جوزيف هايدن Joseph Haydn الموسيقار النمساوي والملحن العبقري. أب السمفونية وأب الرباعية الوترية. صديق موزارت وأحد معلمي بيتهوفين. صاحب لقب بابا نظرًا لشخصيته الهادئة والسخية والأبوية. أحد أبرز الموسيقيين في التاريخ وأكثرهم تأثيرُا على الفن والموسيقا في قارة أوروبا والعالم.
يتساءل الكثيرين عنه من هو؟ وما هي أهم إنجازاته؟ من خلال هذا المقال على منصة كيف يمكنك التعرف على السيرة الذاتية لجوزيف هايدن Joseph Haydn والكثير من المعلومات المهمة الأخرى حول هذه الشخصية. لذلك إذا كنت من هواة الموسيقى وتحديدًا الموسيقى الكلاسيكية تابع معنا حتى النهاية عزيزي القارئ.
من هو جوزيف هايدن Joseph Haydn
جوزيف هايدن موسيقار نمساوي عاش في القرن الثامن عشر. وكان له أثر كبير في تطوير موسيقى الفرق الصغيرة. ويلقب ب “أب السيمفونية” و”أب الرباعية الوترية” كاعتراف بمكانته الموسيقية وتأثيره الكبير على الموسيقى العالمية. أظهر مهارات موسيقية منذ الطفولة وتميز بصوت جميل فغنى في جوقة خلال طفولته.
ومع مرور الوقت كبر جوزيف هايدن ليصبح عازف ومغني ذو موهبة كبيرة. وقد طور هايدن هذه الموهبة بنفسه وذلك من خلال دراسة أعمال الملحنين البارزين في ذلك الوقت أمثال كارل فيليب وإيمانويل باخ. إذ لم يتلقى هايدن أي تعليم موسيقي أكاديمي ولم يحصل على أي تدريب في النظرية الموسيقية.
يمكنك أيضًا مشاهدة: من هو حنا مينا HANNA MINA السيرة الذاتية من هنا
بدايات هايدن Joseph Haydn
ولد فرانز جوزيف هايدن في الحادي والثلاثين من شهر آذار عام 1732 في روهراو بجنوب النمسا. لعائلة تعشق الموسيقى فوالده ماتياس هايدن كان موسيقيًا هاويًا يحب الموسيقى وكان يعزف على القيثارة. أما والدته فهي ماريا والتي كانت تعمل كطباخة وذلك قبل الزواج من ماتياس.
بدأ هايدن إظهار مواهبه الفنية في سن مبكرة للغاية. إذ كان يردد الأغاني وراء والده كما أنه استطاع تقليد حركات العزف على القيثارة. الأمر الذي دفع والديه إلى إرساله في سن الخامسة للعيش مع قريب العائلة والذي هو يوهان فرانخ. الذي كان يعمل كمدير مدرسة في هاينبورغ. وتعهد بتعليم جوزيف هايدن الموسيقى.
تعلم هايدن العزف على الكثير من الآلات الموسيقية المتنوعة ليصل إلى مستوى أولي جيد. ولقد أثارت موهبته المتميزة المدير الموسيقي لكاتدرائية سانت ستيفن في فيينا جورج فون ريوتر ليدعوه للعمل كمغني في هذه الكاتدرائية والتي كانت تعد الأشهر في ذلك الوقت.
وفي عام 1970 قرر هايدن الانتقال إلى فينا ليتابع في جوقة المدرسة مدة تسع سنوات اكتسب خلالها الكثير من الخبرات العملية التي ساعدته في مسيرته المهنية. لكن ومع تقدم هايدن في العمر ووصوله إلى سن البلوغ تغير صوته ولم يعد قادرًا على غناء الطبقات العالية من الكورال الأمر الذي أدى إلى فصله من الجوقة.
يمكنك أيضًا مشاهدة: توماس كارليل THOMAS CARLYLE سيرته الذاتية من هنا
الحياة الشخصية لجوزيف هايدن Joseph Haydn
على صعيد الحياة الشخصية لم تتسم حياة جوزيف هايدن بالبساطة بل كانت بالغة التعقيد حيث أنه تزوج من ماريا آنا كيلر في عام 1760 ولم يتسم هذا الزواج بالسعادة وكذلك عرف عن كلا الزوجين باتخاذهم عشاق لهما. كما عرف عنه علاقته طويلة الأمد مع لويجيا بولزيلي، وهي مغنية سوبرانو إيطالية شابة كانت تعمل لدى الأمير.
