تجربتي مع العلاج الإشعاعي

تجربتي مع العلاج الإشعاعي ما سأشارككم فيه اليوم عبر موقع كيف. إذ يعد العلاج الإشعاعي من أهم الخطوات العلاجية لكثيرٍ من الأمراض. كما تختلف مدته من حالةٍ لأخرى. وبُنيت فكرته على الفيزياء الطبية حيث صنعت أماكن مجهزة.

ولا تكفي الأماكن المجهزة وحدها كما تعلمون بدون فريقٍ ذي خبرةٍ واسعةٍ لتجنب الأضرار الناتجة عنه حال استخدامه على جسم الإنسان من أجل إجراء الفحوصات إذ إنه أدق من الأشعة السينية. وعلى اعتبار أننا في عصرٍ تنتشر فيه الأمراض وتتطور. فقد كان وصول هذا العلاج منقذًا للكثير من الحالات وخاصةً لمرضى السرطان. حيث أصبح السرطان مرض العصر. رغم اختلاف نوعه ومدى حدّته.

تجربتي مع العلاج الإشعاعي

بدأت قصتي قبل فترةٍ تقارب الثلاثة أعوام. كنت أتمتع بصحةٍ جيدةٍ بفضل الله، ولم أعاني حينها من أيّ شيء، وفجأةً بدأ يعتريني بعض الأعراضِ الغريبة. كما أنني شاهدت تكتلاتٍ في الثدي لدي، بالإضافة إلى ظهور اختلافٍ واضحٍ وجليٍ في حجم الثديين. لم أكن مرضعةً ولا حاملًا في تلك المرحلة. أثار هذا قلقي وحيرتي، لذا فكرت مليًا في طرقٍ من شأنها أن تخلصني من تلك الأعراض.

اعتقدت في البداية أنّ هذا نتيجة طريقة نومٍ خاطئة. وقلت في نفسي أو لعلها عدم اتباع نظام غذائي سليم. واستمريت فترةً طويلةً في تناول الغذاء الصحي كما اقتنيت حمالات صدرٍ مناسبة، لكن لم يتغير أي شيء. وهنا رأيت أنه لا بدّ لي من استشارة الطبيب. قصدت عيادته المجاورة لفحص حالتي كما قررت اتباع خطواتٍ علاجيةٍ ثابتةٍ. وبعد أن فحصني الطبيب طلب مني إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الأخرى.

في حقيقة الأمر قلقت للغاية من نظرات الطبيب. حينها أخبرني أنني أعاني من سرطان الثدي. وأن عليَّ الخضوع للعلاج الإشعاعي. وبدأت بالفعل في خوض تجربتي مع العلاج الإشعاعي، مترافقًا مع مجموعةٍ من أنواع العلاج الأخرى.

وبفضل الله تعالى شفيت مما كنت أعانيه، وأنا أنصح كل من يعاني من أعراضٍ ولو كانت بسيطة للغاية ألا يهمل الاستشارة الطبية. فكلما اكتشف الطبيب المشكلة مبكرًا، كلّما كان هذا مفيدًا وأسرع في العلاج.

اقرأ أيضًا: اضرار اشعة الرنين المغناطيسي

ما هو العلاجُ الإشعاعيّ

اتضح عن طريق تجربتي مع العلاج الإشعاعي أنه من أنواع العلاج غير المؤلمة. حيث إنه يعالج الكثير من الأورام السرطانية كما يمكن دمج العلاج الكيميائي معه. وإليكم نبذة عن ذلك:

يعد العلاج الإشعاعي علاجًا أساسيًا لمرضى السرطان، حيث أنّه مكمل لأنواعِ العلاج السرطاني، ولا يقتصر عليه فقط.
يتعامل العلاجُ الإشعاعي مع الأورامِ الخبيثة والحميدة على حدٍ سواء، حيث يتطورُ ليناسب كافة الحالات.
كما تختلف مدةُ العلاج تبعًا لنوع المرض وتطور حالته الصحية، حيث وعلى سبيل المثال فإن مريض سرطان البروستاتا يحتاج لمزيدٍ من الجلسات قد تتراوح المدّة من أسابيع إلى 3 شهور. أما مريض سرطان الثدي فقد يحتاج إلى شهر ونصف فأكثر، ويحتاج سرطان الرئة إلى 6 أسابيع.
يكون العلاج الإشعاعي تبعًا للحالة العامة لخلايا المريض إضافةً إلى التاريخ المرضي والقدرة البدنية.

