ذكرى يوم التحرير الكويتي هو يوم له في تاريخ الكويت والكويتيين من الأهمية ما يجعله في مقدمة الأعياد الوطنية. فيصنع الكويتيون من هذا اليوم وقتًا يحيون فيه شتى أنواع النشاطات للاحتفال به. وفي هذا الخصوص نجد أن العديد من الناس يبحثون عن موعد هذا اليوم. ويهتمون بمعرفة أسباب هذه الذكرى والأحداث التي رافقتها، بالإضافة إلى البحث عن أشكال الاحتفالات التي تميز ذكرى التحرير الكويتي. وللإجابة عن هذه الاسئلة تقدم منصة كيف من خلال هذا المقال معلوماتٍ شاملة عن يوم التحرير الكويتي.
ذكرى يوم التحرير الكويتي
تعود ذكرى هذا اليوم إلى تحرير الكويت من الغزو العراقي إبان حرب الخليج الثانية. ففي الثاني من أغسطس من عام 1990 شنت دولة العراق هجومًا على جارتها الكويت، بحجة عدم التزام الكويت بشروط منظمة أوبك، واتهمتها بالحفر بشكلٍ مائل لسرقة النفط العراقي. و بسبب قوة الجيش العراقي في تلك الفترة استطاعت القوات العراقية حينها اجتياح كامل الأراضي الكويتية خلال يومين، معلنةً ضم الكويت للأراضي العراقية.
وبعد هذا تم تشكيل تحالفٍ دولي على وجهٍ من السرعة، قد اتحد فيه العديد من الدول العربية والغربية لتشرع جيوشها بما سمي عملية عاصفة الصحراء. وفي نهاية المطاف في شهر فبراير عام 1991 هزمت قوات التحالف القوات العراقية، وأصبحت ذكرى هزيمة جيش العراق احتفالًا سمي يوم التحرير الكويتي، وبات يمثل في نفوسِ الكويتيين انتصار إرادة شعبٍ حر، و عزيمةً على العيش بحرية.
شاهد أيضًا: توقيت يوم الشهيد في الإمارات
موعد يوم التحرير الكويتي
يكون يوم التحرير الكويتي عطلةً رسمية في عموم أنحاء دولة الكويت، و يعطى هذا اليوم عطلةً في القطاعين العام والخاص على حدٍ سواء. وبالرغم من إعلان تحرير الكويت من الغزو العراقي في يوم 26 من شهر أغسطس، بيد أنه تم اعتماد تاريخ 26 فبراير كيوم للاحتفال بذكرى يوم التحرير الكويتي. ويعود ذلك إلى اليوم الذي هزمت فيه القوات العراقية من قبل جيش التحالف.
احتفالات يوم التحرير الكويتي
تمنح الدولة الكويتية يوم 26 فبراير عطلةً رسمية لكافةِ العاملين في القطاعين في البلاد، من أجل أن يتسنى للمواطنين المشاركة في كافة الفعاليات والاحتفالات في يوم التحرير الكويتي. وأكثر ما يهتم به الكويتيون إحياء ذكرى الأشخاص ممن كانوا ضحايا في الحرب سواء أكانوا مدنيين أم أفرادًا في الجيش الكويتي.
كما يُكبِر الكويتيون قصص التضحية والصمود التي نسجَ كلماتها أفراد الشعب الكويتي في فترة حرب العراق والكويت. وأبرز الفعاليات التي تقام في يوم التحرير الكويتي رفع الأعلام الكويتية في كافةِ شوارعِ البلاد، كما ترفع فوق مبانيها وإداراتها الحكومية والمدنية على حد سواء. بعد ذلك تضاء المباني ليلًا بألوان علم دولةِ الكويت. وأيضًا تشرّع الزينة في الشوارع وعلى الأبنية كما تزين منازل الكويتيين بأضواء ملونة تعبيرًا عن بهجتهم بهذه الذكرى الوطنية.
