ذكرى حرب تشرين التحريرية في سوريا هذه الذكرى الراسخة في عقول وقلوب المواطنين السوريين لسنوات طويلة. كذلك فهي ترمز إلى اليوم الذي تحررت فيه الأرض العربية السورية المغتصبة من أيدي القوات الإسرائيلية المعادية خلال عام 1973. كما هو معروف بأن اسمها (حرب تشرين التحريرية) نسبة إلى شهر تشرين الأول الذي بدأت به الحرب على اسرائيل. وقد أحرزت القوات المسلحة السورية والمصرية من خلالها جميع الغايات المرجوة باستثناء تحرير الجولان الذي ما زال محتلًا حتى الآن. لكن على الرغم من ذلك بقي الشعب السوري يحتفل بذكرى حرب تشرين التحريرية في سوريا آملًا بعودة الجولان المحتل إلى أرض الوطن في أقرب وقت.
ذكرى حرب تشرين التحريرية السورية
يعتبر يوم ذكرى حرب تشرين التحريرية في سوريا هو عطلة رسمية في كل عام. حيث يحتفل به السوريون بذكرى هذه الحرب من خلال قيام أنشطة كثيرة كالندوات الثقافية والاحتفالات الجماهيرية التي تحكى فيها حكاية هذه الحرب المزلزلة للعدو الإسرائيلي. كذلك تزين الشوارع والساحات بأعلام سوريا وصور رموز الحرب وشخصياتها القيادية، كي تراها الأجيال الجديدة وتتعرف إلى تاريخ بلدها الحافل بالإنجازات. وللعلم تصادف هذه الذكرى في يوم الخميس الواقع في 6 تشرين الأول بعام 2025.
بعض التفاصيل عن حرب تشرين التحريرية السورية
بعد التعريف بذكرى حرب تشرين التحريرية في سوريا، لا بد من الحديث عن أهم تفاصيل هذه الحرب التي حققت كثيرًا من الإنجازات لكل من القوات السورية والمصرية.ففي الفترة الممتدة من 6 تشرين الأول إلى 25 تشرين الأول عام 1973 شنت كل من سوريا ومصر عدوانًا موحدًا لتدمير اسرائيل. حيث تمركزت القوات المصرية في قناة السويس، وحطمت أماكن تمركز القوات الإسرائيلية في خط برليف. ثم وصلت إلى داخل شبه جزيرة سيناء. لكن أجرت إسرائيل ضربة استباقية ضد القوات المصرية، مما أدى لمساندة مصر من قبل عدة دول عربية.
وبالمقابل فأثناء ذلك توغلت القوات السورية في هضبة الجولان ووصلت إلى بحيرة طبرية. وبعد نزاع كبير لم تتمكن القوات الإسرائيلية من انتزاع أي مدينة من القوات المصرية. ومن ثم سارعت سوريا في شن هجوم على مرتفعات الجولان، ولكن بعد عدة أيام من القتال العنيف صد الهجوم من قبل القوات الإسرائيلية. لتحاول اسرائيل بعدها ضرب دمشق وقصفها مدفعيًا، ولكن لم تستطيع أن تقترب من أي شبر من دمشق. وفي النهاية انتهت حرب تشرين التحريرية ولم يتمكن الجيش السوري من استعادة مرتفعات الجولان حينها. ولكنها حققت عدة نتائج وانتصارات على الصعيد الدولي والسياسي وحتى الاقتصادي. وما زال الشعب السوري يحتفل بذكرى حرب تشرين التحريرية إلى الآن.
أسباب حرب تشرين التحريرية السورية
هناك عدة أسباب أدت إلى التجهيز لحرب تشرين التحريرية وهي:
- مطالبة مجلس جامعة الدول العربية بخروج إسرائيل من الأراضي العربية والرفض التام للاعتراف بدولة إسرائيل.
- وجود اختلاف بالإمكانيات العسكرية والاستراتيجية بعد تولي محمد أنور السادات حكم مصر.
- فشل المفاوضات بين الجمهورية العربية المصرية وإسرائيل.التي كانت تحت رعاية أمريكية في عام 1968م ورفض إسرائيل الخروج من الأراضي العربية.
- اتخاذ قرار مشترك بين الرئيس المصري محمد أنور السادات والرئيس السوري حافظ الأسد بشن حرب تشرين ضد إسرائيل لإعادة هضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء من أيدي الإسرائيليين عام 1973م.
