الرحم الطفلي أو نقص تنسج الرّحم تشوّه خلقي يصيب الرّحم فيبقى شكله وحجمه صغيرًا مقارنةً بحجم الرّحم الطّبيعي. ويكون غير متناسب مع عمر المرأة. فيصبح القسم العضلي فيه أكبر من بطانة الرحم، ويسبب هذا التّشوه عدم قدرة الرّحم على القيام بوظيفته الأساسيّة وهي خلق بيئة مناسبة للبويضة الملقحة كي تنغرس في الرّحم لتنمو وتصبح طفلًا كاملًا. والجدير بالذكر أنّ المبيضان يظلان طبيعيان، وتظهر على الفتاة الصّفات الأنثويّة الأساسيّة لذلك يتأخر تشخيص الإصابة بمرض الرحم الطّفلي حتى مرحلة البلوغ وتأخر حدوث الطمس لدى الفتاة. فما هو الرحم الطفلي أسباب وعلاج هذا المرض.
أسباب الإصابة بالرحم الطفلي
لا يوجد سبب أساسي للإصابة بالرحم الطفلي ولكن يمكننا تقسيم الأسباب إلى:
- السّبب الخلقي: فتولد الفتاة برحم طفلي أو قد تولد بدون رحم أو رحم مشوّه.
- السبب المكتسب: من الممكن أن تخلق الفتاة برحم حجمه طبيعي لكن وبسبب تعرضها لمجموعة من العوامل الخارجية تتسبب في حدوث الرحم الطفلي ومن هذه العوامل:
- أمراض في الجهاز العصبي، أو مشكلات نفسيّة.
- سوء في التّغذيّة ونقص الوزن.
- الإكثار من شرب الكحول.
- التّدخين أو التّدخين السلبي.
- تعاطي المخدرات.
- إصابة الطّفلة ببعض الأمراض كالحصبة والنّكاف والتّي تسبب خلل في الهرمونات.
- القصور الكلوي أو القصور الكبدي.
- الضغوط النفسيّة سواء في المنزل أو في المدرسة.
- الإصابة بعدة أمراض منها اضطرابات الغدة الدرقية التّي تؤثر في الهرمون المسؤول عن النّضج للأعضاء التّناسليّة.
- مرض السّكري.
- فرط برولاكتين الدّم.
- إجراء عمليات جراحية مثل عملية استئصال المبيضين.
- ممارسة رياضات عنيفة لا تتوافق مع القدرات الفيسيولوجية للفتاة مثل الجمباز والباليه. فيتعرض جسم الفتاة للضغط مما يؤثر سلبًا على أعضائها التناسلية.
أعراض الإصابة بالرحم الطفلي
نظرًا لاختلاف درجة حالة الرّحم الطّفلي فتختلف أعراضه ما بين الشّديدة والطّفيفة، ففي الدرجة الثالثة التي ذكرناها من قبل تكون الأعراض خفيفة جدًا وغير ملحوظة لذلك من الصّعب اكتشاف الإصابة إلّا بعد إجراء فحص أو تصوير للرحم.
ومن الأعراض الشّائعة للإصابة بالرّحم الطّفلي:
- يكون قوام الفتاة صغيرًا مقارنةً بقريناتها، وحوضها ضيق وأردافها مسطحة.
- نمو الشّعر تحت الابطين وفي منطقة العانة يكون خفيفًا.
- لا يوجد للمرأة فتحة مهبل وفي حال وجودها تكون صغيرة جدًا.
- عدم حدوث الطمس بالرّغم من الوصول إلى مرحلة البلوغ.
- إذا حصل الطّمث فيرافقه آلام شديدة في البطن.
- تأخر الحمل.
- الإجهاض المتكرر.
- حدوث الولادات المبكرة.
أشكال الرحم الطفلي
من المعروف أنّ حجم الرّحم الطّبيعي لدى الأنثى البالغة هو 7,5سم، وفي حالة الرحم الطفولي يكون حجمه أصغر من المعدل الطبيعي ومن الممكن تقسيمه إلى ثلاث درجات:
- الدرجة الأولى: يدعى الرحم البدائي أو الرحم الجنيني ويكون فيها الرحم في أصغر حالاته يبلغ طوله 1-3 سم ولا يمكن أن يتطوّر الرّحم في المستقبل لذلك يكون من المستحيل الحمل في هذه الحالة بسبب انقطاع الدورة الشّهرية.
