دواء ميتوكلوبراميد (Reglan) ما هو وما هي معلومات الاستعمال والآثار الجانبية والحقائق التي تكمن ما وراء سطور النشرة الدوائية لدواء ميتوكلوبراميد Metoclopramide ؟
غالبًا ما يكون الغثيان والتقيؤ والأعراض الهضمية الأخرى من الأمور المزعجة للمرضى والتي تنذر عادةً بأمراض الجهاز الهضمي. من جهة أخرى، كثيرًا ما يعد الشعور بالغثيان والقيء عند المرضى بمثابة تنبيهًا مؤشرًا للأطباء عند تشخيص الكثير من الأمراض.
ولكن كيف يمكن السيطرة على الغثيان والقيء وأعراض الجهاز الهضمي الأخرى؟ وما هو الدواء المناسب للحد من الأعراض الهضمية المزعجة التي تظهر بعد إجراء بعض العمليات الجراحية؟ وهل يفي دواء ميتوكلوبراميد بالغرض في جميع الحالات؟ وما هو السر الذي يكمن وراء إدراج إدارة الغذاء والدواء دواء ميتوكلوبراميد ضمن قائمة تحذيرات الصندوق الأسود.
إذا أردت أن تتعرف على جميع المعلومات الخاصة بدواء ميتوكلوبراميد Metoclopramide تابع معنا المقال التالي لتجد الأجوبة على جميع الاستفسارات السابقة.
دواء ميتوكلوبراميد معلومات استعمال والآثار الجانبية
يعد دواء ميتوكلوبراميد METOCLOPRAMIDE من مضادات الدوبامين ذات التأثير المباشر على الجهاز الهضمي في جسم الإنسان. حيث يساعد الميتوكلوبراميد على إفراغ المعدة والأمعاء من الطعام عبر زيادة تقلص العضلات في الجهاز الهضمي العلوي. علاوةً على ذلك، يستعمل هذا الدواء بشكل أساسي كمضاد للإقياء والغثيان. كما يستعمل لمعالجة العديد من الأعراض الهضمية الأخرى.
معلومات ودواعي الاستعمال Metoclopramide
هناك الكثير من الاستخدامات الطبية لدواء ميتوكلوبراميد METOCLOPRAMIDE ومنها:
- يستخدم ميتوكلوبراميد لعلاج مرض الجزر المعدي المريئي الذي يسبب ارتجاع المريء المرتبط بأعراض تدفق الحمض من المعدة، أو ما يسمى الحموضة المعوية والذي قد يؤذي المريء.
- يستخدم هذا الدواء لتخفيف حرقة المعدة وشفاء تقرحات المريء عندما لا تنجح العلاجات الأخرى.
- تفريغ المعدة والأمعاء عند معالجة بعض المشاكل الهضمية.
- يستخدم ميتوكلوبراميد لعلاج خزل المعدة. حيث يحدث خزل المعدة عندما تستغرق المعدة وقتًا طويلاً لتفريغ محتوياتها. وقد تشمل الأعراض الغثيان والقيء والحموضة المعوية وفقدان الشهية والشعور بالامتلاء لفترة طويلة بعد الوجبات.
- يمكن استخدام هذا الدواء كجزء من العلاج المركب، وهذا يعني أنه يمكن تناوله مع أدوية أخرى لعلاج المشاكل الهضمية الشديدة.
التأثيرات الجانبية لدواء Metoclopramide
يعد دواء ميتوكلوبراميد من الأدوية التي تحمل تأثيرات جانبية وتحذيرات خطيرة للغاية. لذلك فهي توصف بحذر شديد تبعًا لحاجة المريض. أما أكثر التأثيرات الجانبية العامة شيوعًا فهي:
- صداع الرأس.
- مشاكل في النوم.
- الدوخة.
- الأرق.
- النعاس.
- الشعور بالتعب والإنهاك.