أما عن شخصية جوزيف هايدن فقد كان مرحًا للغاية ويقوم بإلقاء الكثير من النكات الموسيقية. وكذلك كان كثير السخاء والهدوء فقد كانت شخصيته أقرب إلى الشخصية الأبوية الأمر الذي أعطاه لقب “بابا”. ولقد كان أقرب أصدقائه هو الموسيقي العظيم موزارت.
يمكنك أيضًا مشاهدة: مورغان فريمان MORGAN FREEMAN سيرته الذاتية من هنا
الحياة المهنية لهايدن Joseph Haydn
بعد تعرضه للطرد من الجوقة أصبح جوزيف هايدن عاطلًا عن العمل. الأمر الذي دفعه إلى النضال في هذه الحياة لتأمين لقمة العيش وتأسيس نفسه. إذ قام بالكثير من الأعمال بما في ذلك مدرس موسيقي وأصبح يعزف في الشارع. لكن وفي عام 1752 جذب هايدن اهتمام الملحن الإيطالي نيكولا بوربورا الذي منح هايدن وظيفة عازف مرافق.
ومع الوقت ازدادت مهارات جوزيف هايدن الموسيقية وبدأ في كتابة المقطوعات الموسيقية ليكتب أول مؤلفاته لأوبرالية Der krumme Teufel أو الشيطان الأعرج وذلك في عام 1753 والتي لاقت شهرًة واسعًة. لينطلق بعدها في مجال تأليف الموسيقى ويصل إلى مكانة كبيرة في هذا المجال. إذ تسلم منصب مدير وملحن الفرق الصغيرة للكونت البوهيمي فرديناند ماكسيميليان فون مورزين، وذلك في عام 1758. ليصبح مسؤولًا عن أوركسترا تضم حوالي 16 موسيقيًا.
استمر في عمله السابق مدة ثلاث سنوات متتالية. ليتلقى بعدها عرض من لأمير بول أنطون في 1761 ليصبح وبشكل رسمي نائب قائد الأوركسترا الموسيقية. وفي عام 1766 توفي قائد الأوركسترا الأمر الذي دفع جوزيف هايدن لتسلم هذا المنصب. ولقد استمر في هذا العمل لمدة تجاوزت الثلاث عقود.
يمكنك أيضًا مشاهدة: فولتير VOLTAIRE سيرته الذاتية من هنا
إنجازات جوزيف هايدن Joseph Haydn
هايدن لم يقف عند حدود وظيفته في البلاط إذ قام بتأليف السمفونيات والرباعيات الوترية وكذلك موسيقا الفرق الصغيرة. وأثناء عمله مع الأمير سافر كثيرًا إلى مدينة فيينا وأثناء إحدى رحلاته التقى فولفغانغ أماديوس موزارت لتتطور فيما بينهما صداقة كبير مع مرور الوقت. في عام 1791 ذهب جوزيف هايدن إلى بريطانية ليقضي فترة ليست بالقصيرة في لندن ولقد تعرف هنالك بالكثير من الموسيقيين العظماء في ذلك الوقت الذين قدموا له الكثير من الاحترام والتقدير.
ومع مرور السنوات قدم هايدن مجموعة كبيرة جدًا من المؤلفات الرائعة فلقد كان أحد أكثر الموسيقيين تأليفًا في عصره حيث ألف ما يقارب 104 سيمفونية، 32 ثلاثية بيانو موسيقية، 62 لحن سوناتا بيانو، وأكثر من 90 وترية رباعية. لكن أشهر مؤلفات جوزيف هايدن كانت رباعية وترية بعنوان Emperor Quartet. ولقد تحولت هذه الرباعية لتصبح النشيد الوطني النمساوي ثم النشيد الوطني الألماني.
وفاة هايدن Joseph Haydn
قضى هايدن سنواته الأخيرة كمؤلف عظيم وموسيقي عبقري. لذلك اتسمت المرحلة الأخيرة من حياته بالثراء المادي. إذ كان يمتلك مجموعة كبيرة من الخدام الذين كانوا يهتمون به بشكل جيد جدًا. وذلك إلى حين وفاته في الحادي والثلاثين من مايو عام 1809 وهو يبلغ 77 من العمر.
بناءً على ما تقدم سابقًا نستنتج المكانة الموسيقية الكبيرة التي تمتع بها جوزيف هايدن Joseph Haydn وكذلك نستنتج تأثير هايدن على الموسيقة الكلاسيكية النمساوية خصوصًا والعالمية عمومًا. وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال نرجو أن نكون قدمنا المعلومات بشكل كافي ومبسط.