ما هو حكم الإفطار في صيام القضاء؟ وما حكم الإفطار ناسيًا في صيام القضاء؟
فرض الله صيام شهر رمضان على كل مسلم بالغ عاقل، وشرع أحكامًا لمن ترك صيام أيامٍ فيه بعذر مثل: المرض أو السفر، بالإضافة إلى وضع أحكامًا لمن أفطر بغير عذر.
حيث قال الله تعالى: {فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أُخر}. وقد وضحت هذه الآية وجوب صيام القضاء بالنسبة للمريض وكذلك المسافر، يعني ذلك أن القضاء واجب على من أفطر بعذر، لذلك فهو واجب بالضرورة على من أفطر دون عذر شرعي أيضًا. لكن ما هو حكم الإفطار في صيام القضاء؟ وما هو صيام القضاء؟
سنجيب في هذا المقال عن جميع أسئلتك حول حكم الإفطار في صيام القضاء.
ما هو حكم الإفطار في صيام القضاء
وضح العلماء حكم الإفطار في صيام القضاء، ويتضح رأي كل مذهب فيما يأتي. أولًا نعرض رأي مذهب الشافعية ومذهب الحنفية في الإفطار خلال القضاء، وتوصلوا إلى أن:
مذهب الشافعية: يؤكد مذهب الشافعية إلى ضرورة إتمام صيام القضاء عند ابتغاء صيامه، وإن أفطر بغير عذر يجب عليه الإمساك بقية اليوم لحرمة الوقت، لذلك يلزم عليه قضاء اليوم مرة أخرى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من استقاء وهو صائم فعليه القضاء” بالإضافة إلى ذلك وافقهم مذهب الحنابلة في ذلك الرأي.
مذهب الحنفية: قال بوجوب قضاء العبادات الفائتة، سواء كان هذا بعذر شرعي أو من غير عذر. ولذلك لا يقتصر قضاء صيام القضاء على من أفطر بسبب عذر شرعي فقط. بل يجب الصيام على من فطر بغير عذر شرعي.
لذلك فإن صيام القضاء واجب؛ بالإضافة إلى أن غير المعذور يلزم عليه صيامه سريعًا. تذكر يا عزيزي أن صيام القضاء له شروطًا معينة لا بد من تحقُّيقها حتى يكون واجبًا على المكلف به. ومنها: قدرة المكلف على القضاء؛ لكن إذا فطر الصائم بسبب المرض ولم يتمكن من القضاء؛ لأنه ظل مريضًا حتى توفاه الله تعالى، فتعد هنا ذمته بريئة أمام الله ولا قضاء عليه.
على الرغم من ضرورة صيام القضاء على من فطر بعذر أو من دون عذر. لكن يكتب الإثم على الذي أفطر دون عذر لأنه أفسد صيامه وأبطل عمله.
رأي المالكية والحنابلة في الإفطار خلال القضاء
مذهب المالكية: أكد وجوب صيام القضاء لمن أفطر قاصدًا؛ حيث ينبغي عليه إتمام العبادة التي نوى عليها. لكن في حال عدم إكمال صيام التطوع بسبب عذر شرعي، مثل: المرض، أو السفر، فليس عليه القضاء.
أتفق مذهب المالكية على ضرورة صيام القضاء، لكن اختلف المذهب في ما يلزم القيام به عندما لا يتم المكلف صيام القضاء. حيث وضح فريق من المالكية وجوب صيام الأصل فقط. لكن أكد فريق أخر على وجوب صيام الأصل وصيام يوم القضاء الذي سبق وفطر به المكلف، لذلك وجب على المكلف صيام يومين؛ يوم عن الأصل ويوم عن القضاء. لكن إذا فطر المكلف يوم القضاء سهوًا فلا يقضي.
مذهب الحنابلة: قالوا بضرورة الإمساك عندما ينوى المكلف الصيام ويبدأ في صيام اليوم بالفعل؛ لذلك فإن صيام القضاء بمنزلة صيام رمضان، لذلك لا يجب الإفطار فيه.
