عسر الهضم أسباب وعلاج

عسر الهضم أو ما يسمى بسوء الهضم من الأمرض الوظيفية التي تصيب الجهاز الهضمي. حيث تعمل فيه أعضاء الجهاز الهضمي (GI)، وخاصة المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (وأحيانًا المريء) بشكل غير طبيعي. بينما أصدر مؤتمر روما عدة معايير توضح مفهوم هذا المرض. وتتضمن معايير المؤتمر امتلاك المريض لأي ألم شرسوفي غير منتظم أو شعوره بعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن أو الإحساس بالشبع بوقت باكر مثلًا. بالإضافة لظهور أعراض تتردد وتستمر لفترة لا تقل عن 3 أشهر. كما ينتمي المرض إلى صنف الأمراض المزمنة حيث تتقلب فيه الأعراض وتختلف وتيرتها وشدتها عادة على مدى عدة أشهر أو سنوات. عمومًا يعاني معظم الناس من عسر الهضم في مرحلة ما. لكنه عادة بسيط ومن الممكن التعامل معه أو السيطرة عليه بسهولة. سنتوسع في الشرح عن هذا المرض في مقالنا المميز. حيث سنبدأ بعرض أسبابه والعوامل المحرضة لحدوثه، ثم نناقش أعراضه وطرق علاجه.

أسباب عسر الهضم وعوامل الخطر

ينتج عسر الهضم عن الإفراط في تناول الأكل أو الأكل بسرعة كبيرة مثلًا. كما أن الأطعمة الحارة والدهنية تزيد من خطر الإصابة به. ويوجد عدة أسباب أخرى شائعة للمرض لها علاقة بالأدوية التي يتناولها الفرد والأمراض المصاب بها ونمط حياته.

الأسباب الدوائية تشمل الآثار الجانبية للأدوية التالية:

  • مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين.
  • بعض المضادات الحيوية.
  • الإستروجين وحبوب منع الحمل.
  • بعض أدوية الغدة الدرقية.

وتشمل الأسباب المرضية المحرضة ما يلي:

  • مرض الجزر (أو الارتجاع) المعدي المريئي (GERD).
  • سرطان المعدة.
  • التهابات المعدة.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • تشوهات البنكرياس أو القناة الصفراوية.
  • القرحة الهضمية.

والأسباب المتعلقة بنمط الحياة تضم العوامل التالية:

  • الاستلقاء بعد الأكل مباشرة.
  • التدخين.
  • شرب الكثير من الكحول.
  • الإجهاد والتعب.
  • نوع الأطعمة.
  • سرعة تناول الطعام.

في بعض الأحيان لا نجد سببًا معروفًا لعسر الهضم، فنطلق عليه عندئذ مرض عسر الهضم الوظيفي. عادة يكون السبب هو الحركة غير الطبيعية للعضلات الموجودة في المعدة والأمعاء الدقيقة. أضف إلى ذلك، إن الشدة النفسية يمكن أن تحدث تغيرات في الإفراز والحركية. لذا تدخل الأسباب العاطفية في قائمة العوامل المحرضة لظهور تناذر عسر الهضم. وقد يعاني الفرد المضطرب إما من القلق أو الاكتئاب أو العصبية.

أعراض عسر الهضم

تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • آلام في المعدة والجزء العلوي من البطن (فوق السرة أو حولها).
  • انتفاخ في البطن (الإحساس بامتلاء البطن دون انتفاخ مرئي).
  • الشعور بحرقة في المعدة أو المريء.
  • غثيان (مع القيء أو بدونه).
  • الشعور بالشبع أثناء الوجبة وعدم القدرة على إنهاء الأكل.
  • الشعور بالامتلاء الشديد بعد تناول وجبة بالحجم الطبيعي.
  • زيادة الغازات أو التجشؤ.

