دول ومدن الساحل الغربي للبحر الأحمر

هل تعرف ما هو البحر الأحمر؟ أين يقع؟ ما الدول التي تطل على سواحله الغربية؟ وهل لموقع البحر أهمية في تطوير اقتصاد تلك الدول؟ تابع معنا في هذا المقال لتتعرف أكثر على دول ومدن الساحل الغربي للبحر الأحمر.

البحر الأحمر

يسمّى عند العرب أيضًا بحر الحبشة، أو بحر القلزم، وهو تفرع من المحيط الهندي، يقع على جزء من منطقة التصدع الكبير في المنطقة الاستوائية الشمالية. تبلغ مساحته 438 ألف كيلو متر مربع، ويمتد على طوال 1,900 كيلو متر، أما متوسط عمقه فيبلغ 490 متر. من ناحية أخرى يعد البحر الأحمر موطنًا لما يزيد عن 1,000 نوع من اللافقاريات. بالإضافة إلى ذلك فهو يضم حوالي 200 نوع مختلف من الشعاب المرجانية بنوعيها الصلب واللين.

الساحل الغربي للبحر الأحمر

تمتد على الساحل الغربي للبحر الأحمر ثلاث دول هي مصر والسودان و إريتريا من الشمال إلى الجنوب. سنتحدث عن كل واحدة بالتفصيل:

مصر

تسمى المنطقة الممتدة على طول ساحل البحر الأحمر لدولة مصر بمحافظة “البحر الأحمر”، تتبع جغرافيًّا لإقليم جنوب الصعيد. وهذه المحافظة هي أكبر مدينة في مصر، حيث تتصل جنوبًا بالسودان، وشمالًا بمحافظة السويس، أما في الغرب فتشترك بالحدود مع كل من أسيوط وقنا وأسوان وسوهاج. من ناحية أخرى تتميّز سواحل محافظة البحر الأحمر بغناها بالثروة السمكية، كما أنها تعتبر منطقةً جذابةً للسياحة.

السودان

يوجد فيها ميناء بورتسودان، وهو أكبر موانئ السودان، وأكثرها شهرةً. يمتد على طول 6 كيلو مترات، وعرض 2.5 كيلو مترات. ويوجد في مدينة بورتسودان الواقعة في شمال شرق البلاد. بالإضافة إلى ذلك تبعد المدينة مسافة 675 كيلو مترًا عن الخرطوم، وتعد البوابة الشرقية للبلاد. كما يبلغ ارتفاع المدينة 6.6 كيلو مترات فوق سطح البحر.

إريتريا

لديها ميناء يطل على البحر الأحمر، يوجد في مدينة مصوع (باضع). وهي ثاني أكبر مدن إريتريا، وأول عاصمة لها. يمتلك الميناء أهمية تاريخية ودينية واقتصادية. الأهم من ذلك كله هو أن هذه المنطقة هي أول مكان نزل به الرسول صلى الله عليه وسلم مع الصحابة عندما هاجروا إلى الحبشة.

تاريخ البحر الأحمر

أول رحلة اكتشاف للبحر الأحمر كانت للمصريين القدماء، لأنهم كانوا يحاولون إقامة طرق تجارية توصلهم إلى بلاد البنط. جرت إحدى حملات الاستكشاف بواسطة ” حتشبسوت” حوالي 1500 قبل الميلاد. من ناحية أخرى ذكر في كتاب المقدسي “أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم” أنّ البحر الأحمر هو البحر الذي وضعت فيه أم موسى تابوت ابنها موسى عليه السلام، عندما خشيت عليه من فرعون.
علاوة على ذلك بنيت قناة تدعى قناة السويس، تصل بين نهر النيل والجزء الشمالي من البحر الأحمر بالقرب من مدينة السويس المصرية، وقد كان ذلك في القرن 6 قبل الميلاد. في العصور الوسطى شكل البحر الأحمر الجزء الأهم من الطريق المخصص لتجارة التوابل.

ملوحة البحر الأحمر

يعتبر البحر الأحمر أكثر البحار ملوحةً في العالم نتيجة تعرض مياهه لنسب عالية من التبخر. حيث تتراوح ملوحته ما بين 36 بالمئة في الجنوب بالقرب من خليج عدن، وصولًا حتى 41 بالمئة في الشمال عند خليج السويس. علمًا أنّ متوسط ملوحة مياه البحر عالميًّا هو 35 بالمئة حسب مقياس الملوحة العالمي، يتحول 3.5 بالمئة منها إلى أملاح منحلة.

المد والجزر والتيارات المائية في البحر الأحمر

يتراوح المد والجزر في البحر الأحمر ما بين 0.6 مترات شمالًا، وحتى 0.9 مترات جنوبًا. أما حول نقطة المحور فيتراوح المد والجزر بين 0.2 إلى 0.3 مترات، وتعتبر منطقة جدة المنطقة الأقل تعرضًا لتغيرات المد والجزر.
أما بالنسبة للتيارات المائية، فلا وجود لمعلومات تفصيلية دقيقة عنها، يعود ذلك إلى تغيرها من منطقة إلى أخرى، ومن فترة زمنية لأخرى. تتحكم الرياح باختلاف الزمان والمكان لهذه التيارات، ففي الصيف، تحرك الرياح ذات الاتجاه الشمالي الغربي مياه البحر نحو الجنوب لمدة تصل إلى أربعة أشهر، وبسرعة تتراوح بين 15 إلى 20 سنتيمترًا كل ثانية. أما في فصل الشتاء يحصل العكس، أي أن الرياح تقود مياه البحر نحو الشمال، مما يؤدي إلى دخول مياه خليج عدن إلى البحر الأحمر.
وبشكل عام تترواح سرعة تيارات المد والجزر بين 50 إلى 60 سنتيمترًا كل ثانية، وكحد أقصى 3.3 أقدام بالقرب من مصب بحيرة الخرار.

لقد كان لموقع البحر الأحمر عبر التاريخ دورًا كبيرًا في تنشيط حركة الاقتصاد لجميع الدول المطلة عليه، فغدت مزدهرة اقتصاديًّا وسياحيًّا.

Scroll to Top