شعور غريب في القلب

شعور غريب في القلب هو إحساسٌ يراودُ الكثير من الأشخاص بين الحينِ والآخر، حيث تعتبر رفرفةُ القلب وخفقانه وكذلك ضيق الصدر من أبرز علاماته. وقد يمضي هذا الشعور بشكلٍ طبيعيّ دون أيّ مضاعفات، في حين أنه يشير إلى تداعياتٍ خطرة في المستقبل القريب إذا استمر مدةً أطول. والتي تنتج من ارتفاع معدل ضربات القلب، وزيادة سرعتها.

مما يشكّل قلقًا لدى البعض خاصةً مع تكرار هذه الحالة، وبناءً على ذلك ولمعرفة ماهيةِ هذا الشعور الغريب الذي يصيب القلب، وكذلك أسبابه وعوامل الخطر الناتجة عنه، وسبل علاجه المتاحة، تابعوا مقالنا هذا عبر موقع كيف الذي سنقدّم من خلاله أبرز المعلومات حول هذا الموضوع، والتي قد تهمّ الكثير ممن يعانون من هذا الشعور.

شعور غريب في القلب

في مرّاتٍ عديدة، تزيدُ سرعة ضربات قلبك، وتشعر بها في صدرك بشكلٍ واضح، وذلك عند التعرض لمواقف مفاجئة. سواءٌ كانت حزينةً أم مفرحة. وكذلك عند الخوف والرعب من أمرٍ ما يصادفك في يومك الاعتيادي. لكن سرعان ما تزول هذه الضربات المتسارعة خلال ثوانٍ معدودة بعد انتهاء عنصر المفاجأة. 

للعلم، يعرفُ هذا الشعور الغريب المتمثل بزيادة رفرفة قلبك دون السيطرة عليها بخفقانِ القلب. والذي قد يكون طبيعيًّا وعابر، حيث يحدث نتيجة ارتفاع هرمون الأدرينالين في الدم عند التعرّض لحدثٍ مفاجئ، أو نتيجةَ التعب والتوتر أحيانًا. وقد يمتد الشعور بالخفقان في القلب والصدر وحتى العنق والحلق أيضًا. كما يشعر به الإنسان حتى في حالة الراحة. لكنه غالبًا ما يزول بسرعة بزوال المؤثر.

أمّا عندما يستمر فترةً أطول، فهذا مؤشرٌ خطرٌ على حياة البعض، وخاصةً لمن يعانون من مشاكل قلبية أخرى أو عند إصابة الإنسان به دون أيّ مؤثرات خارجيّة، وترافقه مع ألمٍ في القفص الصدري أو ضيق في التنفس. وكذلك دوار شديد قد ينتهي بالإغماء. وبالتالي لا بدَّ في هذه الحالة من ضرورة البدء بالعلاج الفوري للحصول على الرعاية الصحيّة اللازمة.

حيث يحدّد الطبيب المختص المعالجة المناسبة والفعّالة بناءً على التشخيص الدقيق لحالة الشخص المرضية. ويعتمدُ في تشخيصه على جملةٍ من الفحوصات والاختبارات الطبيّة الدقيقة؛ بغيةَ معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك الشعور الغريب في القلب.

اقرأ أيضًا: خفقان القلب وعلاجه

أسباب شعور غريب في القلب

تتباين العوامل المسببّة لحدوث خفقان القلب، أو الشعور الغريب الذي يصيب القلب مؤديةً إلى اضطراب ضرباته وزيادة تسارعها. ومن أبرز هذه الأسباب نذكر ما يلي:

  • ممارسةُ الرياضة الشاقة والقاسية.
  • الإكثار من المشروبات المنبهة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين.
  • الإفراط في التدخين والمشروبات الكحولية.
  • عدم الحصول على الراحة وساعات النوم الكافية للجسم.
  • التعرض لمؤثراتٍ خارجيّة نفسيّة كالخوف والقلق والتوتر.
  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية الخاصة بالتخسيس، أو أدوية الربو والضغط وكذلك الحساسية.
  • فترة الدورة الشهرية أو الحمل أو سن اليأس لدى السيدات عمومًا، وذلك بسبب التبدلات الهرمونية.

اقرأ أيضًا: ماذا يحدث للقلب أثناء الرياضة

عوامل الخطر المسببة لخفقان القلب الشديد

ذكرنا أعلاه أهمّ الأسباب المؤدية إلى حدوثِ شعور غريب في القلب، والذي يزول بشكلٍ طبيعي بعد ثوان فقط من حدوثه. لكن عند استمراره لمدة أطول والتي تتجاوز 30 ثانية. وكذلك ترافقه بعلاماتٍ أخرى متمثلة بضيق التنفس أو الدوار وكذلك التعرق أو خدر الأطراف. فهذا إن دلَّ على شيء، فهو يدلّ على وجود مشاكل مرضية خطرة نوعًا ما؛ تسبّب الخفقان في القلب، لكنها تستوجب العلاج الفوري، وتتمثل فيما يلي:

  • اضطرابات القلب والتي تشمل الرجفان الأذيني، وتسرع القلب البطيني، وهو الأكثر خطرًا على الإنسان.
  • مشاكل في الصمامات القلبية، وخاصةً تدلي الصمام التاجي.
  • ضعف عضلة القلب وعدم قدرتها على ضخ الدم لكافة أجزاء الجسم.
  • وجود حالاتٍ مرضية خلقية في القلب.
  • مشاكل الغدة الدرقية، وخاصةً فرط نشاط الدرق وتبعاته التي تتضح في التغيرات الهرمونية.
  • مرض داء السكري.
  • فقر الدم أو الأنيميا.
  • الإصابة بانخفاض ضغط الدم، وخاصة عند الوقوف لوقتٍ طويل أو بشكلٍ مفاجئ.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم وترافقها بالحمى أحيانًا.
  • نقص السوائل في الجسم المؤدي للجفاف.

