لطالما كان صوت الخيل في المعركة له دلالات وتفسيرات عديدة. فقد استخدم الحصان منذ القدم للقتال والمبارزة. فكان له ضرورة وأهمية بسبب قوّته وصلابته في أثناء اشتداد المعارك والحروب. كما اعتبر ركوب الخيل مظهرًا من مظاهر الجاه والقوة، وكان للخيل دور بارز في حياة العرب. ومن الجدير بالذكر أنه في البداية كان الإنسان يركب الحصان عاري الظهر، ولم يستخدم أي نوع من أنواع اللجام إلا مع الحصان العربي الأصيل.
يرجع أول استعمال للحصان في الحروب إلى ما يزيد عن 5000 عام. ومن المهم أن نذكر أول استخدام للحصان الذي تمّ في أوراسيا بين عامي 3000 و4000 قبل الميلاد. حيث تم إيجاد بعض الرسوم السومرية التي تعبّر عن عدد من المعارك التي أقيمت في عام 2500 قبل الميلاد. وتستخدم أشكال وأنواع متنوعة من الخيول لأهداف عسكرية. كما أنها تستعمل للاتصال، النقل، العرض والاستطلاع.
فلقد لعبت الخيول دورًا حاسمًا في دعم الجيوش في الميدان على مر التاريخ خصوصًا عند المسلمين الذين استخدموها في الفتوحات مثل فتوحات آسيا. بالإضافة إلى فتوحات شمالي أفريقيا وأوروبا خلال مرحلة التوسع. كما قام الأوروبيين باستخدام أنواع متعددة من الخيول في العصور الوسطى. على الرغم من اختفاء الحصان من ساحات القتال إلا أنها ما زالت تستخدم لأغراض تعليمية واحتفالية. حتى الآن لم تتغير القيمة التاريخية التي تميز بها الحصان، حيث بقي بشموخه محتلًا الاهتمام وخصيصًا الخيول الأصيلة التي تمّ العناية بها بواسطة الأطباء البيطريين الذين يهتمون بها ويشرفون عليها.
نبذة عن الحصان
ينتمي الحصان إلى جنس الخيل الذي يتشعّب منه سلالاتٍ عديدة. حيث يتبع لفصيلة الخيليات التي تتألف من جنس واحد، كما ينتمي إلى رتبة مفردات الأصابع. التي تتبع فصيلة الثدييات الموجود تحت شعبة الحبليات المنتمية لمملكة الحيوانات. ويجدر بالإشارة إلى أنّ كلمة الخيل تطلق على الحصان الذكر، أمّا الفَرَس فهو المفرد من الخيل، في حين تدعى الأنثى بالحجر، والمُهْر يطلق على ابن الخيل، ومن الجدير بالذكر أنّ البدو الآسيويّين كانوا يستخدمون الخيول لأغراض متنوعة منذ آلاف السنين. وعلى الرغم من اختراع وسائل النقل الحديثة، فهذا لم يفقدها مكانتها العريقة بين شعوب الأرض.
بعض دلالات صوت الخيل في المعركة
تصدر الأحصنة أصواتًا أخرى إلى جانب الصهيل، التي يكون لإصدار كل منها دلالات مختلفة وهي:
- الصراخ: يتمّ للتعبير عن العدوانيّة المنضبطة، ويصرخ الحصان ويصيح عند التقائه بحصان غريب عنه لكي يفرض هيمنته، وقد يردّ عليه الحصان الآخر بصراخ مماثل، لتحديد من الأكثر قوّةً بينهما. وتستعمل أنثى الحصان الصياح للتعبير على أنها غير مستعدّة للتّزاوج. كما تصدره عند الخوف.
- النخير: قد تصدره الخيول عند شعورها بالتّعب، وخصوصًا بعد المشي لمسافة طويلة.
- اللجب: وهو صوت صهيل الخيل في حال اضطرب.
- الاهتزام: صوت جري الفرس عند الانطلاق.
أسماء أصوات الحصان في اللّغة العربية
أصدر العرب العديد من التسميات على الأصوات التي تصدر عن الخيول ومن ضمنها الصَهِيل. وفي مقالنا هذا سندرج أبرز أسماء أصوات الحصان في اللّغة العربية:
- الجلجلة: جلجل الحصان أي صهل بقوة.
