تتساءل الكثير من النساء حول شروط لباس المرأة في الصلاة، يعتبر هذا الموضوع من أهم المواضيع التي يجب أن تعرفها المرأة. مع العلم يوجد الكثير من النساء اللواتي لا يلتفتن لهذا الأمر، أو حتى لا يضعونه بعين الاعتبار رغم أهميته الكبيرة. ومن المعروف في ديانتنا الإسلامية أنه لا يوجد فرقٌ في العبادات بين الرجل والمرأة. ومن بين هذه العبادات وأهمها الصلاة، فالصلاة هي عمود الدين، والسؤال عنها يكون أول سؤال في القبر. وبالصلاة أولًا يقابل المرء ربه، لذا يعتبر أكبر خطأ هو عدم اهتمام المسلم بصلاته، وتهاونه بأدائها. وأهم شرطين من شروط صحة الصلاة هما الطهارة، وستر العورة. وفي هذه الأيام نرى واقع الشباب المسلم مليئًا بالمخالفات الشرعية، والكثير من المحاولات لإفساد العقيدة الإسلامية. لكن عندما يتعلق الأمر بالصلاة، يجب على الجميع توخي الحذر، لأنه عندما يتعلق الأمر فيها وبشروطها لا توجد نقاشات. وإذا أردت عزيزي القارئ التعمق أكثر في شروط لباس المرأة في الصلاة ما عليك إلا أن تتابع قراءة مقالنا.
لباس المرأة في الصلاة
من أهم شروط قبول الصلاة للمرأة المسلمة ستر عورتها، وعورة المرأة بدنها بالكامل عدا الكفين، والوجه. لذا يجب على المرأة تغطية كامل جسدها عند أداء الصلاة والدليل على ذلك الحديث التالي: سئلت أم سلمة رضي الله عنها عما يجب أن تصلي به المرأة فقالت: ” تصَلِّي فِي الْخِمَارِ وَالدِّرْعِ السَّابِغِ الَّذِي يغَيِّبُ ظهُورَ قَدَمَيْهَا”. والخمار هو كل ما تغطي المرأة به رأسها، أما الدرع فهو القميص الذي تغطي المرأة به بدنها ورجلها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله صلاة حائضٍ إلا بخمار”. والمقصود بالحائض المرأة البالغة التي بلغت سن الحيض.
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: “كساني رسول الله قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلب، فكسوتها امرأتي، فقال: ما لك لم تلبس القبطية؟ قلت: كسوتها امرأتي، فقال: مرها فلتجعل تحتها غلالة، فإني أخاف أن تصف حجم عظامها”. ومن جهةٍ ثانيةٍ في حال ارتداء المرأة ملابسًا ضيقةً أثناء أدائها فريضة الصلاة فإن صلاتها صحيحة، لكنها متنافية مع آداب الصلاة.
الفرق بين صحة الصلاة ومراعاة آداب الصلاة
- صحة الصلاة: من أحد أهم شروط الصلاة هو ستر العورة. وعورة المرأة عند أداء الصلاة هو جسدها كاملًا، لذلك يجب أن تغطيه من الرأس، حتى القدم، باستثناء الوجه، والكفين. وتعني جملة ستر العورة عدم إظهار لون البشرة (الجلد).
- مراعاة آداب الصلاة: بمعنى آخر مراعاة المرأة للباسها، بارتداء الملابس الفضفاضة، أو الواسعة أثناء أداء فريضة الصلاة.
حكم لبس البنطلون في الصلاة للمرأة
يمكن للمرأة أن ترتدي البنطلون عند أداء الصلاة، لكن يفضّل أن يكون واسعًا غير ضيقًا، أو محددًا لتفاصيل الجسد. ويحرّم لبس البناطيل الضيقة والشفافة أثناء أداء الصلاة.
قال الشيخ ابن قدامة في هذا الموضوع: ” فإن كان خفيفًا يُبَيِّن لون الجلد من ورائه فيُعلم بياضه، أو حمرته لم تجز الصلاة فيه. لأن الستر لا يحصل بذلك، وإن كان يستر لونها، ويصِف الخلقة، جازت الصلاة، لأن هذا لا يمكن التحرّز منه، وإن كان الساتر صفيقًا”. كما تحدّث الإمام الشافعي عن هذا الموضوع نظرًا لأهميته، كما أنه أوضح أن لبس الملابس الضيقة في الصلاة من مكروهات الصلاة. فقال رحمه الله: ” وإن صلى في قميص يشف عنه، لم تجزه الصلاة، فإن صلى في قميص واحدٍ يصفه، ولم يشف، كرهت له، ولا يتبين أن عليه إعادة الصلاة، والمرأة أشد حالًا من الرجل إذا صلت في درعٍ وخمارٍ يصفها، وأحب إليّ ألا تصلي إلا في جلبابٍ فوق ذلك، وتجافيه عنها، لئلا يصفها الدرع”.
حكم تغطية القدمين في الصلاة للمرأة
تعددت الآراء واختلفت فيما يتعلق بهذا الأمر، فبعض العلماء من أجاز ذلك، وآخرون من أوجب تغطيتهم. منهم:
- الشيخ ابن باز رحمه الله: قال الشيخ ابن باز رحمة الله عليه في ذلك: ” أما المرأة فكلها عورة في الصلاة إلا وجهها واختلف العلماء في الكفين: فأوجب بعضهم سترهما، ورخص بعضهم في ظهورهما، والأمر فيهما واسع إن شاء الله، وسترهما أفضل خروجًا من خلاف العلماء في ذلك، أما القدمان: فالواجب سترهما في الصلاة عند جمهور أهل العلم “.
- الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله عليه: قال الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله في ذلك: “وليس هناك دليل واضح على هذه المسألة، ولهذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن الحرة عورة إلا ما يبدو منها في بيتها وهو الوجه والكفان والقدمان. وقال: إن النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كُنَّ في البيوت يَلْبَسْن القُمُص، وليس لكل امرأة ثوبان، ولهذا إذا أصاب دم الحيض الثوب غسلته وصلت فيه، فتكون القدمان والكفان غير عورة في الصلاة، لا في النظر، وبناء على أنه ليس هناك دليل تطمئن إليه النفس في هذه المسألة فأنا أقلد شيخ الإسلام فيها، وأقول: إن هذا هو الظاهر، إن لم نجزم به، لأن المرأة حتى وإن كان لها ثوب يضرب على الأرض فإنها إذا سجدت سوف يظهر باطن قدميها “.
أفضل مكان تصلي فيه المرأة
حدد نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة أفضل الأماكن التي يمكن للمرأة أن تؤدي صلواتها فيها.
عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما: “أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي، قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل”.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صل الله عليه وسلم قال: ” صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها “.
وفي ختام مقالنا نتمنى أن نكون قد شرحنا لكم شروط لباس المرأة في الصلاة. ونتمنى مراعاة الالتزام بالطهارة، واللباس الشرعي أثناء الصلاة، لأدائها على أتم وجه.