آلية التأثير العلاجية لدواء ميتوكلوبراميد METOCLOPRAMIDE
ينتمي ميتوكلوبراميد إلى فئاتٍ من الأدوية تسمى مضادات القيء ومحفزات الحركة. كما تستخدم مضادات القيء لتقليل الغثيان والقيء، بينما تستخدم محفزات الحركة لتفريغ محتويات المعدة بشكل أسرع. حيث يقوم ميتوكلوبراميد بذلك عن طريق زيادة تقلصات عضلات المعدة مما يؤدي إلى تسريع حركة الطعام عبر المعدة والأمعاء. ويقوم بذلك عن طريق منع المستقبلات الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن إحداث الغثيان والقيء وهي مستقبلات الدوبامين.
من جهة أخرى، يزيد ميتوكلوبراميد من شد العضلة السفلية العاصرة للمريء (العضلة التي تربط المريء بالمعدة). مما يمنع حمض المعدة من التدفق عائدًا إلى المريء.
الشكل الصيدلاني لدواء ميتوكلوبراميد Metoclopramide
تتنوع الأشكال التي يتوفر بها دواء ميتوكلوبراميد Metoclopramide في الصيدليات، وهي:
- مضغوطة فموية (قرص فموي) عيار 5 ملغ و10 ملغ.
- أقراص فموية قابلة للتفكك عيار 5 ملغ و10 ملغ.
- شراب فموي أو محلول عن طريق الفم.
- حقن عضلية أو وريدية يتم إعطاؤها للمريض من قبل مقدم الرعاية الصحية فقط.
- بخاخات أنفية.
الجرعة ومدة العلاج لدواء ميتوكلوبراميد Metoclopramide
يعتمد كل من الجرعة وعدد الجرعات والشكل الصيدلاني لدواء ميتوكلوبراميد (قرص، بخاخ، حقن) على العوامل التالية:
- عمر المريض.
- الحالة المرضية.
- شدة الحالة المرضية.
- مدى وجود أمراض أخرى لدى المريض.
- ردة فعل الجسم تجاه الجرعة الأولى من الدواء.
جرعة دواء ميتوكلوبراميد لأعراض الجزر المعدي المريئي
تقدر جرعة البدء النموذجية للبالغين (من 18 إلى 64 سنة) بين 10-15 ملغ. كما يمكن أن تؤخذ هذه الجرعة حتى أربع مرات في اليوم. ويجب تناول هذا الدواء قبل 30 دقيقة من كل وجبة وعند النوم.
وقد يغير الطبيب الجرعة اعتمادًا على الأعراض والآثار الجانبية والاستجابة للدواء. أما فيما يخص طول فترة العلاج فيجب ألا يتناول المرضى هذا الدواء لمدة تزيد عن 12 أسبوع.
من جهة أخرى لم يتم التأكد من أن هذا الدواء آمن وفعال للاستخدام من قبل الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. لذلك يجب ألا يعطى هذا الدواء للأطفال.
أما بخصوص الجرعة المخصصة لكبار السن فكثيرًا ما يبدأ الطبيب بجرعة مخفضة ومن ثم اتباع جدول جرعات خاص بهم. ويمكن أن يساعد ذلك المريض في الحفاظ على مستويات هذا الدواء من التراكم كثيرًا في جسم المريض كبير السن. حيث قد تسبب الجرعة الكبيرة للمرضى بعمر 65 سنة فما فوق في جعل الجسم يعالج الأدوية بشكل أبطأ. وقد لا تعمل كليتا كبار السن بالشكل الذي اعتادوا عليه. وبالتالي يتراكم المزيد من الدواء في الجسم لفترة أطول. مما يزيد من مخاطر ظهور الآثار الجانبية للدواء لديهم.
جرعة دواء ميتوكلوبراميد لأعراض خزل المعدة
تقدر جرعة البدء النموذجية للبالغين (من 18 إلى 64 سنة) من دواء ميتوكلوبراميد 10 ملغ، ويمكن أن تؤخذ حتى أربع مرات في اليوم. كما يجب تناول هذا الدواء قبل 30 دقيقة من كل وجبة وعند النوم. وقد يقلل الطبيب الجرعة اعتمادًا على الأعراض والآثار الجانبية والاستجابة للدواء. أما مدة العلاج فهي 2-8 أسابيع.
