التهاب اللوزتين عند الأطفال. مرض شائع بين الأطفال. وينتشر بشكل واسع في الشتاء.
تعد اللوزتين عقدتين لمفاويتين تتمركزان على جانبي الحلق، يمكن مشاهدتهما عند فتح الفم. وتشكلان عنصري الدفاع الأول عن جسم الطفل. فهما يمنعان الجراثيم المختلفة من الدخول وإلحاق الضرر به. لذلك تعد اللوزتان هما الأكثر عرضة للالتهاب بشكل متكرر، وخاصةً لدى الأطفال.
عزيزتي الأم كثيرًا ما يعود طفلكِ من المدرسة منهكًا، وقد تلاحظين ارتفاعًا في درجة حرارته. وإذا استيقظ في اليوم التالي وهو يعاني من ألم شديدٍ في الحلق وصعوبة في البلع، فعليكِ أن تتيقني أنه مصابٌ بالتهاب اللوزتين.
كثيرًا ما نجد الأمهات في هذه الحالة مسرعاتٍ إلى الصيدلية لإحضار مضاد الالتهاب وإعطائه للطفل. دون أن يدركن مدى خطورة هذا التصرف على صحته.
سيداتي الأمهات سنقدم لكن من خلال هذا المقال كل ما يتعلق بمرض التهاب اللوزتين عند الأطفال وطرق علاجه الصحيحة.
هل التهاب اللوزتين عند طفلكِ التهاب بكتيري أم فيروسي
سؤال هام للغاية، لأنه يحدد أسباب الإصابة وأعراضها وطرق العلاج المناسبة. كثيرًا ما يلحق العلاج الخاطئ ضررًا كبيرًا في صحة ابنكِ، ويعرضُ جهازه المناعي لأمراضٍ وأخطار مستقبلية كثيرة. لذا عليكِ أن تدركي أن علاج التهاب اللوزتين لدى طفلك يرتبط بشكل مباشر بالسبب الممرض. فقد يعود التهاب اللوزتين إلى عدوى بكتيرية انتقلت لطفلك عند احتكاكه مع زملائه في المدرسة. وفي كثير من الأحيان قد تكون هذه العدوى فيروسية. وبالتالي يعد التشخيص الصحيح من الطبيب هو الإجراء الأدق والأنسب لصحة طفلك.
الفرق بين التهاب الحلق الفيروسي والبكتيري من حيث الأسباب
كثيرًا ما يحدث التهاب اللوزتين عند الأطفال نتيجة لعدوى فيروسية كفيروسات الانفلونزا المختلفة، ومنها فيروس كوفيد 19. وغالبًا ما تستمر أعراضه الأساسية ليومين فقط بعد الإصابة بالفيروس. وعلى الأم أن تدرك أن جميع مضادات الالتهاب بأنواعها وأشكالها المختلفة لن تجدِ نفعًا مع التهاب اللوزتين الفيروسي. بل إنها تخفض من مناعة الطفل وتجعله أكثر عرضة لمضاعفاتٍ أوتداعياتٍ مرضية أشد خطورة في المستقبل، لإنهاكها جهاز المناعة لدى الطفل. فمضاد الالتهاب غير مخصص لعلاج الفيروسات، إنه مصنوع ومركب لعلاج البكتيريا.
بينما يستمر في المقابل التهاب اللوزتين البكتيري المنشأ بأعراضه لأكثر من يومين. وقد يتطور إلى حمى روماتيزمية إذا لم يعالجه الطبيب بمضاد الالتهاب المناسب.
أسباب التهاب اللوزتين عند الأطفال
يمكن إرجاع التهاب اللوزتين لمسببات مختلفة أهمها:
- مسببات فيروسية، وهي الأكثر انتشارًا.
- مسببات بكتيرية، وتعد البكتيريا العقدية التي تنتج القيح هي الأكثر إصابة للأطفال.
- قد تكون هناك عوامل أخرى تسبب التهاب الحلق واللوزتين عند الأطفال. ومنها التعرض للدخان والعوادم وروائح المركبات الكيميائية. حيث يكون الأطفال شديدي التأثر بهذه العوامل.
عوامل الخطر لالتهاب اللوزتين
تشمل عوامل الخطر عند الإصابة بالتهاب اللوزتين ما يلي:
- الأطفال
يصيب التهاب اللوزتين ذو المنشأ البكتيري الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخمسة أعوام والأربعة عشر عامًا. حيث تعد اللوزتان عنصري المناعة الأهم لديهم. الأمر الذي يتناقص تدريجيًا مع اقتراب سن البلوغ.
