انخفاض السكر لدى الرضع الأسباب

يصنف الطب انخفاض السكر لدى الرضع مع أمراض السكري. إلا أنه مرضٌ نادر ناتج عن انخفاض مستويات سكر الغلوكوز في بلازما الدم عند الطفل حديث الولادة. وتكمن وراءه العديد من المسببات.

كثيرًا ما يولد أطفال وتظهر عليهم أعراض انخفاض السكر في الدم. حيث نلاحظ شحوبًا في الوجه قد يتحول إلى ازرقاق وصعوبة في التنفس وتسرع في نبضات القلب. كما يسيطر عليهم النوم الزائد وقلة الحركة. علاوة على ذلك قد يعاني حديث الولادة من برودة الأطراف، بالإضافة إلى الاختلاجات العصبية. يسهل على الطبيب تشخيص حالة انخفاض السكر لدى الرضع بملاحظة الأعراض السابقة. إلا أن إهمال هذه الحالة قد يودي بالطفل إلى مشاكل صحية خطيرة كالشلل الدماغي أو اضطرابات كبيرة في النمو وبعض الوظائف كالرؤية وغيرها.

ويبقى السؤال ما هي الأسباب وراء هذه الظاهرة النادرة؟

ما مستوى السكر الطبيعي لحديثي الولادة

تكون نسبة سكر الدم لدى الجنين بالنسبة لسكر دم الأم في الحالة الطبيعية 2/3 (سكر الدم لديه يساوي ثلثي سكر دم الأم)، أي بما يعادل 25-45 ملغ/100 ميللي ليتر. الأمر الذي بسهل انتقال السكر من الأم إلى جنينها عبر المشيمة. وبعد الولادة يسعى جسم الرضيع ذو الوزن الطبيعي لإيصال مستوى السكر في الدم لديه إلى 50-60 ملغ/100 ميللي ليتر. إلا أن هذه الكمية تختلف في حال كان وزن الطفل أقل من الوزن الطبيعي. حيث يسعى لإيصال السكر في الدم لمستوى أعلى. وتعد الرضاعة الطبيعية إحدى أهم الوسائل التي تساعد الطفل على موازنة سكر الدم لديه. أما السؤال الأهم ما علاقة وزن الطفل وسكر الدم لديه؟

أسباب نقص السكر لدى الرضع تتعلق بفترة الحمل

يعد النظام الغذائي الصحي للأم الحامل أحد أهم العوامل المحددة لولادة طفل سليم معافى. ففي كثير من الأحيان ترفع سوء تغذية الحامل من احتمالية إصابة الطفل بنقص السكر في الدم بعد الولادة. كما تعد إصابة الحامل بمرض السكري أحد عوامل الخطر لنقص السكر لدى طفلها، وذلك لزيادة وزن الجنين عند الولادة. كما أن لزيادة حجم الجنين أو نقصانه عن الحد الطبيعي خلال فترات الحمل والولادة يلعب دورًا هامًا في الإصابة بنقص السكر في الدم. علاوة على ذلك فإن عدم السيطرة على مستويات سكر الدم لدى الحامل المصابة بالسكري وارتفاع نسبة الأنسولين لديها يزيد من خطر إصابة طفلها بانخفاض السكر في الدم.

الأسباب المتعلقة بالولادة لانخفاض السكر عند الرضع

غالبًا ما يكون الأطفال الذي يولدون بولادات مبكرة أكثر عرضة لانخفاض السكر في الدم. وكذلك الأطفال الذين تعرضوا لحالة اختناق الولادة (الاختناق الوليدي Birth asphyxia)، مما أدى لانخفاض مستوى الأوكسجين لديهم أثناء الولادة واستمر ذلك لعدد من الساعات بعد الولادة، أيضًا نراهم معرضين لانخفاض مستويات السكر في الدم. ويزداد خطر الإصابة بنقص السكر لدى الرضيع عند احتياجه للأوكسجين الصناعي بعد ولادته مباشرةً.

الأمراض الوراثية والعيوب الخلقية وانخفاض سكر الدم لدى الرضع

قد يولد الطفل وهو يعاني من خلل في التمثيل الغذائي الأيضي أو نقص في الهرمونات أو مرض في الكبد وقد يرجع ذلك لأسباب وراثية، ولذلك أثر كبير في إصابته بنقص سكر الدم. كما يزيد من احتمالية الإصابة بانخفاض السكر أن يكون الطفل مصابًا ببعض الاضطرابات الخلقية كأورام البنكرياس، الأمر الذي يؤدي لارتفاع نسبة الأنسولين في الدم لديه. إضافة إلى ذلك تلعب الأمراض الدموية كعدوى تعفن الدم نتيجة أخذ الأم أثناء الحمل لبعض الأدوية المسببة للعدوى كأدوية السكري أو غيرها دورًا هامًا في انخفاض سكر الدم للرضيع.

انحلال الدم الوليدي وانخفاض سكر الدم

يعرف انحلال الدم الوليدي بأنه حالة عدم توافق دم الأم مع دم الجنين أو داء ريزوس، وهو من العوامل المسببة لانخفاض سكر الدم لدى حديثي الولادة. فكثيرًا ما يسبب انحلال الدم الوليدي فقر الدم، الأمر الذي قد يسبب مشاكل أخرى في بعض الأعضاء كالكبد وغيره، بالإضافة لتأثيره على وظائف هذه الأعضاء. كتلك التي تؤثر على ضبط مستويات السكر في الدم.

علاج انخفاض السكر عند حديثي الولادة

تشمل الطرق العلاجية لحالة نقص السكر لدى الرضع من خلال تزويد الرضيع بسكر الغلوكوز الممزوج مع الماء. وقد يعطى الطفل الغلوكوز عبر الوريد في الحالات الشديدة. كما تعد الرضاعة الطبيعية علاجًا هامًا للحالات الخفيفة لانخفاض سكر الدم لدى حديثي الولادة.

وتبقى صحتكِ وصحة طفلك هدفنا الدائم، فحافظي على صحتكما باتباع أهم إرشاداتنا الصحية الدائمة لكِ.

Scroll to Top