التهاب المفاصل الروماتيدي الذي يعتبر أشيع لدى النساء من الرجال هو أحد أمراض المناعة الذاتية. هذا يعني أن جهازك المناعي الذي عادةً ما يساعد على حماية جسمك من العدوى والأمراض يهاجم الأنسجة السليمة في مفاصلك عن طريق الخطأ مما يسبب الالتهابات والتورم والألم في المفاصل.
حيث في البداية عادةً ما يؤثر على المفاصل الصغيرة في القدمين واليدين، وعادةً مايصيب نفس المفصل على جانبي الجسم. ويمكن أن يؤثر مرض هذا الالتهاب على أعضاء الجسم الأخرى مثل القلب والرئتين والعينين.
يحدث هذا المرض في أي عمر لكن عادةً ما يتطور في منتصف العمر. لأسباب غير معروفة. لذلك سنتحدث اليوم عن هذا الالتهاب، مع ذكر التفاصيل حول أسبابه، وأعراضه، وعلاجه، إضافةً إلى نصائح مهمة للتعايش معه، تابع معنا.
أسباب التهاب المفاصل الروماتيدي
السبب الدقيق لالتهاب المفاصل الروماتيدي غير معروف، حيث عادةً ما يصنع جهاز المناعة أجسامًا مضادةً تهاجم البكتيريا والفيروسات، مما يساعد على مكافحة العدوى، لكن إذا كنت مصابًا بالمرض، فإن جهازك المناعي يرسل عن طريق الخطأ أجسامًا مضادة إلى بطانة مفاصلك، حيث تهاجم هذه الأجسام الأنسجة المحيطة بالمفصل، ويؤدي هذا إلى إصابة الطبقة الرقيقة من الخلايا (الغشاء الزليلي) التي تغطي مفاصلك بالتهاب، مما يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية تضر بالجوار بالعظام والغضاريف والأوتار والأربطة المجاورة.
ومع ذلك، هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن ينتج عنها هذا الالتهاب وهي:
- الوراثة: هناك بعض الأدلة على أن التهاب المفاصل الروماتيدي يمكن أن ينتشر وراثيًا. علمًا أن الجينات لا تسبب بالفعل هذا الالتهاب، إلا أنها قد تجعلك أكثر عرضةً للتفاعل مع العوامل البيئية مثل العدوى ببعض الفيروسات والبكتيريا التي قد تؤدي إلى ظهور المرض.
- الهرمونات: التهاب المفاصل الروماتويدي أكثر شيوعًا عند النساء من الرجال، وقد يكون ذلك بسبب تأثيرات هرمون الأستروجين، على الرغم من عدم إثبات هذا الارتباط.
- تاريخ الحمل: قد تكون النساء اللواتي لم يسبق لهن الولادة أكثر عرضةً للإصابة بهذا الالتهاب.
- التدخين: يزيد تدخين السجائر من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيدي، خاصةً إذا كان لديك استعداد وراثي للإصابة بالمرض.
- مناعة غير طبيعية.
- البيئة.
طرق تشخيص مرض التهاب المفاصل الروماتيدي
يشخّص التهاب المفاصل الروماتيدي بوساطة طبيب مختص، مع إجراء الفحص السريري، وإجراء الأشعة السينية، وفحوصات الدم.
ومن الأفضل تشخيص هذا المرض، في وقت مبكر لا يتجاوز 6 أشهر من ظهور الأعراض؛ حتى يتمكن الأشخاص المصابون بالمرض من بدء العلاج؛ لإبطاء تقدم المرض أو إيقافه، كي لا يؤدي تفاقمه إلى تلف المفاصل أو غيره.
أعراض التهاب المفاصل الروماتيدي
تتمثل الأعراض الرئيسية لالتهاب المفاصل الروماتيدي في آلام المفاصل وتورمها وتيبسها، قد يسبب أيضًا أعراضًا عامةً والتهابًا في أجزاء أخرى من الجسم.
غالبًا ما تتطور أعراض هذا المرض تدريجيًا على مدار عدة أسابيع، ولكن يمكن أن تتطور بعض الحالات بسرعة على مدار عدة أيام.
تختلف الأعراض من شخص لآخر، قد تأتي الأعراض وتذهب، أو تتغير بمرور الوقت، وقد يواجه المصاب نوبات عندما تتدهور حالته وتزداد الأعراض سوءًا.
وتكون الأعراض على الشكل التالي:
- الشعور بالألم: عادةً ما يكون ألم المفاصل المصاحب لالتهاب المفاصل الروماتيدي عبارة عن ألم نابض وذلك أثناء الحركة أو أثناء الراحة، وغالبًا ما يكون أسوأ في الصباح وبعد فترة من عدم النشاط.
