خطورة قرحة عنق الرحم عند الحمل تعد قرحة عنق الرحم من الحالات الشائعة بين النساء في سن الإنجاب، وهي من المشكلات الصحية التي لا تؤثر على الخصوبة أو القدرة على الحمل. لكن قد تسبب بعض المشكلات للنساء وخصوصًا خلال فترة الحمل، فما هي خطورة قرحة عنق الرحم عند الحمل وكيفية علاجها.
تتعدد أسباب قرحة عنق الرحم التي تؤدي لتلف الأنسجة المغلفة لمنطقة الرحم، فقد تسبب الالتهابات المزمنة لجدار المهبل قرحة الرحم، بسبب البكتيريا التي تصيب تلك المنطقة الحساسة. فالقرحة الرحمية لا تسبب مضاعفات خطيرةً، ولا تتحول إلى أورام سرطانية. إن لم تكن خبيثةً، كما لا تتسبب في العقم كما في اعتقاد الكثيرين، لكن المشكلة تكمن في تشابه أعراض قرحة عنق الرحم وسرطان عنق الرحم، لذا لا بد من استشارة الطبيب عند بدء ظهور الأعراض كي لا تتفاقم المشكلة، لكن ما مدى خطورة قرحة عنق الرحم عند الحمل وكيفية علاجها، سنتناول ذلك مفصلًا خلال مقالنا.
علاج قرحة عنق الرحم
لا تعد قرحة عنق الرحم من الحالات الصحية الضارة، في بعض الأحيان تكون موجودةً دون ظهور أعراض على المرأة. وتزول مع الوقت دون الحاجة للعلاج الطبي، لكن في حال ظهور الأعراض، يتوجب على المرأة مراجعة الطبيب لتلقي العلاج المناسب، ومن أهم طرق العلاج المتبعة:
- إذا كانت السيدة تشكو من نزيف أو ألم، يمكن للطبيب أن يكوي مكان التقرح، من خلال إزالة الخلايا الغدية للسطح الخارجي لعنق الرحم، ومن أهم مميزات عملية الكي أنها غير مؤلمة، وتؤدي لنتائج جيدة في العلاج، لكن من الممكن إعادة الكي عدة مرات، حيث تكون عملية الكي من خلال:
- استخدام الحرارة بعملية الإنفاذ الحراري.
- أو استعمال البرودة عبر عملية الجراحة البردية.
- كما يمكن تطبيق نترات الفضة.
- يجري الطبيب عملية الكي تحت تأثير التخدير الموضعي في العيادة، حيث تستغرق العملية دقائق قليلةً جدًا. كما يمكن للسيدة المغادرة ممارسة كافة أنشطتها، فمن الممكن أن تشعر السيدة بألم بسيط يرافقه انزعاج. يستمر لساعات أو لبضعة أيام، أيضًا قد تخرج بعض النقط الدموية من المهبل لبضعة أسابيع. كما ينصح الأطباء خلال تلك الفترة بالامتناع عن الجماع. أو استعمال السدادات المهبلية القطنية لمدة أربعة أسابيع، تجنبًا لحدوث العدوى والالتهابات في عنق الرحم.
- وفي حال تعرض المرأة بعد الكي لإفرازات مهبلية ذو رائحة كريهة. أو حدوث نزيف حاد أكثر من الدورة الشهرية واستمراره لوقت طويل. يجب مراجعة الطبيب على الفور، للتأكد من وجود عدوى أو التهاب.
تشخيص الإصابة بقرحة عنق الرحم
من الممكن أن تصاب المرأة بقرحة عنق الرحم دون ظهور أعراض، حيث يجري الكشف عن الإصابة من خلال الفحص الدوري للحوض. في المراحل المبكرة للإصابة بقرحة عنق الرحم، يظهر شكل العنق بشكل مشابه لعنق الرحم المصاب بالسرطان، لذلك يجب على الطبيب نفي الإصابة بسرطان عنق الرحم، ومن ثم نشخص الإصابة بالقرحة الرحمية وفق ما يلي:
- فحص عنق الرحم: يجري عن طريق أخذ مسحة من عنق الرحم، عبر إخراج عينة من خلايا العنق، لفحص إصابتها بفيروس الورم الحليمي البشري، أو وجود تغيرات الخلايا السرطانية.
- التنظير المهبلي: حيث يفحص الطبيب عنق الرحم من خلال استخدام إضاءة ساطعة، وأدوات مكبرة لمعرفة نوع الإصابة في خلايا عنق الرحم
- الخزعة: حيث تأخذ عينة صغيرة من أنسجة قرحة عنق الرحم، ومن ثم فحصها في مختبرات الخلايا السرطانية.
قرحة عنق الرحم أثناء الحمل
تعتبر التغيرات الهرمونية من أهم أسباب حدوث قرحة عنق الرحم أثناء الحمل، وعادةً تزول الأعراض بعد 3 إلى 6 أشهر من الولادة، حيث لا تؤثر القرحة على الخصوبة ولا عالى الحمل.
لكن من الممكن أن تسبب قرحة العنق في بعض الأحيان، لحدوث نزيف خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وذلك لأن الخلايا الغدية في عنق الرحم تكون عالية الحساسية في حالة قرحة عنق الرحم، بالإضافة إلى ذلك قد تسبب القرحة آلام ونزيف خلال الجماع، لذا ينصح الأطباء إذا كانت المرأة الحامل تشكو من التقرحات والنزيف المهبلي بعد الجماع، باتباع الإرشادات التالية:
- تجنب الجماع في الثلث الأخير من الحمل، حفاظًا على الجنين.
- الفحص المستمر للحامل للكشف عن العدوى المسببة للتقرح، كالسيلان، والبكتيريا المهبلية، والزهري، والكلاميديا.
أنواع القرح التي تصيب الرحم
يوجد ثلاثة أنواع من القرح، وهي على الشكل التالي:
- قرحة بسيطة: يقصد بها القرحة في بدايتها، حيث يكون علاجها بسيط، تتكون على شكل لون أحمر مختلف عن لون الرحم الطبيعي، مسببةً بعض الإفرازات المخاطية أو المخاطية الصديدية من عنق الرحم.
- قرحة لحمية: حيث تظهر على هيئة ثنيات متعددة داخل الرحم، بالإضافة إلى وجود قرحة باللون الأحمر.
- القرحة الغددية: وهي من المراحل المتأخرة جدًا، حيث تتراكم الإفرازات بين الثنيات المتواجدة داخل الرحم، مسببةً انتفاخات، وتظهر القرحة وكأن معها حويصلات، حيث تكبر تلك الحويصلات لتتدلى من عنق الرحم مكونة زوائد لحمية لعنق الرحم.
يتوجب على كل سيدة إجراء الفحوصات الدورية للمبيض والرحم، تجنبًا للمضاعفات التي قد تحدث بسبب التأخر في العلاج، كما يجب على الحامل متابعة حملها بشكل مستمر خصوصًا في حال وجود مشكلة صحية في الرحم كالتقرحات مثلًا، من أجل المحافظة على حمل سليم.