الحكمة من مشروعية الصيام باختصار ما الحكمة من مشروعية الصيام

الحكمة من مشروعية الصيام باختصار. لماذا نصوم؟ وما الهدف من صيام هذا الشهر بالتحديد؟ أسئلة تراود أي مسلم عند قدوم شهر رمضان المبارك. هذا الشهر الكريم الذي فضّله الله سبحانه وتعالى على بقية الشهور بإنزال كتاب الله القرآن الكريم على نبيه محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام. حيث لا يمكن أداء أي عمل أو حكم دون الالتزام بسنة الله من جهة، أو تطبيق الفروض الإسلامية على التمام من جهة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يعودنا صيام شهر رمضان الكريم، والذي يعد أحد أركان الإسلام الأساسية على ضبط النفس وترويضها في مواجهة المغريات الكثيرة لهذه الدنيا الفانية.

لكن، كيف نؤدي الواجبات في شهر رمضان، من أجل أن نرضي الله سبحانه ونمشي على الصراط القويم بالطريقة الصحيحة. لذلك، سنتحدث في مقالنا عن الحكمة من مشروعية الصيام، ومفهومة المعروف عند علماء المسلمين . كما سنشرح أقسام الصيام وأركانه وشروطه وفرائضه والفوائد التي نجنيها أثناء وبعد صيام الشهر، من ثم الآداب التي علينا الالتزام بها في الشهر الفضيل.

الحكمة من مشروعية الصيام باختصار ما الحكمة من مشروعية الصيام

شرّع الله صيام الشهر المبارك لعباده، من أجل التقرب إليه بالطاعة والعمل، إضافة إلى إحساس الإنسان بأخيه الإنسان. كما تزيد التعاطف الإنساني، والشعور بفقراء المسلمين، والعطف على مساكينهم. بسبب مراقبة الإنسان لنفسه وخشوع قلبه عند شعوره بالصلة القريبة بينه وبين ربه، ممّا يضبط تصرفاته، ثم مواقفه، من ثم السيطرة على شهوته.

دلائل مشروعية الصيام

دلائل مشروعية الصيام
دلائل مشروعية الصيام

هنالك عدة دلائل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتي تدل على أهمية ومشروعية الصيام وهي:

  • التنزيل العزيز: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
  • كما قال سبحانه: (أَيَّامًا مَعدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مريضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيامٍ أُخَرَ).
  • قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (بني الإسْلام على خمسْ، الشهادة بأن لا إله إلا الله، وبأن محمد رسول الله، وإقامةُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة، والحجُ وصومُ رمضان).

تعريف شهر رمضان

عندما نقف أمام تعريف شهر رمضان الفضيل، نعطي نظرة للأفق ونأخذ نفسًا عميقًا، فأمام هذه العظمة كلها، كيف تتمكنُ يدين على هذه الأرض من كتابةِ وصفٍ لشهر الغفران بعدة سطور، شهر الله المفضل بين الأشهر القمرية جميعها، وتاسعها ترتيبًا، يقع بين شهري شوال وشعبان، وهو الشهر الذي يتم فيه الإنسان أركان الإسلام.

فيمارس ما استطاع منها في هذا الشهر الفصيل، شهر غفران الذنوب، “شهر المغفرة في أوله والرحمة في أوسطه وعتق النار يكون في آخره” من خلال قيام الليل وقراءة القرآن بشكل مكثف وصون اللسان بالتزامه بالكلام الخيّر وإبعاده عن قول المحرمات.

أما صلاة التراويح فهي حديثٌ آخر عن التقرب من الله تعالى من خلال الصلاة التي تأتي بعد صلاة العشاء جماعةً وهي ليست من الفروض بل من النوافل ( وهي عبادة زائدة على الفرائض الدينية، كصيام عاشوراء، والصلاة والصدقة، وصيام ستة أيام من شوال، وصيام يوم عرفة، وصيام ثلاث أيام من كل شهر، والجهاد الذي يفسره فقهاء الدين بمعانٍ مختلفة كجهاد الحج مثلًا، والكثير غير الذي ذكرناه مما ملكت أيمانكم).

قال تعالى 🙁شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ* هُدًى لِّلنَّاسِ* وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) 

فضل صيام شهر رمضان

يكون فضلُ صيامِ شهر رمضان بغفران ذنوب الزلات والمعاصي، وباكتساب الحسنات والثواب المُضاعف وتجميعهما، إيمانًا منا بكلمات الله التي نزلت في كتابه الحكيم، كما أن في هذا الشهر الفضيل تفتح أبواب الجنة .

ليلة القدر في شهر رمضان والحكمة من مشروعية الصيام

ليلة القدر واحدة من ليالي شهر رمضان العشرة الأخيرة، ويعتبر أي عملٍ صالح فيها خيرٌ من ألف شهر.قال تعالى في كتابه الكريم:(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

قيام الليل في شهر رمضان

يعتبر قيام الليل متمثلًا بصلاة التراويح من أحب الأفعال وأكثرها قربًا من الله تعالى، من خلال صلاة الليل وتلاوة القرآن، والعبادة في الليل، وذكر الله خلال جزء من الليل أو لمن لا يقدر، فساعة أو أكثر على قدر استطاعة كل شخص.

آيات كريمة تدل على قيام الليل

ما يميز قيام الليل عن غيره من العمل الصالح، هو خلو المؤمن لربه بالدعاء والمناجاة وانقطاعه عن كل ما يشغل النفس، وانعكافه إلى طلب المغفرة والتيسير في الحياة هذا جليٌ في الآيات التالية:

قال تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم 

  • (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).سورة الذاريات .
  • ( أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا* يَحْذَرُ الْآخِرَةَ* وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ* قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ* وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ* إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ). سورة الزمر .
  • (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا). سورة الإسراء . 

