يعتبر عيد الأضحى من أهم الأعياد الدينية لدى المسلمين في كل أنحاء العالم فيجتمعون ويصلون ويعيشون الأجواء الجميلة بجانب بعضهم البعض، ويرتبط هذا العيد بشكل وثيق مع عبادة الحج إذ يأتي أول أيامه مباشرةً بعد يوم عرفة فما قصة عيد الأضحى ويوم عرفة؟ ولماذا سميا بهذه الأسماء؟ وكيف يؤدي الحجاج عبادة الحج؟ وما هي المكانة الدينية لعيد الأضحى في الإسلام. كثيرةٌ هي الأسئلة التي قد تخطر في بالك عزيزي المسلم، تابع معنا مقالنا التالي لنجيب على كامل الاستفسارات السابقة.
عيد الأضحى ويوم عرفة
قبل كل شيء يجب أن نقول بأن عيد الأضحى سمي بهذا الاسم تيمّنًا برسول الله إبراهيم عليه السلام الذي كاد أن يضحي بولده إسماعيل امتثالًا لأمر الله تعالى ودليلًا على صدق إيمانه. أما يوم عرفة فهو اليوم الذي يسبق عيد الأضحى مباشرةً (التاسع من ذي الحجة) حيث يصعد الحجاج إلى جبل عرفة وينتظرون فوقه نهارًا كاملًا ينتظرون غروب الشمس ليرموا الجمرات، ومع بزوغ فجر العيد تنحر الأضحيات التي تم نذرها لإتمام مناسك الحج ولهذا السبب يدعى عيد الأضحى بعيد النحر.
مناسك الحج
يجب على المسلم الالتزام بأداء خطوات الحج بالترتيب وبطريقة سليمة حتى يكون حجه مقبولًا، وهي كالتالي:
- التلبية: ينبغي على المسلم أن يردد (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).
- الطواف: يبدأ المسلم في الطواف حول الكعبة الشريفة ويقول العبارة التالية عند دخوله إلى البيت الحرام (بيت الله تعالى) ما يلي: اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة وأمنًا، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبِرًّ.
- السعي: يقوم الحجاج بالسعي بين جبلي الصفا المروة سبعة أشواط. وذلك نسبةً إلى أم النبي إسماعيل صلى الله عليه وسلم التي قطعت هذه المسافة سبع مرات حتى وجدت ماء زمزم وأشربت ولدها منها.
- التوجه إلى منى والنوم وإقامة الصلوات الخمس فيها.
- الوقوف في عرفة حتى غروب الشمس.
- رمي الجمرات وبقصد فيها المسلمون رمي الشيطان وطرده من أماكن الرحمن.
- ذبح الأضحية وإطعام الفقراء والمحتاجين.
- طواف الحج الأخير ويتم بعد ذبح الأضحية.
- المبيت بمنى ورمي الجمرات من جديد.
- الطواف الأخير.
المكانة الدينية لعيد الأضحى في الإسلام
يمتلك عيد الأضحى مكانة مرموقة عند الله تعالى والمسلمين اجمعين، وقد ورد ذكره عدة مرات في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. نذكر منها:
- قال تعالى: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ.
- كما ورد في كتابه الكريم: قَالَ حِينَ وَجَّهَهُمَا: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ.
كما ورد في الحديث النبوي الشريف:
- عَن عائشةَ أنَّ أبا بَكرٍ دخلَ عليْها وعندَها جاريتانِ في أيَّامِ منًى في (عيدِ الأَضحَى) تُغنِّيانِ والنَّبِيُّ متَغَشٍّ بثوبِهِ فانتَهرَهما أبو بكرٍ فَكشفَ النَّبِيُّ عن وجهِهِ. وقال: دَعهُما يا أبا بَكرٍ فإنَّها أيَّامُ عيدٍ.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِ.
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا أعاده الله عليكم بالصحة والعافية، تابعوا موقعنا لتحصلوا على مزيد من المعلومات والفائدة.