رمد العين أسباب وعلاج

يوجد في الجسم أعضاء خاصّة تعرف باسم أعضاء التّماس، حيث تكون على تماس مباشر مع الوسط الخارجي ممّا يجعلها عرضةً للإصابة بأمراض تحسّسيّة، وتعتبر العين من أكثر هذه الأعضاء حساسيّةً، ويعدّ مرض رمد العيون، أو العين الورديّة (pink eye)، أو التهاب الملتحمة، أحد الأمراض التي تصيب ملتحمة العين والتي هي ذلك الغشاء الرقيق الشّفّاف الذي يغطّي الجزء الأبيض من كرة العين ويبطّن الجفن، وتكون معرّضة للالتهاب أو العدوى، فينتج مرض الرّمد نتيجة لتعرّض الملتحمة لعوامل تحسّسيّة، أو الإصابة بعدوى بكتيريّة أو فيروسيّة، ممّا يسبّب التهابًا في الأوعية الدّمويّة الصّغيرة في الملتحمة، فيتحوّل بياض العينين إلى اللون الأحمر أو الوردي، كما قد ينتج عند الأطفال بسبب عدم انفتاح القنوات الدّمعيّة بشكل كامل، وهو مرض مُعدي وخاصّة النّاتج عن الإصابة الفيروسيّة، ويكون منتشرًا بشكل عام لدى البالغين ولاسيّما في فصل الصيف، ويتأثّر معدّل انتشار المرض بشكل كبير بعمر المريض واختلاف الموسم من السّنة، وعلى الرّغم من أن الرّمد لا يؤثّر على الرؤية إلّا أنّه يسبّب إزعاجًا للمصاب وضعف في الرؤية نتيجة الإفرازات القيحية والدّمع.

أعراض مرض رمد العين

الأعراض مميّزة لذلك يمكن ملاحظتها عند الشخص المصاب بسهولة، وهي تتمثّل بما يلي:

  • احمرار في بياض العين أو الجفن الداخلي وهو أكثر الأعراض وضوحًا.
  • حكّة في العينين أو أحدهما.
  • الشّعور بوجود رمل في العين المصابة.
  • خروج إفرازات من العين المصابة تزداد في فترة الليل، وقد تشكّل غشاء كالقشرة يعارض فتح العين في الصّباح.
  • تدميع العين باستمرار.
  • الشعور بحساسية من الضوء.
  • تضخم في الغدد الليمفاوية.

كم يدوم مرض الرّمد

مدّة المرض تختلف باختلاف نوعه والعامل المسبّب، فلكلّ منها مدّة كالآتي:

  • رمد العين التّحسّسي: يختفي الاحمرار الذي تسبّبه الحساسيّة عند تحسّن أعراض التّحسّس وزوال العوامل المهيّجة والمسبّبة للتحسّس والتي تكثر في فصل الرّبيع كالغبار وحبّات الطّلع ووبر الحيوانات.
  • الرّمد النّاتج عن العدوى البكتيريّة: في حال استخدام المضادّات الحيويّة يحتاج المريض من 24_48 ساعة قبل البدء بالتّحسّن وزوال الأعراض.
  • رمد العيون النّاتج عن العدوى الفيروسيّة: قد يحتاج من بضعة أيّام إلى أسابيع ليتمّ شفاء المريض بشكل كامل.

أنواع رمد العين وأسبابه

يوجد ثلاثة أنواع رئيسة للرمد وهي تصنّف تبعًا لاختلاف المسبّب، وهي:

الرّمد التّحسّسي: ويحدث نتيجة تعرّض العين لمادّة مهيّجة فتقوم بتحفيز جهاز المناعة للتعامل معها، ويقسم هذا النوع إلى ثلاثة أقسام كما يلي:

      • التهاب الملتحمة الموسمي: وهو أكثرها شيوعًا وخاصّة عند الأشخاص المصابين بأمراض تحسّسيّة مثل: مرض الرّبو أو التهاب الأنف التّحسّسي، وينتج عادةً عن عوامل كالغبار وحبّات الطّلع.
      • التهاب الملتحمة التّحسّسي التّلامسي: ويحدث نتيجة استخدام مستحضرات التّجميل، أو قطرات العيون، أو بعض المواد الكيميائيّة.
      • التهاب الملتحمة الحليميّ العملاق:  وينتج عن وضع الأجزاء الصّناعيّة التي تستخدم في جراحة العيون أو ارتداء العدسات اللاصقة.

