يرتبط ظهور الوحمات بالكثير من الاعتقادات الشعبية السائدة في الثقافة العربية، وبعض الثقافات الأوربية كالإيطالية والإسبانية. إذ يعتقد البعض في هذه الدول أن تجاهل المرأة الحامل لما يسمى “مرحلة الوحم” يؤدي إلى ظهور علامةٍ على جسد المولود الجديد مشابهةٍ لنوع الطعام الذي رغبت فيه أثناء حملها، إلا أنها لم تتمكن من الحصول عليه. وتعرف الوحمة بأنها مصطلح طبي يشير إلى علامةٍ خلقيةٍ تظهر على جلد المولود الجديد عند ولادته، أو خلال الأسابيع الأولى التالية لولادته. ويرجع أصل التسمية إلى الكلمة اللاتينية naevus والتي تعني علامة الولادة.
وقد تظهر الوحمات في مناطقٍ مختلفةٍ من الجسم. إلا أن تلك التي تظهر على الوجه هي التي تحظى بالاهتمام الأكبر. حيث قد يكون لها تأثيرًا كبيرًا على شكل صاحبها وإطلالته. وفي حين يجد البعض في هذه الوحمات علامةً مميزةً، ويعتبرها معيارًا من معايير الجمال، يراها البعض الآخر من العيوب التي لا بد من استخدام إحدى طرق علاج وحمات الوجه لإزالتها.
وتشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب ثمانين في المئة من المواليد الجدد يولدون بواحدٍ من أنواع الوحمات. وأن بعض هذه الوحمات قد ترافقهم طيلة حياتهم، فيما قد يزول بعضها الآخر تلقائيًا. فإذا كنت عزيزي القارئ تملك واحدةً من هذه الوحمات، وقد بدأت تشعر بأنها تسبب لك حرجًا، أو ازعاجًا، فلا تجعل الأمر يستمر أكثر، واختر ما يناسبك من طرق علاج وحمات الوجه التي قدمناها لك بعنايةٍ في مقالنا التالي.
علاج وحمات الوجه
يمكن أن يتغير لون وحمات الوجه واتساعها مع الوقت، إلا أنها في معظم الأحيان لا تشكل خطرًا. لذا من الأفضل عدم إزالتها، باستثناء بعض الحالات الخاصة التي قد تؤثر فيها بشكلٍ كبيرٍ على المظهر العام لصاحبها. إضافةً إلى بعض حالات الأورام الوعائية تفاديًا لارتفاع خطر الإصابة بسرطان الجلد. وتحدد آلية إزالة الوحمة بالتنسيق مع طبيب الجلدية المختص، وبحسب نوع الوحمة وحجمها وموقعها. ويمكن تقسيم طرق علاج وحمات الوجه إلى علاجٍ بالعمليات الجراحية، أو باستخدام الليزر، أو باستخدام عقاقير الكورتيكوستيرويد وحاصرات المستقبل بيتا. كما أن هناك طرقًا طبيعيةً لعلاجه
علاج وحمات الوجه بالعمليات الجراحية
تستخدم هذه الطريقة في إزالة وحمات الوجه الوعائية الدموية الموجودة في سطح الجلد. ويمكن إجراء هذه العمليات في العيادة الخارجية لطبيب الأمراض الجلدية المختص، إذ لا تعتبر من العمليات الجراحية الكبرى التي تحتاج إلى تخديرٍ عامٍ، إنما يجري فيها التخدير الموضعي بالقرب من موقع الوحمة، ثم يتم استئصالها باستخدام الأدوات المناسبة. غير أن هذه طريقة تعتبر غير مرغوبةٍ، لكونها تترك ندوبًا جراحيةً بحاجةٍ إلى عمليات تجميلٍ أيضًا لإزالتها.
علاج وحمات الوجه باستخدام الليزر
تستخدم هذه الطريقة في إزالة وحمات الوجه الخمرية أو البنية اللون. ويعتبر جهاز الليزر الصباغي النابض أكثر الأنواع استخدامًا. حيث يوضع الجهاز، وهو جهاز صغير يشبه القلم على مكان الوحمة، بحيث يصدر شعاعًا ليزريًا يخترق الجلد بعمق ميليمترين يعمل على تدمير وتفتيت الأوعية الدموية المتسببة في ظهور هذه الوحمة. وعادةً ما تختفي أثار هذه الوحمة بعد أسبوعين تقريبًا من بداية العلاج. ويختلف عدد جلسات علاج وحمات الوجه بالليزر من شخصٍ لآخر بحسب شكل الوحمة وحجمها، وقد يحتاج الأطفال لأكثر من جلسةٍ لضمان علاجها بشكلٍ كاملٍ، وتشير الدراسات أن العلاج بالليزر يكون أكثر فاعلية كلما كان السن أصغر.
