عيد التحرير الكويتي

يحيي الشعب الكويتي على امتداد يومين متتاليين أفراحًا واحتفالاتٍ تمجد ذكرى انتصاراتٍ تاريخيةٍ خطها بدماء شهدائه الزكية. حيث تشهد البلاد في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من شهر شباط فعالياتٍ ونشاطاتٍ تخلد ذكرى صمود الشعب فيما يعرف باليوم الوطني الكويتي، وعيد التحرير الكويتي. نقدم لك عزيز القارئ مقالًا عن عيد التحرير الكويتي، بعد أن كان لنا سويًا محطة سابقةً عن يومه الوطني.

الغزو العراقي للكويت

كان للرئيس العراقي صدام حسين أطماعًا توسعيةً ظهرت جليةُ في حرب الخليج الأولى والثانية. وقد برر الرئيس العراقي دخول قواته إلى الكويت بعدة أسبابٍ نذكر منها:

  • اتهامه للكويتيين بسرقة النفط العراقي عن طريق حفر آبارٍ مائلةٍ قرب حدود البلدين.
  • اعتبر صدام حسين أن لبلاده الحق في السيطرة على جزيرتي بوبيان ووربه التابعتين لدولة الكويت بحجة أنهما بوابة العراق إلى مياه الخليج العربي المفتوحة.
  • عدم التزام الكويت بخطة أوبك لضخ البترول، مما أدى إلى انخفاض سعر برميل النفط. وهذا ما انعكس سلبًا على الاقتصاد العراقي.

بدأ الهجوم العراقي على الكويت في الثاني من شهر آب عام 1990، وانتهى بسيطرة القوات العراقية على كامل أراضي الكويت خلال يومين. ثم أعلن بعدها ضم الكويت إلى العراق، وألغيت سفارات الدول الأجنبية فيها.

عيد التحرير الكويتي

استمر الاحتلال العراقي للكويت سبعة أشهرٍ، دقت فيها الكويت أبواب المنظمات الدولية لحشد الدعم ضد هذا العدوان. في حين ندد مجلس الأمن بالغزو العراقي وفرض حظرًا عالميًا على التجارة مع العراق. من جهةٍ أخرى عمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إنزال قواتها في منطقة الخليج العربي بمشاركة بريطانيا، وفرنسا، ومصر، والسعودية، إضافةً إلى القوات الكويتية. ثم أرسل للجيش العراقي تحذيرات بضرورة الانسحاب الفوري من الكويت. غير أن الرئيس العراقي لم يستجب لهذه التحذيرات وبدأ بحشد قواته استعدادًا للمعركة.
بدأت عملية عاصفة الصحراء بشن غاراتٍ جويةٍ ضد القوات العراقية استمرت لستة أسابيعٍ، وانتهت بتدمير البنية التحتية للقوات العراقية. ثم بدأ الهجوم البري في الرابع والعشرين من شهر شباط عام 1991، وانتهى باستسلام القوات العراقية وتحرير الكويت بعد يومين من بداية الهجوم. ثم أعلن تحرير الكويت من الاحتلال العراقي في السادس والعشرين من شهر آب عام 1991. وقد أصبح هذا اليوم ذكرى يحتفل فيها الكويتيون بانتصار الإرادة فيما يعرف بـ عيد التحرير الكويتي.

أصداء تحرير الكويت من الاحتلال العراقي

صدر قرار رسمي يقضي بتعطيل كافة الجهات العامة في الكويت في السادس والعشرين من شهر شباط من كل عام إحياءً لذكرى تحرير الكويت، حيث تأتي هذه المناسبة بالتزامن مع فعاليات ونشاطات اليوم الوطني الكويتي. ومن جهةٍ أخرى تشكل ثنائية الفخر هذه صفحةَ مشرقةً من صفحات التاريخ الكويتي. وعلى الرغم من مشاعر الفخر والاعتزاز المصاحبة لذكرى تحرير الكويت، إلا أن هذه المناسبة تحمل في طياتها الكثير من الحزن والألم المرتبط بصراع الأشقاء العرب. فقد فقدت الكثير من العائلات الكويتية والعراقية أبناءها، كما شرد وهجر كثيرين، ناهيك عن الضرر الجسيم الذي لحق بالقطاعين العسكري والاقتصادي في كلٍ من البلدين.

فعاليات الاحتفال بعيد تحرير الكويت

تشكل الاحتفالات بعيد التحرير الكويتي امتدادًا للاحتفالات باليوم الوطني الكويتي. يستحضر فيها الكويتيون الكثير من قصص البطولة والفداء والتضحية والصمود التي سطرها الشعب الكويتي في مواجهة المعتدين. ومن شأن هذه الاحتفالات أن تساهم في غرس روح الفخر والولاء والانتماء للوطن. ونذكر من مظاهر الاحتفال بعيد التحرير الكويتي:

  • تزيين الشوارع والأبنية بحبال الزينة، وبالأضواء الملونة المبهجة.
  • رفع العلم الكويتي، في المدارس وعلى الأبراج السكنية العالية.
  • تبادل التبريكات والتهاني، وإلقاء الخطابات التي تحيي الشجاعة الكويتية، وتمجد أرواح الشهداء الذين قضوا في الحرب.
  • نشاطات ثقافية وفنية وترفيهية تتضمن معارض وحفلاتٍ ومسابقاتٍ لتخليد ذكرى صمود الشعب الكويتي.
  • إعداد وتقديم البرامج التلفزيونية الملائمة لهذه المناسبة.
Scroll to Top