ينطوي علم الاقتصاد على الكثير من المصطلحات التي نسمعها يوميًا من دون معرفة الفروقات بينها، سنتحدث في هذا المقال عن الفرق بين مصطلحي السلع والخدمات. هناك اختلافات عديدة بين السلع والخدمات، ويملك كل مصطلح منهما مجموعة من الخصائص التي تميزه عن الآخر. ما هو الفرق بين مصطلح السلع ومصطلح الخدمات؟
إن مصطلح سلعة بشكل مبسط يعبر عن أي شيء ملموس، نستطيع استخدامه مرة واحدة أو مرات عديدة. أما الخدمة في المقابل فهي شيء غير ملموس، ويتم من خلال الخدمة تقديم مساعدة للأفراد بطرق مختلفة. وإذا أردنا التوسع بالمعنى الاقتصادي للمصطلحين، فسنجد أن الاقتصاديين يطلقون اسم سلعة على جميع الأشياء التي يحتاجها الفرد من أجل إشباع حاجاته، والتي تعمل على تحقيق المنفعة المطلوبة. كما قاموا بتقسيم السلع إلى أنواع متعددة سنأتي على ذكرها لاحقًا. في حين يعرّف الاقتصاديون الخدمة بأنها القيام بمجموعة من النشاطات التي تتمثل بتقديم المساعدة للأفراد. حيث يتم تقديم الخدمات بطرق مختلفة وضمن مجالات متعددة بهدف إرضاء رغبات وحاجات الأفراد.
ما هو الفرق بين السلع والخدمات
يعبّر المصطلحان (السلع والخدمات) عن المنتجات التي تقدمها الأنواع المختلفة للأعمال التجارية، والتي تهدف إلى تلبية متطلبات السوق. وتشكّل السلع والخدمات جزءًا أساسيًا في الاقتصاد، حيث تقدم بعض الشركات السلع فقط، وتقدم شركات أخرى خدمات فقط. ولكن في كثير من الأحيان يكون من الصعب الفصل بينهما. كما في حالة المطاعم، فهي تقدم الطعام كسلع، بالإضافة إلى تقديمها خدمات تقديم الطعام (من خلال النادل). ومن الممكن التمييز بين السلع والخدمات من خلال نقاط الاختلاف التالية:
- تكون السلع غالبًا محسوسة ولها ملمس فيزيائي، في حين تكون الخدمات غير ملموسة.
- من الممكن فصل السلعة وإبعادها عن الشركة المنتجة لها، ولكن من غير الممكن الفصل بين الخدمة والشركة المزودة للخدمة.
- عملية ضبط وقياس جودة السلعة يكون أسهل من ضبط وقياس مقدار جودة الخدمة.
- نستطيع تخزين السلع وحفظها في أماكن التخزين لفترات محددة، في حين لا نستطيع تخزين الخدمات.
- من الممكن نقل ملكية السلع من شخص إلى آخر بكل سهولة، ولكن من الصعب نقل ملكية الخدمات بين الأشخاص.
- السلع قابلة للتلف وانتهاء الصلاحية، على عكس الخدمات التي لا تتلف.
- من الممكن استبدال السلعة وإرجاعها لاسترداد النقود، في حين أن ذلك غير ممكن مع الخدمات.
- عملية نقل السلع واضحة الخطوات ومحددة التكلفة، في حين لا يمكن نقل الخدمات.
أنواع السلع
من الممكن تصنيف السلع إلى نوعين أساسيين هما: السلع الاستهلاكية والسلع الصناعية.
السلع الاستهلاكية
وهي السلع التي يشتريها المستهلك بهدف استخدامها في إشباع حاجاته بشكل مباشر. ومن الممكن الحصول عليها من تجار التجزئة أو من تجار الجملة، ويشتريها المستهلك بشكل منتظم أو عند الحاجة إليها. وغالبًا ما تكون أسعار هذه السلع في متناول يد المستهلك. ومن الممكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع هي:
- السلع سهلة المنال: وهي السلع الاستهلاكية التي يتكرر شراؤها بشكل منتظم، ويشتريها المستهلك بدون تفكير أو دراسة، ولا يقوم بالكثير من عمليات البحث والمقارنة عند شرائها. وذلك لأنها سلع رخيصة الثمن ويستخدمها لتلبية حاجاته اليومية، ومن أمثلتها المواد الغذائية كاللحوم والخضار والصحف والمجلات.
