عيد الأضحى في السودان 2025

تكبيرات تطرب لها الآذان، وجوقة من روائح المسك والبخور تتعطر بها البيوت، وأطفال ينتظرون بزوغ شمس 10 ذي الحجة ليرتدوا ثيابهم الجديدة فرحًا بقدوم عيد الأضحى، أو العيد الكبير كما يطلق عليه السودانيون الذين ينتظرون قدوم ضيفهم السنوي بأجواء فريدة وملامح غريبة، جعلت عيد الأضحى في السودان، من أجمل الأعياد الدينية، والذي يعتبر أحياء لذكرى حادثة سيدنا إبراهيم عليه سلام الله، عندما أراد أن يضحي بولده سيدنا إسماعيل امتثالًا لأمر الله تعالى فأمره الله بفديه بذبح كبش. ومن ثم وهب الله عيد الأضحى للمسلمين كي يتقربوا من الله لما فيه من عبادات عظيمة وحسنات كثيرة، ويغفر لهم ذنوبهم ويفرح فيه الفقراء لما يأتيهم من لحم الأضحيات، وكثرة الخير عليهم.

موعد عيد الأضحى في السودان 2025

حدد عيد الأضحى في السودان للعام الجاري، يوم السبت من شهر يوليو الموافق ل 10 ذي الحجة 1446. حيث يقف المسلمون قبله بيوم على جبل عرفة لتأدية أهم ركن في الحج. ويحتفلون المسلمون في جميع أصقاع الأرض في اليوم التالي بعيد الأضحى المبارك.

عيد الأضحى المبارك في السودان 2025

تتشابه معظم الدول الإسلامية بممارسة طقوس عيد الأضحى، أو العيد الكبير، أو عيد النحر. كما يسمونه أيضًا حيث يتم فيه ذبح الأضاحي وذلك ضمن مناسك تحدد نوع الأضحية وفقًا للسنة النبوية. التي يتمسك بها أهل السودان الذي يشكل المسلمون 96 بالمئة من شعبه. حيث ينتظرون عيد الأضحى من عام إلى عام ليضفو عليه شيء من لمستهم تجعل طقوسه فريدة ومميزة، عن باقي شعوب العالم. يبدأ الاحتفال بعيد الأضحى عند السودانيون قبل بضعة أيام. حيث تتلمس أجواء الحماس في كل البيوت انطلاقًا من مشهد النساء والفتيات اللواتي يقمن بتنظيف بيوتهن وترتيبها ثم تطيبها بروائح التيمان. وهو تقليد متوارث من أجيال يتكون من خليط البخور مع اللبان وبعض الأعشاب. انتهاء بذبح الأضاحي وفق تقاليدهم الخاصة.

حيث يستيقظ معظم السودانيون في الساعات الباكرة من فجر العيد. ويرتدي معظم رجالهم الزي السوداني المكون من الجلابية والعمامة السودانية، ثم يتوجهون إلى الجوامع لتأدية صلاة العيد الجماعية. وبعد الانتهاء يتبادلون المباركات السعيدة، ثم يتوجه كل شخص لتقديم الأضاحي

عيد الأضحى المبارك في السودان
تقديم الأضاحي في عيد الأضحى في السودان

حيث أن اليوم الأول مخصص لذبح الأضاحي، والتي تعتبر من أهم شرائع عيد الأضحى ومن ثم توزيعها على الفقراء. فيما أن من لا يستطيع أن يضحي بسبب سوء وضعه. تصبح لديه لحمة الأضحية كثيرة لأن كل شخص سيأتيه بكمية من اللحم، وهذا إن دل على شيء يدل على شهامة أهلنا في السودان. في هذا الوقت تقوم النساء مجتمعة لطهي الطعام والاحتفال داعية كل من حولهم فرحًا بالعيد.

ومن اللافت أن العيد في السودان يعتبر فرصة للتصالح، وغسل الضغائن بين القوب وإنهاء الخلافات، فيأتي الصغير ليطلب الصفح من الكبير ممن نشأت بينهم خلافات خلال العام، وكما هي العادة لا أحد يرفض طلب التسامح.

أشهر مأكولات عيد الأضحى في السودان

يقدم السودانيون أطباق خاصة بعيد الأضحى تضفي على العيد مذاقًا خاصًا ومتميزًا يعكس شيئا من تراثه. ففي أول يوم كما هي العادة بعد العودة من صلاة العيد، يتناول السودانيون طبقهم المميز وهو العصيدة. المكون من الماء مع الدقيق، مضافًا إليه اللحم المفروم وقليل من البامية المطحونة والمجففة، المسماة ب الويكة. ريثما يتم الانتهاء من ذبح الأضاحي في جو يغلب عليه الفرح والسرور.

