من منا لم يسمع بمرض النقرس أو ما يسمى بداء الملوك؟ ولكن هل سمعت يومًا عن النقرس الكاذب؟ في الحقيقة يزداد البحث يوميًا عن النقرس الكاذب أسباب وعلاج. ويعود السبب في ذلك إلى أنه أحد المواضيع العلمية التي يتوجب على الجميع الإلمام بها.
يعد النقرس الكاذب أو ما يطلق عليه الأطباء اسم مرض كلاس الغضاريف أحد الأمراض التي انتشرت بشدة في القرن الماضي. ويتميز هذا المرض بكونه يستهدف المفاصل وبالأخص مفاصل الركبة. حيث يظهر هذا الالتهاب على شكل تورم مؤلم يشعر به المريض في مفصله. ناهيك عن الاحمرار الناتج عن ترسب بلورات محددة ضمن السائل المفصلي. الأمر الذي يعيق الحركة السلسة للمفصل. وعلى الرغم من حدوث معظم الحالات في مفاصل الركبتين. إلا أنه في بعض الحالات النادرة قد يستهدف مرض النقرس الكاذب مفاصل المعصم وحتى المرفق. وللأسف لا توجد طريقة للوقاية من هذا المرض. بالإضافة إلى ذلك يصيب هذا المرض الأشخاص من مختلف الأعمار. لكنه احتل أعلى معدلاته ضمن فئة كبار السن.
فما هي أسباب النقرس الكاذب أو طرق تشخيص وعلاج حالاته؟ سيسعدنا الإجابة على تساؤلاتكم ضمن مقالنا هذا.
أسباب النقرس الكاذب
النقرس الكاذب أو ما يعرف بمرض تراكم بيرو فوسفات الكالسيوم أحد الأمراض التي تصيب المفاصل. ففي البداية ستترسب بلورات ثنائي الهيدرات بيرو فوسفات الكالسيوم ضمن السائل المفصلي. وتنتج تلك الترسبات عن خلل أنزيمي معين ضمن خلايا السائل. وبعدها ستزداد هذه البلورات وتصبح أكثر جدية مع التقدم بالعمر. وبرغم ذلك لا يمكن اعتبار هذه البلورات السبب الوحيد الكامن خلف الإصابة بهذا المرض. إذ إن السبب الأساسي للإصابة بالنقرس الكاذب ما يزال غير معروف. لكن استطاع الأطباء من خلال ملاحظة الحالات ومدى تشابهها تحديد بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذا الداء. وتشمل تلك العوامل:
- التقدم في العمر والذي يؤثر سلبًا على آلية سير التفاعلات والعمليات الحيوية ضمن الخلايا.
- الإصابات أو العمليات الجراحية للمفصل أو المنطقة المجاورة منه.
- الأمراض المتعلقة بكمية المعادن في الجسم مثل زيادة الكالسيوم وحتى الحديد.
- العوامل الوراثية والتي تعد السبب الرئيسي خلف إصابة الشباب بمرض النقرس الكاذب.
- مرض كسل الغدة الدرقية.
- حالات فرط نشاط الغدد جارات الدرقية.
- نقص المغنيسيوم في الدم.
أعراض النقرس الكاذب
في الحقيقة تتماثل الأعراض التي ترافق الإصابة بأي مرض يخص المفاصل. الأمر الذي يجعل علامات الإصابة بالنقرس الكاذب متشابهة مع علامات العديد من الأمراض الأخرى مثل الروماتيزم وهشاشة العظام وحتى النقرس. برغم ذلك تمتاز أعراض النقرس الكاذب بكونها ستختفي بعد بضعة أيام من دون الحاجة إلى أي دواء. وبشكل عام يعاني المصاب بالنقرس الكاذب من الأعراض التالية:
- نوبات من الآلام المبرحة في المفاصل.
- احمرار منطقة المفصل المصاب بلون مائل للون الأرجواني.
