخصية

غوستاف فلوبير هو ابن الزوجان اخيل فلوبير واني كارولين. وكان والده جراح ورئيس قسم الجراحة وأستاذ أيضًا في مستشفى Hôtel-Dieu في Rouen. وكان لغوستاف أخت وحيدة تدعى كارولين. أما فيما يخص حياته الزوجية، فهو لم يتزوج. ولكنه أحب عدة مرات، فكانت أول حبيبة له شابة إنجليزية تدعى هنرييت كولييه، أما الثانية فكانت السيدة اليزا شليزنغر، ثم أحب الشاعرة لويز كوليه والتي كانت تزيده 13 عامًا، وآخرهن جولييت دروييه والتي ظل يحبها بقية حياته، ورسم تفاصيلها على شخصية إيما بطلة روايته Madame Bovary.

وفاة غوستاف فلوبير Gustave Flaubert

عاش غوستاف فلوبير في جو من الانعزال والوحدة والروتين. وخاصةً بعد زواج ابنة اخته كارولين، التي كانت تقطن معه ومع أمه. ولعل ما زاد الأمر سوءًا وفغة أمه أيضًا في عام 1872 م، فقضى وقته بين التدخين والإفراط في الطعام. حتى دخلت عليه الخادمة في يوم 8 مايو عام 1880 م، فوجدته ملقى على الأريكة، وبعد أقل من ساعة لفظ أنفاسه الأخيرة.

وفي نهاية مقالنا، نكون قد عرفناك على أهم روائي فرنسي غوستاف فلوبير Gustave Flaubert، ووضحنا لك أهم مراحل مسيرته الأدبية بشكل مفصل.