اقرأ أيضًا: أسباب الرجفان الأذيني وأعراضه وعوامل الخطر وطرق علاجه

أعراض الشعور الغريب في القلب

عندما يستمر خفقان القلب لأكثر من 30 ثانية، فإنه أمرٌ غير طبيعيّ كما قلنا سابقًا، وخاصةً مع تكرار حدوثه الدائم. وكذلك عند ترافقه بمجموعةٍ من الأعراض التي تدلّ على الإصابة بأمراضٍ خطيرة؛ يجب تداركها ومعالجتها سريعًا. ومن أهم الأعراض التي ترافق حالة الخفقان القلبي، نذكر التالي:

  • شعور غريب في القلب يتمثل باضطراب ضربات القلب بشكلٍ متسارع أو متباطئ ناتج عن حالة الرجفان الأذيني.
  • الدوار والدوخة.
  • الإحساس بالغثيان والرغبة بالتقيؤ في بعض الحالات.
  • الشعور بوخزٍ في منطقة الصدر مترافق مع ضغط وألم، وهذا نذير خطرٍ يدل على الإصابة بالنوبة القلبية. وبالتالي لا مجال للتأخر في الإسعاف الطبي في هذه الحالة.
  • انتقال الألم إلى الذراع، وهذا ما يعرف بالألم المشع الذي يستهدف الجانب الأيسر من الجسم بشكلٍ كامل. ويعدّ أيضًا مؤشرًا لحدوث النوبة القلبية.
  • ضيق التنفس وعدم الشعور بالراحة الناجم عن انسداد أحد الشرايين القلبية. والذي غالبًا ما يرافق حدوث شعور غريب في القلب، كما أنه يسبب للمصاب إحساسًا حارقًا أحيانًا.

هذا وقد تحدث بعض المضاعفات الناتجة عن زيادة تسرع القلب المرافقة للشعور الغريب فيه، والتي تحمل في بعض الأحيان، دلائل خطرة على حياة الإنسان. كذلك من الممكن أن تجري هذه المضاعفات بصمتٍ دون أعراض واضحة ومختلفة لدى بعض المصابين. لكنها غالبًا ما تكون عاملًا أساسيًّا في حدوث السكتات الدماغية أو القلبية المميتة. ومن أبرز هذه التداعيات الخطرة التي يظنها البعض طبيعيّة، نورد ما يلي:

  • سرعة ضربات القلب بتواتر شديد.
  • ألم ووخز متكرر في الصدر.
  • عدم التركيز لبعض الوقت.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • ضيق في التنفس.
  • دوار.

اقرأ أيضًا: أعراض مرض القلب عند الشباب وعلاجه

علاج الشعور بخفقان القلب

يحتاج خفقان القلب الشديد الناتج عن أحد المسببات الخطرة كالأمراض القلبية أو مشاكل الغدة الدرقية إلى العلاج الطبي الفوري. والذي يقرره الطبيب المختص سواءٌ بشكلٍ دوائي أو جراحي. أما حالة الشعور الغريب في القلب المترافق مع زيادة سرعة ضربات القلب وزوالها مباشرةً، فهو أمرٌ طبيعيّ ومعالجته بسيطة، يمكن القيام بها ضمن المنزل، ومنها التالي:

  • الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة بعد عناء يوم كامل.
  • القيام ببعض تمارين الاسترخاء لتخفيف الإجهاد والإرهاق، ومنها اليوغا والتأمل.
  • تقليل تناول المشروبات المنبهة والمنشطة، وكذلك بعض الأدوية.
  • شرب كمياتٍ وافرة من المياه لحماية الجسم من الجفاف الذي يسبب اضطراب ضغط الدم، وبالتالي اضطراب ضربات القلب

الحفاظ على المشي المنتظم بشكلٍ يومي؛ للتخلص من القلق والإجهاد والحفاظ على صحة القلب وجهاز الدوران.

اقرأ أيضًا: أسباب أمراض القلب وسبل تفاديها

وفي الختام، كانت هذه أبرز التفاصيل المهمّة حول موضوعنا اليوم بخصوص شعور غريب في القلب. والتي استعرضنا من خلالها أهم مسبباته وأعراضه، وكذلك وسائل علاجه الممكنة. آملين أن تساعدكم هذه المعلومات على التمييز بين خفقان القلب الطبيعي والخفقان الناجم عن عوامل مرضية خطيرة لمحاولة تفاديه والوقاية منه قدر المستطاع. 

Scroll to Top