أما إذا كانت تصفية الكرياتينين لدى المرضى أقل من 60 مل / دقيقة، فسوف يعطيهم الطبيب حوالي نصف جرعة البداية النموذجية. وقد يغير الجرعة بناءً على كيفية استجابتهم للدواء.
موانع الاستعمال والتحذيرات لدواء ميتوكلوبراميد Metoclopramide
تندرج تحذيرات دواء ميتوكلوبراميد Metoclopramide ضمن قائمة تحذيرات الصندوق الأسود. وهو التحذير الأخطر الصادر عن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA حيث ينبه صندوق التحذير الأسود الأطباء والمرضى بشأن تأثيرات الأدوية التي قد تكون خطيرة للغاية. وذلك يرجع إلى أن ميتوكلوبراميد Reglan يمكن أن يسبب ما يلي:
- اضطرابٌ حركي خطير ويسمى خلل الحركة المتأخر .(TD) وغالبًا ما تكون هذه الحالة غير قابلة للمعالجة. حيث لا يوجد علاج معروف لمرض خلل الحركة المتأخر. كما يزداد خطر الإصابة بهذا الخلل مع العلاج الأطول والجرعة المتزايدة من دواء ميتوكلوبراميد Metoclopramide. لذلك لا ينبغي استخدام هذا الدواء لمدة تزيد عن 12 أسبوعًا. أما إذا ظهرت إحدى أعراض هذا الخلل فيجب التوقف الفوري عن تناول هذا الدواء والاتصال بالطبيب على الفور.
- تحذير من اضطراب الجهاز العصبي، حيث قد يسبب هذا الدواء المتلازمة الخبيثة للذهان، وهي اضطراب نادر في الجهاز العصبي قد يكون مميتًا (يسبب الوفاة). كما تشمل أعراضه ارتفاعًا في درجة حرارة الجسم وتيبس العضلات والارتباك والنبض وضغط الدم غير الطبيعي. بالإضافة إلى سرعة ضربات القلب والتعرق.
- التحذيرُ الأقل خطورة هو التحذير الخاص بالتشنج غير المنضبط. حيث قد يسبب هذا الدواء تقلصات عضلية في الوجه والرقبة والجسم والذراعين والساقين. كما يمكن أن تسبب هذه التشنجات حركات غير طبيعية وتغيرات مفاجئة في أوضاع الجسم. ومن المرجح أن تحدث هذه التشنجات خلال أول يومين من العلاج. بينما يكون الخطر أعلى عند الأطفال والبالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا.
- تحذير من الاكتئاب، حيث قد يسبب هذا الدواء الاكتئاب. كما يمكن أن يحدث هذا التأثير حتى إذا لم يكن لدى المريض تاريخ من الاكتئاب. وقد تكون أعراضه خفيفة إلى شديدة، وقد تصل إلى أفكار الانتحار. لذلك يجب الاتصال بالطبيب على الفور عند بدء ظهور أي من علامات الاكتئاب بعد أخذ الدواء.
موانع الاستعمال لدواء Metoclopramide
هناك العديد من العوامل المرضية التي تحظر استعمال دواء ميتوكلوبراميد. كما يمكن حصر أهم موانع الاستعمال فيما يلي:
- أول موانع الاستعمال يتناول تحذير الحساسية. حيث يمكن أن يسبب ميتوكلوبراميد رد فعل تحسسي شديد. ويشمل ذلك صعوبة في التنفس وتسرعه وقشعريرة وتورم في الحلق أو اللسان. لذلك يمنع الأطباء من لديهم أي رد فعل تحسسي تجاه الأدوية من تناول دواء ميتوكلوبراميد. حيث يمكن أن يتسبب هذا الدواء بالموت إذا تم أخذه للمرة الثانية بعد إظهار الجسم رد فعل تحسسي تجاهه.
- يمنع الأطباء الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المعدة أو الأمعاء من تناول هذا الدواء لأنه يزيد من حركة الطعام في الجهاز الهضمي. إذا كان المريض يعاني من نزيف أو تمزق أو ثقوب أو انسداد في المعدة أو الأمعاء، فقد يكون تناول هذا الدواء خطيرًا.
