جدوى زراعة الزيتون المكثف ومدى ربحيته للمستثمر المحلى والأجنبي

كثرت المقالات والأخبار المتداولة عن جدوى زراعة الزيتون المكثف ومدى ربحيته للمستثمر المحلى والأجنبي. ومخاوف الفلاحين من اعتماد هذا الصنف الجديد من أشجار الزيتون. لذلك قررنا في هذا المقال أن نتحدث بشكل مفصل عن أشجار الزيتون المكثف، واختلافه عن الأنواع الأخرى. وبل سنتطرق أيضًا بالحديث عن طرق زراعته، ونوع الأراضي الزراعية التي تناسبه، والمناخ الملائم له. فأشجار الزيتون هي مصدر استثماري ممتاز. يعود بفوائد اقتصادية على الفرد والدولة التي يزرع في أراضيها. كما له فوائد صحية بسبب غنى المواد المستخرجة منه بالمواد المغذية، ومضادات الأكسدة. وكذلك له فوائد بيئية مهمة. لذا لنبدأ هذا المقال في التعرف على أشجار الزيتون المكثف والجدوى الاقتصادية منه.

تعرّف أيضًا: زراعة الزيتون في الرياض وصحراء الشمال.

جدوى زراعة الزيتون المكثف

بسبب الأهمية الاقتصادية للزيتون والمواد المستخرجة منه، تقوم العديد من الدول بالتوجه إلى زيادة الأراضي الزراعية المزروعة بأشجار الزيتون، وخاصةً أشجار الزيتون المكثف. لما له من ميزات تجعلنا نفضله عن غيره من الأنواع الأخرى. وذلك من حيث انخفاض سعر تكلفة قطفه وفرزه واستخراج الزيوت منه، وعدد الأشجار الكبير الذي يمكن زراعته مقارنةً مع أشجار الزيتون التقليدي، وذلك في الهكتار الواحد من الأراضي المستثمرة. حيث يمكن زراعة حوالي 1600 شجرة زيتون مكثف مقابل 200 شجرة زيتون تقليدي في الهكتار الواجد. وبالتالي نكون قد قمنا باستغلال المساحات بشكل كبير، وسهلنا من عملية الحصاد له، وحصلنا على كمية أضخم من الإنتاج، وبالتالي تصدير أكبر للمادة، ومنفعة اقتصادية أكبر على الفرد، وعلى اقتصاد الدولة أيضًا.

كما تختلف جدوى زراعة الزيتون المكثف باختلاف ميزاته وأماكن زراعته ونوع الأشجار المستخدمة. حيث إن طريقة الزراعة المكثفة تقلل من كمية المياه المستخدمة في الري والتي تقدر بحوالي 30 لترًا في فصل الصيف، على عكس شجرة الزيتون التقليدية التي تحتاج إلى كمية مضاعفة، والتي تقدر بحوالي 80 لترًا. كما يمكن الاستفادة المثلى من مساحة الأرض المزروعة بأشجار الزيتون المكثف التي تصل إلى أربعة أمتار بين كل شجرة وشجرة، بينما في الأشجار التقليدية تصل إلى حوالي سبعة أمتار بين كل شجرة وأخرى. ونتيجة لذلك يرتفع  مستوى الإنتاج، ونحصل على كميات تعادل أضعاف الذي كنا نحصل عليه من زراعة أشجار الزيتون التقليدي. وبسبب قلة العاملين في مجال الحصاد والزراعة.وارتفاع أجورهم. تم استبدالهم بالحصاد الآلي مما أدى إلى تخفيض تكلفة الحصاد والوقت اللازم لإنهاء العمل.

شاهد أيضًا: فوائد زيت الزيتون.

مزارع أشجار الزيتون المكثف

إن مزارع أشجار الزيتون المكثف من أكثر الاستثمارات سهولة وبساطة. لكن دون أن نهمل طبيعة الأرض والمناخ الملائم، وتهيئة الظروف المناسبة لإنشاء هكذا مشروع. فهي مشاريع ذات أرباح متوسطة إلى بعيدة المدى. تتطلب منا بعض الصبر. حيث بدأت زراعة الزيتون المكثف في أواخر القرن 90 من العام الحالي. وذلك في كل من إسبانيا وإيطاليا، ثم انتشرت منها إلى كل من أميركا، واليونان، وتونس أيضًا، ومنها إلى باقي الدول العربية والغربية المهتمة بزراعة الزيتون المكثف، وخاصة دول حوض البحر المتوسط.

