بحث عن الدولة العباسية وأسباب سقوطها

كل دولة تمر بمرحلة ازدهار وقوة وأيضًا تمر بمرحلة ضعف ليأتي من هو أقوى ويسقطها، وهكذا وصل العباسيون في بلاد الشام إلى السلطة وقضوا على الخلافة الأموية. سنعرض لكم فيما يلي بحث عن الدولة العباسية وأسباب سقوطها.

الدولة العباسية ويطلق عليها أيضًا الخلافة العباسية التي تعد ثالث خلافة إسلامية. كما يأتي ترتيبها الثاني بين السلالات الحاكمة الإسلامية. وقد استمرت هذه الخلافة بالحكم لأكثر من خمسة قرون والتي تعتبر أطول فترة حكم بين الخلافات الإسلامية الحاكمة.

بدأ محمد بن علي بالتنظيم للدولة العباسية عام 100 هجري وكان ذلك بشكل سري، واستغرقت هذه المرحلة قرابة 28 عام. وقد انطلق الدعاة العباسيين من منطقة الحميمية التي تقع في جبال الشراه في الأراضي الأردنية والتي كانت تتبع للوالي الأموي في دمشق. حيث اتخذ منها العباسيون مقرًا لهم.

وقد استعان العباسيون بالفرس والشيعة للقضاء على الدولة الأموية. كما اتخذوا من الكوفة عاصمة للدولة العباسية بدلًا من دمشق ثم نقلوها إلى الأنبار ثم إلى بغداد بعد تشييدها.

خلفاء الدولة العباسية

حكم الدولة العباسية حوالي 37 خليفة عباسي خلال فترة حكمها والتي استمرت ما بين عامي 132 و 656 هجري. وقد كان أول الخلفاء العباسيين عبد الله بن محمد بن علي الملقب بالسفاح، ويعتبر مؤسس الدولة العباسية ودامت فترة حكمه 4 أعوام.

ثم جاء أبو جعفر المنصور الذي اعتبره المؤرخون المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، حيث وضع السياسة العامة للدولة والسياسة الدينية وسن القوانين. وتوالى بعده الخلفاء العباسيين الذين كان من أبرزهم هارون الرشيد وأبو عبد الله محمد أمين ومحمد الهادي ومحمد المعتصم.

أسباب سقوط الدولة العباسية

من أبرز الأسباب التي أدت إلى إضعاف الدولة العباسية ومن ثم سقوطها ما يلي:

  • وجود تدخل لعناصر غير عربية وكان أبرزهم الفرس الذين ساعدوا العباسيين في توليهم الخلافة، ثم استلموا مناصب عليا في الدولة وأصبحوا ينازعون الخلفاء على الحكم. عدا عن محاولاتهم العديدة في نقل مركز خلافة العباسيين إلى خرسان. كما كان للأتراك دور كبير أيضًا في النزاعات وضعف الدولة.
  • تعدد أولياء العهد الذي أدى لحدوث فتن بين الأبناء ونشوب الحروب. مما أدى إلى ضعف الدولة العباسية وسقوطها.
  • المساحة الكبيرة التي تحكمها الدولة، والتي لم تعد بإمكان الدولة العباسية إحكام السيطرة عليها خاصة بعد ضعف وتدهور الدولة.
  • الصراعات التي حدثت بين الولايات الإسلامية التابعة للدولة العباسية.
  • انفصال بعض الولايات عن الدولة العباسية وكان منها الدولة السامانية في فارس والطولونيين في الشام ومصر.
  • وصول بعض الخلفاء الضعفاء إلى السلطة.

الدولة العباسية

يعود نسب العباسيون إلى عم النبي –صلى الله عليه وسلم-  العباس ابن عبد المطلب ابن هاشم. وقد  قسم المؤرخون فترة الحكم العباسية إلى قسمين وهما:

  • العصر العباسي الأول: يمتد هذا العصر من عام 750 إلى 847 ميلادي، وقد ابتدأ بتسلم أبي العباس السفاح الخلافة، وينتهي بفترة حكم الواثق بالله. حيث أعطت هذه الفترة القوة والازدهار للدولة العباسية.
  • العصر العباسي الثاني: يعتبر بداية هذا العصر مع تسلم الخليفة المتوكل الحكم عام 847 ميلادي، وينتهي مع فترة حكم الحليفة المستكفي عام 946 ميلادي. وقد اتصفت هذه الفترة بالضعف للدولة العباسية، كما ظهرت خلالها الحركات الانفصالية.

نهاية الدولة العباسية

سقطت الدولة العباسية على يد المغول عام 656 هجري الذين أنهوا الوجود العباسي وذلك بعد اقتحامهم بغداد وقتل الخليفة المستعصم بالله. ولكن استطاع المماليك بعدها القضاء على المغول وذلك من خلال معركة عين جالوت.

انفصال بعض من الولايات التابعة للدولة العباسية

إن اتساع المساحة التي تحكمها الدولة العباسية وضعف الخلفاء الذين تسلموا السلطة أدى إلى حدوث النزاعات وانفصال بعض من الولايات التابعة لها. وكان منها:

  • الحمدانيون في الأندلس
  • السلاجقة في فارس والعراق.
  • الأمويون في الأندلس.
  • الدولة السامانية والصفارية، وأيضًا الزيدية والبويهية في فارس.
  • الفاطميون والأدارسة والأغالبة والموحدون في شمال إفريقيا.
  • الطولونية الإخشيدية في الشام ومصر.

الحياة الفكرية خلال عهد الدولة العباسية

اعتبرت بغداد مركزًا عريقًا للثقافة في عصر العباسيين، حيث ازدهرت فنون الطرب والغناء إضافة للزينة والمأكل وجميع الملذات. عدا عن تمسك السكان بالعادات الإسلامية.

واتجه الناس إلى الإبحار في العلم والفلك والفلسفة إضافة للطب وغيره من المجالات، ما أدى إلى تنشيط الترجمة التي لاقت كل التشجيع من خلفاء الدولة العباسية، وكان أول خليفة حث وشجع على ذلك هو المنصور العباسي الذي فتح العديد من مراكز الترجمة في أنحاء الدولة العباسية.

كما اتجه الناس للعلوم الدينية، وعقدت المجالس للتكلم بعلوم القرآن وصولًا إلى عقيدة ثابتة، فظهر حينها علم تفسير القرآن وأيضًا علم الفقه. كما أحدثت مدرسة أهل الرأي للإمام أبو حنيفة ومدرسة أهل الحديث للإمام مالك. ثم عندما ظهر الإمام الشافعي قام بالجمع بين هاتين المدرستين.

كما لاقى الأدب والشعر اهتمامًا كبيرًا عند العباسيين، إذ قاموا بحصر أوزان الشعر في خمسة عشر بحرًا، ثم أتى الأخفش وزاد عليهم بحرًا، ليصبح علم خاص دُعي بعلم العروض. ومن أبرز الشعراء الذين اشتهروا في العصر العباسي كان أبي الطيب المتنبي وأبو تمام والبحتري وابن الرومي.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تناولنا فيه بعض المواضيع المتعلقة بالدولة العباسية ونشأتها، إضافة لمراحل ازدهارها وقوتها، وصولًا إلى انهيارها وأسباب ذلك.

Scroll to Top