تعتبر طرق التأكد من صحة الأحاديث الشريفة وكيفية إثبات صحة الحديث من الأمور التي تشغل بال الكثير من الأشخاص. كما أن التطور التكنولوجي أفادنا كثيرًا لمعرفة طرق التأكد من صحة الأحاديث النبوية الشريفة. فيمكن عن طريق شبكة الإنترنت التجول بين مختلف الصفحات الإسلامية التي تسعى دائمًا وأبدًا لخدمة طلاب العلم، أو الباحثين، أو العلماء. فتعمل على تيسير الوصول إلى الأحاديث، ثم إنها توفر أيضًا معرفة مدى درجة صحتها، وتمييزها من الضعيف، إلى القوي. وبناءً على ذلك تعددت المواقع المتخصصة بمعرفة درجة صحة الأحاديث النبوية. فمن المألوف أن تصلنا أحيانًا كثيرةً أحاديث لا نعرف صحتها، أو دقتها، الأمر الذي زاد من طرق التأكد من صحة الأحاديث الشريفة وكيفية إثبات صحتها. فإذا كنت عزيزي القارئ من المهتمين بطرق التأكد من صحة الحديث، ما عليك إلا أن تتابع مقالنا هذا.
طرق التأكد من صحة الأحاديث الشريفة
يوجد مجموعة من طرق التأكد من صحة الأحاديث النبوية، نذكر منها:
- الطريقة الأولى: معرفة راوي الحديث من الصحابة، ويمكن ذلك عن طريق العودة إلى الكتب الأساسية. مثل السند الذي هو عبارة عن الأحاديث النبوية المفروزة لكل صحابيٍ على حدى. بالإضافة لكتاب معجم الطبراني، أو كتب الأطراف مثل تحفة الأشراف.
- الطريقة الثانية: معرفة أول لفظ من متن الحديث، ثم إنه عند التخريج يمكن الرجوع إلى كتاب أطراف الحديث، أو الكتب التي تحتوي على فهارس، بالإضافة للكتب التي طبعت حديثًا. نذكر من هذه الكتب (صحيح الكبير الجامع، وضعيف الجامع الصغير، وكتاب كشف الخفاء).
- الطريقة الثالثة: معرفة المشتق الثلاثي من الكلمة، على سبيل المثال: حديث إنما الأعمال بالنيات، فالأعمال أصلها عمل، ويمكن الرجوع بهذه الطريقة إلى كتاب المعجم المفهرس، أو فهارس صحيح مسلم.
- الطريقة الرابعة: معرفة موضوع هذا الحديث، ثم البحث في الأبواب الفقهية، وعند التخريج يمكن الرجوع إلى الجوامع والسنن، أو يمكن الرجوع إلى الكتب الشاملة على عدة كتب. مثل: جامع الأصول، ومجمع الزوائد.
- الطريقة الخامسة: هي معرفة نوع الحديث إذا كان صحيحًا يعتمد الرجوع إلى الصحّاح. وإن كان مرسلًا فيمكن الرجوع إلى المراسيل وهكذا.
- الطريقة السادسة: معرفة صفات السند كالمتواتر، أو القدسي، أو الضعيف والرجوع إلى الكتب التي اهتمت بجمع الأحاديث حسب الإسناد.
- الطريقة السابعة: التخريج عن طريق الأجهزة الحديثة كالحاسوب، ومن أهم البرامج نذكر:
- برنامج مكتبة الحديث الشريف: التي تحوي على ثلاثة آلاف ومئتا كتابٍ، ويكن من خلالها تخريج الحديث.
- موسوعة الحديث الشريف: التي تحوي على الكتب التسعة الموجودة في المعجم المفهرس، ثم أن عدد الأحاديث الموجودة فيها يزيد عن اثنين وستين ألف حديثٍ شريفٍ.
- برنامج المحدث: يحتوي هذا البرنامج على ستة كتبٍ، والهدف منه إعلام الباحث أنّ الحديث موجودٌ.
- الطريقة الثامنة: التخريج من مواقع الإنترنت الموثوقة، ومن أهم هذه المواقع موقع الدرر السنية. كما يحتوي هذا الموقع على مئات الآلاف من الأحاديث المخرّجة والمحكوم على صحتها. ويمكن البحث فيه تبعًا لدرجة صحة الحديث بسهولةٍ كبيرةٍ باستخدام محركات البحث.
شاهد أيضًا: صحة حديث من بلغ عبادي بشهر رمضان.
