لكل منا أحلامه وأمانيه في رحلة حياته والكثير منا يطمح ليكون ناجحًا في هذه الرحلة، فهل من قواعد للنجاح في الحياة؟ تكبر الأحلام معنا منذ طفولتنا وترافقنا في كل خطواتنا. لتصبح المحفز الأكبر ومصدر الأمل الأهم الذي يمدنا بطاقة الكفاح. وتتنوع هذه الأحلام فمنا من يطمح للوصول إلى الثروة ومنا من يسعى للوصول لأعلى درجات العلم والمعرفة. في حين أن البعض الآخر يتجلى حلمه ببيت دافئ وأسرة ومحبة.
فكيف لنا أن نصل لهذه الأحلام ونعانقها؟ سنتعرف في مقال اليوم على أهم قواعد النجاح التي يمكن أن تطبقها في مجالات مختلفة من حياتك. كالدراسة والعمل وحتى في حياتك الاجتماعية والعاطفية. فعلى الرغم من أن كل إنسان فينا حالة مميزة واستثنائية في هذه الحياة ونجاحه في أمر ما لوحة مستقلة عن غيرها من لوحات الإنجاز الإنساني. إلا أن النجاح يقوم على بعض المبادئ والقواعد الثابتة والمرنة في نفس الوقت.
عشرة قواعد للنجاح في الحياة
يحتاج الإنسان وسط مهام الحياة اليومية إلى طريق واضح تزينه أضواء الأمل. لنتجنب الضياع ونتسمك بالمسار الصحيح. وحين يكون النجاح الغاية والهدف من هذا المسار، فهنا علينا التروي لأن النجاح ما هو إلا الثمرة المباركة للسلوك الصحيح. ويمكن للإنسان بقدراته العظيمة وبالنعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى عليه بها، أن يصل لغايته مهما بدت صعبة المنال.
ويمكنه بفضل العقل البشري أن يتعلم كيف يرسم خطواته بذكاء ليجعل المستحيل من أوهام الماضي. عزيزي القارئ إن كنت تبحث عن وسيلة تمكنك من النجاح في حياتك فإليك أهم قواعد النجاح التي ستكون لك عونًا في أيامك القادمة.
تحديد الهدف والتخطيط الذكي: لتكون ناجحًا في أمر ما فعليك أولًا تحديد هدفك بدقة لتستطيع أن تحدد خطواتك القادمة بذكاء. فإن كنت مقبلًا على تحصيل درجة علمية معينة وتهدف إلى النجاح في ذلك. عليك أن تعرف أولًا هدفك الحقيقي من ذلك، فهل أنت تريد الحصول على إجازة جامعية جديدة لتدعم سيرتك الذاتية فيها. أم أنك تحب هذا المجال العلمي وتريد التعمق فيه. فباختلاف الهدف يختلف المخطط.
أما التخطيط الذكي فهو معرفة قدراتك الحقيقية وظروفك الحالية معرفةً جيدة، كي لا تظلم نفسك بإرهاقها أو بإهمال طاقاتها. فيمكنك البدء بتحديد أهداف بسيطة ضمن مخطط الوصول للهدف الأكبر، وذلك لتحفيز نفسك على الإنجاز وتجنب الضغوطات والقلق. ففي مثالنا السابق يمكنك أن تحدد لنفسك هدفًا صغيرًا كإتمام ساعة في الدراسة أو البحث. ثم كافئ نفسك على إنجاز هدفك الصغير بهدية صغيرة كقطعة حلوى!
ولهذه المكافئة الصغيرة دور كبير لجعل سلوك الدراسة والبحث هذا عادةً يوميةً من خلال تفعيل ما يسمى حلقة الدوبامين في الدماغ. والدوبامين هو ناقل عصبي يفرز عند الشعور بالإنجاز ليعطي إحساس السعادة والمكافئة. فيجعل الشخص يدمن على السلوك الذي أدى للوصول إلى هذا الإحساس. وفي هذه الحالة سوف تكرر فعل الدراسة والبحث ليصبح سلوكًا يوميًا وها أنت ذا تقترب من نجاحك أكثر!
