صداعٌ قوي وصعوبةٌ في التنفس مع ضعف التركيز نتيجة احتقان أنفي يمنع وصول الاكسجين الكافي إلى الدماغ، غالبًا ما تحثُ تلك الأعراض الأطباء للبحث عن أفضل حبوب حساسية الجيوب الأنفية لوصفها لمرضاهم. تعد الجيوب الأنفية من الأجزاء الأساسية للأنف والوجه التي تتوضع داخل العظم حول منطقة الأنف على شكل فراغات مجوفة، تبطنها الخلايا التي تصنع المخاط للحد من جفاف الأنف أثناء التنفس. كما تعمل الجيوب الأنفية على ترطيب الهواء المستنشق وتسخينه، وتؤدي وظائف أخرى كتخفيف وزن الرأس ورفع صدى الكلام. لكن ماذا يحدث عند التهابها؟ وما هي أهم حبوب علاج حساسية الجيوب الأنفية؟
ما هي أعراض التهاب الجيوب الأنفية
يسبب تراكم السوائل داخل الجيوب الأنفية شعورًا بالألم الشديد أينما كان توضع هذه الجيوب. فهناك عدة أماكن للجيوب الأنفية ومنها:
- الجيوب الأنفية الفكية العلوية التي توجد في منطقة الخد المجاور للأنف.
- جيوب أنفية أمامية تحيط بتجويف الحاجب والعين.
- جيوب أنفية وتدية التي تتوضع في العظم الودي خلف الأنف بين العينين.
- الجيوب الغربالية في أعلى الأنف بين العينين.
ويعد الصداع الشديد والحمى من أهم الأعراض المرافقة لحساسية الجيوب الأنفية ناهيك عن ضعف التنفس والألم في الأذن أو الأسنان والفك وتجاويف العينين والحاجبين مع الشعور بالضغط والاحتقان والجفاف الشديد في المنطقة المصابة. وعند الالتهاب المزمن قد تترافق الأعراض مع تورم المنطقة المصابة لمدة قد تصل إلى ثلاثة أشهر.
تعرف على حبوب مضادات الهيستامين لمواجهة حساسية الجيوب الأنفية
إذا حصل أي تفاعل تحسسي في جسم الإنسان يفرز جهازه المناعي مادة الهيستامين بشكل طبيعي. وتعد مادة الهيستامين الكيميائية المسبب الرئيسي لظهور أعراض حساسية الجيب الأنفي.
كثيرًا ما تتوفر مضادات للهيستامين في الصيدليات على شكل حبوب فموية أو بخاخات أو قطرات. غالبًا ما تلعب مضادات الهيستامين دورًا في التخفيف من حدة الأعراض المزعجة فقط، بينما لا تمنع ظهورها في المستقبل. حيث تعمل الحبوب المضادة للهيستامين على تخفيف سيلان الأنف وأعراض الحساسية الأخرى كالحكة والدموع والتورم والصداع وغير ذلك. إلا أن هذه المضادات تمتاز بتأثيرات كبيرة على الجملة العصبية. فقد يشعر المصاب بالنعاس والتعب وفقدان السيطرة في عملية قيادة السيارة والأنشطة التي تتطلب التركيز. أما أنواع مضادات الهيستامين حسب تأثيرها على الجملة العصبية فهي:
- مضادات هيستامين تسبب النعاس
ديفينهيدرامين.
كلورفينيرامين.
- مضادات هيستامين غالبًا لا تسبب النعاس
سيتريزين (زيرتيك، زيرتيك أليرجي).
ديسلوراتادين (كلارينيكس).
فيكسوفينادين (أليجرا، أليجرا أليرجي)
ليفوستريزين (زيزال، زيزال أليرجي).
لوراتادين (ألافيرت، كلاريتين).
أنواع مضادات الهيستامين
يعد الجيل الأول والثاني من مضادات الهيستامين أكثر أدوية الحساسية رواجًا واستخدامًا.
الجيل الأول (مضاد هيستاميني قديم)
وهي غالبًا ما تشعر المريض بالنعاس بعد تناولها. كالكلورفينامين (Chlorphenamine) والهيدروكسيزين (Hydroxyzine)، والبروميثازين (Promethazine).
