قد يتبادر إلى ذهنك أن تجري بحث حول داء السكري لتفهم هذا المرض بصورة أوضح. وهنا ستجد العديد من المقالات والنتائج مما قد يصيبك بالحيرة، لذلك سنتعرف في مقال اليوم على الداء السكري بنمطيه الأول والثاني. إضافةً إلى العديد من التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع الهام.
يظن العديد من الأشخاص أن الداء السكري مرض مرتبط بالتقدم في السن، بينما يظن آخرون أنه مرض يظهر في مرحلة الطفولة. كما يعتقد العديد من الأشخاص أن مرض السكري مرتبط بالاستهلاك المفرط للسكر، أو أن مرضى الداء السكري لا يستطيعون تناول السكر أبدًا. فما هي الحقيقة فيما يتعلق بالداء السكري وطبيعة حياة مرضى الداء السكري؟! سنجيب عن هذه الأسئلة واسئلة أخرى في مقالنا لليوم.
بحث حول داء السكري وأسبابه
يزداد انتشار الداء السكري مع مرور السنوات، حيث تضاعفت أعداد مرضى الداء السكري في السنوات الأخيرة. ويعاني حاليًا مئات الملايين من الداء السكري حول العالم. وترتفع نسبة الإصابة بالداء السكري عالميًا في البلدان ذات الدخل المتوسط أو المنخفض في حين تنخفض في البلدان ذات الدخل العالي.
والحقيقة حول الداء السكري من بين جميع ما يقال عنه تختلف باختلاف نمط الداء السكري. حيث للداء السكري نمطين، الأول أو ما يسمى السكري الشبابي، والنمط الثاني الذي يسمى السكري الكهلي. كما يوجد نمط آخر من السكري يسمى السكري الحملي.
يعتبر النمط الأول من الداء السكري مرض مناعي ذاتي، أي أن خلايا المناعة في الجسم تهاجم خلايا بيتا في البنكرياس. مما يؤدي إلى تدمير هذه الخلايا المفرزة للأنسولين، وهو الهرمون الخافض لسكر الدم. مما ينتج عنه ارتفاع في سكر الدم، وبذلك تزداد كمية السكر الواردة إلى الكلية مما يسبب زيادة إطراح السكر في البول.
وارتفاع تركيز السكر في البول يؤدي إلى جذب مزيد من المياه إلى البول فينتج عن ذلك تعدد مرات التبول. ونجد عند مرضى الداء السكري من النمط الأول عوز شديد بإفراز الأنسولين وبذلك يكون الأنسولين هو الحل العلاجي الأمثل لهم. ونرى هؤلاء المرضى متعبين نحيلين متقلبي المزاج في أغلب الأحيان.
شاهد أيضًا: أنواع مرض السكري أيهما أخطر.
داء السكري النمط الثاني
يسمى الداء السكري النمط الثاني بالسكري الكهلي، وذلك بسبب ارتباط حدوثه مع التقدم في السن بسبب ضعف قدرة خلايا البنكرياس على إفراز الأنسولين، أو ضعف استجابة وحساسية خلايا الجسم للأنسولين، أو للسببين سوية.
ويعاني عادةً مرضى الداء السكري من النمط الثاني من عدة أعراض أهمها العطش، والتبول المتكرر، والتعب والإرهاق. ومن المهم جدًا ملاحظة هذه الأعراض لأن التشخيص المبكر للداء السكري يساعد في ضبط مستويات السكر الدموية، وبالتالي منع حدوث الاختلاطات المرتبطة بالداء السكري.
شاهد أيضًا: اختلاطات الداء السكري النمط الثاني.
مرحلة ما قبل داء السكري
قد يكون سكر الدم مرتفعًا ولكن ليس إلى الحد المطلوب لتشخيص مرض السكري، حيث يؤهب هذا الارتفاع لحدوث الداء السكري من النوع الثاني، في حال لم يتم الانتباه إلى الأعراض وضبط مستويات السكر الدموية.