- لم تظهر دراسات الميتوكلوبراميد في الحيوانات الحوامل خطرًا على الجنين. ومع ذلك، لا توجد دراسات كافية حول سلامة تناول هذا الدواء من قبل النساء الحوامل لإظهار ما إذا كان الدواء يشكل خطرًا على الجنين.
- يزيد هذا الدواء من مستويات البرولاكتين في جسم النساء المصابة بسرطان الثدي.
- قد يجعل هذا الدواء أعراض مرض باركنسون أسوأ.
- إذا كان لدى المريض تاريخ من النوبات العصبية، فيجب ألا تستخدم دواء ميتوكلوبراميد لكونه قد يزيد من عدد النوبات.
- يرفع دواء ميتوكلوبراميد من معدل الاضطرابات الحركية عند المرضى الذين يعانون من هذه المشاكل.
التفاعلات الدوائية لدواء ميتوكلوبراميد
إذا تزامن تناول ميتوكلوبراميد مع بعض الأدوية فذلك يرفع من خطر ظهور الآثار الجانبية لدواء ميتوكلوبراميد. أما أهم المواد الدوائية القابلة للتفاعل مع دواء ميتوكلوبراميد فهي:
- المهدئات والمنومات ومضادات الهيستامين، حيث قد يؤدي تناول أي من هذه الأدوية مع ميتوكلوبراميد إلى زيادة الشعور بالنعاس والنوم.
- مثبطات مونوامين أوكسيديز، قد يؤدي تناول هذه الأدوية مع ميتوكلوبراميد إلى ارتفاع ضغط الدم.
- في كثير من الأحيان قد تُظهر التفاعلات الدوائية لدواء ميتوكلوبراميد خطر الآثار الجانبية للأدوية الأخرى المرافقة له. وبالتالي يزيد تناول ميتوكلوبراميد مع بعض الأدوية من خطر الآثار الجانبية لهذه الأدوية. ومثال على هذه الأدوية التتراسيكلين، حيث يزيد ميتوكلوبراميد من كمية التتراسيكلين التي يمتصها جسم المريض. مما يزيد من خطر الآثار الجانبية للتتراسيكلين، كالإسهال والقيء.
- قد يزيد ميتوكلوبراميد من مستويات بعض أدوية مثبطات المناعة كالسيكلوسبورين في جسم المريض. مما يزيد من خطر إصابة المرضى بمشاكل في الكلى والهضم، وشعور بوخز (دبابيس وإبر) ناتج عن تلف الأعصاب.
- يؤثر ميتوكلوبراميد على كيفية تحرك الطعام في جسم مرضى السكري الذين يتناولون الأنسولين، مما قد يغير مستويات السكر في الدم لديهم. فكثيرًا ما يسبب ارتفاعًا في مستويات السكر في الدم لأن الطعام يتحرك عبر المعدة ويدخل إلى مجرى الدم بشكل أسرع. لذا قد يضطر الطبيب إلى تعديل جرعة الأنسولين لدى المريض.
وختامًا بالعودة إلى معلومات الاستعمال والآثار الجانبية لدواء ميتوكلوبراميد Metoclopramide نجد أنه على الرغم من الاستطبابات الكثيرة والمفعول القوي الذي يبديه هذا الدواء في علاج حرقة المعدة وتقرحات المريء والغثيان والقيء وحالات خزل المعدة، إلا أن دخول هذا الدواء ضمن تحذيرات الصندوق الأسود الصادرة عن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA جعلَهُ سلاحًا ذا حدين. مما يؤكد ضرورة توخي الحذر الشديد عند استخدامه مع الالتزام بتعليمات الطبيب بدقة وخاصة فيما يتعلق بطول فترة العلاج. واعلم أنه حتى لو ظهر لك هذا الدواء على رفوف إحدى الصيدليات بغلافه الأبيض ومضغوطاته الناصعة اللون إلا أنه سيبقى موجودًا ضمن قائمة الصندوق الأسود. عليك ألا تنسى ذلك. وتبقى صحتك أغلى ما لدينا.