جراحة القلب المفتوح كم ساعة وما هي نسبة النجاح سؤال يتردد على أذهان الكثيرين. حيث يلجأ الأطباء إلى عمليات القلب المفتوح، عندما يصل المريض لحالة مستعصية. ولم يعد المريض يستجيب للعلاج بالأدوية، عندها تكون نسبة إنسداد الشرايين كبيرة وربما مغلقة بشكل تام. وذلك بسبب تراكم الشحوم، فمن الضروري إجراء عمل جراحي مهم ودقيق؛ لإنقاذ حياة المريض. وعلى الرغم من صعوبتها، إلا أن الأطباء استطاعوا القيام بها وبنسب نجاح عالية. لذا سنشرح في هذا المقال كل ما يخص إجراء جراحة القلب المفتوح، ونقدم إجابات عن الأسئلة المتكررة. ما هي عملية القلب المفتوح؟ وما أسباب إجراءها للكبار وللأطفال؟ بالإضافة إلى أهمية جراحة القلب المفتوح كم ساعة وما هي نسبة النجاح؟ متطرقين إلى خطورتها كعملية دقيقة في القلب. وكيف تتم التهيئة والاستعداد للعملية؟ مع نصائح مقدمة من الطبيب للمريض.
جراحة القلب المفتوح كم ساعة وما هي نسبة النجاح
يؤكد الأطباء أن نسبة نجاح العملية كبيرة جدًا، فهي تتراوح ما بين ٩٥% و ٩٧%. كما وأكدوا على أن نسبة نجاح كل عملية تختلف عن الأخرى. ولكنها عالية بكل أنواعها فنسبة نجاح العملية الخاصة للصمامات ٩٧ %، أما الخاصة بالشرايين التاجية فهي ٩٥ %. ولكن هناك عدة عوامل تلعب دورًا هامًا من ناحية نجاحها، أهمها عمر المريض وإن كان صاحب أمراض مزمنة.
أما الوقت اللازم لإجراء عملية القلب المفتوح، يعتبر طويلًا نسبيًا. فقد تمتد من أربع ساعات إلى ثماني ساعات، وذلك حسب الحاجة. ويمكن ضم الوقت اللازم للتحضير إلى هذه المدة. أما إن كانت الغاية من العملية زراعة القلب، فقد يبقى المريض تحت العملية عشر ساعات.
ما هي جراحة القلب المفتوح
هي عملية تتم بمنتهى الدقة، وذلك بفتح الصدر والوصول إلى عضلة القلب لتصحيح خطأ في الأوردة أو الشرايين وصمامات القلب. وهي عميلة خطيرة جدًا حيث يتم إيقاف القلب بشكل مؤقت، و بتقنية جديدة تدعى المجازة. والمجازة هي تقنية متطورة تقوم بأداء دور القلب والرئتين، أثناء إجراء عملية القلب المفتوح. وذلك من خلال تأمين إيصال الدم والأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، وتخلصيهم من ثاني أكسيد الكربون. والطبيب المسؤول عن هذا هو طبيب تروية.
أسباب إجراء جراحة القلب المفتوح للكبار والصغار
تعد عمليات القلب المفتوح من أهم وأدق العمليات التي قد تنقذ حياة المريض. فما هي أسباب إجراء عملية القلب المفتوح:
- انسداد الشرايين أو التصلب العصيدي: حيث تتراكم الشحوم والكوليسترول على جدران الشرايين. وذلك بسبب تناول الأغذية غير الصحية والتدخين، وتزداد بالتراكم مع مرور الوقت مسببةً انسداد بالشرايين. حيث يمكن علاجها بواسطة قسطرة القلب، وهي عبارة عن أنبوب يتم إدخاله داخل الشريان ليتم توسيعه وفتحه. ولكن في حال إصابة المريض بانسداد عدة شرايين، ولم تعد القسطرة مفيدة أو ناجحة يقرر الأطباء إجراء عملية القلب المفتوح.
