تعد المفاصل دعامة الجسم وعمادها وبالتالي فإن أي خلل فيها سيؤدي إلى نتائج سيئة وغير مرغوبة. ومن التساؤلات التي تم طرحها كثيرًا في هذا المجال “هل المصاب بالرباط الصليبي يستطيع المشي”. سنجيبكم اليوم عن ذلك في مقالنا التالي. يوجد الرباط الصليبي في مفصل الركبة الذي يصل بين عظم الفخذ وعظمي الساق. أي أنه يدعم حركتها ويزيد من ثباتها في الاتجاهات المختلفة. يمكن أن يتعرض هذا الرباط للتمطط أو التمزق نتيجة الحركات السريعة أو المفاجأة وخاصة لدى الرياضيين ولاعبي كرة القدم مما يؤدي إلى آلام مبرحة وتورّم سريع وتغيّر في شكل المفصل وقوته. تدفع هذه التغيرات صاحبها إلى زيارة الطبيب على الفور وطلب استشارته وعونه.
هل المصاب بالرباط الصليبي يستطيع المشي
للأسف لا، وإن استطاع المشي سيرافقه الألم المبرح وسيحتاج إلى من يسنده ويمشي معه في خطاه فركبته المصابة لن تدعمه أو تحمل ثقل جسمه. وهذه النتيجة طبيعية نظرًا للدور الكبير الذي يؤديه هذه الرباط في دعم مفصل الركبة. فكما للبيت أعمدة تجعله يتحمّل مرور السنين فإن للركبة أربطة تمكنها من الاستمرار في مساعدتنا على المشي والحركة وأي خلل فيها سيحد من قدراتنا ونشاطنا.
أعراض تمزق الرباط الصليبي
سبق وذكرنا بأن هذا الرباط يتكلم عن نفسه فهو لا يخفي إصابته بل بالعكس يصرخ ليقول لصاحبه أنا مصاب. المعنى من كلامي أن إصابته واضحة وجلية وصارخة بالأعراض التي تجعل المريض يتلوى من الألم. ومن أهم هذه الأعراض نذكر:
- الشعور بصوت قوي داخل الركبة يشبه الطقطقة وحركة مفاجئة للمفصل تؤدي إلى تغير شكله.
- ألم شديد يمنع المريض من الحركة او المشي أو الاستناد على ركبته المصابة حيث ينطرح المريض أرضًا ويطلب العون للمشي والتنقل.
- تورم واحمرار شديد وسريع في مفصل الركبة المصابة إذ يزداد حجم الركبة وتصبح حمراء وساخنة (يمكن الشعور بحرارتها بجسها بلطف كي لا يتألم المريض).
- عدم القدرة على المشي أو الركض أو القفز.
- عدم التمكن من ثني الركبة المصابة وبالتالي سيحتاج المريض إلى مساعدة للذهاب إلى الطبيب.
عواقب التمزق المتكرر للرباط الصليبي
كما يترك الجرح ندبة في الوجه تدل عليه سيترك تمزق الرباط الصليبي ندبة في الركبة، وللأسف ومع زيادة عدد الإصابات سيصبح هذا الرباط هش وضعيف وغير قادر على ترميم نفسه أو دعم الركبة بالشكل الأمثل. ومن العواقب الناتجة عن ذلك نذكر:
- تنكس المفاصل الباكر أي أن المفاصل تهرم وتشيخ قبل أوانها وتكثر أمراضها وتصاب الركبة بألم مزمن وتعب مستمر.
- التهاب مفصل الركبة وتخرّب السطوح المفصلية ضمنه وبالتالي ستتحدد حركات المفصل وتكثر الزيارات لأطباء المفاصل.
- وجود صوت طقطقة دائم عند تحريك الركبة المصابة مما قد يلقي القلق الخوف في قلب المريض.
- عدم القدرة على القيام بالنشاطات البدنية المجهدة فالمريض يتعب بسرعة ويتألم. وبالتالي ستنعكس هذه الإصابة على نوعية حياته وقد يصاب بالاكتئاب والحزن.
