داء موندور في الثدي أو التهاب الوريد الخثري في الثدي، هو حالة طبية نادرة وقليلة المصادفة. ولعل أول ما يخطر في البال عند الحديث عن أمراض الثدي هو هل هي أمراض خبيثة أم حميدة؟ وهل تحمل خطورة التحول إلى سرطان؟ ولهذا وجب علينا التوضيح بأن داء موندور في الثدي هو حالة حميدة ولا تحمل أي خطورة لتطور سرطان الثدي. ولمزيد من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بهذا الداء نقدم هذا المقال.
داء موندور في الثدي
يحدث هذا المرض نتيجة الالتهاب الخثاري الذي يصيب أوردة الثدي السطحية. وهي حالة حميدة ولا ترتبط بحدوث سرطان ثدي. على الرغم من قلة شيوع هذه الحالة فإنها تشكل سببًا هامًا لألم الصدر عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 60 سنة.
أعراض داء موندور في الثدي
يتظاهر هذا المرض على شكل كتلة قاسية، ومؤلمة. تمتد على شكل حبل تحت جلد الثدي. تكون في البداية محمرة ومؤلمة عند اللمس. ولكن مع مرور الوقت تتحول إلى كتلة ليفية وتصبح غير مؤلمة. من الممكن ظهور علامات جلدية فوق هذه الآفة ناتجة عن الشد الزائد للجلد في منطقة الإصابة. أو عن التصاق الوعاء المتخثر بالجلد الموجود فوقه. تعتبر أوردة الثدي الوحشية والأوردة تحت الحلمة أكثر المواضع إصابةً.
أسباب داء موندور في الثدي
سمي داء موندور بهذا الاسم نسبًة إلى الجراح الفرنسي هنري موندور. والذي وصفه لأول مرة عام 1939. وهو مرض جهازي عام يمكن أن يصيب أي عضو في الجسم. ولكن تشيع إصابة نسيج الثدي. على الرغم من إجراء العديد من الدراسات لم يحدد حتى الآن سبب واضح يؤدي إلى الإصابة به. ولكن تمكنت هذه الدراسات من تحديد العديد من عوامل الخطر وهي:
- ممارسة بعض الرياضات العنيفة.
- سوابق عمليات جراحية على الصدر. وقد يحدث بعد عملية استئصال سرطان الثدي.
- الرض على الثدي.
- قد يحدث هذا الداء بعد الإجراءات الغازية على نسيج الثدي كالخزعة الاستئصالية أو الخزعة الموجهة بالإيكو.
- ارتداء حمالات الصدر الضيقة وغير المريحة.
- سوابق تركيب قثطرة وريد مركزي.
- التجفاف والحالات المؤهبة لفرط الخثار.
تشخيص داء موندور في الثدي
يمكن أن يكتفي الطبيب بالفحص السريري المجرى ضمن العيادة لتشخيص داء موندور. وذلك عندما تكون الأعراض واضحة وعند وجود عوامل خطر للإصابة. ولكن يحتاج الطبيب في بعض الحالات إلى تأكيد التشخيص عن طريق إجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية أو الأشعة السينية (الماموغرام). تظهر الآفة عند التصوير بالأمواج فوق الصوتية على شكل كتلة أنبوية عديمة الصدى. قد يفشل التصوير الشعاعي بإظهار الآفة ويكون التصوير بالأمواج فوق الصوتية أكثر دقة.
علاج داء موندور في الثدي
يعتبر هذا الداء من الحالات المرضية المحددة لنفسها والتي تشفى من تلقاء نفسها. يمكن تخفيف الأعراض المرافقة باتباع الإجراءات التالية:
- تخفيف الألم من خلال تناول الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب.
- ارتداء حمالات الصدر المريحة، واستخدام الكمادات الدافئة فوق المنطقة المصابة.
- العلاج الموضعي باستخدام المراهم الحاوية على مضادات التخثر كالهيبارين.
القاعدة في هذا الداء هي الشفاء التام في غضون عدة أسابيع. من دون الحاجة لإجراء تداخلات جراحية أو تناول الأدوية المضادة للتخثر. ومن دون حدوث أية مضاغفات خطيرة.
يحتاج داء موندور إلى متابعة دقيقة بعد الشفاء. والالتزام بمواعيد مراجعة منتظمة للطبيب.
علاقة داء موندور بالإصابة بسرطان الثدي
لا توجد دراسات تؤكد ارتباط داء موندور بالإصابة بسرطان الثدي. ولا يزيد تشخيصه من خطر تشكل السرطان. لكن يجب على السيدة التي تعافت من هذا الداء الالتزام بزيارات المتابعة للتحري عن سرطان الثدي، وعدم إهمال أية العلامات أو الأعراض التي تظهر مجددًا.