بدايةً تعتبر الرضاعة الطبيعية أغلى هدية يمكن للأم أن تقدمها لطفلها الجديد. لما لها من فوائد تعود على الأم وعلى الطفل. ولكن هناك العديد من مشكلات الرضاعة الطبيعية التي تواجهها الكثير من الأمهات. وخاصةً الأمهات اللواتي ينجبن لأول مرة. ومن أهم هذه المشكلات هي رفض الطفل الرضاعة من أحد الثديين. هذه المشكلة قد تتعرض لها الأمهات مع أطفالهم طوال فترة إرضاعه أو لمدة محددة. فقد تلاحظ الأم بأن طفلها يفضل الرضاعة من ثدي واحد دون الآخر دون أن تعرف سبب حدوث ذلك. ولا شك أن ذلك يسبب بعض الإحباط للأمهات الجدد وربما الألم أيضًا بسبب تجمع الحليب في الثدي الذي لا يتناوله الرضيع. وفي هذه المقالة سيطلعكِ موقع كيف على سبب رفض الطفل الرضاعة من أحد الثديين، وعلى طرق التعامل مع هذه المشكلة بشكل صحيح.
هل يختلف طعم حليب الثدي الأيمن عن الأيسر
إن سبب رفض الطفل الرضاعة من أحد الثديين لا علاقة له بوجود فرق في طعم الحليب بين الثديين. وذلك لأن الحليب في كلا الثديين متشابه في اللون والطعم ودرجة الحرارة. علمًا بأن طعم الحليب بتغير خلال فترة الرضاعة فتبدأ الرضاعة عادةً بالحليب الخفيف. وتنتهي بالحليب المشبع في النهاية، ومن أهم أسباب اختلاف الحليب بين الثديين:
- توقف الرضاعة من أحد الثديين لمدة طويلة يؤدي لتغير مذاق الحليب المنتج من هذا الثدي وجفافه.
- كذلك إن التهاب حلمة الثدي نتيجة إصابتها بالجفاف والتشقق أو بسبب الإصابة بالفطور والجراثيم، يؤدي إلى تغير في مذاق الحليب، وفي هذه الحالة يجب التوقف عن الإرضاع من الثدي المصاب حتى شفائه.
- كما أن تناول الأم بعض الأطعمة مثل الثوم أو البصل يؤثر على مذاق الحليب وقد تؤدي إلى رفض الطفل للرضاعة.
أسباب رفض الطفل الرضاعة من أحد الثديين
إن مشاكل الرضاعة لا تقتصر فقط على الرضاعة الصناعية. ولكن الرضاعة الطبيعية لها مشاكلها أيضًا. ومن أهم هذه المشاكل هي رفض الطفل الرضاعة من أحد الثديين، وقد يعود لسبب مرضي عند الرضيع، أو مشكلة في الثدي. ولحل هذه المشكلة يجب معرفة أسبابها. وهذه الأسباب يمكن تلخيصها فيما يلي:
عدم اعتياد الطفل على حليب الثدي منذ البداية
عندما تتأخر بعض الأمهات في وضع المولود على الثدي خلال الساعة الأولى. أو حتى تتعافى بعد الولادة، فإن الرضيع لن يعتاد على حليب الثدي منذ البداية فسوف يصعب أن يتناوله فيما بعد، لذلك ينصح أن تبدأ الأم في إرضاع طفلها من الثدي بعد الولادة مباشرةً. إلا في حال واجه المولود مشكلة صحية تستدعي بقاءه في غرفة الإنعاش، وذلك حتى يعتاد على حليب الثدي ولا يتذوق الحليب الصناعي.
تناول الأم لأطعمة تؤثر على مذاق الحليب
إن تناول الأم بعض الأطعمة التي تؤثر على مذاق الحليب وتغير من نكهته، مثل: الثوم ولبهارات بأنواعها المختلفة، سيشعر الطفل بتغير مذاق الحليب أثناء الرضاعة، وبالتالي سوف لن يتقبل الحليب. ولمنع ظهور هذه المشكلة يجب على الأم تجنب الأطعمة التي تؤثر على مذاق الحليب خلال فترة الرضاعة.
إدخال الحليب الصناعي مبكرا
بسبب ظروف العمل أو بسبب اعتقادات الأم الخاطئة أن الحليب الصناعي سوف يساعد على إشباع الطفل بشكل أفضل، تلجأ بعض الأمهات إلى إعطاء الطفل الحليب الصناعي في وقت مبكر وهو ما يسبب تعلق الطفل به ورفض حليب الثدي. لذلك ينصح بعدم إدخال الحليب الصناعي للرضيع إلا عند الضرورة، مثل: إصابة الأم بمرض يمنعها عن الرضاعة الطبيعية.
