يحدث أحيانًا أن يشعر المرء بدوارٍ يفقده القدرة على التوازن أثناء الوقوف، فيتراود إلى ذهنه على الفور سؤال هام، ألا وهو ما سبب الدوخة عند الوقوف وعدم الرؤية؟ وما هو العلاج المناسب لها. ومن المعروف أنه ليحصل الجسم على توازنه الطبيعي، يجب أن تعمل كل أجهزة الجسم بشكلٍ صحيح، بما في ذلك العظام، والمفاصل، والعضلات، والعينان، والأعصاب، والقلب، والأوعية الدموية. كم أن التهابات الأذن الوسطى أيضًا من أحد أسباب الدوخة.
يصاحب الشعور بالدوخة عادةً شعورًا بخفة الرأس، وإيجاد صعوبة بالوقوف بثبات. إضافةً إلى الشعور بالغثيان والإقياء. فهل يجب الخوف من حدوث الدوخة المفاجئة عند الوقوف، وما سبب هذه الدوخة عند الوقوف وعدم الرؤية. تابع مقالنا هذا لتحصل على الإجابة على كافة تساؤلاتك.
سبب الدوخة عند الوقوف وعدم الرؤية
يوجد الكثير من الأمراض، أو العوامل التي تؤدي لحدوث الدوخة عن الوقوف، أو ما يسمى بهبوط في ضغط الدم الانتصابي الذي يؤدي لعدم الرؤية وحدوث الدوخة عند الوقوف. أهمها:
- الحمل والإرضاع.
- أمراض القلب: كضعف قدرة القلب على ضخ الدم، والشعور بالنبض المتناقص، وفشل القلب، والأمراض المختلفة التي تصيب صمامات القلب. كل هذه الأمور تؤثر على قدرة القلب على ضخ الدم بكميات أكبر عند الوقوف المفاجئ، ما يؤدي لانخفاض ضغط الدم.
- فقر الدم، أو النقص في عدد خلايا الدم الحمراء.
- الجفاف: يسبب ارتفاع درجات الحرارة المترافق، مع الجهد الزائد، وبشكلٍ خاص الناتج عن الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، مع التقليل من شرب السوائل، في حدوث الجفاف في الجسم. وفي هذه الحالة يحدث انخفاض عام في كمية الدم. فيكون من الصعب تعويض حجم الدم المتراكم في القدمين خاصةً عند النهوض من حالة الاستلقاء، أو الجلوس. الأمر الذي يؤدي لحدوث انخفاضٍ في ضغط الدم.
- السكري: عندما يكون مستوى السكر غير متوازن في الدم يؤدي لحدوث الجفاف. لأن الجسم يلجأ لدر البول بكمياتٍ أكبر. إضافةً لأن المصابون بداء السكري يعانون من حدوث أضرار في الجهاز العصبي الذي يؤثر بدوره على اتساع الأوعية الدموية، وضغط الدم.
- أمراض الغدد الصماء، كمرض الغدة الدرقية، أو حدوث قصور في الغدة الكظرية.
- الاستلقاء لفترة زمنية طويلة.
- الارتفاع بحرارة الجو.
- الإصابة بداء باركنسون.
- التقدم في العمر.
- تناول بعض الأدوية مثل مدرات البول، ومضادات الإكتئاب، وأدوية ضغط الدم.
- إدمان المخدرات، أو الكحوليات مع أدوية ضغط الدم.
- الاضطرابات الهرمونية.
- الوقوف مباشرةً وبسرعة بعد تناول وجبات الطعام.
- الإصابة بمرض القصور الفقري القاعدي، حيث تنخفض فيه القوة في تدفق الدم بالجزء الحلفي للدماغ.
- الأنيميا: الذي ينتج عن النقص في مستوى الدم بسبب سوء التغذية.
- نقص فيتامين B12.
أعراض الدوخة عند الوقوف وعدم الرؤية
من أكثر الأعراض الشائعة هي الدوخة، أو الدوار، وبشكلٍ خاص بعد الجلوس، أو الاستلقاء الطويل. وبشكلٍ عام تستمر الأعراض فترةً زمنيةً لا تتجاوز عدة دقائق. وتتمثل الأعراض بما يلي:
- الدوخة عند الوقوف.
- زغللة العينين وضعف في الرؤية.
- فقدان الوعي والإغماء.
- الغثيان.
- التشوش.
- الوهن والضعف العام.
- خفقان القلب يسرعة.
- حدوث حيرة وارتباك.
- صداع.
- من الأعراض القليلة الشيوع:
- حدوث آلام في الرقة والكتفين.
- آلام في الصدر.
علاج الدوخة عند الوقوف وعدم الرؤية
عند التفكير في العلاج لهبوط ضغط الدم الانتصابي، يجب البحث أولًا عن السبب الجذري ومعالجته، فيلجأ الطبيب لإجراء مجموعة من التغيرات الحياتية، أهمها:
- شرب الكثير من السوائل بشكلٍ يومي، وبشكلٍ خاص الأشخاص المصابين بالجفاف.
- ارتداء جوارب مطاطية ضاغطة، والتي تعمل على منع تراكم الدم في القدمين عند الوقوف.
- الوقوف ببطء وبشكلٍ تدريجي من وضعية الجلوس، أو الاستلقاء.
- عند الحر الشديد يجب تجنب المشي خارج المنزل.
- عند النوم يجب رفع الرأس لأعلى من مستوى الجسم.
- عدم تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات.
- عدم إضافة الملح إلى الطعام.
- ممارسة الرياضة.
بعد اتخاذ كافة الإجراءات، يلجأ الطبيب لاستخدام العلاج الدوائي في حال عدم وجود أي تحسن.
مضاعفات الدوخة عند الوقوف وعدم الرؤية
بالعادة لا يوجد مضاعفات للدوخة عن الوقوف، أو ما يسمى بانخفاض ضغط الدم الانتصابي. لكن ممكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى:
- فقدان التوازن والسقوط أحيانًا، مما يؤدي لحدوث بعض الكسور عند كبار السن.
- أثبتت بعض الأبحاث أنه هناك احتمالية الإصابة بنوبات في الدماغ، أو حدوث تراجع في أداء الدماغ حتى عند عدم حصول النوبة الدماغية.
الوقاية من الدوخة عند الوقوف وعدم الرؤية
كما يقال درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، لذا يمكن الوقاية من الدوخة عند الوقوف وعدم الرؤية باتباع التعليمات والنصائح التالية:
- شرب كميات كبيرة من الماء، خاصةً في الأجواء الحارة.
- مراعاة الجلوس قليلًا على جانب السرير عند الرغبة بالانتقال من وضعية النوم، أو الاستلقاء إلى وضعية الوقوف.
- لبس الجوارب المطاطة.
- عند الرغبة بحمل بعض الأشياء من الأرض، يجب الاعتماد على الفخذين في الانحناء ليس على الظهر.
- وضع أحد القدمين على الكرسي والانحناء قليلًا إلى الأمام لزيادة تدفق الدم العائد من الرجلين إلى باقي الجسم.
- استشارة طبيب عن تناول بعض الأغذية التي تؤثر على ضغط الدم، كتناول الملح مثلًا الذي يرفع من ضغط الدم.
في النهاية، في أغلب الأحيان يتلاشى الشعور بالدوار، أو الدوخة خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الثواني. لكن في حال بقاء الحالة لفترة زمنية أكبر، وتكرار الشعور بالدوخة، يجب استشارة الطبيب بشكلٍ فوري.