وبعد ذلك يقومون بتقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام. الأول مطبوخ يطلق عليه كباب الحلة، والثاني مخصص للشواء، والثالث يدعى المرارة. المكون من أحشاء الأضحية سواءً أكانت ماعز أو خروف، وهي الكبد والطحال والرئة والكلى. ليتم تتبيلها بمواد مخصصة بعد تنظيفها بشكل جيد ورشها بسائل العصارة الصفراوية، والليمون ويضاف إليها الفلفل الأحمر شديد الحرورة. من أجل أكلها نيئة أما إذا تم طبخها فيطلق عليها كمونية. أما رأس الخروف فيترك لليوم الثالث من العيد ويسمونه الباسم. حيث يتم وضعه في موقد النار إلى حين نضجه، لترش فوقه البهارات المختلفة والبصل المبروش. ولذلك وتمسكا بالقيم والمبادئ تؤخذ كل هذه الأصناف لتقدم على سفرة كبير القوم. وهو أكبرهم سنًا ليدعو جميع أفراد منطقته فيحتفلوا سوية ويتبادلون المباركات فيما بينهم.

عيد الأضحى في السودان مذاق خاص يعكس تراثه

ومن بين المأكولات التراثية ما يسمى ب المفروك، الذي هو عبارة عن خضار طازج. حيث يفرك وتضاف إليه الشوربة بعد طاهيها ويبقى الخضار كما هو حفاظًا على قيمته الغذائية. كما أنه يقدم إلى جانب المفروك الكسرة وهو نوع من الخبز. في حين يبقى التمر بكل أنواعه سيد السفرة السودانية في العيد. حيث يقدم كنوع من الحلويات سواء أكان مجففًا أو رطبًا أو على شكل عجوة، يكون التمر بداخلها مطبوخًا تسمى مديدة البلح.

أما بالنسبة للمشروبات فيقدم الشربوت أو مشروب النوبة كما يطلق عليه القدماء، وهو مشروب خاص بأهالي السودان كما أنه يعتبر جزء من تراثهم، حيث يصنع من التمور مضاف إليها بعض البهارات التي تضفي مذاقًا شهيا كالزنجبيل، والقرفة، والكمون، والهبهان. ويعود أسمه إلى أهالي النوبة القدماء القاطنين حول النيل منذ آلاف السنين، وما زال أهالي السودان متمسكون بهذه العادة حتى وقتنا هذا، ويظن أن (الشربوت) يسرع في عملية الهضم، كما أنه يساعد على الاسترخاء.

زفة عيد الأضحى في السودان

زفة عيد الاضحى  في السودان

كما يمتاز أهالي السودان بفاعلية خاصة في العيد احتفظوا فيها حتى وقتنا هذا، حيث يتوجه معظم سكان العاصمة الخرطوم إلى ولايتهم، التي تنتمي أصولهم إليها ليقضوا عطلة العيد مع أسرهم وأقربائهم، فتجد الولايات تعج بالسودانيين وخصوصًا يوم وقفة عرفة، حيث تكون الشوارع مليئة بالأطفال المبتهجين بقدوم العيد، والذين يقومون بالزفة حيث يطوفون في أرجاء المنطقة وفي الشوارع الرئيسية وفي مقدمتهم المسؤولين القاطنين في هذه المنطقة، ليزفوا قدوم العيد، وترافقهم ألم يمتاز أهالي السودان بفاعلية خاصة في العيد احتفظوا فيها حتى وقتنا هذا، حيث يتوجه معظم سكان العاصمة الخرطوم وسيقى الشعبية الأصيلة، كما يشارك في الزفة أبناء القبائل السودانية المجاورة، الذين يقومون بترديد الأناشيد الدينية، ثم يعرضون فنونهم وعاداتهم التراثية القديمة شديدة الخصوصية، لذلك وللأسف بدأت بالتراجع حديثا تأثرًا بالحضر.

ومن الأمور الأكثر روجا في العيد، كثرة الزيجات حيث يأتي معظم المغتربون من أصقاع الأرض، ليتباركو مع أهلهم فيعتبرونها فرصة لعقد القران والزواج.

وفي الختام أتمنى أن أكون قد نقلت لكم باختصار مراسم عيد الأضحى المبارك في السودان، متمنية أن تنالوا شرف زيارة هذا البلد الشقيق مستمتعين بأجواء العيد، وكل عام وأنتم بألف خير.

Scroll to Top