التفكير الإيجابي يحقق النجاح
أثبتت التجارب العلمية أن الحظ الجيد يمكن اكتسابه! تبدو هذه الجملة خاطئة على نحو مضحك. فلطالما اعتدنا لوم حظنا العاثر على الأحداث السيئة في حياتنا أو حتى على فشلنا في تحقيق ما نريده. فهل فعلًا حظنا هو المسؤول عن ذلك؟! يمكننا من خلال تطوير آلية تفكير ايجابية أن نكتسب الحظ الجيد في حياتنا ونكون أكثر نجاحًا. فالمحظوظون هم أشخاص عاديون لكنهم يؤمنون بأنهم سينجحون بفضل حظهم ولذلك يتعاملون بإيجابية وثقة فينجحون في حياتهم.
لهذا السبب عليك بعد تحديد هدفك والتخطيط الذكي له أن تؤمن بقدراتك وبنجاحك حتى يصبح الحظ في صفك. ويتجلى التفكير الإيجابي في تحديد المشاكل والسعي لحلها دون الانجراف في العواطف والمخاوف. أما التفكير السلبي هو التركيز على المشاكل والشكوى منها دون البحث عن الحل للتخلص منها، لذلك فهو العدو الأول للنجاح.
الصبر مفتاح الفرج والنجاح
اعتاد أجدادنا على ترديد عبارة ” الصبر مفتاح الفرج” ولكن تبين لاحقًا أنه مفتاح النجاح الأثمن. لأنك عندما تعتاد الصبر على الظروف وعلى ذاتك أيضًا فأنت تعطي فرصةً جديدةً لنفسك وللحياة لتصل لنجاحك المراد.
تذكر أن الفشل في تحقيق عمل ما ليس إلا خطوة جديدة في درب النجاح لأن الناجح هو من يحاول دائمًا، أما الفاشل فهو المستسلم البائس! حتى في أصعب الظروف يمكن أن يكون الصبر الحل الوحيد لتصل إلى ما تسعى إليه. فقد قال تعالى في كتابه العظيم: ” وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ “.
وقتك هو كنزك
النجاح الحقيقي يحتاج وقتًا لبلوغه كما يحتاج وقتًا للمحافظة عليه، وهذا الوقت هو العامل الحاسم في تحقيق النجاح. يمكنك أن تتأكد من ذلك من خلال تخصيص وقت قصير من كل يوم لهواية ما أو عادة تتمنى اكتسابها، فنصف ساعة يوميًا من المطالعة ستكسبك الكثير من الكلمات الجديدة وتساعدك في تحسين لغتك خلال سنة أو عدة أشهر. بينما تجاهل قيمة هذه المدة الزمنية الوجيزة وتخصيصها للشكوى أو الشرود لن يحقق لك سوى القلق.
في رحلة نجاحك أنت العنصر الأهم
عندما تكون غارقًا في أعمالك هادفًا إلى بلوغ أعلى درجات النجاح، تذكر هدفك الحقيقي الذي وضعت المخطط الذكي لتحقيقه. فعلى الرغم من مسؤولياتك تجاه هذا الهدف، إلا أن مسؤوليتك الأكبر هي الحفاظ على ذاتك ضمن كل هذه الضغوط. لهذا خصص وقتًا لنفسك لتريحها من أعباء الحياة حتى تتمكن من استكمال المسار بطاقة وحماس. فأهم ما سيكسبك إياه النجاح هو فخرك بذاتك التي وقفت بجانبك لتحقيق ما تريد، كافئها ولا تجلدها!فجلد الذات هو رفيق الفشل
النجاح في الدراسة أو النجاح في تكوين الأسرة أو العمل ليس فقط هدفًا نحققه وننتقل إلى هدف آخر وإنما هو أسلوب للحياة يمكننا من خلاله إضافة لمستنا الخاصة للكون من حولنا والتأكيد على إنسانيتنا، لأن الإنسان هو أكبر دليل على إمكانية تحويل المستحيل إلى ممكن.