تعريف صيام شهر رمضان

تعريف صيام شهر رمضان
تعريف صيام شهر رمضان

 

يربط معظم الناس الصيام بالمأكولات والشراب فقط، لكن الحقيقية أن الصيام يتعلق بأمور عديدة أخرى غير ذلك. فالصيام هو امتناع عن أكل، أو شرب وجميع ما يدخل المعدة، إضافة إلى منع النفس عن كل ما يفطر من الآثام والشهوات. كذلك، يبدأ صيام الشهر من طلوع الفجر إلى غروب شمس النهار بعد ترقب رؤية هلال شهر رمضان المبارك.

شاهد أيضا: دعاء في رمضان لوالدي المتوفي دعاء جميل جدا.

آيات قرآنية عن الصيام والحكمة من مشروعية الصيام

آيات قرآنية تتحدث عن الصيام
آيات قرآنية عن الصيام

مَن أحقُ مِن كتاب الله الكريم، القرآن الذي لا ريب فيه قدوةً للمسلمين. لهذا اخترنا بعضًا من الآيات الكريمة لنعطر أفواهنا بقراءتها وللاستدلال بها عن فعل الصوم ومنها:

بسم الله الرحمن الرحيم

  • يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * سورة البقرة.
  • سورة المجادلة: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.
  •  قال اللهُ تعالى في سورة البقرة: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّـهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.
  • كما قال اللهُ تعالى في سورة مريم : {وَهُزّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُساقِط عَلَيك رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقولي إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا.

أركان صيام شهر رمضان

يستند شهر رمضان المبارك على عدد من الأركان التي لا تتحقق مشروعية الصيام فيه، سيّما ما يلي:

  • صدق النية قبل صيام أيام الشهر الكريم.
  • تجنب تناول الطعام والشراب.
  • صيام العينين والقلب عن جميع الشهوات المفطرة.
  • الالتزام بالأركان بين صلاة الفجر والمغرب.

شروط الصيام والحكمة من مشروعية صيام الشهر الفضيل

في الحقيقة، لا بد من وجود بعض الشروط التي تؤكد الحكمة من مشروعية الصيام بالنسبة للمسلمين وهي:

  • يُشترط على من بلغ سن الرشد.
  • يسقط فرض الصيام عن الطفل دون سن السابعة.
  • لا يجب على المريض صيام الشهر الفضيل دون استشارة الطبيب المختص.
  • في حال إفطار المريض، يتوجب عليه إفطار مسكين عن كل يوم يفطر به.
  • لا يسقط حكم الصيام عن الحائض والنفساء.

فرائض صيام شهر رمضان

أهم الفرائض التي تحقق مشروعية الصيام في الشهر الكريم هي الالتزام بهذين الفريضتين المهمتين:

  • نية الصيام الصادقة النابعة من القلب عند كل مسلم ومسلمة، ولا يجب نطقها باللسان، بل يكفي إضمار النية بالقلب قبل صلاة الفجر.
  • الالتزام بآداب الصيام بالابتعاد عن كل ما ينقض الصيام من كذب وسرقة وتناول طعام ورياء وغيره.

مفطرات صيام شهر رمضان

في الواقع، يفسد صيام المسلم عندما يخالف أحكام مشروعية صيام الشهر، وأهمها مفطرات صيام الشهر الفضيل مثل:

  • أن يتقيأ الصائم بشكل متعمد.
  • تناول الطعام والفيتامينات من خلال الحقن.
  • تدخين السجائر.
  • الجماع بين الزوجين.
  • الألفاظ النابية والكلمات التي تهين دين الإسلام.

فوائد صيام الشهر الكريم

تتعدد الفوائد الكثير التي نجنيها من صيام شهر رمضان المبارك أهمها:

  • إزالة الفروقات الطبقية بين جميع المسلمين الصائمين الذين يتناولون إفطارهم وأكلات رمضان في وقت واحد.
  • مشاعر الإخاء والمودة بين الأغنياء أصحاب الزكاة والفقراء أصحاب الدعوات.
  • ضبط النفس والصبر على الأذى وفق أوامر النبي الكريم بالاستعانة بالصبر وقول إني صائم.
  • التمسك بالدين والتمثل بتقوى الدين: (يَا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

فوائد الصيام الطبية

تنوعت فوائدُ الصيام الطبية، التي نشأت عن صيام أيام الشهر الكريم ولياليه، بالأخص:

  • إذابة دهون الجسم الزائدة.
  • تنشيط الدورة الدموية.
  • التخلص من سموم الجسم.
  • قوة جهاز الجسم المناعي.
  • تخفيض نسبة السكر في الدم.
  • المساعدة في ترك الصائم السجائر والكحول.
  • مساعدة مرضى الضغط.

آداب الحكمة من مشروعية الصيام

بالطبع، في حال قرر الصائم أن يؤدي فرض الصيام على أتم وجه، لا بد من الالتزام بآداب الصيام، وهي:

  • صوم الأعضاء عن ارتكاب الذنوب، من غض البصر، وكف اليد، أو التلفظ بكلام اللغو، واغتياب الآخرين.
  • المداومة على تلاوة القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
  • الدعاء والاستغفار في شهر القبول والاستجابة.
  • عدم التأخير في تناول الإفطار والسحور.

في نهاية المطاف، ولأن الكثيرين يبحثون عن الحكمة من مشروعية الصيام باختصار الذي أنزل به القرآن، تحدثنا عن أهمية صيام الشهر الفضيل. كما ذكرنا آدابه وأحكامه وفوائده وأقسامه، على أمل أن يقبل الله صيامكم وعبادتكم ممّا يحقق مرضاته سبحانه وتعالى.

Scroll to Top