ذكرى الاستقلال الجزائري 2025

يحتفل الشعب الجزائري بذكرى الاستقلال الجزائري، وخلاصه من براثن الاحتلال الفرنسي. فعيد الاستقلال هو يوم ولادة الفجر من رحم المعاناة وظلم المستعمر، وهو اليوم الذي يبزغ فيه فجر الحرية من ظلمة القهر والاستبداد. ليجد الشعب الجزائري نفسه وقد تخلص من أنياب الاستعمار الفرنسي. بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها لتعود الجزائر حرة مستقلة، وليورث للأجيال القادمة الفخر والعزة والشموخ وذلك بصمود في وجه المحتل. ودحره خارج أرضه، ولتبقى ذكرى الاستقلال الجزائري منارةً تضيء الطريق للأجيال القادمة في الجزائر. وتعلمهم حب الوطن.

 عيد الاستقلال الجزائري

 عيد الاستقلال الجزائري
عيد الاستقلال الجزائري

يحتفل الشعب الجزائري في 5 يوليو من كل سنة بذكرى الاستقلال الجزائري. وذلك بعد حصوله على الاستقلال من نير الاستعمار الفرنسي الذي دام لأكثر من 132 عامًا. ذاق خلالها الشعب الجزائري الويلات، إلى أن دقت ساعة الصفر واندلعت الثورة التحريرية  الكبرى، والتي تعد أكبر ثورات القرن العشرين. إذ تم بعدها توقيع مرسوم الاستقلال بتاريخ 3 يوليو 1962. ومن ثم أعلن الاستقلال بتاريخ 5 يوليو عام 1962.

 ذكرى الاستقلال الجزائري

احتل الفرنسيون الجزائر في عام 1830 وسيطروا على كامل أراضيها، وفي السنوات الأولى من الاحتلال عانى الشعب الجزائري من ويلات الحرب. حيث امتزج بطش الاستعمار وظلمه بانتشار الأوبئة، التي أودت بحياة الكثيرين. مما أدى إلى انخفاض عدد السكان في الجزائر بمقدار الثلث. في الوقت الذي ازدادت فيه هجرة الفرنسيين، والإيطاليين، والإسبانيين إلى الجزائر. حيث سيطروا على البلاد، وأقاموا المزارع على سواحل الجزائر. وطردوا الشعب الجزائري من أراضيه وحرموا أولاده من التعليم. وبقيت الجزائر تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي لمدة 132 عامًا، قام خلالها الشعب الجزائري بالكثير من الثورات. وتعرض لمختلف أنواع الظلم والتعذيب، وقد استُشهد في الثورة الجزائرية الكبرى ما يقارب 300 ألف مواطنٍ جزائريٍّ ضحوا بأنفسهم  لمنح وطنهم الاستقلال وليكونوا قربانًا لتعود الجزائر إلى أهلها.

شاهد أيضًا: ذكرى عيد الاستقلال التونسي 2025

مقاومة الاستعمار الفرنسي في الجزائر

مقاومة الاستعمار الفرنسي في الجزائر
مقاومة الاستعمار الفرنسي في الجزائر

ردًا على المعاملة الشرسة، وعلى القهر والظلم الذي تعرض له الشعب الجزائري من قبل الاستعمار الفرنسي. تأسست نجمة شمال إفريقيا في العشرينات من القرن العشرين، حيث تطورت منها حركات الاستقلال فيما بعد. وفي مايو 1945 انتفض الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي. ولكن سرعان ما قمع هذه الانتفاضة الجنود الفرنسيون، وذهب ضحيتها 15000 مواطن جزائري على الأقل. وفي عام 1954 أسس المناضلون الشباب جبهة التحرير الوطني، وقاموا بالهجوم على المحتلين الفرنسيين في كل أنحاء الجزائر. ولكن الحكومة الفرنسية لم تعترف بوقوع حرب في الجزائر، ولكنها ادعت بأنهم مجموعة من المجرمين. وعندما تولى غاي مولات الحكم حاول القضاء على حركة المقاومة باستخدام شتى وسائل القمع، الذي تلقى معارضات كثيرة من الفرنسيين نفسهم ضد هذه الحرب التي شنتها على ثوار الجزائر. ونتيجة استمرار حركات المقاومة ضد الفرنسيين، لم يكن أمام الحكومة الفرنسية إلا أن تتفاوض في عام 1959 مع جبهة التحرير الجزائرية،  وترضخ للأمر الواقع وتسلم الجزائر حريتها في 1962.

شاهد أيضًا: ذكرى ثورة 14 تموز في العراق

هل ذكرى عيد الاستقلال الجزائري عطلة رسمية

أقرت المديرية العامة للوظيفة العمومية، والإصلاح الإداري، ووزارة العمل والتشغيل، والضمان الاجتماعي بأن يوم 5 يوليو المصادف لذكرى الاستقلال الجزائري. يعتبر عطلة رسمية مدفوعة الأجر لكافة موظفي القطاع العام والخاص والمياومين. وذلك احتفالًا بهذه المناسبة العظيمة، وتخليدًا لأرواح شهداء الثورة.

