السكر التراكمي ما هو وكيف يمكن فحصه

يعتبر السكر التراكمي أحد الاختبارات التي يجريها المريض لمعرفة نسبة السكر في دمه. حيث أن مرض السكري هو من الأمراض التي نقلق منها عمومًا فهي إضافةً لكونها علةً فإنها تحتاج لدواء يرافقك لآخر أيام العمر. فكم من شخص يزورك وفي جعبته علب الدواء التي يجب تناولها بساعات مختلفة من اليوم.

ومرض السكري هو أحد الأمراض الناتجة عن الاستقلاب في الجسم. حيث يؤدي نقص هرمون الإنسولين أو عدم استجابة خلايا الجسم للإنسولين بطريقةٍ طبيعية لمرض السكر. حيث تدخل مستويات مرتفعة من الغلوكوز لخلايا الجسم٬ فوق الحد الطبيعي الذي يسمح به وهذا يسبب تأثيرات سلبية وضررًا جسيمًا على الخلايا. ولذا ولضرر مرض السكري ورغبةً في السيطرة عليه فإن أحد الفحوص الشائعة لمرض السكر هو السكر التراكمي. فما هو هذا السكر التراكمي؟ ومتى يجب قياسه؟ وما هي مستوياته الطبيعية؟ هذا ما سيضيء عليه موقع كيف فابقوا معنا لنلّم بهذا الموضوع الهام موضوع السكر التراكمي.

السكر التراكمي

يطلق على السكر التَراكمي الهيموغلوبين السكري. ويطلق كاسم علمي للاختبار “الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي” (Glycated hemoglobin HbA1c, hemoglobin A1c). كما يسمى أيضًا باسم “اختبار خضاب الدم السكري”. حيث أنه نتيجة التصاق الجلوكوز الموجود في الجسم مع كريات الدم الحمراء RBC. حيث لا يتمكن الجسم من استخدام الجلوكوز بطريقة فعالة وسليمة٬ فيلتصق الجلوكوز مع كريات الدم الحمراء وبهذا يتراكم هذا الجلوكوز في الجسم.

تعد معرفة معدل السكر التراكمي عند الشخص أحد الخطوات المساعدة في خفض السكر إن كان مرتفعًا. وبالتالي فإنه يحميك من مضاعفات مرض السكري التي ترتبط به. لذا عند إجراء الاختبار لفحص السكر التراكمي فيجب أن تكون على علمٍ بمعنى النتيجة التي بين يديك حتى تجري التعديلات التي تحافظ على المعدل الطبيعي للسكر في الدم.

في العادة تبلغ فعالية كريات الدم الحمراء لمدة شهرين لثلاثة أشهر ضمن الجسم٬ لذا يجب أن يكون فحص السكر التراكمي في نفس هذه المدة. وذلك تجنبًا لارتفاع السكر أو حدوث مضاعفات كتضرر الأوعية الدموية٬ وهذا ما يؤثر سلبًا على الصحة وخاصةً على العين والقدم.

يجرى فحص سكر الدم التراكمي لتقييم نسبة الغلوكوز في الدم، حيث يقيس كمية سكر الدم “الغلوكوز” المرتبطة بالهيموغلوبين، وهو عبارة عن بروتين يوجد في خلايا الدم الحمراء.وذلك لتحديد الإصابة بالسكري. فإن كنت مصابًا يجري تقييم كيفية التحكم بالسكر في الدم عندك.

يقيس اختبار السكر التراكمي النسب المئوية لخلايا الدم الحمراء والتي تحوي على الهيموغلوبين الذي غطاه السكر، ولذا فإنه مؤشر هام لسكر الدم. وباعتباره يكشف مستوى السكر المرتفع في الدم باكرًا فهذا يساعدنا على السيطرة على السكر٬ وبالتالي فإن مخاطر المضاعفات الصحية التي يسببها مرض السكري تقل٬ مثل أمراض القلب والكلى إضافةً إلى تلف الخلايا العصبية في الجسم أو فقدان البصر أو بتر الأطراف أو بطء التئام الجروح.

اقرأ أيضًا: جدول معدل السكر التراكمي الطبيعي

كيف نفحص السكر التراكمي

السكر التراكمي ما هو وكيف يمكن فحصه

يأخذ الطبيب عينة من دم المريض من الوريد. ويفحصها في المخبر الطبي.

  • فإذا كانت النسب الطبيعية لمستوى الغلوكوز بنتائج الفحص من 4 – 5.6% فإنها نسبة طبيعية. أما إذا ارتفعت النسبة عن هذا الحد فهذا يدل على ارتفاع في مستويات الغلوكوز، وهذا يشكل خطورةً صحيةً.
  • أما إذا كانت النسبة من 5.7% -6.4% فهذا يعني أن الجسم يتأهب ليتطور ليصاب بالسكري. وبهذا فإنها مرحلة ما قبل السكري.
  • ولكن إن كانت النتيجة في تحليل السكر التراكمي 6.5% فأكثر فمعنى هذا أن الجسم مصاب بمرض السكري.

أسباب تؤثر على نتيجة فحص المعدل التراكمي للسكر

قد تتغير نتيجة فحص السكر التراكمي لأسباب عدة منها:

  • التعب الناتج عن بعض الحالات الصحية.
  • استخدام بضع أنواع من الأدوية.
  • أيّ تغيير يحدث في نمط الحياة.
  • الإصابة بالاكتئاب أو التوتر.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول داخل الدم.
  • أمراض الكلى والكبد.
  • تناول المكملات الغذائية.