الطريقة الصحيحة لزراعة الزيتون المكثف

تتضمن زراعة الزيتون المكثف بشكل صحيح الخطوات التالية:

  1. نجهز حفرًا في التربة بعمق متر واحد، ونضيف لها السماد بكميات مناسبة.
  2. نروي الحفر بشكل غزير.
  3. وبعد يومين نضع شتلات أشجار الزيتون المكثف في الحفر، ثم نعيد سقايتها من جديد.
  4. نتأكد من طمرها بشكل صحيح، وتجنب دخول الهواء إلى الحفر لنضمن نموها بشكل صحيح.

مدى ربحية زراعة الزيتون المكثف على المستثمر المحلي

إن زراعة أشجار الزيتون المكثف من الاستثمارات التجارية المربحة. فهو لا يتطلب معدات غالية الثمن أو موادًا كثيرة أو وقتًا طويلًا للاعتناء فيه. وبالمقابل فهو يقدم لنا أكثر من مجال لنستفيد منه. على سبيل المثال يمكن استخراج الزيوت منها وبيعها أو تصديرها للدول الأخرى أو قد نقوم بتحويلها إلى سمن نباتي. وإنشاء مصانع متخصصة بتغليفها وتعبئتها واستخراجها وتصنيعها. وفي مجال آخر يمكننا الاستفادة من ثمار الزيتون في صناعة مواد التجميل المختلفة للبشرة أو الشعر أو أن ندخلها في صناعة أدوية معينة تحتاجه في تركيبها. أو كمثال آخر يمكننا صناعة صابون زيت الزيتون المشهور عالميًا بفوائده وقيمته الكبيرة في معالجة كل مشاكل البشرة وباعتباره منتجًا طبيعيًا مئة في المئة. وبذلك نكون قد علمنا كيف نستطيع أن نربح من استثمارنا بزراعة الزيتون المكثف. الذي يساهم في رفع دخل الفرد وتحسين مستوى معيشته. وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز السوق المحلية.

شاهد أيضًا: دراسة جدوى كوفي شوب كافيه في السعودية.

مدى ربحية زراعة الزيتون المكثف على المستثمر الأجنبي

سنتكلم في هذه الفقرة عن أهمية تشجيع هذه الزراعات الحديثة مثل زراعة الزيتون المكثف بالنسبة للمستثمر الأجنبي. فعند نجاح هذه المشاريع يتسابق المستثمرون لبناء مصانع لحصاد هذه المواسم، والاستفادة منها بكل الطرق، ومن ثم تصديرها وتحقيق أرباح هائلة منها أو من خلال تقديم عروض لآلات الحصاد والأدوات الأخرى المستخدمة في تسهيل عملية الزراعة والفلاحة. وبالتالي تحقيق مكسب كبير منها من خلال بيعها أو صيانتها.  وقد يلجأ بعض المستثمرين إلى بيع الشتلات الزراعية المحسنة إلى الدول الفقيرة بها، وبالتالي تحقيق أرباح منها. وغيرها الكثير من الطرق الفعالة والتي تحسن من اقتصاد الدولة المصدّرة وتعود عليه بجدوى اقتصادية وميزان تجاري رابح.

قد يهمك أيضًا: تعلم خطوات النجاح في التجارة.

في ختام المقال، نكون قد لخصنا أكثر الأفكار أهمية عن جدوى زراعة الزيتون المكثف ومدى ربحيته للمستثمر المحلى والأجنبي، وأعطينا فكرة عامة عن مزارع أشجار الزيتون المكثف وطريقة زراعته بشكل صحيح ومختصر. مما يكون فكرة واضحة حول هذا المشروع في حال وجود فكرة للاستثمار فيه.

Scroll to Top