الرّمد المُعدي:

وهو نوعان تبعًا لنوع العدوى بكتيريّةً كانت أو فيروسيّة.

      • التهاب الملتحمة البكتيريّ: يكون ناتجًا عن نوعين من البكتيريا، إذ تسبّب بكتيريا المكوّرات العنقوديّة المتواجدة على الجلد أو الجهاز التّنفّسي التهابًا، وقد تنتقل العدوى عن طريق الحشرات أو الاتّصال الجسديّ مع الآخرين أو مشاركة مستحضرات التّجميل مع الآخرين أو سوء النظافة، النوع الثّاني هو الرّمد الوليديّ وهو التهاب ملتحمة خطير قد يؤدّي إلى تلف العين في حال عدم علاجه وهو ناتج عن بكتيريا المتدثرة أو بكتيريا داء السّيلان وهو يصيب حديثي الولادة بشكل خاص.
      • التهاب الملتحمة الفيروسي: ينتج عن الفيروسات المرتبطة بالإصابة بالرّكام والتي تنتشر عن طريق السّعال، كما قد تحدث الإصابة نتيجة انتشار الفيروس داخل أغشية الجسم المخاطيّة وهي تربط الرئتين بالحلق والأنف والقنوات الدّمعيّة والملتحمة.

الرّمد الكيميائي: من الممكن الإصابة بالرّمد نتيجة التّهيّج بسبب التّعرّض لمواد كيميائيّة كما يلي:

      • المياه المعالجة بالكلور لتعقيم المسابح.
      • مواد التنظيف.
      • الشامبوهات.
      • الأدخنة أو الأبخرة الكيميائيّة.

تشخيص مرض الرّمد

في معظم حالات الإصابة بالرّمد لا حاجة لزيارة الطّبيب، إلا في حال كانت الأعراض حادّة، بحيث يقوم الطّبيب ببعض الفحوصات، وهي:

الفحص البدنيّ: إذ يمكن تشخيص المرض بفحص بدني بسيط من خلال:

  • إفرازات العين: فإذا كانت هذه المفرزات سميكة ذات لون أصفر كما تسبّب صعوبة في فتح العينين صباحًا فهذا يدل على أنّ الإصابة بكتيريّة، بينما في حال كانت الإصابة فيروسيّة، فإنّ إفرازات العين تكون ذات طبيعة خفيفة، مائية ولزجة، وهي لا تسبّب إغلاق العين صباحًا.
  • عدد العيون المصابة: تبدأ الإصابة بعين واحدة ثم تنتقل للعين الأخرى في العدوى البكتيريّة، في حين تكون الإصابة الفيروسيّة في عين واحدة فقط.
  • انتفاخ العقد اللمفاويّة: يدل انتفاخ العقد اللمفاويّة في منطقة العنق والأذنين على الإصابة بالعدوي الفيروسيّة.
  • نزف تحت الملتحمة: يكون نتيجة العدوى الفيروسيّة، ويتمثّل ببقع حمراء في بياض العين ناتجة عن تمزّق الأوعية الدمويّة المغذّية للعين، وهي ليست خطيرة وتختفي بين أسبوع وأسبوعين من الإصابة.

الفحوصات المخبريّة:

العديد من الأطباء يكتفون بالفحص الجسدي لكن يمكن إجراء بعض الفحوصات المخبريّة للتأكّد من دقّة التّشخيص واختيار العلاج المناسب، ومن هذه الفحوصات:

  • الزراعة: وهو إجراء ضروري في حال استمرار التهاب الملتحمة لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من العلاج البسيط، حيث تؤخذ مسحة من إفرازات العين المصابة باستخدام عود قطني وفحصها في المخبر من قبل أخصّائيين، وعند وضع المسحة تحت المجهر يستطيع الأخصّائي تحديد سبب العدوى (بكتيريّة أو فيروسيّة) لمساعدة الطّبيب في تحديد العلاج الأنسب للحالة.
  • تفاعل البوليميراز السلسلي PCR: وهو تقنيّة متقدّمة تستخدم فيها عيّنة تحوي جزءًا من الحمض النووي منقوص الأوكسجين DNA للتأكّد من وجود عدوى وتحديد سببها سواء كان فيروسيًّا أو بكتيريًّا، ويمكن الكشف بواسطة هذا الفحص عن الفيروسات الغدّيّة وفيروس الهربس البسيط، كما تعد البكتيريا المتدثّرة والبكتيريا المكوّرة أهم أنواع البكتيريا التي يكشف عنها، ويحتاج هذا التّحليل حوالي 24 ساعة لتظهر نتيجته.