أكثر مواقع الألم شيوعًا هي الأصابع والمعصم، قد يعاني المصاب أيضًا من ألم في ركبتيه أو قدميه أو كاحليه أو كتفيه. - الكزازة: يمكن أن يشعر المصاب بالتهاب المفاصل الروماتيدي بصلابة في المفاصل، على سبيل المثال، إذا تأثرت يداك، فقد لا تتمكن من ثني أصابعك بالكامل أو تكوين قبضة. غالبًا ما يكون التصلب أسوأ في الصباح أو بعد فترة من الخمول.
عادةً ما يزول التيبس الصباحي ، وهو أحد أعراض نوع آخر من التهاب المفاصل، يسمى هشاشة العظام، في غضون 30 دقيقةً من الاستيقاظ، ولكن غالبًا ما يستمر التصلب الصباحي في التهاب المفاصل الروماتويدي لفترة أطول من ذلك. - تورم ودفء واحمرار: تلتهب بطانة المفاصل المصابة بهذا الالتهاب، مما قد يؤدي إلى انتفاخ المفاصل وتصبح ساخنةً ومؤلمةً عند اللمس.
عند بعض الأشخاص، يمكن أن تتطور تورمات قوية تسمى العقيدات الروماتيزمية أيضًا تحت الجلد حول المفاصل المصابة.
كما يمكن أن يؤدي التهاب الأوتار إلى الضغط على أعصابك، وهذا قد يسبب تنميلًا أو وخزًا أو شعورًا حارقًا في يديك. وقد تُصدر مفاصل يديك أو قدميك صريرًا أو طقطقة حيث يحتك الغضروف التالف بالمفاصل عندما تتحرك. - أعراض إضافية:
- التعب وقلة الطاقة.
- حرارة عالية.
- التعرق.
- ضعف الشهية.
- فقدان الوزن.
- جفاف العين – إذا تأثرت العيون.
- ألم في الصدر – إذا تأثر القلب أو الرئتين.
علاج مرض التهاب المفاصل الروماتيدي
لا يوجد علاج شافٍ لمرض التهاب المفاصل الروماتيدي، إلا أن العلاج والدعم المبكر يمكن أن يقلل من خطر تلف المفاصل ويحد من تأثير الحالة.
لكن غالبًا ما يقسم العلاج إلى نوعين رئيسيين:
الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض (DMARDs)
إذا شخصت إصابتك بالتهاب المفاصل الروماتيدي، فعادةً ما تعطى مزيجًا من أقراص DMARD كجزء من علاجك الأولي.
تعمل هذه الأدوية على تخفيف أعراض الحالة وإبطاء تقدمها. حيث تعمل DMARDs على منع تأثيرات المواد الكيميائية التي تطلق عندما يهاجم جهازك المناعي مفاصلك.
تشمل DMARDs التي يمكن استخدامها ما يلي:
- ميثوتريكسات: عادةً ما يكون الميثوتريكسات هو أول دواء يعطى عند الإصابة بهذا المرض.
- ليفلونوميد.
- هيدروكسي كلوروكوين.
- سلفاسالازين.
قد يضطر المصاب إلى تجربة نوعين أو ثلاثة أنواع من DMARD قبل أن يجد النوع الأنسب له. بمجرد أن يجد هو وطبيبه أنسب DMARD ، سيتعين عليه عادة تناول الدواء على المدى الطويل.
العلاجات البيولوجية
العلاجات البيولوجية، مثل etanercept، وinfliximab، هي شكل جديد من العلاج لالتهاب المفاصل الروماتيدي.
عادةً ما تعطى مع الميثوتريكسات أو DMARD آخر ، أو تستخدم هي فقط إذا لم تكن DMARDs فعالة من تلقاء نفسها.
حيث تعمل على منع مواد كيميائية معينة في دم المصاب من تنشيط جهاز المناعة لديه لمهاجمة مفاصله.
طرق التعايش مع التهاب المفاصل الروماتيدي
لابد من مناقشة الطبيب حول مدى قدرة الجسم على مزاولة الرياضة والنشاط البدني. كما أن هناك بعض النصائح التي تساعد المريض على الشعور بالتحسن، منها
- استخدام العلاجات الحرارية،: مثل: الوسادات الحرارية، أو الحمامات الدافئة؛ فهي تعمل على تهدئة المفاصل الصلبة، والعضلات المتعبة.
- الاستعانة بالعلاجات الموضعية، وتطبق هذه العلاجات مباشرةً على الجلد عبر العضلات، أو المفصل المؤلم.
كما قد تساعد الكريمات، أو البخاخات على تخفيف الألم.
ومن المفاهيم الخاطئة حول هذا المرض هو أن الرضاعة قد تسبب هذا المرض. الحقيقة أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
في نهاية هذه المقالة ننصح بطلب مساعدة طبية في حال الشعور بـأعراض الالتهاب المفاصل الروماتيدي التي ذكرت سابقًا لتجنب تفاقم المرض.