من منا لا يخاف من التقدم بالعمر والإصابة بمرض الخرف؟ ولكن هل من الممكن الإصابة به في عمر مبكر؟ ما هي الأسباب التي تكمن وراء الإصابة بهذا المرض؟ سنقدم الإجابات الوافية عن جميع هذه الأسئلة المتعلقة بمرض الخرف، بالإضافة إلى أعراض المرض وطرق العلاج.
إن الخرف أو متلازمة الدماغ العضوية هو واحد من الاضطرابات النفسية، التي تحدث بسبب إصابة دماغ الإنسان بمرض معين أو رضة أو كدمة، مما يتسبب بحدوث خلل في آلية عمل الدماغ. تترافق الإصابة بمرض الخرف مع مجموعة من الأعراض التي تؤثر على عمل الذاكرة وطريقة التفكير، كما تتأثر القدرات الاجتماعية للمريض أيضا. وقد تتفاقم الأعراض إلى درجة تأثير المرض على ممارسة المريض لنشاطاته اليومية. غالبًا ما يترافق الخرف مع حالات من فقدان الذاكرة، وهو من المؤشرات الرئيسية على احتمالية الإصابة بالمرض. ولكن هذا لا يعني أن كل فقدان للذاكرة يعني بالضرورة إصابة الشخص بالخرف. كما أن مرض الزهايمر هو أهم أسباب إصابة كبار السن بالخرف. سنبين في الفقرات التالية أسباب الخرف والأعراض وطرق العلاج.
أعراض الإصابة بمرض الخرف
إن السبب الرئيسي للإصابة هو تلف أو خسارة بعض الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ. وتختلف أعراض الخرف من شخص إلى آخر، باختلاف المنطقة من الدماغ المتأثرة بالتلف والضرر.كما تختلف الأعراض باختلاف نوع الخرف.
أعراض الخرف الوعائي
يحدث هذا النوع نتيجة لتلف الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم. وقد يتسبب هذا التلف بحدوث سكتة دماغية، أو أضرارًا أخرى في الدماغ، مثل تلف ألياف المادة البيضاء في الدماغ. ومن الأعراض الرئيسية لهذا الخرف:
- فقدان الذاكرة.
- عدم القدرة على التركيز.
- مواجهة صعوبات في حل المشاكل.
- تباطؤ في التفكير.
أعراض خرف أجسام ليوي
أجسام ليوي هي كتل من البروتينات تتواجد في المخ وتسبب حدوث الخرف. ومن أعراض هذا النوع:
- الإصابة بالهلوسة البصرية، والتي تتضمن مشاهدة المريض لأشياء غير موجودة.
- عدم القدرة على التركيز وفقدان الانتباه.
- بطء وعدم تناسق في الحركة.
- الرعاش.
أعراض الخرف الجبهي الصدغي
تتدمر في هذا النوع الخلايا والموصلات العصبية المتواجدة في الفص الجبهي والفص الصدغي من الدماغ. وأعراض هذا النوع هي التالي:
- تغيرات في السلوك وطريقة التفكير.
- تغيرات في الشخصية وطريقة الحكم على المواقف.
- كما تتأثر اللغة وطريقة الحركة في هذا النوع.
أعراض الخرف المختلط
يعاني المريض في هذا النوع من خليط من الأعراض مثل أعراض الخرف الوعائي وخرف أجسام ليوي. وهناك العديد من الدراسات التي ما تزال قائمة بهدف تحديد تأثيرات الخرف المختلط على الأعراض والعلاجات.
أسباب الإصابة بمرض الخرف
إن السبب الرئيسي لحدوث الخرف هو تلف الخلايا العصبية في الدماغ، وهناك العديد من الأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة تتمثل فيما يلي:
- تزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في العمر، وبالأخص بعد تجاوز 65 عام، ولكن قد يصيب الخرف الأشخاص الأصغر سنًا.
- العامل الوراثي، تزيد احتمالية الإصابة بالخرف في العائلات التي لديها تاريخ من الإصابات بالمرض.
