الماء الأزرق في العين أسباب وطرق علاج

لابد من أن يتساءل أي شخص عن الماء الأزرق في العين أسباب وطرق علاج. فالماء الأزرق في العين أو ما يسمى بالجلوكوما في العين يعد من أشهر الأمراض الذي يتميز يكونه يصيب إحدى العينين أو كلتاهما. وبعدها يؤدي تطور الأعراض التي يعاني منها المريض إلى العمى. ويعود السبب في خطورة هذا المرض على العين إلى كونه يستهدف العصب البصري ويؤدي إلى تلفه. ويلي ذلك ظهور وتنامي البقع العمياء في العين وصولًا إلى حالة العمى الكلي.

وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن الماء الأزرق في العين لا يصيب سوى الأشخاص المتقدمين في العمر. إلا أنه في الحقيقة قد يظهر لدى الأشخاص في مختلف الأعمار بنسب متباينة. كما تتزايد التساؤلات حوله بالنظر إلى عدم إمكانية الكشف المبكر عنه إلا من خلال فحوصات العين الشاملة والدورية. وللتعرف على المزيد حول الماء الأزرق في العين أسباب وطرق علاج تابعوا معنا في هذا المقال حيث سنقدم معلومات أكثر عن هذا المرض.

أسباب الماء الأزرق في العين

يعود السبب الأساسي الكامن خلف الماء الأزرق في العين إلى التلف الحاصل في العصب البصري. ويرجح الأطباء أن أبرز العوامل المؤدية إلى تلف العصب البصري هو الضغط المتزايد ضمن حجرة العين. حيث ينشأ هذا الضغط نتيجة تراكم الخلط المائي المتواجد في العين. ففي الحالة الطبيعية يعمل نسيج الشبكة التربيقية المتواجد في نقطة التقاء القزحية بالقرنية على تصريف هذا السائل عندما يتخطى معدله الطبيعي. لكن لهذا النسيج قدرة محدودة على القيام بوظائفه. لذلك يزداد حجم الخلط المائي وضغطه على العين في حال إنتاجه بإفراط.

في المقابل قد يحدث انسداد أو ضيق في الشبكة التربيقية لتؤدي بعدها إلى قلة تصريف الخلط المائي خارج العين. ومن الممكن أن تؤثر الالتهابات داخل العين على معدل السوائل وبالتالي تسبب ضغطًا متزايدًا يزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض. كما يعتقد بعض الأطباء أن التدفق غير الطبيعي للدم إلى العصب البصري يساعد على تلف هذا العصب ويتم تسمية هذه الحالة عندئذ بمرض زرق التوتر الطبيعي وهو أحد أنواع الماء الأزرق في العين.

أعراض الماء الأزرق في العين

في الحقيقة تتعدد الأعراض التي ترافق مرض الماء الأزرق في العين. كما أنها تتباين من نوع لآخر ضمن الحالة المرضية نفسها. ناهيك عن مدى استجابة العين للعوامل المرضية وحتى عوامل الخطورة. وعند النظر إلى مدى حساسية العين وتأثيرها على حياتنا بشكل دائم سيهتم أي شخص بالإشارات والأعراض التي تظهر عليها. ناهيك عن الاهتمام الموجه بالأخص نحو مرض الماء الأزرق كأحد أشهر أمراض العين بالعودة إلى خطورته الكبيرة الكامنة في إصابة المريض بالعمى في النهاية. وعادة ما تشمل أعراض الماء الأزرق في العين ما يلي:

  • ألم شديد متزايد باتجاه زوايا العين.
  • تشوش مزعج في الرؤية.
  • انتشار الاحمرار بشكل واضح في العين.
  • الشعور ببقع متنامية ينعدم فيها الإبصار.
  • آلام مستمرة في الرأس.
  • شعور دائم بالغثيان في بعض الحالات النادرة.