- تليّف الأربطة إذ يصبح مجال الحركة في الركبة المصابة محدود جدّا لدرجة قد يتثبّت فيها المفصل ويتجمّد دون أي حركة (تتحول الأربطة المرنة إلى ألياف قاسية).
أنواع الرباط الصليبي
يتغير اسم الرباط الصليبي بتغير موقعه من مفصل الركبة، وبناءً على ذلك يصنّف إلى:
- رباط صليبي أمامي: يوجد أمام مفصل الركبة ويدعم حركة ثنية الركبة ويمكننا من الحفاظ عليها في هذه الوضعية. وتعتبر إصابة هذا الرباط شائعة جدّا فهو يتأثر كثيرّا بالحركات السريعة وغير المدروسة.
- رباط صلبي خلفي: يدعم مفصل الركبة من الخلف ويساعدها بشكل أساسي على إجراء حركة البسط. لا يُصاب كثيرًا إلا أن إصابته مؤلمة بشدة.
علاج تمزق الرباط الصليبي
يعتمد التدبير والعلاج على شدة الأذية وامتدادها، ومن التدابير العلاجية المتبعة نذكر:
- الحل الجراحي: يتخذ الطبيب هذه القرار للحالات الشديدة التي لا يمكن إصلاحها إلا بالجراحة. وقد أثبتت الجراحة فعاليتها في هذا المجال حيث حققت الحل المثالي والسريع لتمزقات الغضروف الصليبي الواسعة. كما تم اللجوء إليها عند الرياضيين لتحقيق إصلاح سريع ومثالي يساعدهم على التعافي الكامل والعودة إلى مبارياتهم وألعابهم.
- العلاج المحافظ: يتم اللجوء إلى هذا العلاج في الحالات الخفيفة والبسيطة حيث يقوم الطبيب بإرشاد المريض للبقاء في وضعيات معينة والقيام بتمارين خاصة تساعد على إعادة بناء العضلات المجاورة والحفاظ على حركة الركبة وتقويتها. كما يصف الطبيب المسكنات ومضادات الالتهاب الموضعية والعامة لتخفيف التورّم والاحمرار والمساعدة على التعافي السريع.
نصائح مفيدة للمحافظة على صحة المفاصل والعظام
يجب علينا أن نحرص على سلامة عظامنا ومفاصلنا قدر الإمكان لأن أي خلل فيها سيؤثر على نوعية حياتنا ونشاطاتنا. تصل قوة العظام إلى درجتها العظمى في عمر 25 سنة ثم تبدأ بالتراجع بعد ذلك. وبالتالي يجب أن يحرص الشباب قبل الكهول على تأمين نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الضرورية للعظام لأنه وكما يُقال درهم وقاية خير من قنطار علاج. ومن النصائح المفيدة في هذا المجال نذكر:
- تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم يوميًا وبشكل روتيني كالحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان. إن كان المريض يعاني من تخلخل العظام يجب عليه تناول حبوب الكلس الجاهزة التي تمدّه بالمقدار اللازم.
- التعرض للشمس كل فترة للحصول على كمية كافية من فيتامين د الذي يتم صنع القسم الأكبر منه داخل أجسادنا. ويساعد هذا الفيتامين على امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء.
- القيام بتمارين رياضية معتدلة 3 مرات اسبوعيًا على الأقل.
- تجنّب الجلوس لفترة طويلة دون القيام بأي نشاط عضلي لأن ذلك يضعف المفاصل والعضلات ويسرّع تلفها.
- مراجعة الطبيب عند الشعور بأي ألم عظمي أو مفصلي لأن أغلبية هذه الاضطرابات يمكن علاجها بسهولة في البداية ويصبح الشفاء منها شبه مستحيل عند من يهملها.
وهكذا نكون قد أجبنا عن تساؤلاتكم فيما يخص الرباط الصليبي المصاب وذكرنا أهم الأعراض التي يعاني منها المرضى. كما تطرقنا إلى طرق العلاج وأنواعها. تابعونا في مقالاتنا القادمة للحصول على معلومات أكثر بمجالات طبية مختلفة.
دمتم بألف خير.