كيفية إثبات صحة الحديث والحكم على الحديث
بعد التعرف على طرق التأكد من صحة الأحاديث النبوية، لا بد من القول يُحكم على الحديث باتباع مجموعة من الملاحظات، وهي كالتالي:
- الأحاديث الموجودة في كتب الأحاديث المعتمدة، أو المشهورة، والمسندة إلى الإمام البخاري، حيث تعتبر كلها أحاديثًا صحيحة.
- الأحاديث المروية من الإمام مسلم، والمجودة في صحيح مسلم تعتبر كلها أحاديثًا صحيحة.
- الأحاديثُ الموجودة في رواية الإمام مالك كلها أحاديث صحيحة.
- الأحاديث المحكوم عليها من قبل الإمام أحمد بن حنبل، أو زرعة، أو أبو حاتم، أو البخاري، أو الدرقطني، أو أبو داود. كل ما ذكر آنفًا أحاديث صحيحة إذا ما خافهم أحد الأئمة.
- الرجوع للموقع الرسمي للدرر السنية، ثم متابعة آراء العلماء بالإجماع سواءً على التصحيح، أو التضعيف.
شاهد أيضًا: برنامج التأكد من صحة الحديث.
شروط الحكم على صحة الأحاديث الشريفة
بعد التعرف على طرق التأكد من صحة الأحاديث الشريفة، يجب علينا أن نبين الشروط الواجب توافرها عند لشخص الراغب بالحكم على صحة الأحاديث. لأنه يعتبر من أصعب العلوم، نذكر من هذه الشروط:
- العلم بالسنة النبوية، ومعرفة الكتب مؤلفيها، ومواضيعها ومناهجها المختلفة.
- التمكن من علم الرواية، وقراءة الشروح والمتون.
- التمكن من الكتب المتخصصة في التخريج والحكم على الحديث، كما يجب أن يمتلك الباحث منهجًا علميًا وخبرةً وفيرةً.
شاهد أيضًا: معرفة الأحاديث الصحيحة من الضعيفة أفضل تطبيق لمعرفة صحة الحديث.
أقسام الحديث الصحيح
عرف الكثير من الأئمة معنى الحديث الصحيح بأنه الحديث المتصل بسنده، وبرواة الضابطين، ويجب أن يكون بدون أي شذوذٍ، أو علة. وبناءً على ذلك يقسم الحديث الصحيح إلى قسمين:
- الحديث الصحيح لذاته: يعرف بأنه الحديث المتصف بأعلى درجاتٍ من القبول، والمحقق لكل الشروط التي ذكرناها آنفًا.
- الحديث الصحيح لغيره: يعرف بأنه الحديث الحسن غير المتساوي مع الحديث الصحيح من ناحية الصفات، أو الدرجات. وسبب عدم التساوي هو وجود أمرٍ ما عارض من راوي الحديث، وباقي الشروط كلها محققة.
درجات الحكم على صحة الحديث
قسّم العلماء المختصون في هذا العلم الأحاديث من حيث الحكم عليها إلى قسمين، ويتفرع عن كل قسم عدة أقسام، هما كالتالي:
- الحديث المقبول: هو الحديث الذي يؤخذ به كحجة، ويعمل به، ويقسم إلى قسمين اثنين:
- الحديث الصحيح: هو ما اتصل إسناده برواية العدل الضابط من بداية السند، حتى نهايته. ويتمثل العدل في الراوي، المسلم. الذي يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الصفات (كالتقوى، والعدالة، والصدق، وغيرها الكثير من الصفات الأخرى).
- الحديثُ الحسن: هو الحديث المروي من قبل العدل خفيف الضبط وبدون أي شذوذٍ، أو علة، ويختلف رواة الحديث الحسن عن الحديث الصحيح، أن رواة الحديث الحسن ضبطهم أخف فقط.
- الحديث المردود: تتوافر فيه شروط قبول الحديث، ثم إنه ينقسم إلى قسمين:
- الحديثُ الضعيف: هو الحديث الذي فيه خلل بإحدى شروط القبول.
- الحديث الموضوع: هو الحديث الذي تكون روايته وإسناده من قبل راوي كاذب.
وفي ختام مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على طرق التأكد من صحة الأحاديث الشريفة، وكيفية إثبات صحة الحديث، علمًا أننا أوضحنا بالتفصيل طريقة معرفة الحديث النبوي الصحيح من الضعيف.