تعددت أساليب علاج سوء الهضم أو كما يطلق عليه (عسر الهضم). حيث تختلف الطريقة المتبعة اعتمادًا على السبب المحرض للمرض وشدة المرض وحالة المريض أيضًا. يعتبر هذا المرض مشكلة شائعة ومزمنة تحدث عند معظم الناس تقريبًا. يعاني فيها الفرد من ألم في منطقة الشرسوف (أو الجزء العلوي من البطن)، عادةً يكون مترددًا ومستمرًا لفترة من الزمن. كما قد يشعر المريض بالحرقة في المعدة أو المريء وانتفاخ في البطن. في أغلب الأحيان لا تحتاج الحالة لعلاج دوائي من قبل الطبيب، فيتعامل معها المريض لوحده في المنزل. بينما يمكن لأي تغيير في نمط حياته أن يساعده على تجاوز الحالة المرضية أو التخفيف منها. لكن إذا تركت أعراض عسر الهضم دون علاج، فقد تتداخل مع نوعية حياتك وتؤثر عليها سلبًا. لذا سنساعدك في هذا المقال على اكتشاف عدة طرق تفيدك في علاج سوء الهضم والوقاية منه، كما سنشرح دور الأعشاب في التقليل من اضطرابات الجهاز الهضمي.
علاج سوء الهضم بالأعشاب
إن الدراسات التي صدرت حول العلاجات الطبيعية والمنزلية لعسر الهضم قليلة. وبالرغم من هذا، هنالك العديد من العلاجات التي تستحق الذكر، ومنها:
- النعناع: يمكن أن يكون النعناع عبارة عن أوراق طازجة أو جافة تستخدم في الطعام أو كشراب. له فوائد عديدة، فهو يقلل من أعراض الجهاز الهضمي على اختلافها وتنوعها مثل الغازات والانتفاخ والألم. حيث يعمل على التخفيف من تشنجات الأمعاء لأنه يمنع العضلات الملساء من الانقباض الشديد وغير الطبيعي. لذلك يستخدم في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة كعسر الهضم ومتلازمة القولون العصبي.
- الزنجبيل: أثبت الزنجبيل أنه يخفف الغثيان، فهو علاج طبيعي وشائع لاضطراب المعدة وعسر الهضم. يحتوي الزنجبيل على مواد كيميائية تسمى gingerols وshogaols التي يمكن أن تسرع تقلصات المعدة. قد يؤدي ذلك إلى نقل الأطعمة التي تسبب عسر الهضم عبر المعدة بسرعة أكبر. يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطراب في المعدة محاولة إضافة الزنجبيل إلى طعامهم أو شربه كشاي.
- البابونج: قد يكون فعالًا في تحسين عملية الهضم وتخفيف آلام المعدة والأمعاء. حيث أنه يقلل من حموضة المعدة ونمو البكتيريا المسببة للقرحة أيضًا، لذلك يساهم في منع تطور القرحة في المعدة. له فوائد أخرى تعود على الجسم ومنها (يساعد على النوم وتهدئة القلق وله تأثيرات مضادة للالتهاب).
- عرق السوس: يحتوي جذر عرق السوس على مواد قد تساعد في تقليل الالتهابات والتشنجات الهضمية.
- اليانسون: يمكن أن يحمي من حدوث القرحة المعدية لأنه يقلل إفراز الحمض. وبالتالي يخفف من الأعراض التي قد تسببها مثل عسر الهضم والغثيان والحموضة.
- الشمر: تلعب بذور الشمر دورًا مضادًا للتشنج، فهي تساعد على التخلص من الغازات وتخفيف التشنجات. بالإضافة إلى تهدئة الأعراض الأخرى كالغثيان.
علاج سوء الهضم في المنزل بوصفات طبيعية
- القرنفل: يحتوي القرنفل على مواد قد تساعد في تقليل الغازات في المعدة وزيادة إفرازات المعدة. يمكن أن يساعد ذلك في تسريع عملية الهضم البطيئة، مما قد يقلل الضغط والتشنج. كما يقلل من الغثيان والإقياء أيضًا. من الممكن تناول ملعقة صغيرة أو ملعقتين صغيرتين من القرنفل المطحون أو المسحوق مع ملعقة صغيرة من العسل مرة واحدة يوميًا قبل النوم.
- الكمون: تحتوي بذور الكمون على مكونات فعالة تساعد في تقليل عسر الهضم وأحماض المعدة الزائدة، ويحمي من التهاب الأمعاء قليلًا، كما يعمل كمضاد للميكروبات. يمكن لأي شخص يعاني من اضطراب في المعدة محاولة خلط 1 أو 2 ملعقة صغيرة من الكمون المطحون أو مسحوق الكمون في وجباتهم.
