هل لديك معلومات عن ديسك الظهر؟ ألم يعاني أحد والديك أو أقاربك المتقدمين في العمر من خدر أو نمل في إحدى أطرافهم؟ في هذا المقال سوف نرضي فضولك الطبي عزيزي القارئ. كما سنجيب على جميع الأسئلة التي تدور في عقلك حول موضوع ديسك الظهر وأسبابه وأهم أعراضه وطرق علاجه.
يضم القرص الفقري في داخله نواة لبية (pulposus Nucleus)، والتي تتألف من الماء بنسبة عالية مع وجود بروتينات سكرية وألياف كولاجينية. جميعها تمنح القرص المرونة وتجعله مقاومًا لقوى الضغط وحمل الأوزان وماصًا للصدمات. لكن مع تقدم الإنسان في العمر، تحدث تبدلات تنكسية في القرص. حيث تنقص كمية الماء وبالتالي يجف القرص ويفقد قوته ومرونته. أضف إلى ذلك، إن الأعراض الناتجة عن الأذية عادة قليلة ويمكن حلها بعد عدة أسابيع، ولكن قد يحتاج الشخص إلى الجراحة إذا استمرت أو ساءت الحالة المرضية. تابع معنا لتعرف أكثر عن هذا المرض الشائع.
أسباب ديسك الظهر وعوامل الخطورة
- تقدم العمر: تبدأ الأقراص في فقدان بعض محتوياتها المائية الواقية مع تقدم الإنسان في العمر، حيث يجف القرص ويفقد قوته ومرونته. كما تصبح الحلقة الخارجية ضعيفة أو ممزقة وتسمح للجزء الداخلي بالانزلاق والانبثاق منها. تعتبر هذه الحالة شائعة بعمر (30 إلى 50 سنة)، حيث يعتبر هذا العمر سن العمل والجهد.
- نوع العمل: إذا كانت لديك وظيفة تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، فقد تكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالديسك.
- الوزن: الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة معرضون لخطر متزايد للإصابة بالمرض، لأن أقراصهم يجب أن تدعم الوزن الإضافي أيضًا.
- إجهاد مفاجئ وحركات غير صحيحة: قد يسبب القيام بحركات معينة بشكل مفاجئ وطريقة خاطئة أذية مؤلمة في الجسم. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي رفع جسم ثقيل وكبير جدًا إلى إحداث ضغط كبير على أسفل الظهر، وبالتالي سينتج عن ذلك انزلاق القرص.
- الجنس: نسبة الإصابة عند الذكور أعلى من الإناث.
- نمط الحياة: عدم ممارسة الرياضة المفيدة للجسم بانتظام (كالسباحة والمشي وتمارين شد المعدة)، بالإضافة إلى اتباع بعض الأشخاص لنظام غذائي غير متوازن والتدخين المستمر.
أعراض ديسك الظهر
في بعض الحالات وخاصة الخفيفة منها، لا تظهر أي أعراض على الشخص. لكن إذا ظهرت الأعراض، فغالبًا ما تكون بسبب الضغط الحاصل على الأعصاب. كما تختلف نوعية الأعراض الناتجة حسب مكان المشكلة في عمودك الفقري من جهة وشدة الحالة ومقدار انضغاط من جهة ثانية. وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- ألم أسفل الظهر: أكثر الأعراض شيوعًا. غالبًا يكون موضعًا في منطقة معينة وجانب واحد من الجسم في بداية الحالة، ثم ينتشر بعد ذلك كلما ازدادت الحالة سوءًا. حيث تختلف طريقة الانتشار إلى الطرف السفلي بحسب توزع الجذر المضغوط للأعصاب. ويمكن أن تتفاقم الأعراض مع الحركة وعند الوقوف أو المشي، لكنها تتحسن عند الاضطجاع من أجل الراحة. كما يمكن أن يتحرض الألم بالانحناء إلى الأمام أو مع وضعيات وحركات معينة، وكذلك عند السعال والعطاس الشديد.
- شواش الحس المحيطي ونقص حس الألم واللمس.
- الشعور بالخدر والتنميل أو الوخز.
- الضعف العضلي وذلك في العضلات المرتبطة في حزمة الأعصاب المصابة.
تشخيص ديسك الظهر
- القصة المرضية والفحص السريري: يمكن أن يسأل الطبيب عن طبيعة الأعراض التي من الممكن أن توجهه إلى مكان الإصابة. كما سيقوم بإجراء فحص عصبي كامل بالإضافة لبعض الاختبارات والمنعكسات العصبية الهامة التي توضح الإصابة أكثر، وأهمها (رفع الساق الممدودة أو علامة لازك)، والتي غالبًا تكون إيجابية في أكثر من 80% من الحالات.
أما بالنسبة للاستقصاءات الشعاعية التي تفيد في تشخيص المرض، لدينا:
- الصورة الشعاعية البسيطة (الأمامية الخلفية والجانبية): عادة تكون طبيعية المظهر في بعض الحالات (30% منها). كما أننا لن نشاهد الديسك بشكل واضح وصريح، بل يمكن أن نشاهد بعض الموجودات التي توجه لوجود الديسك (تقييم المسافة بين الفقرات أو الانزلاق أو وجود تبدلات تنكسية وآفات مخربة).
- التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو طبقي محوري متعدد الشرائح قطني عجزي (MSCT): مفيد في الحالات التي لا نستطيع استخدام المرنان فيها.
- المرنان (MRI): هو الخيار الأمثل وأفضل وسيلة تشخيص، كما أنه أدق من الوسائل الأخرى.
- تصوير النخاع (Myelogram): يتضمن تصوير النخاع حقن صبغة في العمود الفقري بتوجيه عبر الأشعة. يمكن أن تكشف الصبغة عن تضيق القناة الشوكية وموقع القرص المتأذي.
- مخطط كهربائية العضلات (EMG): يتضمن هذا الاختبار وضع إبر صغيرة في عضلات مختلفة وتقييم وظيفة أعصابك. يساعد مخطط كهربائية العضلات في تحديد العصب الذي يؤثر عليه القرص المنفتق.
العلاج للدوائي والمحافظ لديسك الظهر
عادة نبدأ بالعلاج المحافظ وتغيير نمط الحياة في بداية الحالة عندما تكون الأعراض خفيفة الدرجة ولا يوجد أي استطباب لإجراء جراحة إسعافية أيضًا. إن نسبة التحسن على هذا العلاج مرتفعة عند معظم المرضى (90% منهم). تضم الخطة العلاجية ما يلي:
- الراحة التامة في السرير: في أغلب الحالات تكون المدة 3-6 أسابيع تقريبًا. أما في الحالات الشديدة تكون المدة أطول، حيث يفضل عدم مغادرة السرير بتاتًا بهدف إعطاء القرص الفقري فرصة ليعود ويترمم من جديد.
- الوضعية: يمكن تطبيق وضعية الاضطجاع الجانبي مع عطف الفخذ على الجذع قليلًا وذلك للتقليل من تمطط العصب، أو النوم على الظهر مع وضع عدة وسادات تحت الركبة لإراحة المريض أكثر. كما يفضل عدم الاستلقاء على السطوح القاسية لأنها تسيء للحالة المرضية وتزيد الألم.
- الأدوية: يجب إعطاء المريض مضادات تشنج للعضلات، فهي تتشنج نتيجة الألم لتحاول تخفيف شدته على المريض. كذلك يجب استخدام مسكنات الآلام المتاحة دون وصفة طبية، كذلك يجب استخدام مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية والستيروئيدية. على سبيل المثال، يمكن إعطاء الأدوية التالية (إيبوبروفين أو أسيتامينوفين أو الديكسون). من الشائع أيضًا أن يصف الطبيب مجموعة من الفيتامينات الضرورية للجسم بشكل عام والأعصاب بشكل خاص (B12, B6, B1).
- العلاج الطبيعي: قد يعلمك المعالج الفيزيائي بعض التمارين للمساعدة في تخفيف الضغط على أعصابك. التمرين سيريح العضلات المشدودة ويحسن الدورة الدموية.
- وسائل أخرى: قد نلجأ إلى تدليك المنطقة المصابة واستخدام المشد الطبي أو الحقن الموضعي لتسكين الألم والإبر الصينية.
العلاج الجراحي لديسك الظهر
في حالات نادرة، قد يؤدي الانفتاق الكبير والشديد إلى إصابة خطيرة في أعصاب المثانة أو الأمعاء، وذلك سيتطلب جراحة طارئة. بينما الحالات غير الطارئة، فإن الجراحة فيها تعتبر خيارًا إضافيًا عند فشل العلاجات الأخرى بعد تطبيقها، أو عند الانقطاع المتكرر والطويل عن العمل. هناك طرق مختلفة لإجرائها من أجل تخفيف الضغط على العمود الفقري، ولكن الهدف هو تخفيف الضغط على العصب. هناك تقنيات جراحية متعددة لتخفيف الضغط على النخاع الشوكي والأعصاب، منها:
- استئصال القرص وإزالة الجزء المنفتق.
- استئصال أو خزع الصفيحة الفقرية، وذلك عبر إزالة جزء من العظم الموجود حول القرص المنفتق وتوسيع القناة الشوكية.
- جراحة القرص الاصطناعي عن طريق استبدال القرص المنفتق التالف بآخر اصطناعي.
- دمج العمود الفقري وذلك بربط فقرتين أو أكثر معًا لجعله أكثر استقرارًا.
اختلاطات الجراحة في علاج ديسك الظهر
لدينا مجموعة من الاختلاطات الشائعة التي يمكن أن تحدث بعد العمل الجراحي، أهمها:
- الإنتان: تزداد نسبة حدوثه عند السكريين والمتقدمين بالعمر أو عند استخدام الستيروئيدات لفترة طويلة أو البدانة الشديدة.
- ازدياد الضعف العضلي: قد يكون السبب حدوث رض عصبي إضافي أثناء الجراحة.
- أذيات عديدة: إصابة السحايا أو حدوث ناسور أو تشكل قيلة سحائية كاذبة أو أذية البنى العصبية.
- نكس: عادة تكون في نفس مستوى الأذية السابقة.
يمكن أن تختلف أعراض المرض من شخص لآخر. لذلك قم بزيارة الطبيب إذا كان الألم يترافق مع تنميل أو وخز، مع التأثير على حركاتك الروتينية.