- الدرجة الثانية: يكون فيها الرّحم أكبر من الحالة الأولى لكنّه مازال أصغر من الحجم الطّبيعي إذ يتراوح طوله بين 6-3 سم وبالنسبة للدّورة الشّهريّة فهي غير منتظمة ومؤلمة وخفيفة.
- الدّرجة الثّالثة: يقترب فيها الرّحم من الحجم الطّبيعي للرحم فيكون طوله 7سم.
تشخيص الرحم الطفلي
يتم اكتشاف الإصابة بالرّحم الطّفلي بعدة طرق وهي:
- الفحص الهرموني: يتم من خلاله إجراء فحص للغدة الدرقية واختبار حدوث الإباضة لدى النّساء المصابات بالعقم.
- فحص الدّم: يكشف فحص الدّم في حال الإصابة بعدم التنسج المولري.
- فحص بالأشعة فوق الصّوتيّة: ويتم من خلاله الحصول على صورة واضحة لمنطقة البطن.
- التّصوير بالرّنين المغناطيسي.
علاج الرّحم الطّفلي
ذكرنا سابقًا درجات الرّحم الطّفلي وسنتعرف الآن على إمكانية شفاء كل حالة:
- الدّرجة الأولى: تعتبر من أكثر الدرجات صعوبةً وغير قابلة للشفاء أبدًا.
- الدّرجة الثّانيّة: من الممكن علاجها عن طريق علاج الهرمونات فتعمل بالتّالي على زيادة حجم الرّحم، وكلما كان اكتشاف وعلاج المشكلة مبكرًا يعطي فرصة أكبر للشفاء.
- الدّرجة الثّالثة: لا يتم اكتشافها في بعض الحالات فيحدث الحمل بشكل الطّبيعي، ولكن مازالت فرصة الولادة المبكرة تهدّد هذه الحالة.
علاج الرّحم الطّفلي بالأعشاب
قد تساعد بعض الأعشاب في علاج الرّحم الطّفلي لكن من الأفضل استشارة الطّبيب أولًا، ومن هذه الأعشاب:
- خلط نسب متساويّة من الزّنجبيل والقرفة والميرمية والبردقوش وغليها مع بعضها البعض وشرب كوب بشكل يومي.
- وضع البهارات بشكل دائم مع الطّعام فلها فوائد كثيرة ومنها علاج الرحم الطفلي.
- العرقسوس مفيد جدًا ويساعد في علاج الرحم الطفلي وذلك بتناول كوب منه يوميًا، ولكن يجب الحذر منه إذا كانت المريضة تعاني من مرض في الضّغط.
- البقدونس يعتبر من الخضراوات الهامة لعلاج الرحم الطفلي وذلك من خلال غليه جيدًا ومن ثم شربه بشكل يومي.
فرص الحمل لدى المرأة الحامل
لا توجد إجابة حتميّة بنعم أو لا. فالأمر يعتمد على حالة المرأة وحجم الرّحم بالإضافة إلى حجم الإصابة ويمكن تصنيفها كالتالي:
- إذا أصاب نقص التّنسج الرحم فقط ولم يؤثر على المبيضين، فمن المحتمل أن تحمل المرأة لكن فرص تعرضها للإجهاض تكون مرتفعة، وهنا ينصح الأطباء بإعادة المحاولة.
- إذا أصاب نقص التنسج منطقتي الرحم ونفير فالوب، وظل المبيضان سليمين، فمن المستبعد حدوث الحمل بشكل طبيعي لدى المرأة، في هذه الحالة من الممكن أخذ البويضات من المرأة وإجراء تلقيح صناعي في رحم أم بديلة.
- أما إذا أصاب نقص التنسج منطقتي الرحم والمبيضين فيصبح من الصعب جداً حدوث الحمل بل فرص حدوث الحمل آنذاك تكون شبه منعدمة. لكن قد تستجيب بعض الحالات للعلاج الهرموني البديل وتحرّض الإباضة، ومن ثم تؤخذ البويضات ويتم تلقيحها اصطناعيًا في رحم أم بديلة.
ولا بد من استشارة الطّبيب عند حدوث أحد الأعراض التي ذكرناها سابقًا، للتأكد من سلامة الرّحم وفي حال وجود مشاكل علاجها في وقت مبكر للحصول على نتائج أفضل وأسرع.