من الصعب هذه الأيام أن يستطيع المرء معرفة الفرق بين البواسير والشرخ، بسبب التشابه الكبير بينهما من حيث مكان الإصابة والأعراض وسبل الوقاية. إذ شغل الحديث عن مرض الشرخ الشرجي والبواسير أفكار الكثير من الناس وخصوصًا الأمهات. لأن خوفهن على أطفالهم الصغار من الإصابة بمرض الشرخ يدفعهن لمعرفة أعراض المرض والوقاية منه. أو سبل العلاج في حال إصابة صغيرهن بهذا المرض. ويعد هذا المرض من أكثر الأمراض ألمًا فيما يخص منطقة الشرج. وبعيدًا عن خوف الأمهات، يعتبر هذا المرض شائعٌ لدى مختلف الأعمار وليس فقط صغار السن والأطفال. ولأنه كما شرح لنا علم الوراثة عن إرتباط الأمراض بجنس المريض. فالشرخ والباسور غير مرتبطين بالجنس. أي إن الرجال والنساء يصابون به على حدٍ سواء. وعند هذه النقطة سأقف قليلًا، بسبب التساؤلات وإشارات الاستفهام حول التشابه والفرق بين البواسير والشرخ . فما هو التشابه أو الاختلاف بين هذين المرضين؟،وما هي الأسباب والأعراض وطرق الوقاية؟ أسئلةٌ كثيرةٌ سنجيب عليها من خلال مقالنا هذا.
الفرق بين البواسير والشرخ
ولجعل هذا السؤال الغامض واضحًا،ولنحول هذا التساؤل إلى فيضٍ من المعلومات والخبرة. سنجيب عن الفرق بين البواسير والشرخ. وسنكشف عن هوية المرضين. ونحدد موضع إصابة كلٍ منهما لنكوّن فكرةً ابتدائيةً عنهما.
مرض البواسير Hemorrhoid: هو انتفاخٌ في الأوعية الدموية المحيطة بالشرج. قد تكون الإصابة سطحية ويدعى هذا بالباسور الخارجي، وقد تكون إصابةً عميقةً وندعوه بالباسور الداخلي.
مرض الشرخ Anal fissure: هو إصابة الجلد المحيط بالشرج بجروحٍ تسبب نزفًا دمويًا. قد تكون الإصابة بالشرخ سطحيةً وقد تكون أسفل العضلة العاصرة. غالبًا ما يصيب الشرخ الرجال ونادرًا حدوثه عند النساء.
أسباب الإصابة بمرض الشرخ
من الأسباب الأكثر انتشارًا لمرض الشرخ التالي ذكره:
- إصابة النساء بشروخٍ بعد الولادة .
- الجنس الشرجي.
- الإمساك وخاصةً بعد حركات الأمعاء الصعبة.
- تشنج العضلة العصرة الشرجية الداخلية، وهو سبب رئيسي لعدم الشفاء من مرض الشرخ، ويرجع هذا السبب لمنع الدم من إمداد الغشاء المخاطي للشرج بالمواد اللازمة لالتئام الجروح.
- تلوث الجروح بالبكتيريا الموجودة في البراز سبب رئيسي لإعاقة التعافي من المرض.
أسباب مرض البواسير
من جهةٍ أخرى فيما يخص أسباب مرض الباسور تتمدد الأوردة المحيطة بالشرج نتيجة التعرض للضغط، وقد تنتفخ أو تتورم. ويمكن أن تنشأ البواسير نتيجةً لزيادة الضغط في المستقيم السفلي بسبب ما يلي:
- الضغط على البطن وذلك عند الإمساك والإسهال.
- الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ على المرحاض. لذلك فإن الباسور شائعٌ عند النساء أثناء فترة الحمل.
- ارتفاع ضغط الدم نتيجة اجتماع الدم بطريقةٍ غير طبيعيةٍ في أوردة منطقة الشرج، بسبب ارتداء ملابسٍ ضيقةٍ. ونتيجةً لهذا لا تتكيف الجدران الدموية مع التغير المفاجئ، لذلك تبدأ بالتمدد والانتفاخ ما يجعلها مؤلمةً وخاصةٌ أثناء الجلوس.