- النّحيم: هو صوت يصدره الحصان ويخرج من صدره.
- النّحط: هو الصوت الصادر من المنطقة الواقعة بين الصّدْرِ والحَلق نتيجة الإعياء والثّقل.
- الشّخير: هو صوت يصدر من فم الحصان أو حلقه.
- القبع: يصدره من منخرَي الحصان إِلى حَلْقِه عند إصابته بالفزع.
- القبقبة: يتم إصداره من الحنجرة.
- الحمحمة: هو صدور صوت صهيل الحصان بشكل خفيف.
- اللجب: يصدر عندما يضطرب الحصان.
دلالات صهيل الحصان
لصوت الحصان العديد من الدلالات ولكل صوت دلالة مختلفة عن الصوت الآخر.
فمثلًا صهيل الخيل يحدث بسبب مرور الهواء عبر حباله الصّوتية، وتتباين قوة الصوت الصادر باختلاف مكان عضلات اللسان، الشفتين، الحلق، ومقدار فتحة الفم. وسنستعرض أبرز أسباب صهيل الخيول:
- التواصل مع الخيول التائهة والقيام بتوجيهها للمكان الذي يتواجد فيه القطيع.
- فصل حصانين عن بعضهما البعض
- فصل الحصان عن الفارس.
- التعبير عن السعادة والفرح، ويكون هذا الصّهيل طويلًا ومتكرّرًا.
أشهر سلالات الأحصنة
إليكم أشهر سلالات الخيول في العالم :
- الحصان العربي: تعود أصول هذا الحصان إلى شبه الجزيرة العربية، حيث يتميّز برأسه المنتصب وذيله السميك والطويل، ونادرًا ما يستخدم ضمن فعاليات ترويض الخيول.
- حصان كوارتر: يمتلك هذا النوع شعبية واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنّه يعد واحدًا من أسرع الأحصنة في خوض المسافات القصيرة، الأمر الذي جعله يستعمل في الصيد وفي مباريات الخيول المتنوعة.
- حصان ثوروبريد: يعود أصله إلى المملكة المتحدة، حيث يستخدم في الصيد وسباقات الخيل، والترويض نظرًا لبنيته القوية وحيويته العالية.
- حصان تينيسي: تعود سلالة هذا الحصان إلى جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استخدام في القدم للوظائف الزراعية، والمشي لمسافات طويلة.
- حصان مورجان: ينتمي هذا النوع إلى أقدم سلالات ولاية فيرمونت الأمريكية، وبالرغم من حجمه الصغير إلّا أنّه حصان جيّد للتنقل والركوب.
السلوكيات التي يمارسها الحصان للبقاء
- يتمتع الحصان بِردّ فعل سريع، حيث يتعمّد الهروب كوسيلة أساسية عند التعرض لهجوم خطير من الحيوانات المفترسة.
- تُعتبر الخيول سريعة الإدراك لما حولها، فهي تميّز بين كل من الحيوانات الأليفة التي لا تسبب الأذى والحيوانات المفترسة التي قد تُهاجمها.
- تعدّ الخيول من الحيوانات الاجتماعية، إذ تعيش فيها الخيول ضمن قطعان، يتراوح عددهم بين ثلاثة وعشرين حصانًا يترأسهم حصان يُدعى الفحل.
كما يوجد بعض السلوكيات الشاذّة للحصان التي يعتقد أن سببها إما مشكلةً صحيةً، أو سببًا وراثيًا، وقد تكون مكتسبة من الوسط المحيط. كما تنقسم هذه السلوكيات إلى نوعَين: - سلوك مُرتبط بالجهاز الحركي كالدوران، الركل والارتعاش.
- سلوك مُرتبط بحركات الفم مثل: قضم الخشب وابتلاع الهواء.
وفي الختام نأمل أن يكون مقالنا في موقع كيف قد نال إعجابكم بما قدمه من معلومات عن الخيول وأصواتها المختلفة وخصوصًا في أثناء الحروب. مع ذكر أهمية الأحصنة في حياتنا ضمن نطاقات متعددة ومختلفة واستخدامها لأغراض وأهداف تتنوع عبر الزمن ووفقًا لمجالات الحياة.