نتائج حرب تشرين التحريرية السورية
تعددت النتائج التي جعلت ذكرى حرب تشرين التحريرية في سوريا تتردد دائمًا وأبدًا. التي تجلت بما يلي:
- استرداد الأراضي العربية المصرية وهي شبه جزيرة سيناء باستثناء الجولان السوري المحتل.
- عودة الملاحة البحرية في مصر بعد عودة السيادة المصرية على قناة السويس في عام 1975.
- قطع العلاقات مع إسرائيل من قبل بعض الدول الإفريقية والدول الخارجية.
- تدمير الساتر الترابي خط بارليف من قبل القوات المسلحة المصرية والذي يعد خط الدفاع الأول لإسرائيل.
- التوصل إلى عقد اتفاقية كامب ديفيد بين الجمهورية العربية المصرية وإسرائيل التي نصت على إيقاف إطلاق النيران بشكل نهائي من قبل الطرفين.
- التأكيد على أن الجيش الإسرائيلي يمكن أن يُقهر بعكس المعتقد الخاطئ للكثير من الدول.
- استعادة كرامة الشعب العربي العظيم.
عوامل النصر في حرب تشرين التحريرية
تمثلت أهم عوامل الانتصار بحرب تشرين التحريرية بالآتي:
- احترام قدرات الجيوش العربية والاعتماد على مهاراتها العقلية والبدنية في تحطيم أي عدو يهدد أراضيها.
- بدء الحرب وانتهائها تحت شعار الإيمان بالله تعالى وحب الوطن والتضحية في سبيله.
- تدريب المقاتلين العرب بشكل متقن وترسيخ عقيدة القتال بداخلهم دفاعًا عن كل شبر من أرضهم .
- قيام الحرب على منهج علمي وخطط سرية هامة عبر عقول قتالية واستراتيجية كبيرة.
- توحد الدول العربية إلى جانب بعضها البعض ضد إسرائيل المحتلة.
الدول العربية التي شاركت بحرب تشرين التحريرية
لقد وقفت مجموعة من الدول العربية إلى جانب الجمهورية العربية المصرية والسورية في حرب تشرين التحريرية وساندتهما في الحرب في أمور كثيرة، وتلك الدول هي:
- دَولة الكويت: شاركت بكتيبة مشاة كبيرة على الجبهة المصرية وبقوة حربية على الجبهة السورية.
- دوْلة العراق: أرسلت سربي طائرات حربية على الجبهة المصرية بالإضافة لفرقتين مدرعتين وثلاثة ألوية مشاة على الجبهة السورية.
- دولَة الجزائر: شاركت بأربع وعشرون طائرة مدفعية وسرب طائرات سوخوي 7 وسرب طائرات ميغ 17 ولواء مدرعات على الجبهة المصرية. بالإضافة إلى تقديم مبلغ 200 مليون دولار للسوفييت لحساب سورية ومصر لأي قطعة سلاح أو ذخيرة يحتاجها البلدان في الحرب.
- دولة تونس: قدمت فوج 14 مشاة ميكانيكية وسربين طائرات حربية على الجبهة المصرية.
- دولةُ السودان: أرسلت لواء مشاة وكتيبة قوات خاصة إلى الجبهة المصرية.
- الأردن: ساهمت بإرسال اللواء المدرع 40 على الجبهة السورية.
- المغرب العربي: أرسلت لواء عدده ألف ومئة جندي و52 طائرة حربية منها 40 طائرة طراز f5 و 12 طائرة طراز ميغ. بالإضافة إلى ثلاثون دبابة على الجبهة السورية.
- المملكة العربية السعودية: ساهمت بإرسال فوج مدرعات وسرية مشاة وسرية قيادة وفوج مظلات رابع واللواء الملك عبد العزيز الميكانيكي مع سرية صيانة. بالإضافة إلى سرية طبابة وفوج مدفعية ميداني عيار 105 ملم ووحدة بوليس حربي على الجبهة السورية.
وفي النهاية عند انتهاء حرب تشرين التحريرية تمكنت القوات المسلحة السورية من استعادة جزء من الأراضي السورية المحتلة من قبل إسرائيل أما جمهورية مصر العربية قامت بتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل لفك الحصار عن أراضيها واستعادة سيناء ولهذا أصبح أي تفكير في شن حرب على إسرائيل يحتاج دعامات قوية بعد خروج مصر من الصراع العربي الإسرائيلي.
وهكذا مازال السوريون يحتفلون بذكرى حرب تشرين التحريرية في سوريا كذكرى تاريخية لدحر القوات الإسرائيلية عن قسم من أرضها. مع بقاء هضبة الجولان تحت سيطرتهم واعتباره يوم عطلة رسمي في سوريا من كل عام.