- عدم ممارسة الرياضة.
- عوامل وراثية كعدم وجود صماماتٍ لأوردة البواسير، او حصول هذا بعد التقدم في السن من 45 عام وما فوق ذلك.
- زيادة الوزن بشكلٍ مفرطٍ.
- السعال المزمن الحاد.
- ضعف قاع الحوض.
- أثناء الحمل بسبب ضغط الجنين أسفل بطن الأم، وأما الشرخ فتحدث الإصابة بعد الولادة. ولمن لديه التساؤل التالي هل يعود الشرخ بعد العملية. اضغط هنا لتعرف اكثر عن هذا الموضوع.
أعراض الإصابة بمرض الشرخ
وأما ما يخص أعراض الإصابة بمرض الشرخ فتظهر الأعراض كما يلي:
- الألم عند التبرز: ويستمر من5 إلى 14 ساعة بعد التبرز، في الحالات الحادة من المرض.
- النزف: وتختلف كميته بحسب طبيعة الجرح من حيث المساحة والعمق وطبيعة الجسم. لأن زمن التخثر عند مريضي السكري طويل. لذا زمن النزف لديهم بحالة الشرخ أطول من غيرهم من الناس.
- حكةٌ شرجيةٌ.
- مشاكلٌ اثناء التبول: يعود لتطور حالة الشرخ مما يؤدي لزيادة عدد مرات التبول، وهذا ما يدعى إلحاح بولي.
أعراض البواسير الداخلي والخارجي
أما فيما يخص أعراض الباسور:
- نزوفٌ دمويةٌ وهي مشابهةٌ لما ذكر سابقا في فقرة نزوف الشرخ. لكن نزوف الباسور تعتمد على نوع ودرجة الالتهاب.
- تؤدي الحالات الحادة من النزف إلى الإصابة بمرض الأنيميا(فقر الدم).
- إفرازاتٌ مخاطيةٌ مرافقةٌ للبراز.
- الموت في الحالات النادرة.
- ألام شديدة في المستقيم والشرج خاصة بعد الولادة (ولمعرفة أعراض البواسير عند النساء بعد الولادة اضغط هنا).
الوقاية من مرض البواسير والشرخ
ولأن الوقاية خير من ألف علاج، ذكرنا لكم بعضًا من سبل الوقاية من الإصابة بمرض البواسير والشرخ لتجنب الإصابة بهما ومن هذه السبل:
- علاج الإمساك بزيادة تناول الاطعمة الحاوية على الألياف الغذائية، والتقليل من المشروبات الحاوية على الكافيين.
- علاج الإسهال أيضًا لأنه من مسببات تشنج العضلة العاصرة.
- شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء.
- العناية بنظافة الشرج بعد التبرز باستخدام المياه ثم التجفيف بمناديل ورقيةٍ ناعمةٍ.
- تغيير الحفاض بشكل مستمر عند الأطفال.
- التأكد من أن الرضيع يشرب كمياتٍ كافيةٍ من السوائل لتفادي الإمساك، ولتجنب الشروخ التي تأتي كنتيجة الشد المبالغ فيه اثناء تبرز الصغير.
- تجنب ممارسة الجنس الشرجي.
- تجنب المبالغة في شد عضلة المصرة الشرجية.
- ضرورة التخفيف من ممارسة الجنس أثناء المرض.
للوقاية من البواسير
ولأخذ العلم هناك أيضًا بعض سبل الوقاية من مرض البواسير ومنها:
- الانتباه لعدم الإجهاد اثناء التبرز.
- المحافظة على وزن جيد للجسم وإنقاص الوزن في حالة السمنة.
- تجنب حمل الاوزان الثقيلة.
- أساليب وقايةٍ مشابهةٌ تمامًا لأسباب الشرخ من شرب الماء والسوائل وغيره.
