في كلّ سنةٍ و مع بداية فصل الشّتاء تزداد الإصابات بالزّكام وخصيصًا الزكام عند الأطفال، فمن منّا لم يتعرّض للإصابة بالزّكام من وقتٍ لآخر وخاصةً في طفولته. ويعدّ الزّكام من أكثر الأمراض الشائعة حيثُ تكون نسبة الإصابة به عالية، لكنّه ليس بالمرضِ الخطير، فمن الممكن علاجه من دون الحاجة لزيارة الطبيب لكن لا يجب تجاهل أعراضه. و الأطفال أكثر عرضة للإصابة من البالغين وذلك بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. حيث تتم العدوى بدخول الفيروس المجرى التنفسي سواء من الفم أو الأنف أو حتى عن طريق العينين ، و بمجرد تعرض الطفل لمصدر العدوى تظهر الأعراض في حوالي ثلاثة أيام لأسبوع.
أسباب الإصابة بالزكام عند الأطفال
الإصابة بأحد الفيروسات المسبّبة للزّكام وأشهرها الفيروسات الأنفية Rhinovirus سواء بشكلٍ مباشر عن طريق التعامل مع المرضى أو عن طريق السّطوح الملوثة بالفيروسات لأنّ الفيروسات يمكن أن تبقى لفترةٍ طويلة على الأسطح، وكذلك فإنّ التعرض للبرد سبب من أسباب الإصابة
وتختلف إمكانية الإصابة من طفلٍ لآخر. والأطفال الأكثر عرضة للإصابة هم:
الأطفال الذين لا يتلقون القسط الكافي من الرّاحة والنّوم بالإضافة إلى الأطفال الذين يتعرضون للجهد النفسي وأيضًا الذين يعانون من ضعف مناعة سواء بسبب تناول أدوية معينة أو إصابة بمرض مناعي وأخيرًا الذين لديهم حساسية و في هذه الحالة من الضروري مراجعة الطبيب بسرعة والأهم من ذلك كله الأطفال الذين عمرهم أقل من ستّة أشهر.
أعراض الزّكام عند الأطفال
- سيلان الأنف وانسدادهِ. حيث يقوم الجسم بزيادة المخاط للإمساك بالفيروسات والجراثيم. لتتمكن الكريات البيض من التوجه لموقع الفيروس والقضاء عليه وذلك رد فعل مناعي لدخول الفيروس.
- التهاب الحلق.
- السّعال والعُطاس.
- ويمكن أيضًا حدوث ارتفاع في الحرارة، حيث يقوم الجسم برفع درجة حرارته للقضاء على الفيروسات والجراثيم. ولا يصل الجسم لمرحلة الخطر إلّا عند ارتفاع الحرارة عن الدرجة ٤٢ مئوية.
- بالإضافة إلى إمكانية حدوث صداع وألم في العضلات.
الفرق بين الإصابة بالزكام والإصابة بالإنفلونزا
الفيروس المُسبِّب للإنفلونزا يختلف عن الفيروس المُسبِّب للزّكام. و لكن من الصعب التمييز بين الزّكام والإنفلونزا وذلك لتشابه أعراضهما. لكنّ الإنفلونزا أكثر خطراً، و تسبب التّعب لوقتٍ أطول وارتفاع الحرارة و قشعريرة. بالإضافة إلى صداع أكثر شِدّة منه في حالة الإصابة بالزكام عند الأطفال.
طرق الإصابة بالزكام
طريقة انتقال العدوى للأطفال أسرع من الكبار وذلك عبر:
- العدوى المباشرة من الرذاذ الذي يخرج من الشّخص المُصاب في السّعال والعُطاس.
- التعامل باليد مع الشخص المُصاب وملامسة مفرزاتهم، ومن ثمّ ملامسة الفم والأنف.
- لمس الأسطح الملوثة بمفرزات الشخص المُصاب. وما إلى هنالك من مشاركة أشياء المريض الخاصة. فلو وصلَ الفيروس للفم أو الأنف يحصل تكاثر للفيروس في الجهاز التنفسي، وتبدأ أعراض الزّكام بالظهور.