اقرأ أيضًا: أغذية تناسب مرض السكري 

دواعي إجراء فحص السكر التراكمي

من أهم دواعي إجراء فحص السكر التراكمي كل من الأعراض التالية:

  • العطش الشديد.
  • كثرة التبول.
  • الشعور بالإرهاق والتعب.
  • ضبابية الرؤية.
  • الدوار والدوخة.
  • ضيق شديد في التنفس.
  • آلام بطنية.
  • جفاف الفم.

قد تقلقك الإصابة ببعض من أعراض مرض السكر وخاصةً إن كان مرض السكر ذو تاريخ عائلي ضمن عائلة المريض. إذ تشمل عوامل الخطر الأمور التالية:

      • زيادة في الوزن أو السمنة.
      • ارتفاع في ضغط الدم.
      • إصابة المريض بواحد من أمراض القلب.
      • الإصابة بالخمول وقلة النشاط البدني.
      • انتشار مرض السكر في التاريخ العائلي، إذ تزداد احتمالية الإصابة بمرض السكر عند الأفراد الذين تربطهم صلة قرابة مع مريض بمرض السكر وخصوصًا إن كانت القرابة من الدرجة الأولى.

الاختلاف بين المعدل التراكمي للسكر ومستوى السكر في الدم

يعد الفرق بين فحص السكر التراكمي وبين مستوى السكر في الدم هو أن فحص السكر التراكمي يعتبر مؤشرًا لمستويات السكر في الدم لفترةٍ طويلة تتراوح بين 2 – 3 شهور. أما فحص السكر العشوائي أو فحص السكر أثناء الصيام، فهو آني. أي أنه يقيس مستويات السكر الحالية في اللحظة الراهنة فقط. وهذا لا يعني أنه غير مهم بل يجب إجراؤه بانتظام وباستمرار لكي نفهم كيف تتغير مستويات السكر خلال اليوم وكيف يتأثر السكر بالوجبات اليومية.

اقرأ أيضًا: أنواع مرض السكري أيهما أخطر

كيف يمكن تقليل المعدل التراكمي للسكر

يزيد ارتفاع معدل السكر التَراكمي من خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري، والتي يعتبر أخطرها مشاكل العين أو القدم السكرية. وفيما يلي سنزودكم ببعض النصائح لكي نقلل من معدل السكر التراكمي:

  • استشارة الطبيب المختص: بالطبع يحتاج المريض لمراجعة الطبيب المختص بأمراض الغدد الصماء لكي يراجع الأدوية التي سبق ووصفها للمصاب فقد يزيد الدكتور الجرعة أو قد يغيرها.
  • ممارسة التمارين الرياضية وزيادة النشاط البدني: فكما نعلم تحرق الرياضة نسبًا عاليةً من السكر في الجسم، لذا ما المانع من ممارسة رياضة المشي أو السباحة على سبيل المثال.
  • استشارة أخصائي تغذية: حيث يساعد أخصائي التغذية المصاب باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن. وهذا يقلل من معدل السكر التَراكمي، وسيظهر انخفاض السكر التَراكمي عند إجراء فحص السكر التَراكمي بعد مرور 3 شهور.
  • الإقلاع عن التدخين: يسبب التدخين العديد من المشكلات الصحية، ويعتبر مرض السكري من أبرزها. لذا قلل من التدخين أو أقلع عنه نهائيًا لتحمي نفسك من الإصابة أو من مضاعفاته.

ما هي فائدة تقليل معدل السكر التراكمي

السكر التراكمي الطبيعي

يؤدي تقليل معدل السكر بنسبة 1% عند مرضى السكري من النوع الأول والنوع الثاني إلى:

  • تقليل مضاعفات مرض السكر بنسبة 25%.
  • تقليل احتمالية معاناة مرضى السكري من الأمراض التالية:
      • يقلل من مرض الساد Cataract، والذي يعني وجود ضبابية في عدسة العين. إذًا يبلغ تخفيف مرض الساد بنسبة 19%.
      • يقلل من فشل القلب بنسبة 16%.
      • يخفف من البتر، أو الموت بسبب مرض الأوعية الدموية المحيطية، وهذا بنسبة 43%.

علاج السكر بالأدوية

تستخدم بعض الأدوية للحد من السكر التراكمي والتحكم فيه إضافةً إلى عدم ارتفاعه أو انخفاضه. ومن أدوية علاج السكر:

  • دواء ميتفورمين

يعد دواء ميتفورمين أول دواء وُصف لعلاج السكري من النوع الثاني حيث يخفض هذا الدواء نسبة الجلوكوز في الكبد.

  • دواء جلوكوفاج

يعمل هذا الدواء على تحسين الحساسية في الجسم تجاه الإنسولين.

  •  السلفونيل يوريا

يساعد استخدام هذا الدواء الجسم على إفراز الإنسولين ويعتبر أهم أدويته هو دواء جليبو ريد.

  • علاج ثيازوليدين ديون

يعمل هذا الدواء على رفع مستوى الحساسية اتجاه الإنسولين في أنسجة الجسم. وكمثال عن هذه الأدوية دواء أفانديا.

  • علاج مثبطات مستقبلات

حيث تستخدم كحقن وتساعد بوقف عملية الهضم وتخفض مستوى السكر بالدم.

في الختام فإن مرض السكر ليس بالشيء الخطير إن تداركه الإنسان وتعامل معه بشكل طبي وصحي وأجرى فحوصات دورية سواء فحص السكر التراكمي أو فحص السكر العادي. إذ لم يتركه الطب من دون علاج. فكل ما ينبغي علينا هو الاهتمام بصحتنا وإن كنا من المرضى وهذا وارد فيجب أن نعمل كل ما يفيدنا لنتخلص من المرض ومن مضاعفاته ونتمنى الصحة للجميع.

Scroll to Top