اقرأ أيضًا: التصوير المقطعي المحوسب

أنواع العلاج الإشعاعي

أخبرني الطبيب بعد تجربتي في التصوير الإشعاعي عن وجود نوعين من العلاج الإشعاعي، وقد حرصت على اطلاعكم عليهما لتكونوا على دراية تامةٍ بالأمر:

العلاج الإشعاعي الموضعي

تزرع البذور الإشعاعية عن طريق العلاج الإشعاعي الموضعي بحسب الأماكن التي يتضح فيها وجود الورم، حيث أنها تقضي على بؤر الخلايا السرطانية الموجودة في جسم المريض.

العلاج الإشعاعي الخارجي

يعتمد العلاج الإشعاعي الخارجي على التصميم الفردي بحسب كل حالة مرضية. إذ إنه يحدد كيفيةَ تداخل الحزمةِ الإشعاعية التي تقضي على البؤر التي يظهر فيها الورم، وقد سُمي هذا العلاج بالعلاج الإشعاعي ثلاثي الأبعاد وأطلق عليه أيضًا المعدل. ويرجع السبب وراء ذلك إلى آلية عمل هذا الإشعاع بإتباعه لطريقةٍ فريدة تناسب كافة الأورام السرطانية الحميدة والخبيثة، كما أنه يُستخدم بكثرةٍ مع الأنواع المتأخرة.

متى يحدد الطبيب العلاج بالإشعاع

أثناء تجربتي مع العلاج الإشعاعي يمكن القول إنّ الطبيب هو الذي يحول الحالة إلى العلاج الإشعاعي في علاج السرطان، حيث يكون العلاج بديلًا عن العلاج الكيميائي والتدخل الجراحيّ. ولكن يجب التنويه أنه في بعض الحالات لا يجدي نفعًا معها إلا استخدام العلاجات السابقة.

وينظر الطبيبُ في حالة الورم ما بعد التدخل الإشعاعي: هل تقلص الورم في جسم المريض؟ وما نسبةُ تعرض الخلايا السرطانية للدمار؟ وعلى هذا المنوال يكرر الطبيب العلاج الإشعاعي للمريض حتى تكون جميع الخلايا سليمةً، وتدمر الخلايا السرطانية والضعيفة، وبهذا يحمي الخلايا السليمة أيضًا من أن ينتشر إليها المرض.

تأثير العلاج الإشعاعي على الحالات المرضية

يتضح للطبيب بعد كل جلسة علاج إشعاعي بعض الأمور حسب كل حالة، ومن خلال تجربتي مع العلاج الإشعاعي توصلت إلى أن أثر العلاج يكون كالتالي:

يقضي العلاج الإشعاعي على الأورام لعدم اللجوء إلى التدخل الجراحي.
يحد العلاج الإشعاعي من حالات تقدم السرطان.
ويفضل أن يتزامن العلاج الإشعاعي مع العلاج الكيميائي لتقديم نتائج أفضل.

خطوات العلاج بالإشعاع وعدد الجلسات

علمت أثناء تجربتي مع العلاج الإشعاعي أن عددَ الجلسات تصل إلى 5 أيامٍ في الأسبوع. كما تستمر الجلسات تبعًا لكل حالة وتكون مدة الجلسة من 10 دقائق إلى 30 دقيقة في معظم الأحيان. ويحدد الطبيب خطة العلاج لكل حالةٍ من حيث المكان وحجم الورم. إذ تلعب دورًا هامًا في مدة العلاج التي يستغرقها المريض، أما عن الخطوات فهي كالتالي:

تجرى جلسةُ العلاج الإشعاعي على المريض، حيث توجه الحزم الإشعاعية بعد تجهيز الخطة بشكل دقيق.
يخضعُ المريض لعددٍ من الفحوصات المقطعية حتى يُحدد مدى انتشارِ الورم. كما يحددُ الأماكن التي تعد الأهم عند توجيه الأشعة مرةً أخرى في الجلسةِ القادمة.
يستلقي المريضُ على طاولة العلاج الإشعاعي.
يثبت الفريق الطبي الوضع المطابق لكي يتوجهَ الإشعاع لمكان الورم.
يوجه الطبيب جهازًا سريع الالتقاط ويسلط الحزم الإشعاعية على أماكن الورم.
تتحركُ آلة الإشعاعِ على المريض، ثم تصدرُ أشعةٌ إلى مكانِ الورم المحدد.
تجدر الإشارة إلى أن المريض لا يشعر بالألم، لكنه يتعرضُ لبعض القلق. وهنا يأتي دور الطبيب إذ على الطبيب أن يخفف من روعه.
يقارن الطبيب بين جلسات العلاجِ الإشعاعي على الورم، ومن ثم يستمر في إجراء الفحوصات والأشعة المقطعيةِ والسينيةِ.
يسأل الطبيب عن الآثار الجانبية للمريض بعد الجلسة الأولى لوصف العلاج المناسب لحالته قبل تكرار الجلسات الأخرى.

