طفرة إي 484 كي في فيروس كورونا

طفرة إي 484 كي في فيروس كورونا وكل ما يتعلق بها من معلومات ترغب بمعرفتها بأسلوب بسيط وممتع يغني حصيلتك الثقافية عن فيروس كورونا المستجد كي تواجه المخاطر المحتملة والعقابيل غير المتوقعة التي تسببها الإصابة بهذا المرض.

هل سمعت مسبقاً بالطفرات؟ وهل تريد معرفة التغيرات التي أصابت الفيروس منذ انتشاره وحتى الآن؟ أترغب بالاطلاع على ما وصل إليه العلم اليوم لمحاربة هذه الجائحة المعادية للبشرية؟

يمكنك متابعة مقالنا هذا الذي سيقدم لك شرحًا مفيدًا ومختصرًا يمكّنك من فهم ما يحصل من حولك.

طفرة إي 484 كي في فيروس كورونا

أظهرت الدراسات الحديثة أن هذه الطفرة ليست متغيرًا جديدًا في حد ذاتها. وإنما هي طفرة حدثت في متغيرات عديدة من سلالات فيروس كورونا. وقد تم العثور عليها فعليًا في المتغيرات الجنوب أفريقية (B.1.351) والبرازيلية (B.1.1.28)

ولم تلبث هذه الطفرة إلا وانتشرت حيث أعلنت هيئة الصحة العامة في إنجلترا (PHE) في الأول من فبراير أنها كشفت وجود هذه الطفرة نفسها في إحدى عشرة عينة تحمل المتغير البريطاني B.1.1.7 (يُسمى أحيانًا متغير كينت)

بالإضافة إلى حدوث هذه الطفرة في بروتين سبايك، وعرف عنها تأثيرها على الاستجابة المناعية للجسم، وأيضا على فعالية اللقاح.

اللقاحات والطفرات

أجبر التفشي السريع لفيروس كورونا الهيئات الصحية الموافقة على اللقاحات للحد من انتشاره. ولكنّ ذلك كان اسعافًا سريعًا لتخفيف الضغط عن القطاعات الصحية بسبب عدم كفاية الدراسات التي تضمن فعالية تلك اللقاحات في حال طرأ أيّ تغير جديد على الفيروس.

الأمر الذي دعا العلماء لمزيد من التحقيقات بشأن هذه التغيرات وما يترتب عليها، لذلك كان أحد هذه التحقيقات حول طفرة إي 484 كي وتأثيراتها حيث تبين أنها تنتج عن استبدال الحمض الأميني غلوتامات (E) بالحمض الأميني الليزين (K) في الموقع 484 من مجال ربط المستقبل (RBD) لبروتين سبايك.

نتج عن هذه الطفرة إمكانية هروب الفيروس من الخلايا المناعية متعددة النسيلة، وذلك عند المصابين مسبقًا أو المطعمين ضد الفيروس.

علاوة على ذلك فإن المباعدة بين جرعتي اللقاح لن تحقق التركيز المطلوب من الأجسام المضادة في الدم .مما سيجعل اللقاح أقل فعالية تجاه المتغيرات الجديدة

مثل طفرة إي 484 كي في فيروس كورونا.

اللقاحات ضد فيروس كورونا

تعمل اللقاحات بشكل عام عن طريق تعريف جهاز المناعة بالعامل الممرض وذلك بإدخاله إلى الجسم مضعفًا أو مقتولًا لكي يتمكن جهاز المناعة من التعرف من التعرف عليه وتشكيل أجسام ضدية لمواجهته مع بناء ذاكرة للتعرف عليه عند الإصابة.

اعتمدت الطرق التقليدية السابقة في صناعة بعض اللقاحات ضد فيروس كورونا ولكن تم اللجوء إلى نهج أكثر تطورًا في اختراع اللقاحات ضد هذا الفيروس ومنها لقاحات الرنا المرسال التي تمنح جسم الإنسان تعبيرات جينية تمكّن جهاز المناعة لديه من تشكيل الأجسام الضدية اللازمة بحيث لا تحوي هذه اللقاحات على الفيروس الحي ولا تؤثر بالحمض النووي البشري (DNA).

الفروق بين لقاحات فيروس كورونا

لعل أبرز الأمور التي تهم البشر بعد التعرض إلى هذه الجائحة هو الإجابة على سؤال

(ما هو أفضل لقاح موجود للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا؟)، والإجابة هي أن ذلك يعتمد على كل دولة وإمكانياتها المتوفرة لحفظ اللقاح وإعطائه وإجراء الدراسات على فعاليته.

مع وجود اللقاحات التي أعطت نتائجًا جيدًة نسبيًا للتخفيف من عدد الإصابات بفيروس كورونا لا تزال الدراسات قاصرة عن إثبات تحقيق الشفاء التام من المرض، وحتى الآن تعزى العديد من حالات الوفاة خاصة عند الشباب الذين تعافوا من الإصابة بفيروس كورونا أو أخذوا اللقاح المضاد إلى العقابيل البعيدة التي يسببها الفيروس كالموت بسبب النوبة القلبية.

ميزات لقاحات فيروس كورونا

  • لقاح فايزر-بيونتك

يعتمد هذا اللقاح باختصار على تقنية الرنا المرسال الذي يقوم بتوجيه خلايا الجسم لتصنيع مستضد بروتيني مميز في فيروس كورونا وهو بروتين سبايك الذي يمكّن فيروس كورونا من الالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها، وبذلك يتمكن جهاز المناعة من التعرف على الفيروس عند الإصابة به مرة أخرى وتشكيل استجابة مناعية ضده.

  • لقاح مودرنا

يعمل هذا اللقاح بنفس الآلية التي يعمل بها لقاح فايزر-بيونتك والاختلاف هو الشركة المصنعة، فلقاح مودرنا تم تصنيعه من قبل شركة مودرنا الأميركية أما لقاح فايزر-بيونتك تمت صناعته بالمساعدة بين شركة فايزر الأميركية وشركة بيونتك الألمانية، حيث يتشابه اللقاحان في نسبة الفعالية (95%).

  • لقاحات أخرى

من اللقاحات الأخرى المصنعة إلى حد الآن نذكر لقاح سبوتنك في روسي الصنع، لقاح أسترازينيكا أكسفورد بريطاني الصنع، لقاح سينوفارم صيني الصنع، وغيرها من اللقاحات المتوفرة بأسعار مختلفة وخاصيات متنوعة حتى الآن.

وبهذا نجد أن المشاكل العالمية مثل طفرة إي 484 كي في فيروس كورونا وغيرها من المشاكل وحّدت جهود العالم بأكمله لمواجهتها، وانهال الباحثون بالدراسات لإنقاذ البشرية من هذه المخلوقات الدقيقة التي استمرت فترة محاربتها منذ الأزل وحتى يومنا هذا.

Scroll to Top