طلال مداح Talal Madah السيرة الذاتية

وقفت أَنْقُل نظري بين ألقابه وأغانيه والكلمات اللطيفة التي قيلت في حقه، هل أبدأ بلقبه ” الحنجرة الذهبية” أم “قيثارة الشرق” أو “صوت الأرض” أم “زرياب” الذي أطلقه عليه الموسيقار محمد عبد الوهاب؟ هل أحدثكم عن صوته الذي تقشعر له الأبدان ذلك الصوت المدهش العابر للقارات. كيف عساني أقدم لكم هذا الصوت الرائع والفنان السعودي العريق طلال مداح Talal Madah وهو الذي قيل عنه “فارس الأغنية السعودية” و” فيلسوف النغم الأصيل” و” أستاذ الجميع” كما لقبه الفنان محمد عبده.

إنه فنان مغنٍ وملحن تخطى المحلية ووصل للعالمية حيث غنى بالعديد من اللهجات كالمصرية واللبنانية وَالتُّونِسِيَّة واليَمنية والمغْربية والعِراقية وَالسُّودَانِيَّة. كما غنى أيضًا باللغة الإنجليزية رغم عدم إكماله لدراسته حتى الابتدائية. كان طلال مداح Talal Madah واحدًا من أوائل الفنانين السعوديين الذين ساهموا في نشر الأغنية السعودية خارج السعودية. ولقد غنى في عددٍ من المدن حول العالم كباريس ولندن. كما قدّم ثلةً هائلةً من الأعمال الموسيقية. غنى أغان من تلحينه ومن تلحين آخرين إضافةً إلى دوره الذي لا يمكننا نكرانه في تطوير الموسيقى السعودية عمومًا.

طلال مداح Talal Madah

طلال مداح Talal Madah

إنه طلال بن عبد الشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري، ولد في 5 أغسطس 1940م في مدينة مكة المكرمة السعودية وهو سعودي الجنسية. عاش 60 سنة من التألق والنجاح الفني. تزوج طلال مداح Talal Madah ثلاث مرات. تزوج طلال مداح أول مرة في مدينة الطائف عام 1380هـ، أنجبت له زوجته الأولى 4 أولاد و3 بنات. وكان أكبرهم عبد الله أكبر أبناء طلال مداح. ومن ثم تزوج من زوجته الثانية أم رشا حيث أنجبت له بنتين. وأما زواجه الثالث فكان من أم خالد التي أنجبت له ابنًا واحدًا وهو خالد مع 3 بنات. وأما وفاته فكانت في 11 أغسطس سنة 2000، وكان سبب الوفاة قصورًا في القلب. موقعه الرسمي من هنــــا. 

اقرأ أيضًا: يوسف شاهين Yousef Shahin سيرته الذاتية

حياة طلال مداح Talal Madah الشخصية

ولد طلال مداح Talal Madah في مكة عام 1940م، حيث تولى تربيته زوج خالته منذ ولادته وهو من أطلق عليه اسم طلال مداح. وَسُجِّلَ في النفوس وجواز السفر باسم طلال علي مداح. عندما كان صغيرًا تربى معه صديق يطلق عليه محمد رجب وكان أحد هواة غناء الأغاني المشهورة في ذلك الوقت للموسيقار محمد عبد الوهاب، فعلّم طلال تلك الأغاني المشهورة ولقنه إياها ليشاركه في غناءها.

كما أجاد والده عبد رب الشيخ العزف على “آلة المدروف” وهي آلة عزف تشبه الناي. تصنع هذه الآلة من القصب وفيها 5 ثقوب تستخدم لعزف أغاني الدان. إضافةً إلى إجادة والده للعزف على السمسمية. وكل هذه العوامل مجتمعةً ساهمت بإدخال طلال مداح Talal Madah لمجال الفن. كما جعلته يعشق هذا اللون الغنائي ويردده غالبية أوقاته.

درس طلال مداح Talal Madah في إحدى مدارس الطائف في السعودية. حيث أقامت هذه المدرسة عددًا من الحفلات في العديد من المناسبات. وعلى اعتبار أن طلال عرف بحلاوة الصوت ونقاوته، فهذا ما شجع المدرسة على إسناد مهمة مقرئ الحفل في كافة الحفلات المدرسية.

وكان لطلال مداح زميل في المدرسة اسمه عبد الرحمن خوندنه. عرف عن هذا التلميذ أنه من هواة الموسيقى وامتلك عبد الرحمن حينذاك عودًا للعزف. فخلقت تلك الإحساسات الفنية المشتركة رابطًا بين طلال وعبد الرحمن خوندنه. حيث اتفقا على إحياء ليالي سمر تجمع الأصدقاء. فيغني فيها طلال مداح أما عبد الرحمن فيعزف على آلة العود. وبهذا بدأت أولى خطوات طلال مداح Talal Madah الفنية.

وعلى اعتبار أن الفن في ذلك الزمن كان مستهجنًا إلى حدٍّ ما فقد طلب عبد الرحمن من طلال مداح أن يترك آلة العود في منزله حتى لا يعلم والده بملكيته لهذه الآلة. وهنا بدأ طلال مداح Talal Madah تجربة حظه في العزف على العود. وبدأ يتعلم رُوَيْدًا رُوَيْدًا حتى تمكن من تعلم العزف عليه.

حياة طلال مداح Talal Madah الفنية

حياة طلال مداح الفنية

تعتبر فترة الستينيات في مسيرة طلال مداح Talal Madah الفنية فترةً هامةً للغاية. حيث غنى طلال خلال تلك الحقبة الكثير من الأغاني التي لحنها كبار الملحنين كالموسيقار طارق عبد الحكيم. إضافةً إلى الموسيقار غازي علي، وفَوزي محسون وعبد الله محمد. كما لحن له الموسيقار سراج عمر، بالإضافة إلى الموسيقار محمد عبد الوهاب والذي لحنَّ له أغنية «ماذا أقول».

