تحتفل الأسر الجزائرية بإحياء ذكرى عاشوراء في الجزائر بعادات وتقاليد تختلف من منطقة لأخرى. حيث يعتبر يوم ذكرى عاشوراء من أهم الأيام في التاريخ الإسلامي لما شهده من أحداث دينية هامة. ففي العاشر من محرم نجا الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى من فرعون. كما قبل توبة سيدنا يونس وأخرجه من بطن الحوت. وكذلك نجا سيدنا نوح ومن معه من الغرق. كلها أحداث تجعل هذا اليوم من الأيام الفضيلة التي ينتظرها الناس بفارغ الصبر من أجل تأدية الطاعات والعبادات ونيل الأجر والمكافأة من الله سبحانه وتعالى. ولصوم العاشر من شهر محرم فضل كبير عند الله تعالى، إذ يغفر الله تعالى لمن يصوم يوم عرفة سائر ذنوبه طوال العام.
موعد ذكرى عاشوراء في الجزائر
أعلنت الجمعية الفلكية في الجزائر أن يوم الثلاثاء هو الأول من شهر محرم لعام 1446 هجرية. وذلك بعد أن تعذر مشاهدة هلال محرم اليوم الأحد وبالتالي ستكون ذكرى عاشوراء يوم الخميس في 19 أغسطس 2025 الموافق ليوم 10 محرم 1446 هجري. وقد طلبت الجمعية الفلكية اعتماد الحسابات الفلكية، ووضع جدول زمني لمنع الالتباس في رؤية هلال شهر محرم. ومن الجدير بالذكر أن الجزائر البلد الإسلامي الوحيد الذي يعتبر ذكرى عاشوراء يوم عيد ويوم عطلة مدفوعة الأجر.
اقرأ أيضًا: موعد ليلة الإسراء والمعراج 2025 في الصومال
التقويم الهجري
ويعرف أيضًا بالتقويم الإسلامي وهو يعتمد على حركة القمر. وللفهم أكثر سنربط التقويم الميلادي لعام 2025 بالتقويم الهجري لعام 1446 كما يلي:
- بداية التقويم الميلادي هو 1 يناير 2025 الذي يقابله 17 جمادى أول.
- عدد أيام الشهر الهجري جمادى أول 29 يوم في عام 1446.
- يبدأ شهر جمادى أول بيوم 16 ديسمبر 2025، وينتهي يوم 13 يناير 2025.
- يكون عدد الشهور الهجرية لعام 1446 التي تدخل في العام الميلادي 2025 هو 7 أشهر و13 يوم من جمادى أول.
فضل صيام يوم عاشوراء
أبى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلا أن نصوم يوم عاشوراء احتفالًا بنصرة الله سيدنا موسى على عدوه فرعون. وقد اعتبر سيدنا محمد أنه أحق من اليهود بالصوم والاحتفال بذكرى عاشوراء. حيث قال “نحن أحق بموسى منهم، ولئن أحياني الله إلى العام المقبل لأصومن عاشوراء ويومًا قبله” كما نجا في هذا اليوم سيدنا نوح ورفقته من الغرق. ولكي نخالف سنة اليهود التي تقضي بصيام العاشر من عاشوراء. فقد أمرنا الرسول بصيام يومي التاسع والعاشر من محرم.
طقوس ذكرى عاشوراء في الجزائر
تعود الجزائريون على إحياء المناسبات الدينية في الجزائر، وذلك عن طريق ممارسة طقوس خاصة ربطوها بالمناسبات الدينية. ويعتبر ذكرى عاشوراء في الجزائر من أهم المناسبات الدينية التي لم تتخلى العائلات في الجزائر عن الاحتفال به وإحياء ذكرى نجاة سيدنا موسى من فرعون. كذلك ينتظر أبناء الطائفة الشيعية يوم ذكرى عاشوراء في الجزائر بفارغ الصبر للاحتفال بهذه المناسبة وممارسة طقوسهم الخاصة. وخاصةً إخراج الزكاة، وتقصير الشعر، وفتح الأبواب المغلقة. ومن أهم هذه الطقوس:
- إخراج الزكاة ربط الجزائريون ذكرى يوم عاشوراء بإخراج الزكاة، حت أصبحوا يسمون الصدقات العادية بالعواشر تيمنًا بيوم العاشر من محرم ذكرى يوم عاشوراء. حيث حدد الكثير منهم دفع الزكاة عن أموالهم في يوم عاشوراء، حيث يعتقدون بأن دفع الزكاة في هذا اليوم سيضاعف أموالهم. رافضين تصديق الشعار ” لا تبتغوا الخيرات في عاشوراء فهو يوم نحس”.
- كذلك يلاحظ أن الكثير فن الجزائريين يعتبرون يوم عاشوراء يوم نحس يتجنبون فيه القيام بالكثير من الأعمال” الخياطة، حمل القلم والكتابة، كذلك تجنب استعمال الصابون وغسل الملابس”.