- التهاب اللوزتين المتكرر
كثيرًا ما يلجأ الطب إلى العمليات الجراحية لإزالة اللوزتين كوسيلة للقضاء على التداعيات الخطيرة لالتهاب اللوزتين المتكرر. كإصابة الأطفال بالحمى الروماتيزمية، وتداعياتها الخطرة كحمى القلب.
حيث يعد التهاب القلب من الأمراض التي تلي الإصابة بالحمى الروماتيزمية الناتجة عن التهاب اللوزتين الحاد والمتكرر لدى الأطفال. وهي الأكثر انتشارًا بين الأطفال الأصغر عمرًا. وغالبًا ما تصيب مفاصل الطفل قبيل الانتقال إلى القلب. كما يعد التهاب الكلى من التداعيات الخطيرة أيضًا لالتهاب اللوزتين المتكرر الذي يجبر الأطباء على اتخاذ إجراءات العمل الجراحي بإزالة اللوزتين للحد من تطوره.
أعراض التهاب اللوزتين
تختلف أعراض التهاب اللوزتين لدى طفلكِ باختلاف العامل المسبب، حيث تظهر على الشكل التالي:
- أعراض التهاب اللوزتين الفيروسي
يعد التهاب اللوزتين الفيروسي هو الأكثر انتشارًا. أما أهم أعراضه فهي السعال وسيلان الأنف واحمرار في العينين. كما لن تكون هناك بقع قيحية بيضاء على لوزتي الطفل عند الإصابة بالتهاب اللوزتين الفيروسي. وغالبًا ما تزول أعراض ألم اللوزتين والحلق بعد 48 ساعة في حالة الالتهاب الفيروسي.
- أعراض التهاب اللوزتين البكتيري
ولعل أهم أعراضه تشكل بقع أو طبقة بيضاء اللون من القيح في الحلق وعلى اللوزتين. وكثيرًا ما يترافق ذلك بتضخم العقد اللمفاوية لدى الطفل في منطقة الرقبة. وقد يظهر طفحًا جلديًا خفيفًا (الحمى القرمزية). وغالبًا ما تستمر أعراض التهاب اللوزتين البكتيري لأكثر من 48 ساعة. وقد يسبب هذا النوع من الالتهاب أمراضًا خطيرة كحمي الروماتيزم والقلب.
طرق علاج التهاب اللوزتين
غالبًا ما يعتمد الطبيب على الفحص السريري للحلق والأذنين والأنف لطفلكِ ومعرفة عدد أيام الالتهاب، لتحديد نوع الالتهاب (فيروسي أم بكتيري). فإذا لاحظ أن التهاب اللوزتين فيروسي المنشأ لن يصف للطفل أي مضاد للالتهاب. أما إذا تأكد من أن الالتهاب بكتيري سيصف مضاد الالتهاب المناسب. وقد يعتمد على بعض تحاليل الدم الطبية في حالة الالتهاب الحاد، أو إجراء مسحة للحلق للتأكد من نوع الإصابة.
سنقدم أهم الإجراءات التي يجب على الأم أن تقوم بها خلال نهج الرعاية الصحية المنزلية لطفلها المصاب بالتهاب اللوزتين. وذلك بعد معاينته من قبل الطبيب المختص وأخذه الدواء اللازم:
- انصحي طفلكِ بالراحة والنوم اللازم خلال هذه الفترة.
- شجعي الطفل على شرب الكثير من السوائل والماء، وخاصةً السوائل الساخنة.
- حضري الماء والملح الدافئ ليتغرغر بها طفلكِ.
- أبعدي طفلكِ عن الأجواء الملوثة بدخان السجائر، وهيئي له جوًا رطبًا ببخار الماء لمدة من الوقت.
- تجنبي إعطاء طفلكِ الأسبرين وذلك لأنه يسبب أمراضًا خطيرة بوجود الانفلونزا وغيرها من فيروسات التهاب اللوزتين.
وتبقى الممارسات الصحية النظيفة كغسل الأيدي بالماء والصابون بشكل مستمر، وتجنب مشاركة أكواب المياه مع الآخرين من أهم الإرشادات التي تقدميها لطفلك لحمايته من العدوى بالتهاب اللوزتين، وتبقى الوقاية خيرٌ من قنطار علاج.