علاج مرض الشرخ
في بداية الإصابة بمرض الشرخ، من المرجح محاولة العلاج دون جراحة.
- وهذا يتضمن العلاج بحمامات المياه الدافئة، الأدوية التي تحتوي على مخدراتٍ موضعيةٍ.
- تناول الطعام الذي يحتوي على ألياف مثل السبانخ والسلق والملوخية والهندباء وغيرها.
- إذا لم ننجح بعلاج الشرخ بما ذكرت سابقًا من حلول. علينا اللجوء إلى العلاج الجراحي للشرخ.. ولمعرفة حول مدة التئام الشرخ بعد العملية اضغط هنا .
العلاج الجراحي
- يكون تحت التخدير الكلي لشد الشرج. أو الشق الجانبي للعضلة العاصرة الداخلية وهاتان العمليتان تستخدمان لتقليل توتر العضلة العاصرة وإعادة ورود الدم إلى الغشاء المخاطي المبطن للشرج.
- حقن العضلة العاصرة بذيفان البوتولونيوم للعمل على استرخائها لتحفيز تسريع شفاء الشرخ. وهذا الحل يجمع بين الجراحة واستخدام العقاقير وصفه جراحو القولون والمستقيم .
- العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية. ويحدث هذا باستخدام عينةٍ من دم المريض، ثم العمل على تركيز الصفائح الدموية وإعادة حقنها مكان الشرخ.
- عملية لورد تسعى لتوسع الشرخ او مطه، لكنها لم تقابل باستحسان بسبب أثارها الجانبية في عدم التحكم بالغازات البطنية.
- الشق الجانبي للعضلة العاصرة الداخلية تشبه بتأثيراتها الجانبية عملية لورد، لذا فهو حلٌ قليل الانتشار.
علاج البواسير
العلاج الطبيعي للباسور يشابه علاج الشرخ، من:
- تناول الأطعمة والمشروبات التي تعمل على تسهيل التبرز.ولأخذ العلم هناك مقالة تتحدث عن الأكل المسموح به بعد عملية الشرخ فإذا أردت أن تعرف اكثر اضغط هنا .
- استخدام مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية للتخفيف من الألم.
- تطبيق كريمات علاجية لتسكين الألم مثل ليدوكائين أو الأدرينالين الذي يعتبر مضيق للأوعية الدموية. ومن المرضى من يستخدم الفلافونويد ويعتبر حلٌ مشكوك بأمره لعدم التأكد من فعاليته بشكلٍ صحيح.وللمعرفة أكثر حول العلاجات المنزلية للبواسير اضغط هنا.
- حميةٌ غذائيةٌ لإنقاص الوزن في حال السمنة المفرطة.
- مغاطس مياهٍ ساخنةٍ، وفي حال اللجوء إليها نكتفي ب١٥دقيقة في كل مرة.
- تحاميل استيروئيدية، وينصح بألا تستخدم أكثر من ١٤ يومًا لأنها تسبب ترقق للجلد.
- استخدام كريمات مثل فازلين وأكسيد الزنك.
- العمليات الجراحية ومنها عملية استئصال الباسور. حيث يلجأ إليها في الحالات الشديدة من المرض. واستخدام مرهم نيتروغليسيرين بعد الجراحة لتخفيف الألم وتسريع الشفاء.
- الموجات فوق الصوتية مثل اشعة دوبلر.
بالختام، لنميز الفرق بين مرض البواسير والشرخ ونتفادى الإصابة بهما، علينا على ما يبدو أن نمشي على خطى الأجداد فيما يخص مقولتهم “درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج”. فإذا اتبعنا أسباب الوقاية كما ذكرنا في مقالنا هذا، نكون قد حمينا أنفسنا من المصاعب اللاحقة. وبما أن مرض البواسير و الشرخ مرتبطٌ قليلًا بعمر المريض، علينا الانتباه على صحة الوالدين وكبار السن من احبائنا.