علاج رمد العين

معظم إصابات رمد العين النّاتجة عن العدوى لا تحتاج إلى علاج دوائيّ، وهذه العدوى تزول في مدّة أقصاها أسبوعين أو ثلاثة.

ومن النصائح التي تعتبر بمثابة طرق علاجيّة منزليّة

  • عدم استخدام العدسات اللاصقة وينصح الأطباء باستخدام النّظارات الطّبيّة عوضًا عنها، والتّأكد من إتمام العلاج قبل استخدام العدسات مرّة أخرى.
  • استخدام قطرات العين المرطّبة باستمرار لما لها دور مهم في تخفيف الألم والالتصاق بين الجفنين، وهذه القطرات متوفّرة دون الحاجة إلى وصفة طبّيّة ومن الضروري التّقيّد بالتعليمات المرفقة حول طريقة الاستخدام.
  • يجب مسح العينين بقطعة من القطن المنقوع في الماء وذلك لإزالة المواد التي تلتصق بالجفون والرّموش خلال النّوم.
  • التّأكّد من غسل اليدين جيّدًا بعد لمس العين المصابة، وذلك منعًا من نقل العدوى ونشرها.
  • استخدام الكمّادات الدافئة التي تساعد على التّخفيف من الأعراض وذلك باستخدام أي قطعة قماشيّة خالية من النّسالةونقعها بالماء الدّافئ ثمّ وضعها بهدوء على العين المصابة.

علاج المسبّب: يمكن علاج كل نوع من أنواع رمد العين بطريقة مختلفة نذكرها بحسب كل نوع كما يلي:

  • رمد العين الفيروسي:

معظم الحالات تشفى دون الحاجة لعلاج دوائي، وينصح باستخدام المضادّات الفيروسيّة الفمويّة ولكن قد يكون لها آثار جانبيّة خطيرة لذلك لا يتم استخدامها إلّا لمدّة قصيرة، وعند الحاجة فقط.

  • رمد العين البكتيري:

كما الفيروسي ليس بحاجة للعلاج الدوائي وإنّما تزول الأعراض بعد أسبوع لأسبوعين، وفي حال عدم زوالها ينصح باستخدام المضادّات الحيويّة.

علاج رمد العين التّحسّسي: يختلف العلاج باختلاف نوع التّحسّس المسبّب للالتهاب، ويمكن للعلاجات المنزليّة السّابقة التّخفيف من الأعراض، وفي حالات التّحسّس الشديدة يلجأ الطّبيب إلى العلاجات الدّوائيّة، إذ هناك العديد من خيارات الأدوية أمام الطّبيب المختصّ وأكثرها شيوعًا:

  • مضادّات الهيستامين: وهي تساهم في التّخفيف السّريع لأعراض الحساسيّة، فهي تعمل على تثبيط تأثير الهيستامين الذي ينتج في الجسم كرد فعل على الحساسيّة، وتعطى كقطرات، والتي تحوي دواء الأزيلاستين، والكيتوتيفين، والإيميداستين، والأنتازولين، والزايلوميتازولين. كما تعطى فمويًّا وتحتوي دواء السيتريزين، واللوراتادين، والفيكوفينادين.
  • مثبّتات الخليّة البدينة: تساهم على المدى البعيد في السّيطرة على أعراض الحساسيّة، وغالبًا ما يتم وصفها على شكل قطرات للعين تتشكّل من دواء لودوكساميد، وكروموجلايكات الصّوديوم، ونيدوكروميل الصّوديوم.
  • أدوية الكورتيكوستيرويد: يقتصر وصفها على الحالات الشديدة من الرّمد التّحسّسي وعند الضّرورة فقط، وهي موضعيّة على شكل كريم، ومرهم.

وفي ختام مقالنا يجدر بنا القول عزيزي القارئ يجب أن تكون قد أصبحت على درجة كبيرة من المعرفة والوعي بحساسية العين. وضرورة اتخاذ خطوات احترازية كي لا يطالها أي أذى.

 

 

Scroll to Top