المنهج الوصفي تعريفه وخصائصه

المنهج الوصفي أشهر المناهج المستخدمة في الدراسات والأبحاث العلمية. إذ يساهم في التعريف عن الظاهرة ووصفها بشكلها الصحيح. ومن ثم الوصول إلى النتائج الدراسية التي تتعلق بالبحث. وبالتالي اختيار المنهج الصحيح أمر بالغ الأهمية لأي باحث لأن استخدام أحد المناهج يحتاج الكثير من الدقة والعناية في الوصول إلى البيانات والمعطيات التي تخدم البحث.

والآن ومن خلال هذا المقال على منصة كيف سوف نقوم بشرح المنهج الوصفي. وكذلك سوف نقوم بذكر تعريف هذا المنهج وخصائصه وما هي أدوات استخدامه. والكثير من المعلومات المهمة الأخرى لذلك تابع معنا حتى النهاية عزيزي القارئ.

مناهج البحث العلمي واستخداماتها

لا يمكن تحديد منهج معين للاستخدام بشكل دائم بل يجب اختيار المنهج بما يتناسب مع طبيعة البحث بحد ذاته. فقد يقتضي البحث استخدام منهج محدد دون غير كالمنهج الوصفي مثلًا وذلك عند الحاجة إلى التعرف على المشكلة البحثية كما هو الحال في الدراسات الاجتماعية.

وهنالك أبحاث أخرى قد تحتاج المنهج التجريبي كما هو الحال بالنسبة للأبحاث التي تحتاج إلى إجراء تجارب علمية مثل أبحاث الكيمياء والفيزياء. وفي بعض الأحيان نحتاج إلى استخدام المنهج الاستقرائي. وذلك بهدف التنبؤ بمستقبل الظاهرة. لكن وفي بعض الحالات يتطلب البحث استخدام أكثر من منهج من أجل الوصول إلى البيانات المطلوبة.

تعريف المنهج الوصفي

إذا قمنا بدراسة كل كلمة على حدًا فتكون كلمة منهج بمعنى الطريقة أو الأسلوب أما كلمة الوصفي فهي تعني العلامات والمميزات التي تحدد أو تصف شخصًا أو شيئًا محددًا.

أما عن تعريف مصطلح المنهج الوصفي فهو: الأسلوب العلمي لتحليل الظواهر أو المشاكل بالاعتماد على الصفات المميزة لها (أي وصفها بطريقة علمية). وبالتالي الوصول إلى حلول منطقية تستند إلى براهين ودلائل علمية منطقية.

اكتشاف المنهج الوصفي وتطوره

تم وضع المبادئ الأولى للمنهج الوصفي على يد فردينان دي سوير لذلك هو يعد الأب الروحي لهذا المنهج. إذ اعتماد في دراسته على دراسة الظواهر الوصفية أو اللغوية. وذلك بهدف التعرف على الخصائص المميزة لهذه الظواهر. وساهم المنهج الجديد الذي استخدمه فريدينان دي سوير في التقليل من الاعتماد على المنهج التاريخي الذي كان شائع الاستخدام في الأبحاث الاجتماعية.

لكن أول من استخدم المنهج الوصفي كان العرب القدماء. وذلك دون قصد وبشكل عشوائي وغير منظم. وذلك كان واضحًا بشدة في الأدب العربي والشعر الجاهلي الذي اعتمد بشكل كبير على وصف البيئة المحيطة من حروب وصراعات وطبيعة وغيرها من المظاهر الوصفية.

أما في العصر الحالي فقد تتطور مفهوم المنهج الوصفي وتبلور ليصبح الوسيلة الأهم لدراسة الأبحاث العلمية وتحليلها. وإن تطور المنهج الوصفي جاء استجابةً للحاجة الملحة إلى إيجاد وسيلة لوصف ظواهر ومشكلات المجتمع الحديث.