أعراض عسر الهضم المثيرة للقلق

قد تتطور حالتك المرضية وتصبح أكثر خطورة إذا استمر عسر الهضم لديك لأكثر من أسبوعين، وكنت تعاني من أعراض محددة تثير القلق عند الطبيب. لذا يجب عليك مراجعة طبيبك على الفور إذا كنت تملك مثل هذه الأعراض:

  • قيء شديد ومتكرر.
  • القيء الدموي أو ما يشبه القهوة.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • براز أسود.
  • مشكلة أو صعوبة في البلع.
  • ألم شديد ومستمر في البطن.
  • ضيق في التنفس.
  • التعرق.
  • اصفرار العينين أو البشرة.
  • ألم في الصدر قد يمتد إلى الفك أو الرقبة أو الذراع.
  • فقدان الوزن غير المقصود أو فقدان الشهية.

 

تشخيص عسر الهضم

يتم تشخيص عسر الهضم في المقام الأول على أساس الأعراض النموذجية والفحص السريري. سيبدأ طبيبك بطرح أسئلة حول تاريخك الطبي وعاداتك الغذائية. وقد يطلب منك إجراء صورة أشعة سينية لبطنك أو قد يجري لك فحصًا بالمنظار لمعرفة ما إذا كان هناك أي اضطراب في الجهاز الهضمي. في حالات أخرى يمكن إجراء اختبارات إضافية مثل تحليل الدم وفحص عينات من البراز والبول والتنفس.

علاج عسر الهضم بالأدوية

يمكن استخدام العديد من الأدوية لعلاج عسر الهضم، ولكنها تسبب آثارًا جانبية كغيرها من الأدوية. حيث تساعد الأدوية التالية في تخفيف الأعراض مثل:

  • مضادات الحموضة (مالوكس وميلانتا): تساهم في التخفيف من حموضة المعدة، لكنها قد تسبب الإسهال أو الإمساك للمريض.
  • مضادات مستقبلات الهيستامين H2 مثل (Pepcid): تقلل من حموضة المعدة أيضًا. كما أن الآثار الجانبية لها غير شائعة، ويمكن أن تتضمن (غثيان، إقياء، وإسهال وطفح جلدي وصداع).
  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs) مثل (Prilosec): تخفف من الحموضة، لكنها أقوى من الصنف السابق. تشمل الآثار الجانبية التي يمكن أن تحرضها (إسهال وإمساك، صداع، آلام في الظهر، دوخة، ألم بطني).
  • المنشطات أو محرضات الحركة مثل (Reglan) أو (ميتوكلوبراميد): تعمل على تحسين عمل العضلات وحركتها (أي زيادة التقلصات) في الجهاز الهضمي، وبالتالي تسرع من معدل إفراغ المعدة للطعام. لها تأثيرات جانبية كغيرها من الأدوية مثل (القلق والكآبة والتشنجات اللاإرادية والتعب).
  • المضادات الحيوية: عادة ما تستخدم أدوية PPIs و H2 لعلاج القرحة الهضمية. أما إذا كانت جرثومة المعدة هي السبب الأساسي للقرحة، عندئذ تستخدم هذه الأدوية مع المضادات الحيوية مثل (كلاريثروميسين وأموكسيسيلين).
  • مضادات الاكتئاب أو القلق: قد تعطي نتائجًا جيدة في بعض الحالات.

أساليب الوقاية من عسر الهضم

الأدوية ليست العلاج الوحيد لعسر الهضم. قد تكون قادرًا على تحسين عملية الهضم وتخفيف الأعراض غير المريحة من خلال تغيير نمط الحياة. على سبيل المثال:

  • تناول وجبات صغيرة طوال اليوم.
  • تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل أو الأطعمة الدهنية.
  • تناول الطعام بشكل أبطأ ولا تأكل قبل الاستلقاء مباشرة.
  • توقف عن التدخين.
  • خفف من الوزن الزائد.
  • قلل من كمية القهوة والمشروبات الغازية والكحول التي تستهلكها.
  • قلل من التوتر واحصل على الكثير من الراحة.
  • توقف عن تناول الأدوية التي يمكن أن تهيج بطانة المعدة.

يعتبر هذا المرض مشكلة شائعة عند معظم الناس. مع ذلك يجب ألا تتجاهل الأعراض المثيرة للقلق عند إصابتك بها.

Scroll to Top