- تبديل الصمامات: يضم القلب أربعة صمامات، وظيفتها المحافظة على جريان الدم باتجاه سليم. ولكن عند إصابة خلل في إحدى هذه الصمامات، بسبب انسداد واحد أو أكثر منها. والتي تعد صلة وصل بين الأذينين والبطينين. أو قد تصاب هذه الصمامات بالارتخاء والتلف، مما يضطر الطبيب لإجراء عملية القلب المفتوح؛ وذلك لتبديل الصمامات وإنقاذ حياة المريض.
- يستخدم لإعادة انتظام ضربات القلب جهاز، يتم وضعه في القلب ويعرف (بالبطارية).
- إجراء عملية نقل قلب لإنقاذ حياة المريض في حال وجود متبرع وبموافقة ذويه.
- وجود تشوه خلقيّ تنجز هذه العملية لتصحيح هذا العيب الخلقي.
أسباب إجراء جراحة القلب المفتوح للأطفال
قد يتم إجراء هذه العملية للشبّان والأطفال، أما عن أسباب إجراءها للأطفال، فهي في الغالب نتاج تشوه خلقي. كأن يكون هناك ثقب بين البطين الأيمن والبطين الأيسر، أو يكون هذا الثقب بين الأذين الأيمن والأذين الأيسر. وهنا يتدخل الطبيب لإجراء العملية بأسرع وقت.
أهمية إجراء جراحة القلب المفتوح
لإجراء عملية القلب المفتوح أهمية كبيرة كون القلب عضو مهم، تتوقف عليه استمرار الحياة أو الموت. وتتمثل هذه الأهمية بما يلي:
- إعادة عمل عضلة القلب التي توقفت عن ضخ الدم، وإيصاله إلى باقي أنحاء الجسم.
- صيانة الشريان التاجي مجددًا، والذي يعتبر شريانًا أساسيًا يعتمد عليه القلب لتغذيته بالدم واللازم لاستمرار عمل الدورة الدموية.
- علاج نقص التروية التي تصيب الشرايين؛ بسبب التصلب الذي تعرضت له.
- تحسين تدفق الدم إلى القلب، حيث لا يصله الدم بشكل كامل أو جزئي. أي عندما يصبح الشريان التاجي ضيقًا للغاية، وهنا تكمن أهمية عملية المجازة cabg وهي الأكثر شهرة.
خطورة إجراء جراحة القلب المفتوح
أثبت أطباء القلب نجاح هذه العملية ولكن هناك خطورة، حيث تتراوح الخطورة مابين شديدة ومتوسطة وخفيفة. ونذكر منها:
- انتقال الجراثيم والبكتريا القاتلة إلى جسم المريض، حيث تتنقل العدوى للمريض عن طريق الشق الذي تم فتحته في الصدر.
- احتمال إصابة المريض بالنوبة القلبية أثناء إجراء عملية القلب المفتوح.
- إصابة المريض بالخوف الشديد والارتباك، كما يمكن أن يصل لحالة من النسيان المؤقت.
- ازدياد أو نقصان في عدد دقات القلب.
- القصور الكلوي أو الكبدي أو رئوي.
- تخثر الدم حيث من الممكن أن يصاب المريض بجلطات دموية.
- يفقد المريض كمية كبيرة من الدم فمن الممكن أن يحتاج المريض لنقل دم أثناء إجراء العملية.
- إصابة المريض بآلام صدرية شديدة، مترافقة بانخفاض بدرجة الحرارة اثناء إجراء عملية القلب المفتوح.
- ضيق التنفس.
- حساسية المريض للمادة المخدرة.
- تمزق بالأوعية.
- الجلطات الدماغية.
- معاناة المريض من الأمراض المزمنة، مثل: ضغط الدم، والسكري.
- التقدم في العمر فإذا كان عمر المريض أكثر من ٧٠ عامًا ستزداد نسبة خطورة العملية.
التهيئة والاستعداد لإجراء عملية القلب المفتوح
يبدأ التحضير للعملية قبل ١٤ يوم من بدء العملية، برفع معنويات المريض. وتكون الاحتياطات قبل إجراء هذه العملية كالآتي:
- الأدوية التي يتناولها المريض سواء أكانت تخص أمراض مزمنة أم أدوية عادية، مثل الفيتامينات أو المتممات الغذائية. وحتى لو كان الدواء عبارة عن اعشاب طبيعية.