طرق تشخيص الماء الأزرق في العين

وبالنظر إلى أهمية الوظيفة الحسية التي تقوم بها العينين يلجأ العديد من الأشخاص إلى إجراء فحوصات شاملة بشكل دوري. كما يمكن تشخيص معظم حالات الماء الأزرق في العين أثناء هذه الفحوصات. في واقع الأمر يساعد اختبار قياس التوتر في العين بشكل رئيسي أثناء الكشف عن هذا المرض. وبالعودة إلى دوره الكبير في تشخيص مرض الماء الأزرق أطلق عليه البعض من متخصصي العيون تسمية اختبار الجلوكوما. حيث يهدف هذا الاختبار إلى قياس ضغط العين من أجل تشخيص الإصابة وحتى تحديد احتمالية التعرض لها في المستقبل. وبرغم ذلك إلا أن هذه الاختبارات لا تكفي لتأكيد الإصابة بمختلف الأنواع من مرض الماء الأزرق في العين. إذ يحتاج الطبيب المختص إلى القيام بفحص دقيق للعصب البصري وحالته الطبية بالإضافة إلى فحص القرنية ومدى سماكتها قبل التأكد من سلامة العين أو إصابتها بهذا المرض.

طرق علاج الماء الأزرق في العين

على الرغم من عدم تواجد علاج لتلف العين الناتج عن مرض الماء الأزرق فيها. إلا أنه في الواقع تتواجد بعض الطرق التي تسهم في الحد من التلف ومنع تطوره وبالتالي الابتعاد عن أخطر مضاعفاته المتمثلة في العمى. وتتنوع هذه العلاجات باختلاف الحالة المرضية ونوع الاستجابة التي تبديها العين. ففي البداية ينصح الأطباء بالأدوية المتمثلة بقطرات العين والتي تسهم في تقليل الضغط. وترجع آلية عملها إلى كونها تؤثر على مراكز إفراز الخلط المائي من أجل إنقاص كميته. كما قد تسهم بعض قطرات العين في تحسين طريقة عمل الشبكة التربيقية من أجل تصريف هذا السائل. وعادة ما يتم وصف هذه القطرات لمرات متعددة يوميًا بالترافق مع بعض الأدوية الأخرى. ومن الممكن أن يقترح الطبيب المختص إجراء عمل جراحي في الحالة التي لا تستطيع فيها الأدوية أن تقوم بالدور المطلوب منها في العلاج. حيث يفتح الطبيب جراحيًا قناة أخرى لتصريف سوائل العين. وتعد هذه الطريقة أحد أكثر طرق العلاج نجاحًا للحفاظ على سلامة الرؤية.

ومن الجدير بالذكر أن الطبيب المختص قد يلجأ إلى العلاج باستخدام الليزر. ويحدث ذلك في حالات محددة من مرض الماء الأزرق في العين. حيث يستخدم الأطباء الليزر إما لزيادة مساحة زاوية التصريف أو لإنشاء فتحة ضمن القزحية تمهيدًا لجريان الخلط المائي إلى زاوية التصريف.

سبل الوقاية من الماء الأزرق في العين

والآن وبعد التعرف على مدى جدية وخطورة مرض الماء الأزرق في العين. لابد من أن يتساءل البعض عن طرق الوقاية الأكثر فعالية. وتتعدد سبل الوقاية من مرض الماء الأزرق في العين إلى:

  • الفحوصات الشاملة التي ينصح الأطباء بإجرائها بشكل دوري وبالأخص فحوصات قاع الحدقة المتوسعة.
  • الاطلاع على التاريخ المرضي للعائلة حيث ربطت بعض الدراسات بين أنواع محددة من مرض الماء الأزرق في العين والعوامل المرضية المنتقلة وراثيًا.
  • الالتزام بالوصفات الطبية المقدمة من قبل الطبيب بالأخص فيما يتعلق بقطرات العين التي يجدها البعض مزعجة للغاية.
  • العناية بالعين ونظافتها بالإضافة إلى سلامتها ودرجة شفائها من الالتهابات السابقة.

 

وفي الختام نأمل أن نكون قد ساهمنا في إيضاح التساؤلات والاعتقادات حول مرض الماء الأزرق في العين وأسبابه بالإضافة إلى طرق علاجه. فالوعي والإدراك لجوانب هذا المرض سيعزز من دون أي شك دوافعنا للاهتمام بصحة وسلامة أعيننا.

Scroll to Top