الجيل الثاني (مضاد هيستاميني حديث)
وهي لا تسبب النعاس كالسيتيريزين (Cetirizine) واللوراتيدين (Loratadine) والفيكسوفينادين (Fexofenadine).
مضادات هيستامين من الجيل الثالث
يمكن أن تحدث تأثيرًا قليلًا بالنعاس كحبوب ديسلوراتادين وفيكسوفينيادين.
كبسولات فيكسوفينيادين Fexofenadine أشهر خياراتك في أدوية الحساسية
أحد أشهر الأدوية المخففة لأعراض الحساسية الموسمية للأنف والحساسية الجلدية ليس له أي تأثير مثبط للجملة العصبية لكن عد إجراء العمليات الجراحية يجب إبلاغ طبيب التخدير عن أخذ هذا الدواء. ويوجد على هيئة حبوب. تعطي بجرعة 180 ملغ مرة واحدة يوميًا. حيث يبدأ تأثير المادة الفعالة بعد ساعة من تناول الدواء ويستمر التأثير لمدة 24 ساعة. لا ينصح بأخذ هذا الدواء من قبل الحامل أو المرضع. أما أهم أعراضه الجانبية فهي التعب والغثيان.
حبوب ديسلوراتادين لإزالة احتقان الجيوب الأنفية
تعد حبوب ديسلوراتادين مضادة للهيستامين مخففة لأعراض الحساسية كسيلان الأنف وإفراز دموع العين وحساسية الجلد. كثيرًا ما نجد هذه الحبوب في الصيدليات بأسماء تجارية كلورافاست أو أورديسكا أو aerius الذي يستخدم لعلاج حساسية الجيوب الأنفية والحساسية الناتجة عن الأدوية وحساسية بعض الأطعمة وحساسية حبوب اللقاح. كما لا تسبب هذه المادة النعاس. إلا أن أهم الأعراض الجانبية الناتجة عن هذه المادة هي التعب والأرق وعدم المقدرة على النوم الطبيعي. كما يمكن أن تسبب آلامًا معدنية وبطنية وارتفاعًا في الحرارة ونزيف في الأنف.
الكورتيكوستيرويدات لتخفيف أعراض الحساسية
تثبط حبوب الكورتيكوستيرويدات جميع الأعراض المرتبطة بالحساسية من انسداد في الأنف والعطاس. إلا أن استعمالها على المدى الطويل قد يحدث إعتامًا بعدسة العين وهشاشة في العظام وقرحات معدية وارتفاع سكر الدم. أما آثارها الأكثر خطورة فهي على الأطفال. حيث تسبب لهم تأخرًا في النمو. أما أهم أنواع هذه الحبوب:
- بريدنيزولون (بريلون).
- بريدنيزون (إنتينسول بريدنيزون، رايوس).
- ميثيل بريدنيزولون (ميدرول)
ما هي حبوب الحساسية المناسبة للحوامل
كثيرًا ما يوصي الأطباء بعضًا من أدوية الحساسية للحامل. لكن على الحامل أن تفكر جيدًا قبل أخذ أي دواء. حيث يمكنها تخفيف الأعراض بشكل طبيعي بدلًا من تعرضها هي وجنينها لتأثير المواد الكيميائية الضارة.
أما أهم حبوب الحساسية التي لا تترك آثارًا ضارة على الحامل فهي:
- كلورفينيرامين
من المعروف عن دواء كلورفينيرامين أنه لا يسبب تشوهاتٍ للجنين. إلا أنه لا ينصح بإعطائه دون استشارة الطبيب أبدًا. أما الجرعة التي يوصي بها الأطباء للبالغين فهي 4-24 ملغ يوميًا. وتبدأ فعالية الجرعة عادةً بعد ساعة من أخذها لتدوم لمدة تتراوح بين 6-8 ساعات.
يستخدم هذا الدواء لتخفيف أعراض حمى القش. إلا أنه من حبوب الحساسية المسببة للنعاس. وأكثر آثاره الجانبية شيوعًا فهي الغيبوبة أما أقلها ظهورًا فهي مشاكل هضمية ورعاش وجفاف بالفم. ويمكن أن نجده في الصيدلية باسم الليرجيل أو أناللرج.