- الأشخاص المصابون بمتلازمة داون معرضون للإصابة بالخرف في منتصف العمر.
- إدمان الكحول، والذي يسبب حدوث تغييرات في الدماغ تزيد من مخاطر الإصابة بالخرف.
- الإصابة بأمراض القلب والأوعية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع معدلات الكوليسترول في الدم، وتصلب الشرايين.
- يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بالخرف.
- التدخين.
- تلوث الهواء، وبالأخص التلوث الناجم من عوادم السيارات.
- التعرض لإصابة رضخية عنيفة في الرأس.
- اضطرابات النوم.
- سوء التغذية ونقص الفيتامينات، مثل فيتامين D وB6 وB12 وحمض الفوليك.
- الإفراط في تناول الأدوية المهدئة والمنومة.
تشخيص مرض الخرف
ليس من السهل تشخيص الإصابة بالخرف. ويحتاج الطبيب إلى معرفة نمط فقدان المصاب للمهارات والوظائف الأساسية، كما سيجري الطبيب مجموعة من الاختبارات الإدراكية والنفسية، إلى جانب تقييم الوضع العصبي للمريض، وإجراء فحوصات وصور متعددة للدماغ.
علاج مرض الخرف
لا يمكن علاج معظم أنواع الخرف، لكن هناك مجموعة علاجات تساعد في السيطرة على الأعراض. ومن أهم هذه العلاجات:
- تناول الأدوية التي تساعد في السيطرة على الأعرض ومن هذه الأدوية:
- مثبطات الكولينستيراز: تعمل هذه الأدوية على تعزيز مستوى النواقل العصبية المرتبطة بالذاكرة.
- الميمانتين: يقوم بتنظيم نشاط الناقل العصبي (الغلوتامات) المرتبط بوظائف التعلم والذاكرة. وقد يصف الطبيب الميمانتين مع أحد مثبطات الكولينستراز.
- أدوية أخرى: ربما يصف الطبيب أنواع أدوية أخرى لعلاج الأعراض المرافقة للخرف، مثل الاكتئاب أو اضطرابات النوم.
- العلاج المهني للمريض، ويتم ذلك من خلال خلق بيئة منزلية أكثر أمانًا وملاءمة لمريض الخرف.
- تبسيط المهمات المطلوبة من المريض قدر الإمكان وتقسيمها من أجل تسهيل إنجازها.
الوقاية من الإصابة بمرض الخرف
هناك العديد من الإجراءات الوقائية التي تساعد في التقليل من احتمالية الإصابة بالخرف أهمها:
- الحرص على اتباع نظام غذائي صحي.
- تجنب المشروبات الكحولية.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب العوامل التي تسبب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قدر المستطاع.
اضطرابات وأمراض متصلة بالخرف
هناك العديد من الأمراض والاضطرابات التي تؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة للخرف أهمها:
- داء هنتنغتون: تؤدي طفرة جينية إلى الإصابة به، ويتسبب في ضمور الخلايا العصبية في الدماغ وتظهر على إثرها أعراض مشابهة للخرف.
- إصابات الدماغ الرضحية: تحدث بسبب الإصابات المتكررة في منطقة الرأس. ويُصاب بها الملاكمون أو الجنود.
- مرض كروتزفيلد-جاكوب: اضطراب نادر، وغالبًا ما تظهر أعراض هذه الحالة المميتة بعد عمر الستين.
- مرض باركنسون: تظهر أعراض الخرف على الكثير من المصابين بمرض باركنسون.
ومن الضروري أن نختم مقالنا بذكر أن هناك مجموعة من الأمراض التي تعطي أعراض شبيهة بالخرف، مثل مشكلات الأيض والغدة الدرقية، وأورام الدماغ والأورام الدموية تحت الجافية. كما يمكن أن تتسبب الآثار الجانبية لبعض الأدوية أو التداخلات الناجمة عن تناول عدة أدوية في الإصابة بأعراض مشابهة للخرف.