حكم إفطار صيام القضاء بالجماع
اتفق علماء جميع المذاهب على إبطال صيام القضاء بالجماع، ويتضح قول كل مذهب في الأتي:
مذهب الشافعية: ذهبوا إلى أن الجِماع في صيام القضاء سواء كان قضاء النذر، أو قضاء رمضان يبطل الصيام، لكن لا يلزم الكفارة؛ وقالوا أن الكفارة لازمة لمن جامع أثناء نهار رمضان.
مذهب الحنفية: رأوا أيضًا عدم وجوب الكفارة على من أفطر بالجماع في صيام القضاء؛ وأكدوا أن الكفارة خاصة بوقت رمضان؛ حيث يحرم الإفطار في رمضان بخلاف الأوقات الأخرى في العام.
مذهب المالكية: قالوا أن الإفطار بسبب الجماع خلال صيام القضاء فاسد، ويقع الإثم على الذي جامع زوجته في يوم القضاء، ويلزم قضاء هذا اليوم مرة أخرى، لكن أكدوا عدم وجوب الكفارة.
مذهب الحنابلة: أكدوا أن الإفطار بسبب الجماع أثناء صيام القضاء فاسد، ويلزم قضاء يوم أخر، لكن لا تلزم معه كفارة الجماع، حتى إذا كان هذا اليوم قضاء يوم من رمضان؛ يعني أن الكفارة تكون بسبب الجماع أثناء نهار رمضان.
حكم الرجوع عن نية صيام القضاء
لا بأس أن يتراجع العبد عن نية صيام القضاء، لكن يجب أن يتراجع عن النية قبل وقت الفجر، إنما في حال نوى الصيام مع طلوع الفجر وتراجع عن نيته بعد صلاة الفجر، فحينها لا يجوز له أن يتراجع عن نيته.
حكم الإفطار ناسيًا أثناء صيام القضاء
لا يختلف حكم الإفطار ناسيًا أثناء صيام القضاء عن حكم الإفطار ناسيًا في نهار رمضان، يعني ذلك أنه عندما يفطر شخص ناسيًا فيجب عليه إتمام صيامه ولا يلتفت إلى ما تناوله من طعام، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من أكل ناسيًا وهو صائم فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه”.
حكم من نوى صيام القضاء ولم يصم
إذا نوى العبد قضاء صيام يوم واجب، مثل: صيام يوم من شهر رمضان، واستيقظ بعد الفجر فيجب عليه صيام هذا اليوم ولا يجوز أن يفطر؛ والسبب أنه بدأ في صيام يوم واجب عليه ولم يجز إفساده، وقال ابن قدامه عن هذا: “ومن دخل في واجب، كقضاء رمضان أَو نذر، أَو صيام كفارة، لم يجز له الخروج منه وليس في هذا خلاف بحمد الله”.
حكم الإفطار بسبب الجوع في صيام القضاء
لا يجوز للعبد الإفطار بسبب الجوع في صيام القضاء، بل يجب على العبد المسلم أن يتحلى بالصبر حتى تغيب شمس ذلك اليوم، حيث أن قضاء صيام أيام رمضان أمر واجب لا يجب التساهل فيه، لذلك إذا جاع أو عطش العبد أثناء صيام القضاء فعليه أن يصبر حتى يتم اليوم، إلا إذا خشي على نفسه من المرض أو الموت، فهذا يعني أن له عذر للإفطار ثم الإمساك، وإذا أفطر المسلم دون عذر فيجب عليه التوبة والاستغفار.
يعد حكم الإفطار في صيام القضاء واحدًا من الأحكام التي يتساءل عنها المسلمون بعد شهر رمضان؛ لفوات صيام بعض أيامه لأي سبب، لذلك يتساءل المسلم على أحكام صيام القضاء، ولهذا عرضنا لك تلك الأحكام لتكون محيطًا بأوامر دينك.