طقوس الاحتفال بعيد الاستقلال الجزائري

تقيم الجزائر احتفالات وطنية سنوية بيوم 5 يوليو على مستوى كامل التراب الجزائري. تخليدًا ليوم الاستقلال وذكرى الاستقلال الجزائري الفعلي عن فرنسا في عام 1962، وتكريمًا لأرواحِ الشهداء. حيث تقيم استعراضات واحتفالات شعبية ترافقها بعض البروتوكولات الرسمية كرفع العلم الجزائري وإطلاق طلقات نارية ومدفعية في نفس الوقت في كل أنحاء الجمهورية الجزائرية،  ويرافق ذلك بث برامج تلفزيونية وإذاعية باللغتين الأمازيغية والعربية والفرنسية. تجسد نضال الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي. كذلك يتم عرض أفلام وثائقية حول الثورة التحريرية الكبرى الشعبية. كما يتخلل هذه الاحتفالات تكريم شخصيات ومجاهدين وعائلات الشهداء، وتكريم التلاميذ المتفوقين دراسيا، وكذلك مراسم عفو عن السجناء في السجون الجزائرية.

أسباب الاستعمار الفرنسي على الجزائر

من أسباب الاستعمار الفرنسي على الجزائر أن الجزائر كانت عليها ديون لفرنسا تقدر بـ 24 مليون فرنك. وعندما  أعلنت الدول الأوروبية الحصار على فرنسا، جاء القنصل الفرنسي بيار دوفال إلى الداي حسين  في أول يوم من عيد الفطر ليطالب الداي حسين بدفع المبلغ بطريقة غير لائقة.  وما كان من الداي حسين إلا أن طرده ملوحًا له بالمروحة، وهذه الحادثة كانت فتيل الحرب. فعندما عاد القنصل الفرنسي وروى الحادثة لشارل العاشر، اعتبرها إهانة لشرف فرنسا وأرسل جيشًا كاملًا إلى الجزائر وبدأت الحرب التي ذهب ضحيتها أكثر من مليون جزائري.

قصائد في ذكرى الاستقلال الجزائري

تسابق الشعراء على كتابة القصائد  وإلقائها في ذكرى استقلال الجزائر، وفي قصيدة: قسمًا بالله يا شعب الجزائر قال الشاعر عائض القرني مخاطبًا الشعب الجزائري ومتغنيًا بالثورة المعجزة:

قسمًا بالله يا شعب الجزائر.

أنكم في جبهة المجد منائر.

يا وقود الثورة الكبرى.

ويا ملهم التاريخ فخرًا ومآثر.

النضال الحر فيكم فجره.

قصة الأحرار أنتم والحرائر.

قد درسنا مجدكم في أرضنا.

وسمعنا ذكركم فوق المنابر.

وتلونا حبكم أنشودةً.

كنشيد الروض في نغمة طائر.

قوة الإسلام أنتم وكل.

بركات الأرض يا شعب الجزائر.

كلمات تهنئة بذكرى استقلال الجزائر

  • طريق الاستقلال تغسله دماء الشهداء.
  • لا شيء أحب إليّ مـن حـرية وطني.
  • انظر إلى الشعوب الأسيرة حتّى تدرك قـيمة استقلال شعبك.
  • المستعمر يفرض عليك لونًا واحدًا وشكلًا واحدًا حسب مزاجه، بل هو يسلب منك دينك وإنسانيتك.
  • لن أعيش أسيرًا في القالب الذي حددته لي فقد خلقت حرًا.
  • الاستقلال نعمة لكنه مسؤولية.
  • لا يكون الاستقلال إلّا بالتضحيات.
  • إنّ تخليد ذكرى الاستقلال يعد مناسبة وطنية، لاستلهام ما تنطوي عليه من قيم سامية وغايات نبيلة، خدمة للوطن وإعلاء مكانته وصيانة وحدته، والمحافظة على هويته ومقوماته، والدفاع عن مقدساته وتعزيز نهضته.
  • في هذه الذكرى، ينبغي علينا جميعًا السعي الحثيث للمحافظة على هذا الوطن الحبيب إلى قلوبنا، فنكون العيش المشترك بين جميع أبنائه بمختلف طوائفهم.

وأخيرًا وصلنا إلى نهاية مقالنا ذكرى الاستقلال الجزائري، حيث تكلمنا فيه عن الزريعة التي اتخذتها فرنسا لإرسال جيش واحتلال الجزائر، كما تكلمنا عن نضال الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي، حتى حصوله على الاستقلال، فما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة. ومن ثم تكلمنا عن طقوس الاحتفال بذكرى الاستقلال الجزائري.

Scroll to Top