- عصير الليمون الحامض مع صودا الخبز والماء: تشير بعض الدراسات إلى أن خلط عصير الليمون في الماء مع قليل من صودا الخبز يمكن أن يساعد في تخفيف العديد من مشاكل الجهاز الهضمي. حيث أن بيكربونات الصوديوم تساهم في تقليل الغازات وتخفيف عسر الهضم. يمكن أن تساعد الحموضة والعناصر الغذائية الأخرى الموجودة في عصير الليمون على هضم وامتصاص الدهون والكحول وتقليل الحموضة في المعدة.
- القرفة: تحتوي القرفة على العديد من مضادات الأكسدة التي قد تساعد في تسهيل عملية الهضم وتقليل مخاطر تهيج وتلف الجهاز الهضمي. كما تساعد المواد الأخرى الموجودة في القرفة في تقليل الغازات والانتفاخ والتشنج والتجشؤ. يمكن إضافة ملعقة صغيرة منها إلى الوجبات أو خلطها مع الشاي.
- العسل: يساهم في تهدئة بطانة المعدة المتهيجة ومعالجة أي أذية أو ضرر فيها. كما يساهم في محاربة البكتيريا المسؤولة عن القرحة المعدية وتقليل الالتهاب. بالإضافة لخواصه المضادة للأكسدة. ويعتبر العسل المضاف للماء الساخن مع الليمون من العلاجات المنزلية الفعالة لهذا المرض.
طرق الوقاية من سوء الهضم
- تناول وجبات عديدة بكميات قليلة مقسمة على مدار اليوم.
- تجنب الأطعمة التي يصعب هضمها مثل (الأطعمة الغنية بالتوابل والأطعمة الدهنية والمقلية أو المالحة جدًا).
- يحتاج الجسم إلى الماء لهضم وامتصاص العناصر الغذائية. فإن الإصابة بالجفاف تجعل عملية الهضم أكثر صعوبة وأقل فاعلية.
- يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في المعدة والأمعاء تجنب الاستلقاء أو الذهاب إلى الفراش مباشرة بعد الطعام. كما يفضل أن يدعم الشخص رأسه ورقبته وأعلى صدره بوسائد بزاوية 30 درجة تقريبًا.
- تجنب التدخين وشرب الكحول.
- تناول الطعام بشكل بطيء وطبيعي.
- إنقاص الوزن الزائد.
- التقليل من كمية الكافيين والمشروبات الضارة.
- الاسترخاء والحصول على قسط كاف من الراحة والنوم.
- كما ينصح بأخذ حمام دافئ أو استخدام كيس التدفئة. فالحرارة تساعد على إرخاء العضلات المتوترة وتخفيف عسر الهضم.
- محاولة استبدال الأدوية المسببة لعسر الهضم بطرق وأساليب علاجية أخرى.
العادات الغذائية التي تسبب سوء الهضم
لا يعد عسر الهضم مرضًا بحد ذاته بل عادة يكون مصحوبًا ببعض الأمراض أو الممارسات الغذائية الخاطئة. سنعرض بعض العادات الغذائية الخاطئة التي تمارس يوميًا دون أخذها بعين الاعتبار، مثل:
- تناول كميات كبيرة من الطعام وبشكل سريع.
- الاستلقاء بعد الأكل مباشرة.
- تناول الأطعمة الغنية بالدهون والتوابل.
- التدخين وشرب الكحول بنسبة كبيرة وبشكل متكرر.
- الإجهاد النفسي والتعب الجسدي.
- تناول أدوية تحرض المرض مثل (المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية).
أعراض سوء الهضم الشائعة والمثيرة للقلق
قد يكون لديك واحدًا أو أكثر من الأعراض التالية:
- ألم أو شعور بالحرقة أو عدم الراحة في الجزء العلوي من البطن.
- الشعور بالشبع في وقت مبكر جدًا أثناء تناول الوجبة.
- الشعور بعدم الراحة بعد تناول الوجبة.
- النفخة والإحساس بامتلاء البطن.
- التجشؤ.
- الغثيان مع أو بدون إقياء.
لكن يجب عليك أيضًا مراجعة الطبيب على الفور إذا استمر عسر الهضم لديك لأكثر من أسبوعين متتالين، أو كنت تعاني من إحدى الأعراض التالية:
- براز بلون أسود.
- إقياء شديد ومتكرر أو مترافق مع الدم.
- صعوبة في البلع أو ألم عند البلع.
- فقدان الوزن الشديد وغير المقصود.
- ضيق في التنفس.
- ألم في الصدر قد يمتد إلى الكتف والذراع.
- اصفرار العينين أو الجلد.
- كثرة التعرق.
إذا كنت لا تستطيع تدبير عسر الهضم في المنزل، فتحدث مع طبيبك. يمكن أن يساعدك في تحديد السبب الكامن وراء مشاكل الهضم لديك واختيار الطريقة المناسبة لعلاجك.