ومن عيوب هذه الطريقة أن الحرارة الزائدة التي يولدها جهاز الليزر قد تتسبب في إيذاء الجلد وحرقه، لذا يعمل الطبيب المختص على تخفيض درجة حرارة الجهاز في مكان الوحمة لضمان سلامة الجلد وعدم التهابه، أو تحسسه. كما يوجه المريض بوضع قطعٍ من الثلج لتقليل التهاب واحمرار الجلد بعد العملية مباشرةً، مع الانتباه إلى ضرورة استعمال مراهم الوقاية قبل الخروج تحت أشعة الشمس.
علاج وحمات الوجه باستخدام عقاقير الكورتيكوستيرويد وحاصرات مستقبل بيتا
تعمل عقاقير الكورتيكوستيرويد المضادة للالتهاب، وحاصرات مستقبل بيتا المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم، على تقليص حجم الأوعية الدموية المشكلة للوحمات، وتقليل وصول الدم إليها، مما يؤدي إلى انكماش حجم الورم الوعائي وتغير لونها للون الفاتح. وفيما يمكن استخدام عقاقير الكورتيكوستيرويد بتناولها عن طريق الفم، أو عن طريق حقنها مباشرةً في الوحمة، فإن حاصرات مستقبل بيتا تستخدم بشكلٍ موضعيٍ للحصول على نفس النتائج.
علاج وحمات الوجه بالطرق الطبيعية
تعتمد الطرق الطبيعية المستخدمة في إزالة وحمات الوجه على معرفة نوع البشرة وتكوينها الداخلي، ثم اختيار المادة الطبيعية المناسبة لعلاجها. وفيما يلي بعض المواد الطبيعية المستخدمة في العلاج:
- زيت الزيتون: يعتبر زيت الزيتون مرطبًا طبيعيًا للبشرة، ويعمل على تقليل لون الوحمة بالتدريج حتى تزول بشكلٍ نهائيٍ. حيث توضع بضع نقاطٍ منه فوق الوحمة مع إجراء مساجٍ بسيطٍ، ثم تترك يومًا كاملًا للحصول على نتائجٍ جيدةٍ.
- زيت الخروع: يعتبر من أهم الزيوت المستخدمة لتخيف لون الوحمات عند الأطفال. ويستخدم بنفس طريقة استخدام زيت الزيتون، وبشكلٍ يوميٍ، ويعطي نتائج جيدةً في مدةٍ لا تتجاوز ثلاثة أشهرٍ.
- عصير الليمون أو عصير البندورة: يوضع العصير على البشرة في موقع الوحمة، ويترك لمدة عشرين دقيقةً مع التدليك، ثم تغسل المنطقة بالماء الدافئ. يمكن تكرار هذه العملية أربع مراتٍ في الأسبوع، حيث تساعد هذه الطريقة في التفتيح الطبيعي للون البشرة.
- محلول اليود: يساعد هذا المحلول في التخلص من الشامات بشكلٍ نهائيٍ، حيث توضع بضع قطرات منه على الشامة بمعدل مرتين يوميًا، ويجب أخذ الحذر عند استخدام هذا المحلول لأنه يعتبر من المواد السامة.
- خل التفاح: يمكن استخدام خل التفاح منفصلًا أو يمكن مزجه بعصير البصل، ثم تدلك الوحمة به ويترك حتى يجف، ثم يغسل الجلد جيدًا بالماء، وتكرر العملية يوميًا حتى تزول الوحمة بشكلٍ نهائيٍ.
- فاكهة البابايا، أو المشمش: تحتوي فاكهة البابايا على مادةٍ تسمى البابايين التي تساعد في تجديد خلايا الجلد، وتعمل على تقشيره وتفتيح الأماكن الداكنة فيه. لذا يمكن وضع شرائح من هذه الفاكهة على الوحمة بشكلٍ يوميٍ للحصول على نتائجٍ جيدةٍ. كذلك تؤدي شرائح المشمش نفس النتيجة لاحتوائها على موادٍ مقشرةٍ للخلايا الميتة.