كما تنظم دولة الكويت الاحتفالات والمهرجانات الخطابية، والتي يلقى فيها أبيات من الشعر تصف المفخرة الكويتية بتحرير أراضي دولة الكويت، بالإضافة إلى خطبة المسؤولين الكويتيين بالشعب بخطاباتٍ حماسية تذكر الحاضرينَ بجذورهم القومية، وانتمائهم العقائدي إلى دولة الكويت.
وتنظم الدولة الكويتية في هذا اليوم العديد من أشكال النشاطات الثقافية والترفيهية والفنية. كما تُحدِث المعارضَ الخاصة بذكرِ كل ما يخص هذا اليوم والأحداث المرتبطة به. وتنظم الإذاعة والتلفزيون في يوم التحرير الكويتي برامج تلفزيونية على مدار الساعة في يوم التحرير.
إجازات مرافقة ليوم التحرير الكويتي
كثيرًا ما يختلط على الناس يوم التحرير الكويتي باليوم الوطني للكويت، فيعتقد البعض أنهما اسمان لمناسبة واحدة. يعود هذا الالتباس إلى أن الاحتفال باليوم الوطني يسبق ذكرى يوم التحرير الكويتي بيوم واحدٍ فقط، ويأتي بتاريخ 25 فبراير. كما يعتبر الاحتفال بيوم التحرير الكويتي امتدادًا لاحتفالات اليوم الوطني للكويت في اليوم السابق له. كذلك تكون أجواء الاحتفالين واحدة نسبة إلى المرجعية المشتركة لهاتين المناسبتين.
أبيات شعر عن يوم التحرير الكويتي
يتغنى الكثير من الشعراء في هذا اليوم بأمجاد الكويت وشموخه وإباء شعبه الذي ضحى في سبيل وطنه. ويصّف الشعراء كلماتهم لتغدوا قصائدًا تتغنى بذكرى هذا اليوم. ونذكر هنا بعض الأبيات الشعرية باللهجة الكويتية العريقة، سيما أنها حيكت بحب الوطن والحاكم والحديث عن مفخرة هذا اليوم:
ياما لحزانك بكينا
يامَا بفراحك هنينا
ياما بك وعنك حكينا
أعمارنا فدوه لحياتك
وروحنا معلقة بذاتك
حلوة ويزداد بحلاتك
بكل يوم وبكل عيد
ادعي الرحمن يصونك
ونفتدي بروحنا عيونك
يا عسى عيدك سعيد
حنا وأبونا حر دروع لأراضيك
وحنا إذا صاح المنادي نلبي
ويا دار لا تخشى غشم غلط فيك
حنا لك أسود وجنود ملايين
افرحي يكويت بالعيد المجيد
واهتفي يا دار وغني النشيد
واقرائي حبًا كتبته بالقصيد
أكويتنا أنتي…. أكويتنا أنتي
حب يسري بالوريد
أنتي أفراحي وهمي
انتي حزني وضحكتي
أنتي أهلي وأنتي كلي
يا عسى عمرك مديد
ليل الكويت غدًا يضيئ فؤادي
فأمرت نفسي أن تعاف رقادي
ودعي الروى ولتتركيها ليلة
بلد توشح بالضياء كقبلته
فكأنه البدر الجميل الشادي
حل المساء على البلاد جميعها
إلا الكويت، الصبح فيها غادِ
أرأيت دار في البسيطة صبحها
متواصلٌ متجددٌ متمادِ
دار من الكرم الذي قد قدمت
بقيت وأمست قبلة القصّادِ
لو كان حياً حاتمٌ لرأيته
متفاخرًا بصنائع الأحفاد
في نهاية مقالنا ذكرى يوم التحرير الكويتي، يمكن القول إن أي شكل من أشكال الاحتفال في ذكرى وطنية مثل هذا اليوم، لن يقوم بمقامٍ يكفي لوصف ما ينتاب المرء من فخر بشعبهِ ووطنهِ وحاكمهِ. علاوة على أن التنظيم الذي نشهده من حكومة دولة الكويت، مما يعكس أسمى معاني الاعتزاز بذكرى يوم التحرير الكويتي.