- السلع المعمّرة: وهي السلع الاستهلاكية التي يشتريها المستهلك بعد القيام بالكثير من عمليات المقارنة بين المنتجات المنافسة، بهدف حصوله على السلع ذات الجودة الأفضل وبالسعر والمميزات الأنسب له. وتتميز هذه السلع بقلة أعداد المستهلكين لها إذا ما قارناها بالسلع الاستهلاكية. ولا يشتري المستهلك هذه السلع بشكل متكرر. ومن أمثلتها الأدوات الكهربائية كأجهزة التلفاز والغسالات.
- السلع الخاصة: وهي السلع الاستهلاكية التي يحصل عليها المستهلك بناء على رغبته وذوقه الخاص. ويبذل من أجلها كل ما يستطيع من المال والجهد، وذلك لأنها غالبًا ما تكون من السلع الفاخرة وغالية الثمن، بسبب مواصفاتها ونوعيتها الخاصة. ولا يُقبل على شراء هذه السلع عدد كبير من المستهلكين. لذلك يكون عدد المتاجر التي تبيع هذه السلع قليل، ومن أمثلتها: السيارات والمجوهرات والساعات الفاخرة.
السلع الصناعية
وتسمى أيضًا السلع الرأسمالية، وهي السلع التي تُستخدم في عملية إنتاج وتصنيع سلع أخرى. وذلك بعد خضوعها لمجموعة من عمليات الإنتاج أو التعديل. تتميز السلع الصناعية بغلاء ثمنها، وقلة عدد المشترين لها. ومن الأمثلة عليها: الآلات الصناعية والمواد الخام والمواد الكيميائية التي تدخل في تصنيع المنتجات أخرى.
أمثلة عن الخدمات
هناك العديد من الخدمات التي من الممكن للفعاليات الاقتصادية تقديمها للمستهلك، والأمثلة التالية تبين أهم أنواع الخدمات:
- الخدمات في مجال الأعمال، مثل الخدمات الاستشارية بأنواعها (القانونية والتجارية)، وخدمة العملاء، والموارد البشرية.
- خدمات الاتصالات (شركات الهاتف).
- خدمات النقل والمواصلات.
- خدمات التنظيف (للمنازل والشركات).
- خدمات الرعاية (خدمات تنسيق الحدائق والبستنة) والرعاية الصحية (المشافي والمراكز الصحية).
- خدمات الإصلاح والصيانة (الميكانيكيون).
- خدمات التشييد والبناء (كالنجارين وفنيي الكهرباء والسبّاكين).
- خدمات رعاية الأموات (محققو الوفيات).
الفرق بين تسويق السلع وتسويق الخدمات
تختلف استراتيجيات التسويق المستخدمة مع السلع عن تلك المستخدمة مع الخدمات. حيث تكون عملية تسويق الخدمات أكثر صعوبة من تسويق السلع، وذلك لأنه من الصعب على المستهلكين تقييم جودة الخدمات بدقة. كما أن شراء الخدمات يحفه الكثير من المخاطر للمستهلك، كما في حالة خدمات الرعاية الصحية أو الخدمات القانونية. ومن المهم مراعاة كل مما يلي عند تسويق الخدمات والسلع:
- بناء العلاقات: تحتاج علمية تسويق الخدمات إلى بناء وتوطيد علاقات طويلة الأمد مع العملاء أكثر من عملية تسويق السلع. فتسويق الخدمات يحتاج إلى كسب ثقة العملاء بشكل أساسي.
- أساليب التسويق: تختلف أساليب تسويق السلع عن أساليب تسويق الخدمات، حيث يستطيع المستهلك لمس السلع، أما الخدمات فهي غير ملموسة. حيث من الممكن تسويق السلع من خلال عرضها، على عكس الخدمات.
- إمكانية الإعادة: يجب عند القيام بتسويق الخدمات الأخذ بعين الاعتبار عدم قدرة المستهلك على إرجاع الخدمة بمجرد حصوله عليها. في حين يستطيع المستهلك إرجاع أو تبديل السلعة في حال اكتشافه أنها لا تلبي احتياجاته.
الحقوق عند شراء السلع والخدمات
تحرص الكثير من الدول على إصدار القوانين التي من شأنها حماية حق المستهلك عند شرائه لخدمة أو سلعة. ومن الحقوق الأساسية عند شراء السلع والخدمات:
- حق الحصول على إيصال عند الشراء.
- حق تقديم الشكوى في حال وجود عيب أو خطأ.
- حق إلغاء عملية الشراء.
وفي النهاية تستطيع الشركات إنتاج الكثير من السلع وتخزينها من أجل تلبية أي طلبات عاجلة لها، في حين يتم تقديم الخدمة عند طلب الزبون لها فقط. كما تخضع السلع والخدمات لأنواع مختلفة من الضرائب، مثل ضريبة القيمة المضافة على السلع وضريبة الخدمات على الخدمات المقدمة.