كرم الإسلام المرأة وحماها من كل ما يمكن أن يمس ويهين كرامتها. وذلك في ظل المجتمعات التي كانت تذلها ولا تقدس حرماتها. فقد نزل الإسلام على أمة أبعد ما تكون عن مظاهر التدين، بل كانت المجتمعات في ذلك الوقت تعامل المرأة كأنها سلعة كأي سلعة تباع وتشترى في الحياة. إلا أن الإسلام كرمها وحفظ مكانتها ووضعها في منزلتها الصحيحة. حيث وجد الحقوق والواجبات التي يجب أن تحصل عليها حتى تصل إلى تلك المكانة الرفيعة. وبالمقابل ولما تختلف به المرأة عن الرجل من الشكل والطبيعة والعاطفة التي تتمتع بها أكثر من الرجل، وضع لها الإسلام أوامر يجب أن تلتزم بها حتى تحفظ كرامتها وتزداد قدسيتها.
ومن تلك الأوامر الالتزام بالحشمة وارتداء ملابس معينة سنتكلم عنها في هذا المقال. كما أن هناك حديث شريف عن لباس المرأة المسلمة سنعرضه لك أيضًا في هذا المقال.
حديث شريف عن لباس المرأة المسلمة
ذكر الإمام الألباني في كتابه جلباب المرأة المسلمة حديثًا نبويًا شريفًا عن لباس المرأة المسلمة. حيث روت الحديث السيدة عائشة رضي الله عنها. كما جاء في الحديث:
“إنَّ أسماءَ بنتَ أبي بكرٍ أُخْتَها دَخَلَتْ على النبيِّ في لِباسٍ رقيقٍ يَشِفُّ عن جسمِها فأعرض النبيُّ عنها وقال: يا أسماءُ إن المرأةَ إذا بلغتِ المَحِيضَ لم يَصْلُحْ أن يُرَى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهِه وكَفَّيْهِ”
كما أن الآية الكريمة الموجودة في سورة النور في القرآن الكريم رقم [٣١] تتحدث عن ما يجب أن يظهر من المرأة. والتي يقول بها الله سبحانه وتعالى:
“إلا ما ظهر منها” فقد فسر القرطبي هذه الآية وأوضح المقصود من ما ظهر منها فهو الوجه والكفين لأنهما مما يظهر من المرأة أثناء عبادتها لله تعالى وتأديتها للصلاة والصوم. كما أكد على صحة ذلك الرأي الإمام الألباني. مبينًا أن ما أحلته الشريعة الإسلامية للمرأة بأن يظهر منها هو الوجه والكفين. وهو قول ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الاستثناء في الآية الكريمة. وهو ما جرت عليه عادة النساء المسلمات أيام النبي عليه صلى الله عليه وسلم.
مواصفات لباس المرأة في الإسلام
اجتمع العلماء المسلمون على أنه يجب على المرأة المسلمة أن تلتزم باللباس الذي أمرها به الله سبحانه وتعالى امتثالًا لأوامره واجتنابًا لنواهيه.
حيث يشترط الإسلام على المرأة المسلمة أن ترتدي لباسًا واسعًا لا يظهر أي جزء من جسد المرأة، وألا يشف ما وراءه.
كما يجب ألا يبرز مفاتن المرأة أو أن يتشبه بلباس الرجل.
كما ذكر الشوكاني في كتاب كشف القناع أنه يشترط على لباس المرأة ألا يصف جسمها أو ليونته أو خشونته. وقد أهدى إلى أسماء رضي الله عنها لباسًا من مرو، فرفضت أن ترتديه، لأنه يصف جسد المرأة على الرغم من أنه لا يشف.
الطول الشرعي للباس المرأة
حدد النبي صلى الله عليه وسلم الطول الشرعي للباس المرأة المسلمة، بحيث يجب ألا يتجاوز طول ذراع زيادة عن نصف الساق، حتى لا تسبل المرأة ثوبها بحيث يؤدي إلى الخيلاء المذموم.
كما ذكر الحافظ في كتاب الفتح أنه يستحب أن يكون طول ثوب المرأة أطول من طول لباس الرجل بمقدار شبر، كما يمكن الزيادة على هذا المقدار بمقدار ذراع.
أقسام اللباس في الإسلام
- الملابس المحللة للرجال والنساء: هي كافة الملابس التي لم يحرمها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
- الملابس المحرمة على الرجال والنساء: هي الملابس المسروقة من الآخرين، والملابس التي تتشبه بها المرأة بالرجل، أو الرجل بالمرأة، والملابس التي لا تنتمي إلى المسلمين.
- الملابس المحرمة على الرجال فقط دون النساء: يمنع على الرجل أن يرتدي الحرير، أو الذهب، أو الفضة، باستثناء خاتم الفضة فيجوز على الرجل أن يرتديه.
أنوع الحجاب الإسلامي
تختلف أشكال الحجاب تبعًا للعوامل الثقافية والتاريخية المختلفة من بلد إلى آخر، ومن أشكال الحجاب:
- الجلباب: ورد في الآية الكريمة [٥٩]، في سورة الأحزاب قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ “
حيث يختلف مفهوم الجلباب من منطقة لأخرى، إذ بعض الأشخاص يقولون بإن الجلباب هو الرداء أو الإزار وهو الثوب الكبير الذي يستر المرأة بشكلٍ كاملٍ من رأسها وجسدها، وقد فسر النوري معنى الجلباب بأنه الملاءة التي تلبسها المرأة فوق ملابسها. - النقاب: وهو عبارة عن قناع يوضع فوق الأنف بهدف ستر الوجه.
- الخمار: وهو عبارة عن ثوب كامل تستتر بها المرأة المسلمة بحيث يغطي رأسها وجسدها معًا. ويُعرف بأنه ثوب ينسدل على كتف المرأة لتستر به جسدها عن عيون الرجال والأجانب.
- البرقع: يشبه النقاب، إذ إنه يحتوي على ثقبان للعيون، ويختلف عن النقاب من حيث الصفة التاريخية، إذ ارتبط البرقع بلباس العرب، بينما لم يرتبط النقاب بلباس أي فئة معينة.
في نهاية هذا المقال، عرضنا لك اللباس المحبب للمرأة المسلمة الذي وصانا به الرسول صلى عليه وسلم، ويجب علينا الالتزام به.