مميزات المنهج الوصفي

  • يشتهر المنهج الوصفي بالواقعية والمنطقية في التعامل مع المشاكل. وذلك بسبب وجود الباحث ضمن مكان الدراسة. وبتالي يعد منهجًا مناسبًا جدًا للأبحاث العلمية المتخصصة بالمشاكل الاجتماعية والإنسانية. ومن ثم تحديد وصف دقيق للمظاهر الخارجية للمشاكل وبتالي الوصول إلى أرقام ذات صلة بالمشكلة المدروسة.
  • يشكل هذا المنهج حدًا فاصلاً بين الباحثين. إذ يقوم بإعطاء نظرة موضوعية دقيقة. فهو لا يقبل التأويل أو تعدد الأوجه لأنه يهتم بما هو موجود وواضح.
  • يستخدم المنهج الوصفي في المقارنة ما بين طبيعة الظاهرة مع اختلاف المكان الذي تحدث فيه. مثلًا دراسة ظاهرة الطلاق التي يمكن دراستها في أكثر من منطقة.
  • يقدم  الحلول والقرارات الصحيحة فيما يتعلق بالمشكلة المدروسة. وذلك من خلال الاستناد على المنطق والبراهين العلمية.
  • كذلك يمكن استخدام هذا المنهج لصياغة النظريات والخطط والتصورات المستقبلية وذلك بهدف مواجهة الظواهر الخطيرة.

مراحل استخدام المنهج الوصفي

  • أولًا يجب التعرف على المشكلة المراد دراستها ومن ثم يمكن تحديد إذا كان المنهج الوصفي مناسبًا لها أم لا. إذ يجب استخدام المنهج الوصفي في حال كون المشكلة المدروسة تتعلق بظاهرة اجتماعية أو إنسانية كالطلاق أو التدخين مثلًا.
  • ثم يجب تحويل موضوع الدراسة إلى فرضية أو أكثر. وذلك يتم من خلال الباحث بشكل مبدئي بهدف إثبات هذه الفرضيات أو نفيها عن طريق ما يقدمه البحث من بيانات ومعلومات.
  • أما الآن فيجب تحديد العينة المراد دراستها. وتحديد العينية يجب أن يتم بشكل دقيق للغاية وذلك لإعطاء معلومات دقيقة وأقرب ما يمكن للشمولية. واستخدام عينات أمر مهم للغاية وذلك لما يقدمه من تسهيل لعملية الدراسة ومن تخفيف للتكلفة المادية التي تتطلبها الدراسة. وذلك بدلاً من إجراء مسح شامل يمكن دراسة عينة صغيرة وتعميم النتائج على المجتمع.
  • بعد تحديد العينة يجب الآن تحديد الأداة المناسبة لإجراء الدراسة وجمع البيانات فمثلًا يمكن استخدام الاستبيانات أو المقابلة أو حتى الاختبار والملاحظة. وتتطلب هذه العملية الكثير من الدقة والتنظيم وكذلك تتطلب التأكد من الأداة التي تم اختيارها وذلك من أجل التأكد من الوصول إلى النتائج الصحيحة والدقيقة.
  • أما الآن فيجب جمع البيانات والمعلومات وكذلك يجب تصنيف هذه المعلومات وتبويبها من أجل تجهيزها لعملية التحليل والتي يمكن أن تتم من خلال طرق الإحصاء التقليدية أو من خلال الحاسوب.
  • وبعد الانتهاء من الجمع والتبويب تبدأ عملية تحليل البيانات والمعطيات بهدف الوصول إلى نتيجة. إذ يقوم الباحث بتنظيم النتائج التي توصل إليها من خلال المراحل السابقة وذلك بالاعتماد على البراهين والمعطيات التي يقدمها البحث.
  • أما عن المرحلة النهاية فيقوم بها الباحث بتقديم مجموعة من الاستنتاجات والمقترحات التي قد تساهم في حل المشكلة المدروسة أو الحد منها.

وبناءً على ما تقدم سابقًا نستنتج أهمية المنهج الوصفي من أجل دراسة الظواهر الاجتماعية في وقتنا الحالي وكذلك نستنتج أهمية الدقة والتنظيم في هذا المنهج من أجل الوصول إلى نتائج أقرب ما تكون إلى الشمولية. وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال نرجو أن نكون قدمنا المعلومات بشكل كافي ومبسط.

Scroll to Top