- ديفينهيدرامين
أو ما يسمى تجاريًا سلتان، الذي يمتلك قدرة كبيرة على تخفيف أعراض الحساسية الصدرية كالسعال القوي. لذا يمكن أخذ قرص واحد منه مرة كل خمسة أيام عند المساء. ولم يجد العلم أي دليل على خطورة هذا الدواء على الحامل إلا انه يفضل أخذه بحذر شديد. أما الجرعة الاعتيادية للبالغين فهي 38-76 ملغ للجرعة بشرط ألا تتجاوز كمية الدواء في اليوم 456 ملغ.
- دايتندين
ويدعى تجاريًا فنستيل الذي يعد من أشهر الأدوية المخففة لأعراض الحساسية الأنفية والانفلونزا عند الأطفال والبالغين. كما يعد هذا الدواء آمنًا على الحوامل على ألا تزيد جرعته عن قرص واحد مساءً كل خمسة أيام.
- لوراتادين
ويدعى تجاريًا كلاريتين وألافيرت الذي يحد من أعراض الحساسية كسيلان الأنف والعطاس وإفرازات الدمع. يكون عادةً لوراتادين آمنًا على الحوامل بشرط ألا تزيد جرعته عن قرص واحد مساءً كل خمسة أيام.
ما هو العلاج المناعي لمسببات الحساسية
إجراء طبي حديث لعلاج مشكلة الحساسية من جذورها. حيث يتم ضبطه بمدة محددة ويطبق بالتعرض الإضافي لمسببات الحساسية بشكل تدريجي وخاصة ما يصعب تجنبه في الحياة اليومية كحبوب اللقاح أو سم الحشرات أو عث غبار المنزل لكي يتم تعويد جهاز المناعة في جسم المصاب على هذه المسببات. يقوم الطبيب المختص في بداية العلاج المناعي بإجراء اختبار الحساسية للمريض لمعرفة مدى ردة فعل جسم المريض للحساسية بدقة.
وتعتمد طريقة العلاج المناعي على حقن مستخلص إحدى مواد الحساسية داخل النسيج الدهني للعضد. ومن ثم زيادة هذه الجرعة تدريجيًا.
من أهم إيجابيات العلاج المناعي الحد من ظاهرة استخدام الأدوية الكيميائية التي قد تسبب أضرارًا على المدى البعيد. بالإضافة إلى تخفيف أعراض الحساسية حتى الحد الأدنى. كما يمنع تدهور الحالة وتطورها كالإصابة بالربو القصبي خاصةً إذا تم تطبيقه بشكل مبكر على المريض.
إلا أن أهم سلبيات العلاج المناعي طول المدة اللازمة للعلاج، حيث يمكن أن تستمر مدة العلاج لثلاث سنوات. واختلاف الاستجابة للعلاج من مريض لآخر. بالإضافة إلى ظهور بعض الأعراض الجانبية كالحكة والتورم في مكان الحقن أو الحمى القراصية أو الربو. وفي حال لم يبد جسم الملايض أية استجابات تحسسية للعلاج المناعي يتم تزويده بالكمية الكلية اللازمة مرة واحدة شهريًا.
أما الطريقة الثانية في العلاج المناعي فهي العلاج المناعي أسفل اللسان عن طريق وضع قرص قابل للمص يحوي على عث الغبار أو مستخلص لحبوب اللقاح والتي عادة ما يتم تركيبها من العديد من الأعشاب كعشب الرجيد القصيرة أو الأوركيد أو الجاودار المعمر أو كنتاكي الأزرق (أورالير).
ويبقى تجنب التدخين والابتعاد عن الأماكن الملوثة بدخان السجائر أو الهواء الملوث بدخان السيارات مع الحفاظ على رطوبة الجو في المنزل وممارسة الرياضة الخفيفة واستشارة الطبيب بشكل دوري من أهم النصائح التي نقدمها للمصابين بحساسية الجيوب الأنفية. وتبقى الوقايةُ خيرًا من قنطار علاج.