الأخطاء المتبعة عند الإصابة بالزكام
- لا يزال أغلب الأهالي يعانون من جهلٍ في التعامل مع طفلهم المُصاب. وذلك في:
- إعطاء الطّفل المُضادات الحيوية. وهي أكثر الأخطاء الشّائعة التي تؤدي إلى حدوث خلل في الجهاز المناعي. حيث أثبتت الدراسات أنّ الأطفال الذين يتناولون المُضادات الحيويّة أكثر من ١٠ مرات، تزيد لديهم نسبة الإصابة بسرطان الغدة اللمفاوية.
- الإكثار من تناول الأدوية، كالمسكنات وخافضات الحرارة. لما للحرارة من دور فعّال في القضاء على الفيروسات. بالإضافة إلى ارتفاع خطر الإصابة بالانسداد الرئوي، والأزمات القلبية .واستخدام أدوية السّعال بكثرة.
- بالإضافة إلى منع الأطفال من تناول بعض الأطعمة كالسمك وأخيرًا الحفاظ على الصحةالفموية.
الأطعمة التي تساعد على التخلص من الزكام عند الأطفال
- التّغذية الصّحية من أفضل الوسائل التي ممكن أن تخفف من أعراض الزّكام عند الأطفال و تزيد من سرعة الشّفاء. بالإضافة إلى تقوية جهاز المناعة.
- يجب أن يحوي غذاء الطفل العناصر الغذائية المهمة كالبروتينات، والنشويات، والفيتامينات..
- يعدّ حساء الشوربة ذو قيمة غذائية عالية، بالإضافة إلى تعويضه للسوائل المفقودة.
- يجب تناول الخضروات و الفواكه، وخاصة الغنية منها بفيتامينC كالليمون، والبرتقال وذلك لما لفيتامين C من دور كبير في تقوية مناعة الطفل. لأن الطّفل الذي يمتلك مناعة قويّة لا يُصاب مرّة أخرى بالزّكام.
- تناول الأطعمة الغنية بفيتامينD ، حيث يساعد فيتامينD على عمل ٣٠٠ أنزيم يزيد المناعة.
- وكذلك فإنّ اللحوم والأسماك، والألبان والبيض من الأغذية المفيدة جدًا لتخفيف الإصابة بالزّكام. غالبًا تبقى شهية الطفل المصاب بالزّكام ضعيفة. وخاصة في حال التهاب الحلق، لذلك من الضروري التنويع بالأطعمة وهرسها قبل تقديمها للطفل.
الوقاية من الإصابة بالزكام
- من الضروري تعليم الأطفال بأهمية غسل الأيدي وتعقيمها، وخاصةً عند التعامل مع المُصابين.
- استخدام المناديل عند السّعال والعُطاس. والتخلص منها في سلة المهملات، وذلك لحماية الآخرين من العدوى.
- عدم مشاركة الأدوات الخاصة بالمُصاب، كالمنشفة وكؤوس الماء..
- النوم والّراحة لوقت كافي.
- تناول الأطعمة الصّحية والغنية بالعناصر الغذائية.
- يمكن أن يكون لقاح الإنفلونزا فعّال في حالة الإصابة بالزكام.
علاج الزكام عند الأطفال
- تلقي القسط الكافي من الرّاحة والنوم. لكي يستطيع جهاز المناعة العمل بشكل أفضل والدّفاع عن الجسم. فمن الأفضل للطفل أخد إجازة من المدرسة.
شرب السوائل بكميات كبيرة، لتعويض السوائل المفقودة عن طريق التعرّق الذي تسببه الحرارة.
الاهتمام بتغذية الطّفل تغذية صحيّة سليمة.
تسليك الأنف عن طريق استخدام محلول ملحي. وذلك لمنع إصابة الطفل المُصاب بالزّكام بالتهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الأذن الوسطى.
من الممكن استخدام الأدوية بأقل قدر ممكن للسيطرة على الأعراض، كتناول مسكنات الألم كالبارسيتامول والإيبوبروفين، وخافضات الحرارة، بالإضافة إلى طاردات البلغم. نسبة قليلة من الأطفال تكون لديهم الإصابة شديدة بحدوث حرارة مرتفعة أو صداع شديد، أو ألم غير محتمل. و يجب مراجعة الطبيب ليصف الأدوية والجرعات.
أطفالُنا هم أغلى ما نملك، والاهتمام بصحتهم أولويّتُنا كي تبقى ضحكاتهم تزيّنُ حياتنا. دمتُم سالمين.