- إصابة المريض بأمراض حتى ولو كانت بسيطة مثل الرشح.
- إدمان المريض على تناول الكحول والتدخين.
كذلك يجب على الطبيب أن يعطي المريض بعض التعليمات ومنها:
- امتناع المريض من تناول أي أدوية تسبب تميع الدم، مثل: الأسبرين والبروفين.
- امتناع المريض عن التدخين وشرب الخمر.
- التوقف عن الطعام والشراب قبل يوم واحد من موعد العملية، وقبل الساعة الثانية عشرة.
- الإغتسال بصابون معقم حتى يتم القضاء على الجراثيم، والموجودة فوق سطح جلده ومنعًا لانتقال العدوى.
- إجراء بعض التحاليل المخبرية.
- فحص القلب ومعاينته.
- تركيب قسطرة وردية لإمداد الجسم بالسوائل اللازمة.
مراحل إتمام عملية القلب المقتوح
يجب أن تتم العملية بعناية فائقة، وبمراحل كالآتي:
- تخدير المريض تخديرًا كليًا.
- فتح ثقب طولي على مسافة ٢٥ سم بدءًا من أسفل الصدر ومنتصفه. حيث تظهر عضلة القلب بشكل واضح للطبيب الذي يجري العملية.
- يقوم الجراح بوصل جسم المريض بجهاز المجازة القلبية الرئوية، فهذا الجهاز يعمل على إبعاد الدم عن القلب لتسهيل إجراء العملية.
- الاستعانة بشريان دموي معافى، حيث يفتح طريق لتسرب الدم من طريق آخر غير طريق الشريان المسدود.
- إعادة عظام القفص الصدري إلى سابق عهدها، وإغلاق الثقب المفتوح بالخياطة الجراحية.
ما بعد إجراء عملية القلب المفتوح
يستيقظ المريض بعد زوال أثر المخدر من جسمه، فيجد نفسه مقيّد بعدة انابيب منها:
- أنبوب بولي لتصريف البول من المثانة.
- أنابيب صدرية تعمل على تصريف السوائل من الصدر.
- أنبوب وريدي يمد الجسم بالغذاء والفيتامينات المناسبة.
- اتصال المريض بجهاز فحص ومراقبة القلب.
- من المفروض أن يبقى المريض في غرفة العناية المشددة لتلقى العلاج اللازم والضروري. وذلك لمدة ٢٤ ساعة بعد الانتهاء من العملية، ثم ينقل إلى غرفة عادية لمدة أسبوع.
الشفاء من عملية القلب المفتوح
بعد عودة المريض إلى البيت، عليه أن يستكمل العلاج بكل اهتمام. وذلك حرصًا على عدم حصول أي مضاعفات. بالإضافة إلى مرعاة تنظيف وتعقيم الجرح وبأيدي معقمة. وعند الإحساس بأن الجرح يتماثل للشفاء يمكن للمريض الاغتسال. ولكن بشرط أن تكون فترة الاستحمام قصيرة، واستعمال مياه دافئة مع الابتعاد عن منطقة الجرح قدر المستطاع.
فترة النقاهة بعد عملية القلب المفتوح
بعد التأكد من أن الجرح قد شفي ولم تظهر عليه آثار احمرار أو تورم، ودرجة حرارة المريض مستقرة. يبدأ هنا دور الراحة مراعيًا الآتي:
- السيطرة على الألم بتناول المسكنات الازمة في الوقت المناسب.
- أخذ قسط من الراحة والنوم بشكل مريح ولمدة كافية.
- الابتعاد عن شرب الشاي والقهوة خاصة قبل النوم.
في النهاية نكون قد قدمنا لكم كل ما يخص عمليات القلب المفتوح. بالإضافة إلى شرح دقيق ووافي لمعرفة ما هي؟ منوهين إلى أسباب إجراء العملية، وكذلك إلى أهمية اجرائها.