- بينما يتفاءل آخرون بهذا اليوم ويعتبروه يومً مباركًا، ويفضلون القيام بالكثير من الأعمال تبركًا بذكرى عاشوراء في الجزائر. حيث يقومون بفتح جميع الأبواب المغلقة في المنزل، ليدخل عليهم الرزق من كل مكان.
- كذلك يعتقد الجزائريون بأنه إذا وضع الكحل في العين بهذا اليوم لن تمرض العين أبدًا، ووضع الحنة وقص الشعر في هذا اليوم يزيد من طوله وجماله.
طقوس ذكرى عاشوراء عند الشيعة في الجزائر
يحتفل الشيعة بإحياء ذكرى عاشوراء في الجزائر وفق عاداتهم ومعتقداتهم. وفيما يلي سنذكر بعض عادات الشيعة في ذكرى عاشوراء في الجزائر في هذا اليوم المقدس:
- يذهب البعض إلى القبور لممارسة طقوسهم المختلفة، تعويضًا عن حرمانهم من الحج إلى كربلاء.
- كما يزور بعضهم منطقة بولاية سطيف حيث يقولون أن بها بركة أقدام فرس علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- بينما يذهب البعض إلى مدينة بسكرة لزيارة ضريح خالد ابن سنان لأنهم يعتقدون بأن شجرة نسبه تصل لآل البيت.
- كما تشهد منطقة سيدي الكبير في العاصمة الجزائرية احتفالات سنوية في ليلة العاشر من محرم. في إحدى الفيلات في المنطقة والتي تحوي حسب اعتقادهم ضريح سيدي الكبير أحد أحفاد الحسن ابن علي رضي الله عنه. وحسب شهود فإن الزوار يقضون الليل يلطون وجوههم ويعذبون أنفسهم.
الأطباق التقليدية يوم عاشوراء في الجزائر
لكل مناسبة في الجزائر أطباقها الخاصة التي توارثها الجزائريون منذ القديم. ويعتبر طبق الكسكس، والرشتة، والشخشوخة من أهم الأطباق الخاصة بذكرى عاشوراء في الجزائر. حيث تعتبر الكسكس، و الشخشوخة من أكثر أنواع المعجنات المطلوبة في ذكرى يوم عاشوراء.
كذلك تتميز كل منطقة من الجزائر بأطباقها الخاصة بهذه المناسبة الجلل. فمثلًا:
- تشتهر المناطق الشرقية في الجزائر بأطباق البربوشة، والشخشوخة التي يتم تحضيرها من اللحوم البيضاء، وكذلك أكلة التريدة والفتات.كما تشتهر المناطق الجنوبية من الجزائر بأكلة البركوس بالقديد، والكسكس، وكذلك المكسرات، وأنواع أخرى من الحلويات مثل الروينة الخاص بالأطفال.
- أما في المناطق الجنوبية من الجزائر فتشتهر بأكلة الرشتة، وأكلة الشخشوخة.
- كذلك تنفرد مدينة قسنطينة بالقشقشة، حيث تتجه ربات البيوت برفقة أزواجهن إلى الأسواق لشراء الجوز، واللوز، والفستق السوداني غير المقشرة. وكذلك التمور، والتين المجفف، وحديثًا الفستق الحلبي والبندق. ولا بد من الإشارة إلى أنه بالرغم من غلاء أسعار هذه المواد إلا أن العائلات في الجزائر تصر على إحضارها في ذكرى عاشوراء في الجزائر.
- شاهد أيضًا: فطور رمضان صحي وخفيف ووصفات إفطار صحية في رمضان
السياحة في ذكرى عاشوراء في الجزائر
تم استغلال الاحتفالات التي تقام في ذكرى عاشوراء في الجزائر، وذلك للترويج السياحي والديني.
- ففي هذا اليوم تزين البيوت وتحضر الأطباق التقليدية الشعبية، وأهمها طبق بيانو، وتبقى أبوابها مفتوحة لاستقبال الزوار دون دعوى.
- كذلك تقام المهرجانات لفرق البارود القادمة من بودة ومناطق توات بأولاد الحجاج تسمى رقصة يشوو.
- كما تقوم النساء بتحضير الأطباق التقليدية وتقديمها للضيوف.
وأخيرًا وصلنا إلى نهاية مقالنا ذكرى عاشوراء 2025 في الجزائر. وتكلمنا فيه عن سبب احتفال المسلمين بهذا اليوم وطقوس احتفالهم به، كما تكلمنا عن طقوس إحياء الشيعة لهذا اليوم وطرق التعذيب لأنفسهم حدادًا على مقتل الحسين في يوم عاشوراء. كما تكلمنا عن الأطباق التقليدية التي تشتهر بها كل منطقة من الجزائر إحياءً لذكرى هذا اليوم العظيم.