- تورم المفصل المصاب.
- حساسية المفصل للمس أو الضغط.
كيفية تشخيص النقرس الكاذب
وبالعودة إلى مدى تشابه أعراض النقرس الكاذب مع علامات أمراض أخرى. يسارع الأطباء إلى تشخيص هذا المرض من خلال الفحوصات والاختبارات المختلفة. وتتباين طرق التشخيص وتتعدد إلى:
- فحوصات مخبرية تتضمن اختبارات للدم من أجل الكشف عن الاضطرابات الهرمونية وحتى المعدنية.
- فحص السائل المفصلي للتأكد من وجود البلورات وترسباتها.
- التصوير بالأشعة السينية لمنطقة المفصل للكشف عن ترسبات البلورات وتلف المفصل.
- إجراء سونار المفاصل من أجل معرفة مدى تطور المرض.
طرق علاج النقرس الكاذب
في واقع الأمر تتعدد طرق العلاج التي يلجأ إليها الأطباء عند مواجهة مرض النقرس الكاذب. وفي الحالات الخفيفة من المرض يمكن للمريض اللجوء إلى مسكنات الألم دون وصفة طبية. لكن في حال استمرت الأعراض وتطورت يمكن للطبيب اتباع أحد الطرق التالية للعلاج:
- إعطاء المريض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي لا يتم صرفها سوى بوصفة طبية. ويعود السبب في ذلك إلى تأثيرها القوي على المعدة والكلى.
- وصف الكوليشسين ضمن جرعات منخفضة كإجراء يومي للوقاية من النوبات المؤلمة.
- وفي حال لم يتمكن الطبيب من وصف أحد الدواءين السابقين قد يلجأ إلى حبوب الكورتيكوستيرويد مثل بريدنيزون من أجل محاربة الالتهاب في نسيج المفصل. ويحاول الطبيب الابتعاد عن هذا الدواء قدر الإمكان. ويعود السبب في ذلك إلى آثارها السلبية بعد الاستخدام المتكرر مثل إضعاف العظام وحتى الإصابة بالسكري.
- القيام بعملية تصريف المفصل لتقليل كمية السائل المفصلي من أجل تخفيف الضغط والترسبات المتواجدة ضمنه.
- وتتواجد بعض العلاجات المنزلية للحالات الخفيفة من النقرس الكاذب مثل إراحة المفصل ووضع بعض الثلج عليه.
الفرق بين النقرس الكاذب والنقرس
لابد لأي شخص يسمع باسم مرض النقرس الكاذب أن يتوصل إلى تواجد نقاط تشابه عديدة بينه وبين مرض النقرس. وبالعودة إلى الواقع الطبي يمكن التفريق بين النقرس والنقرس الكاذب من خلال جوانب عديدة. وتشمل مواضع الاختلاف بين هذين المرضين ما يلي:
- يعد السبب الأساسي الكامن خلف داء النقرس هو زيادة كمية حمض اليوريك ضمن المفصل وليس ترسب البلورات كما في حالة النقرس الكاذب.
- يؤثر النمط الغذائي على حالة مرضى النقرس ومدى تطورها. حيث تزيد المأكولات البحرية واللحوم من نسبة الإصابة بداء النقرس. بينما لا تتواجد أي صلة بين محتوى الوجبات التي يتناولها الفرد واحتمالية إصابته بالنقرس الكاذب.
- كما أن النقرس غالبًا ما يصيب أصابع القدمين بالأخص الكبيرين منهما. في المقابل تتمثل معظم حالات الإصابة بالنقرس الكاذب ضمن مفاصل الركبة.
وفي الختام نأمل أن نكون قد قدمنا معلومات كافية حول النقرس الكاذب أسباب وعلاج الحالات المكتشفة حتى الآن. فاكتساب المعرفة المتكاملة حول المرض هي أولى الخطوات من أجل السير في طريق العلاج جنبًا إلى جنب مع الطبيب المختص.