تلاحظ مرحلة ما قبل السكري لدى الإناث المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات، حيث تكون مستويات سكر الدم مرتفعة لديهن ومن الممكن أن تعاني هؤلاء المريضات من زيادة وزن ملحوظة.
كما قد يجدن صعوبة في إنقاص أوزانهن حتى عند اتباعهن لنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وممارسة الرياضة، ولذلك تعطى مريضات متلازمة المبيض متعدد الكيسات دواء الميتفورمين الذي يزيد من حساسية الخلايا للأنسولين، مما يساعد في ضبط تراكيز مستويات سكر الدم لديهن، كما يساعدهن في خفض أوزانهن.
شاهد أيضًا: تعريف متلازمة تكيس المبايض.
السكري الحملي
السكري الحملي أحد أنواع الداء السكري ويشخص للمرة الأولى أثناء الحمل، حيث ترتفع مستويات سكر الدم لدى الأم الحامل مما قد يؤثر على صحتها وصحة جنينها، ولكن عادةً تعود مستويات السكر إلى حدها الطبيعي بعد الولادة، ومع ذلك يجب ضبط مستويات سكر الدم أثناء الحمل للمحافظة على صحة الحامل وجنينها.
يمكن اللجوء إلى اتباع حمية غذائية وممارسة التمارين الرياضية من أجل ضبط مستويات سكر الدم لدى الأم الحامل، وفي حال فشلت هذه الإجراءات في ضبط سكر الدم لديها يمكن استخدام حقن الانسولين لتحقيق ضبط مستويات سكر الدم بشكل ناجح لدى الأم الحامل.
يرتبط حدوث السكري الحملي بعدة عوامل خطورة أهمها ارتفاع وزن الأم الحامل، أو في حال كان لديها مرحلة ما قبل السكري، كما تلعب العوامل الوراثية والعرقية دورًا في حدوث السكري الحملي، بالإضافة إلى دور نمط الحياة في حدوث السكري الحملي، حيث ترتفع خطورة حدوثه عند اتباع نمط حياة كسول وقلة ممارسة النشاط البدني.
شاهد أيضًا: مرض السكري والحمل.
علاج الداء السكري
يختلف علاج الداء السكري بحسب نمطه أو نوعه، وقد تشارك عدة أنماط من الأدوية للحفاظ على ضبط جيد لمستويات سكر الدم، ومن أهم الخطوات في خطة العلاج التي يلجأ إليها الأطباء هي إنقاص الوزن للتخفيف من مستويات سكر الدم، كما ينصح الأطباء بممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يوميًا لمساعدة الجسم على حرق الدهون وضبط الوزن.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فيعتمد مرضى السكري من النمط الأول على الأنسولين، وتتوفر حاليًا مضخات الأنسولين التي تغير من جرعة الأنسولين بحسب حاجة المريض له مما يقلل من احتمال انخفاض سكر الدم لديه.
أما مرضى الداء السكري من النمط الثاني فيعتمدون على خافضات السكر الفموية، ويقصد بها الأدوية التي تخفض مستويات سكر الدم وتؤخذ فمويًا، وتتوفر العديد من الزمر ضمن خافضات السكر الفموية، حيث يختار الطبيب المعالج أحد هذه الزمر بحسب حالة المريض وما يحتاجه.
من المهم جدًا تشجيع مرضى السكري على الالتزام بتعليمات الطبيب ومساعدتهم على اعتماد نمط حياة صحي، حيث تلعب الرياضة والغذاء الصحي دور في غاية الأهمية في حياة أولئك المرضى، كما أنه من المهم جدًا تثقيف مرضى الداء السكري حول مرضهم لكي يتمكنوا من فهم حالتهم جيدًا وبالتالي يستطيعون الالتزام بالتعليمات الطبية، مما يحسن من حالتهم الصحية بشكل ملحوظ.
شاهد أيضًا: أغذية تناسب مرض السكري.