إصابة الطفل بمشكلة صحية
عندما يعاني الطفل من ألم في البطن أو يصاب بالإمساك، فإنه سوف يرفض حليب الثدي، وخاصةً إن كان يعاني من حساسية الحليب، مما يجعل هذا الأمر من سبب لرفض الطفل حليب الأم. ويمكن أن سبب التهاب الأذن الألم أثناء المص مما يعيق الرضاعة، كذلك إن الإصابة بالزكام أو احتقان الأنف قد تسبب صعوبة في التنفس أثناء الرضاعة الطبيعية. وأيضًا من أسباب رفض الطفل لحليب الأم الشائعة هي بدء مرحلة التسنين التي تسبب الام وخاصةً أثناء الرضاعة، مما يسبب ضعف الشهية لديه. كذلك إن تطعيم الطفل بالحقن في مكان معين، قد يجعله يتجنب هذا الجانب الذي يضغط على المنطقة المصابة. لذا يجب مراجعة الطبيب لمعرفة سبب إصابة الطفل بهذه المشاكل والبدء بالعلاج.
قلة إدرار حليب الثدي
قد تكون كمية الحليب المنتج في أحد الثديين أكثر من كمية الحليب المنتج في الثدي الآخر، مما يجعل الطفل الرضيع يفضله لسهولة الرضاعة منه. حيث تعاني الكثير من الأمهات من قلة حليب أحد الثديين أو صعوبة تدفق الحليب أثناء الرضاعة، وحينها يصعب على الطفل الحصول على الحليب حتى مع محاولاته في مص الحليب، مما يسبب انزعاجه لأنه يشعر بالجوع، وبمرور الوقت سوف يرفض الطفل تناول الحليب من هذا الثدي.
الحلمات المسطحة أو المقلوبة
اختلاف شكل الحلمات وحجمها ، فقد تكون إحداهما بارزة والأخرى مقلوبة، وقد تكون كبيرة أو صغيرة. فيحب الطفل الحلمة البارزة والكبيرة أكثر لسهولة الإمساك بالحلمة والرضاعة منها. أما إذا كانت الحلمات مسطحة أو مقلوبة فسوف تعيق الرضاعة الطبيعية، حيث لا يتمكن الطفل من الإمساك بها. ويجب على الأم اتباع الطرق التالية في إبراز الحلمة مثل: القيام بتحفيز الحلمات، أو استخدام مضخة الثدي قبل الرضاعة.
علاج رفض الطفل الرضاعة من أحد الثديين
إذا كان سبب رفض الطفل الرضاعة من أحد الثديين الإصابة بالتهاب الأذن، أو التهاب الفم أو غبرها من الأمراض التي تعيق الرضاعة الطبيعية. فيمكن تفادي هذه المشكلة بمعالجة السبب وباتباع الوسائل التالية:
- استخدام شفاط الثدي لسحب الحليب من الثدي الذي يرفض الطفل الرضاعة منه، وذلك لزيادة إدرار اللبن فيه ولتسهيل رضاعة الطفل منه.
- اتخاذ وضعيات رضاعة متعددة مثل وضعية الرضاعة بالجانب حتى تعرفي على الطريقة المريحة لطفلك واختيار الأنسب منها.
- يجب اختيار مكان هادئ للرضاعة حتى لا يشتت الطفل.
- يجب البدء برضاعة الطفل بالجانب الذي يحبه الطفل ثم الانتقال إلى الجانب الآخر.
- لا تغييري وضعية الطفل أثناء الرضاعة لتجنب رفض الطفل للرضاعة.
- إفراغ الحليب الزائد من الثدي المرفوض قبل إرضاع الطفل منه لتجنب حالات الاستنشاق عند الطفل.
- إذا كانت المشكلة من الحلمة يجب وضع واقي الحلمة.
- ارضعي الطفل من الثدي الذي لا يفضله إن كان يشعر بالنعاس.
وفي الختام عزيزتي الأم عندما يرفض طفلك الرضاعة من أحد الثديين. قد يؤدي ذلك إلى تجمع الحليب وتكتله في الثدي. وهذا الأمر يؤدي إلى حدوث الألم في الثدي. لذا لا بُدّ من مراجعة الطبيب، لمعرفة السبب والعمل على حلها.