علاج خراج الثدي عند المرأة، يمكننا القول بأن أمراض الثدي من أكثر الاضطرابات التي قد تلقي الخوف في قلب المرأة وتدفعها إلى مراجعة الطبيب. وتعتبر كتل الثدي شائعة نسبيًا إذ تترافق مع تقدم العمر وخلل التوازن الهرموني في جسم المرأة. وسنتحدث في هذا المقال عن خراج الثدي (Breast abscess) الذي يُعرف بكونه التهاب موضعي مؤلم كتلي الشكل في غدة الثدي ويترافق مع أعراض أخرى مزعجة للمرأة. فإن كنتي تتساءلين سيدتي عن أسباب خراج الثدي وكيفية علاجه تابعي معنا مقالنا التالي.
الأسباب الشائعة لخراج الثدي
تختلف الأسباب التي قد تسبب خراج الثدي باختلاف عمر المرأة ووضعها الصحي والاجتماعي. كما يلعب الجهاز المناعي دورًا رئيسيًا في هذا المجال. فالمناعة الضعيفة لن تكون قادرة على مكافحة الجراثيم والعوامل الممرضة التي تغزو غدة الثدي وبالتالي يساعد ذلك في تشكل الخراج وتطوّره. على سبيل المثال نذكر من الأسباب الشائعة لخراج الثدي:
• أولًا تشققات الحلمة عند المرأة المرضعة:تعتبر المرأة المرضع من أكثر النساء تعرّضًا لحدوث خراج الثدي إذ تؤدي عملية الرضاعة والرض المتكرر على الحلمة إلى تشققها. وبعد ذلك تدخل البكتريا الموجودة في لعاب الرضيع وفمه إلى غدة الثدي من خلال التشققات السابقة. مما يؤدي في النهاية إلى وصول هذه العوامل الممرضة إلى النسيج الداخلي وحدوث الخراج.
• ثانيًا الرض الخارجي على غدة الثدي: يساعد الرض الخارجي على تأمين ممر لدخول الجراثيم إلى داخل نسيج الغدة. تتكاثر هذه الجراثيم موضعيًا مؤديةً إلى التهاب وتجمع قيحي واضح ومؤلم.
• ثالثُا انتقال العوامل الممرضة إلى الثدي من عضو آخر مصاب داخل الجسم:يمكن أن تنتقل الجراثيم عن طريق الدم إلى النسيج الغدي في الثدي وتسبب التهابه.
• رابعًا نقص قدرة الجهاز المناعي على مكافحة العوامل الممرضة والتغلب عليها: ونشاهد ذلك عند مريضات السكري واللواتي يتناولن الأدوية الكابتة للمناعة (في سياق الأمراض المناعية الذاتية).
أعراض خراج الثدي عند المرأة
تعاني المرأة المصابة بخراج الثدي من مجموعة من الأعراض المزعجة التي تجعلها تقصد عيادة الطبيب بحثًا عن المساعدة الطبية. وأهم الأعراض هي:
- أولًا تورّم واحمرار موضعي في الثدي.
- حرارة مرتفعة قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
- ألم موضعي فوق الخراج بالإضافة إلى اشتداد الألم بشكل كبير عند الضغط عليه.
- كما ينتشر الألم على طول الذراع والكتف الموافق للثدي المصاب.
- بالإضافة إلى تعب وإنهاك.
- كما تصبح المرأة غير قادرة على القيام بالنشاطات المجهدة أو رعاية أطفالها.
- كذلك عدم قدرة المرأة المرضع على متابعة الإرضاع لأن نقص إنتاج الحليب في الثدي المصاب يمنعها من ذلك.
- اضطرابات هضمية ناتجة عن سوء الحالة العامة للمريضة فقد تعاني من الغثيان والإقياء المتكرر.
طرق علاج خراج الثدي
تختلف طرق علاج خراج الثدي باختلاف سببه وحجمه وشدة الالتهاب في الثدي المصاب. وتتنوع طرق العلاج هذه بين الإجراءات البسيطة المحافظة والجراحة الفورية كالتالي:
- يجب على الطبيب أن ينصح المريضة بوضع كمادات دافئة فوق منطقة الخراج إذ تساعد في تعزيز التروية الدموية وتخفيف الألم والانتفاخ.
- سحب الحليب من ثدي المرضع لتخفيف الاحتقان الحاصل والمساعد على تطوير العملية الالتهابية.
- ينبغي أن تتناول المرأة الأدوية (المضادات الحيوية) المناسبة بانتظام لفترة يحددها الطبيب المشرف على حالتها.
- يلجأ الطبي إلى الجراحة عندما لا تنفع الطرق السابقة في علاج الأعراض وتستمر على الرغم من الالتزام بالدواء. ففي حال كان الخراج صغيرًا سطحيًا (تحت الجلد مباشرةً) يقوم الطبي بإدخال إبرة مناسبة ويرشف القيح الموجود. أما الجراحة فيتم اللجوء إليها إذ كان الخراج كبير وعميق ضمن غدة الثدي.
النصائح العامة للوقاية من الإصابة بخراج الثدي
- الإرضاع المنتظم والحرص على تفريغ الثدي بشكل شبه كامل بعد كل رضعة.
- علاج تشققات الحلمة وتجنّب إرضاع الطفل في حال وجودها.
- المحافظة على نظافة حلمة الثدي وغسلها باستمرار بعد كل رضعة لإزالة لعاب الطفل الموجود عليها.
- تناول الأدوية بانتظام مع مراعاة الالتزام بتعليمات الطبيب بدقة ومراجعته دوريًا حتى تتراجع الحالة بشكل كامل.
- تجنب الرضوض المتكررة على الثديين وارتداء الحمالات المريحة والواسعة التي لا تضغط على الثدي.
- ترطيب الحلمات باستمرار واستخدام مرهم يحتوي على صاد حيوي لزيادة الحماية.
- مراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض بشكل فوري من أجل تجنّب الجراحة قدر الإمكان.
وهكذا نكون قد تحدثنا عن أسباب وعلاج خراج الثدي عند المرأة وحاولنا قدر الإمكان إيصال المعلومات المهمة للقارئ.