ومن ثم جاءت فترة السبعينيات والتي بدأت فيها شهرة طلال مداح الفنية عندما تكون الرباعي (طلال مداح وبدر بن عبد المحسن ومحمد عبد الله الفيصل وسراج عمر). حيث تناوب طلال وسراج عمر على التلحين ولكن الغناء كان لطلال الذي كتبت له أغاني رائعة بأقلام الأمير بدر بن عبد المحسن والأمير محمد عبد الله الفيصل. فمن منا لا يعرف أغنية: ” حبيبي، يا حبيبي، كتبت اسمك على صوتي، كتبته في جدار الوقت”، والتي كتبها الأمير بدر بن عبد المحسن.

أما فترة الثمانينيات فقد اتجه طلال مداح Talal Madah لطرح أغاني قصيرة كأغاني أحبك كثر خطوات الثواني» و«زلزيني» و«بسكات». ولكن هذه النمطية من الغناء لم تستمر لوقت طويل فقد غادر طلال مداح إلى لندن للسكن فيها. وبقي ينتقل بينها وبين المغرب طيلة 4 أعوام. ومن ثم عاد إلى المملكة العربية السعودية عام 1985م لمدينة الطائف ليشهد افتتاح البطولة العربية.

أما فترة التسعينيات الميلادية فكانت تجديدًا لأغنياته القديمة والتي أطلقها في الستينيات والسبعينيات. حيث سجلها مجددًا ووزعها وغناها على آلة العود في جلسات (بعد إيه ترسل كتاب) و (ظالم ولكن) و (الله يرد خطاك) و (ماعننا وعنك) و (لسه برضو) وسواها من أغنياته القديمة التي غناها سابقًا.

اقرأ أيضًا: يوسف وهبي Youssef Wahbi سيرته الذاتية

أغاني طلال مداح Talal Madah

كان لطلال مداح الكثير من الأغاني الرائعة والتي حفرت لها مكانًا في القلب والذاكرة لا ينسى:

  • أشوف الود في عيونك.
  • مقادير.
  • زمان الصمت.
  • صعب السؤال.
  • فات الأوان.
  • ما تقول لنا صاحب.
  • تصدق ولا أحلفلك.
  • ظالم ولكن.
  • أنا راجع أشوفك.
  • أجاذبك الهوى.
  • بعد روحي.
  • غربة وليل.
  • لا وعد.
  • هدي خطانا.
  • أغراب.
  • وقفي.
  • في خاطري شيء.
  • وردك يا زارع الورد.
  • كل صباح جميل.
  • ذكريات.
  • وطني الحبيب.
  • أحبك لو تكون حاضر.
  • عام 29.
  • العيون التونسية.
  • تعلق قلبي طفلة عربية.
  • ألف ليل.
  • سويعات الأصيل.
  • عطني المحبة.
  • سيرني حنيني إليك.
  • زل الطرب.
  • الموعد الثاني.
  • لا توحشونا.
  • الحب وأنت وأنا.
  • منك يا هاجر.
  • ليالي البرازيل.
  • نبطيات.
  • مين يبشرني.
  • هلي الجدايل.
  • تعالي.

والكثير من الأغاني التي تحتاج لمقالات ومقالات لذكرها كلها.

جوائز وتكريم طلال مداح 

حصل طلال مداح Talal Madah في عام 1405هـ على وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية من قبل خادم الحرمين الشريفين.

كما حصل أيضًا على وسام من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة. إضافةً إلى حصوله على العديد من الشهادات والتكريمات التي كان آخرها تكريمه في مهرجان الأغنية العربية بالقاهرة سنة 1998م.

اقرأ أيضًا: من هو مايكل جاكسون Michael Jackson سيرته الذاتية

وفاة طلال مداح

توفي طلال مداح Talal Madah في 11 آب/ أغسطس سنة 2000م. وذلك على الهواء مباشرة خلال أدائه إحدى الوصلات الغنائية على مسرح «المفتاحة». وذلك في مدينة أبها السعودية بحضور ما يزيد عن 3 آلاف شخص. كما نقلت الطائرة جثمانه من أبها لمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة. استقبل جثمانه عند هبوط الطائرة أبناءه وأقاربه إضافةً إلى عددٍ من الأصدقاء والأحبة ومنهم الفنان محمد عبده. كما كان على متن الطائرة الفنان عبادي الجوهر إضافةً إلى مدير أعمال طلال مع صديقه خالد أبو منذر والشاعر سُعُود سالم يرافقهم الإعلامي يحيى زريقان. حيث نقل جثمانه بعد هذا إلى مكة بسيارة إسعاف ومن ثم صُلي عليه في المسجد الحرام بمكة وذلك بعد صلاة الجمعة ومن ثم دفن في مقابر المعلاة.

وبهذا انتهت مسيرة هذا الفنان الرائع الذي ترك بصمةً في الغناء السعودي والخليجي وفي قلب كلٍّ منا. فما زالت تتردد أغنياته حتى يومنا هذا وكلما شدى صوته نشعر بأن هذه الكلمات تلمس القلب والروح. فلم تكن آراء الملحنين والشعراء والموسيقيين والأدباء وحتى المطربون عبثيةً عندما رثاه معظمهم فهو كان أيقونة في زمانه. كل الرحمة لروح هذا الفنان المبدع طلال مداح Talal Madah الذي ما زالت حروفه تترك آثارها في القلب.

Scroll to Top