الآثار الجانبية للعلاج بالإشعاع

ثمة احتياطات كثيرةٌ لتجنب مخاطر العلاج الإشعاعي، فمن خلال تجربتي مع العلاج الإشعاعي يُدرب الطاقم الطبي ويجهز بثيابٍ مضادةٍ للأشعة الخارجة من جهاز الإشعاع وذلك عند بداية عمله. كما يعزل المريض في غرفةٍ بعد إجراء العلاج الإشعاعي حتى يتخلص بشكل تام من أثر الإشعاع عليه، وذلك لأنه يسبب ما يلي:

تهيج الجلد إثر الجفاف الذي يصل إليه عند وصول الأشعة، كما أنه يتعرض للتشققات والتي تؤدي إلى التقشير.
يشعر المريض بشعور دائم من الهبوط والغثيان.
يصاب المريض أحيانًا بآثار نادرةٍ حيث يتعرض إلى العجز الجنسي.
يعاني المريض أحيانًا من التهاب الحلق والتورم.
وقد يصيبه احتباس البول.

متى تزول الآثار الجانبية للإشعاع العلاجي

أثبتت التجارب العامة لمرضى العلاج الإشعاعي أن الآثار الجانبية تزول بعد مرور شهرين من آخر جلسة أجراها المريض، ولكن هنالك أعراض نادرة قد تستمر لمدةٍ أطول نسبيًا. حيث تطول مدةُ إصابةِ أنسجة المتورمة، إضافةً إلى العقم الآني الذي يزول تدريجيًا والخلايا الثانوية التي أصيبت بالسرطان وفي طريقها للشفاء بعد تعرضها الإشعاع.

اقرأ أيضًا: أعراض سرطان المبيض مدى خطورته

کم نسبة نجاح العلاج الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي في علاج كافة أنواع الأورام الصلبة تقريبًا. ومن هذه السرطانات سرطان الدماغ والثدي وعنق الرحم والحنجرة والرئتين والبنكرياس والبروستاتا والجلد والعمود الفقري والمعدة والرحم وساركوما الأنسجة الرخوة. كما يعالج الإشعاع أيضًا سرطان الدم والأورام اللمفاوية (سرطانات الخلايا المكونة للدم والجهاز اللمفاوي). وتجدر الإشارة إلى أن كمية الإشعاع في كل جزء تعتمد على عدة عوامل، بحسب نوع السرطان وفيما إذا كانت الأنسجة والأعضاء المجاورةُ قد تضررت من الإشعاع.

بالنسبة لبضع أنواعٍ من السرطان، يعطى الإشعاع للمناطقِ التي لا توجد بها علامات للسرطان من أجل منع نمو الخلايا السرطانية. ويطلق على هذه الطريقة العلاج الإشعاعي الوقائي. كما يمكن أيضًا استخدام العلاج الإشعاعي من أجل المساعدة في تقليل أعراض المرض. وكمثالٍ عن هذا الألم الناتج عن انتشار السرطان إلى العظام أو أجزاءٍ أخرى في الجسم، ويطلق عليها أيضًا التخدير.

ووفقًا لاستطلاع أجرته منظمة الصحة العالمية، فإنه يحتاج لعلاج إشعاعي حوالي 50 % من مرضى السرطان، حيث تلقى بعضهم علاجًا إشعاعيًا بعد الجراحة. وينصح الأطباء بالعلاج الإشعاعي كعلاجٍ مساعد أو مسكنٍ لهم لمن لا علاج لهم.

ويتلقى ما يقرب من 50 إلى 75 % من مرضى السرطان علاجًا إشعاعيًا خلال فترة العلاج، أي ما يمثل 50 % من العلاج. حيث يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة جاما أو الأشعة السينية أو الجسيمات المعجلة لقتل الخلايا السرطانية.

في ختام مقالنا هذا حول تجربتي مع العلاج الإشعاعي نتمنى أن تكون قد استفدت من هذه التجربة مع إدراك أهم خطوات العلاج حول محاربة مرض السرطان والعلاج الإشعاعي الذي يعطي نتائجًا حميدة بعد الجلسات.